الاثنين، 7 ديسمبر 2009

انجاز 70% من السد الترابي الثالث لبحيرة الصرف الصحي

سبق – جدة : أنجزت أمانة محافظة جدة، 70% من السد الترابي الثالث الذي شرعت في تنفيذه نهاية الأسبوع الماضي في المسافة الواقعة بين حي السامر وبحيرة الصرف الصحي لحماية أحياء شرق الخط السريع من أية أخطار محتملة.

وأوضح وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانه أن العمل يتواصل من قبل الشركة المنفذة للانتهاء من السد الترابي الثالث في الوقت المحدد له قبل نهاية الأسبوع الحالي، مؤكدا أن تشييد هذا السد جاء بناءً على توجيهات أمين محافظة جدة بالعمل لتطمين أهالي جدة والأحياء القريبة من بحيرة الصرف الذين أبدوا قلقا كبيرا خلال الأيام الماضية.

وقال "إننا في أمانة محافظة جدة ندرك جميعا أن الحدث جلل والمصاب كبير، ورغم شعورنا العميق بالألم والأسى، إلا أنه لا سبيل أمامنا وليس لنا من اهتمام إلا ببذل أقصى ما نستطيع من جهد لإزالة الأضرار التي خلفتها السيول، أو تقليلها إلى أدنى حد ممكن. وأضاف أن "موقع السد تم تحديده بعد أن قام عدد من الخبراء الجيولوجيين بجامعة الملك عبدالعزيز بمرافقة عدد من مسئولي الأمانة خلال جولة ميدانية في المنطقة الواقعة بالقرب من حي السامر، وعلى بعد 11 كيلو من السد الاحترازي الذي تتردد الكثير من الشائعات عن احتمالية حدوث انهيار له، وهي شائعات لا أساس لها من الصحة خاصة أن السد لا توجد به أيه تصدعات ويتم عمل تخفيف لشفط المياه الواقعة خلفه بتفريغها عبر الخطوط إلى مجرى السيل الجنوبي".

وأكد كتبخانه أن السد الجديد سيكون بطول 160 مترا، وعرض 25 مترا وبارتفاع ثلاثة أمتار، وسيتم إنشاء عدد من القنوات لتصريف المياه الواصلة له للقناة الشمالية، موضحا أن أكثر من 50 معدة تابعة لشركة بن لادن تشارك في تشييد السد وذلك تدعيما وتطمنيا لأهالي حي السامر، وتلافيا لحدوث آية أخطار محتملة في المستقبل. وأفاد أنه يجري كذلك عمل تدعيم للسد الترابي المجاور لبحيرة الصرف وزيادة ارتفاعه واستخدام مادة ( جي تكست تيل) في السد الترابي الجديد وكذلك القديم وهي مادة تمنع التسرب وتحد من سحب التربة منسوب المياه خلف السد الاحترازي، مشيرا إلى أن نحو 70 معدة تعمل في السد الترابي القديم لزيادة ارتفاعه إلى 20 مترا بدلا من 18 بطول 1700 متر وعرض 20 مترا، مؤكدا انخفاض منسوب المياه بالسد الترابي إلى 9.8 أمتار.

وأشار إلى أنه يجري متابعة السد الاحترازي أولا بأول والعمل على تخفيض منسوب المياه به، حيث تم تركيب 20 مضخة سعة كل منها ألفا متر مكعب في الساعة لتخفيض كمية المياه بما يزيد على40 ألف متر مكعب يوميا ونقلها عبر الخط الناقل الذي نفذته الأمانة كأحد المشاريع العاجلة لدرء مخاطر بحيرة الصرف إلى قناة مجرى السيل الجنوبي. وأكد على أن انشغال الأمانة وتركيزها خلال هذه المرحلة ومنذ بدأت السيول كان وسيظل منصبا في نقطة واحدة هي العمل، فقط لإزالة أضرار السيول؛ فنحن لسنا مشغولين بالرد أو تفنيد ما يثار من شائعات أواتهامات، حتى وإن كانت غير موضوعية.

تقرير أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عن الدعم الإيراني للحوثيين


نبأ نيوز- متابعات -

كشف تقرير أمريكي حديث أن إيران تقدم أسلحة ومعدات للمتمردين الحوثيين في شمال اليمن وتقوم بنقل مقاتلين من حزب الله اللبناني إلى صعدة اليمنية.
وذكر التقرير الصادر عن الوكالة الأمريكية للدراسات الإستراتيجية والاستخباراتية «ستراتفور» ونشرت تفاصيله الليلة الماضية «أن إيران تنقل أسلحة عبر طريق يبدأ من ميناء عصب الإريتري ويلتوي شرقا حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن إلى مدينة شقراء التي تقع على ساحل جنوب اليمن، ومن هناك تتحرك الأسلحة برا إلى شمال مدينة مأرب شرقي اليمن وبعدها إلى محافظة صعدة شمالي على الحدود السعودية – اليمنية».
وكانت حدة التحذيرات الإقليمية والدولية تصاعدت في الآونة الأخيرة من مخاطر التورط والدعم الإيراني لعصابة الإرهاب والتمرد والتخريب الحوثية في اليمن والأهداف الإيرانية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وعلى وجه الخصوص أمن واستقرار اليمن والخليج العربي بشكل عام.
وكانت معلومات قد كشفت أخيراً عن وجود معسكرات لتدريب المتمردين الحوثيين في إريتريا، حيث توجد وحدات من الحرس الثوري الإيراني في إريتريا يعتقد أنهم يقومون بتدريب المتمردين وتزويدهم بالسلاح عبر ميناء «عصب» الإريتري، حيث تسهل حركة المتمردين من الميناء المذكور إلى ميناء ميدي اليمني والذي لا يفصلهما عن بعضهما بعضا سوى كيلومترات قليلة. وتخشى اليمن من تدبير مخطط إقليمي أكبر يهدف إلى تحويل منطقة البحر الأحمر، خاصة تلك القريبة من سواحل إريتريا إلى منطقة نفوذ إيراني، بعد الأنباء التي ترددت أخيرا عن دور إريتري في المنطقة مهمته تأمين جسر عبور للأسلحة الإيرانية إلى المتمردين عن طريق قوارب تتجول بين السواحل الإريترية وسواحل ميناء ميدي اليمني، في ظل ضبط عدد من القوارب التي تحمل أسلحة إلى الحوثيين أواخر الشهر قبل الماضي.
فيما أكدت تقارير إخبارية رسمية وجود معسكر تابع للقاعدة في الصومال وإرتيريا ليتولى صناعة الشباب المجاهد الذي يحاول أعضاؤه التسلل بين حين وآخر إلى السواحل اليمنية على شكل نازحين.

محافظة صامطة تزف شهيدها البطل الجندي / إبراهيم النجمي



جازان نيوز - خاص ::
أستشهد الجندي البطل إبراهيم النجمي مساء أمس الأحد الموافق 19/12/1430 هـ أثناء تأديته واجبه في جبل الرميح على الشريط الحدودي أثناء تمشيط الحدود من العناصر الحوثية المسلحة المتسللة إلى الأراضي السعودية ونال من خلالها شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن أرض المقدسات الإسلامية لإعلاء كلمة لا اله الا الله محمداً رسول الله يُذكر أن الشهيد أصيب بطلقة في الصدر أدت إلى وفاته فوراَ من قبل أحد القناصين الحوثيين الخونة .
نسأل الله العلي العظيم أن يكتبه في الشهداء

أوباما واستنساخ نموذج غورباتشوف في الانسحاب من أفغانستان



د ـ أحمد موفق زيدان

كل من تابع الحربين المدمرتين على أرض أفغانستان خلال العقود الثلاثة الماضية يدرك مدى تشابه البدايات والنهايات في ذينك الحربين، فبداية الحرب السوفياتية على أفغانستان عام 1979 حين حطت سنابك القوات السوفياتية دون دعوة رسمية من الحكومة الأفغانية إذ أن الرئيس الأفغاني حينها نور محمد تراقي قُتل على أيدي المحتلين الجدد وتم تنصيب بابراك كارمل سلفا له على الحكومة الجديدة، وظل المحتل السوفياتي يبحث عن ذريعة شرعية وقانونية دولية تبرر تدخله عبر دعوته من قبل الحكومة الشرعية القانونية الأفغانية الغائبة، لكن السوفييت فشلوا في ذلك إذ أن بابرك كارمل ألقى حينها خطاب دعوة القوات السوفياتية لاحتلال بلاده أو لمساعدة حكومته كما أعلن من طشقند في أوزبكستان التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، ولم يعلنه من كابول التي كانت لا تزال تحت سيطرة خصمه السياسي تراقي، ونفس الأمر تكرر في أفغانستان بعد عقدين من الزمن حين دخلت القوات الأميركية بدون دعوة رسمية من الحكومة المركزية الشرعية، فطالبان كانت لا تزال على رأس السلطة، ولذا سارع الأميركيون مع حلفائهم الغربيين إلى عقد مؤتمر بون وتنصيب كارزاي رئيسا ليلعب دور بابرك كارمل من حيث دعوة المحتلين الجدد..
الآن وبعد مرور عقدين تقريبا على الانسحاب السوفياتي من أفغانستان وثمان سنوات على بدء الحرب الأميركية عليها تتشابه النهايات أيضا فالرئيس السوفياتي آنئذ ميخائيل غورباتشوف حين قرر الانسحاب من المستنقع الأفغاني أو ما وصفه حينها بـ " الجرح النازف" دفع بمزيد من القوات ونشرها على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية، من أجل تحميل باكستان مسؤولية ما يجري في أفغانستان، وبرزت عضلات القوات الخاصة السوفياتية المعروفة بـ " السبيتناز" في معارك جاجي وخوست لأول مرة عام 1987 ، آخذا على ما يبدو بوصية الجنرال الأميركي إبان حرب فيتنام والقائلة " أعلن انتصارك ثم انسحب " وهو ما حصل بالفعل ،لكن لم يقع الانتصار، لكن وقع الانسحاب وها هو باراك أوباما يعيد الكرة بعد عشرين عاما..
لقد منح غورباتشوف جنرالاته بعد وصوله إلى السلطة عام 1985 منحهم عاما واحد للنصر أو الانسحاب، وإن كان ذلك استغرق معه أربع سنوات حتى بدأ الانسحاب في الخامس عشر من آب / اغسطس من عام 1989، وها هو أوباما يمنحهم ثمانية عشر شهرا للانتصار ثم الانسحاب، ويتعهد للشعب الأميركي بعدم زيادة عديد القوات في أفغانستان حتى لو تدهور الوضع الأمني هناك ..
بدا واضحا من استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما أيضا والتي كانت مزيجا من الحرب والسلام، ومزيجا من استراتيجية سلفه جورج بوش العسكرية والسلمية الخاصة بأوباما ، بدا واضحا أنها تسعى إلى تلبية احتياجات المواطن الأميركي دافع الضرائب الذي يكتوي بنار الحرب الأفغانية بشكل يومي ومزيج من الانشغالات الباكستانية التي لا تزال لم يتم الرد على مخاوفها وقلقها وانشغالاتها حتى الآن بل إن الحليف الباكستاني الأهم في إنجاح أو إفشال الاستراتيجية الأميركية بدا قلقا وغير مقتنع بالاستراتيجية الجديدة التي يراها البعض في باكستان على أنها موجهة ضد بلادهم ، أكثر مما هي موجهة ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة …
الرد الباكستاني على الاستراتيجية الجديدة اقتصر على الخارجية الباكستانية ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلان خلال زيارته إلى بريطانيا والذي قال فيها إن بلاده تنتظر توضيحات أميركية بشأن الاستراتيجية، لكن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أحجم عن التعليق على الاستراتيجية وهو الذي يتعرض لهجوم إعلامي باكستاني غير مسبوق لقربه من أميركا وابتعاده عن المؤسسة العسكرية ..
إن الاستراتيجية الجديدة المتمثلة في إرسال مزيد من القوات، أولا تتناقض مع تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي إلى أفغانستان ريتشارد هولبرك بشأن الرغبة في التصالح مع طالبان والتفاهم معها، وثانيا فهي ستؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد العسكري وهو ما سيقضي على أي بوادر للمساومة والتصالح السياسي في أفغانستان، خاصة وأن خطاب أوباما خلا تماما من الحديث عن المصالحة الوطنية في أفغانستان ، لكن البعض يعتقد أن خلوه من المصالحة الوطنية قد يعود إلى الرفض الطالباني المتكرر لإجراء أي مفاوضات مع الأميركيين ما لم ينسحبوا من أفغانستان وهو ما جعل الاستراتيجية الأخيرة عسكرية صافية نقية خالية من السياسة ..
ومع هذا يرى الكثيرون أنه من غير المنطقي أن يتم إرسال قوات عسكرية إضافية بحجم ثلاثين ألف جندي وربما أكثر من الجانب الأميركي فقط فضلا عن الأوربي الذي تعهد بخمسة آلاف جندي، من غير المنطقي أن يتم إرسال هذا العدد الضخم للتحضير لانسحاب حُدد منذ اليوم الأول للاستراتيجية الجديدة وهو تاريخ يوليو / حزيران من عام 2011، وبالتالي السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما هي الرسائل التي يود الرئيس الأميركي إرسالها إلى طالبان أفغانستان من وراء هذه الاستراتيجية وهي التي ستشعر بالنشوة وربما يدفعها ذلك إلى الكمون وعدم خوض المعارك استعدادا للجائزة الكبرى في إسقاط حكومة كارزاي ومرحلة ما بعد الانسحاب، ينضاف إلى ذلك الرسالة الخاطئة لباكستان حليفة واشنطن في المنطقة التي لا تزال تستذكر الانسحاب والتخلي الأميركي عن المنطقة وعن باكستان قبل عشرين عاما بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان ..
الواضح أن أوباما تحدث عن كل شيء في خطابه واستراتيجيته باستثناء الحديث عن الأهداف والغايات من وراء الاستراتيجية الجديدة، فلم يتم تحديد فيما إذا كان الهدف هو هزيمة طالبان أو هزيمة القاعدة أو الاثنتين معا، وكما وصفها أحد الخبراء الغربيين بالشأن الأفغاني إن الفجوة بين خطاب أوباما وكلماته عن أفغانستان والعمل المقترح على الأرض مسافة طريق يتسع لشاحنة للمرور فيه ، خصوصا وأن خطاب الهجوم القاسيعلى حكومة كارزاي وأمراء الحرب الذين حوله ربما سيدفعهم إلى التفكير مجددا للاتصال مع طالبان والتحضير لمشهد ما بعد الانسحاب، وهم يرون أن الاستراتيجية برمتها مبنية على حماية أرواح الأميركيين وليس على حماية الحكومة الأفغانية المكتسبات التي تحققت من وراء الاحتلال إن كانت هناك مكتسبات بالطبع .
اللافت جدا هو تشابه تسليم القوات السوفياتية للمليشيات الأفغانية بعض المناطق أثناء انسحابها كما حصل مع مليشيات الزعيم الأوزبكي عبد الرشيد دوستم فسلمته جوزجان ومزار الشريف وكذلك مليشيات عصمت مسلم البشتونية سلمته قندهار، ومليشيات أخرى سلمتها مناطق في الجنوب الشرقي، نفس الأمر أعلنه أخيرا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان الجيش الامريكي قد يسلم المسؤولية الامنية في بعض المناطق الافغانية الى الزعماء المحليين وميليشياتهم لا الى الجيش الافغاني التابع للرئيس حامد كرزاي الذي دربته الولايات المتحدة، وتظهر هذه الاستراتيجية مدى الشكوك الامريكية في كرزاي وأيضا في امكانية تدريب
قوات كافية للجيش الأفغاني في بعض مناطق أفغانستان بما يسمح بانتقال سلس للمسؤولية الامنية في اطار الجدول الزمني الامريكي الجديد.
ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان التحالف مع زعماء القبائل المحلية قد
يكون مفتاحا لتوسيع نطاق الامن وتهميش طالبان، وقال جيتس خلال جلسة للكونجرس الامريكي //جزء من استراتيجية الرئيس هي العمل مع مجلس القبائل العمل مع شيوخ القرى العمل مع الحكام الاقليميين وزعماء الاقاليم أيضا، وتتصور وزارة الدفاع الامريكية /البنتاجون/ ان يجري نقل السلطة في أفغانستان على غرار النموذج العراقي حيث سلم الجيش الامريكي المسؤولية الى قوات الامن العراقية ثم بدأ الانسحاب تدريجيا."
المصادر السياسية والديبلوماسية في العاصمة إسلام آباد ترى أن واشنطن أبقت باكستان في الظلام إزاء استراتيجيتها الأخيرة التي لا تخفي إسلام آباد قلقها منها ومن تطبيقاتها على الأرض، سيما وأن حديث أوباما عن كون باكستان مركز زلزال الإرهاب يحمل في طياته دون أدنى شك رغبة وحرصا أميركيا على متابعة وملاحقة القاعدة وطالبان وبقوة في داخل الأراضي الباكستانية، تزامن ذلك مع ما كشفته النيويورك تايمز الأميركية في أن واشنطن تستعد لتنفيذ ضربات جوية في العمق الباكستاني لاستهداف قادة القاعدة وطالبان وهو ما يزيد من المخاوف الباكستانية في أن يطال ذلك مدنا رئيسة بعد حديث أميركي عن وجود زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر في مدن مثل كويتا وكراتشي ، ينضاف إليه ما نشر عن عزم أميركا تنفيذ انزال كوماندوز في العمق الباكستاني من أجل القبض على قادة القاعدة وطالبان التي تتوقع واشنطن وجودهم في باكستان ..
باختصار فإن أوباما يود أن يحقق في ثمانية عشر شهرا ما فشل فيه وعجز عنه الاكسندر الكبير قبل ألفين وخمسمائة عام، ويود أيضا أن ينجح فيما فشلت فيه الإمبراطورية البريطانية في القرن قبل الماضي وما فشلت فيه الامبراطورية السوفياتية العام الماضي …
رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية الأسبق الجنرال المتقاعد حميد جول يعتقد أن الاستراتيجية الأوبامية الجديدة تركز على تحقيق انتصارات ومكاسب في باكستان أكثر من حرصها على تحقيق مكاسب في أفغانستان، وهو انطباع لدى كثير من النخب العسكرية والسياسية الباكستانية التي تستذكر دائما دفعها ثمن انسحاب القوى الأجنبية من أفغانستان ..
وهنا ربما تحديد الانشغالات الباكستانية وخوفها على انعكاس الاستراتيجية الأميركية عليها وذلك في جملة عوامل وأسباب :
1. حديث رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني خلال زيارته الاخيرة إلى لندن من أن بلاده بانتظار توضيحات بشأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في إرسال مزيد من القوات يأتي على خلفية الانزعاج الباكستاني من عدم بحث الاستراتيجية الأميركية الجديدة معها قبل الإعلان عنها، وضاعف من خطورة الأمر بالمنظار الباكستاني استقبال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سنغ في البيت الأبيض وبحث الوضع الأفغاني معه، والذي كان قد حذر من الانسحاب الأميركي المفاجئ من أفغانستان كون بلاده ستتلقى سندان الانتصار الطالباني في أفغانستان عبر دعم المجموعات الكشميرية المقاتلة في الهند وهو ما سيعني تكرار نموذج عمليات مومباي وغيرها، وهنا يبرز الطرح الهندي في معالجة أفغانستان عبر مقاربة هندية ـ روسية ـ إيرانية ، في حين تطرح باكستان مقاربة باكستانيةـ صينية كونهما أكثر التصاقا ومعرفة بالوضع الأفغاني ..
2. القلق الباكستاني يتمثل في الأماكن والمناطق الجغرافية التي سيُصار إلى نشر القوات الجديدة فيها، فإن كان الانتشار على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية ، وتحديدا المتاخمة لاقليم بلوشستان المضطرب فهذا يعني انتقال المعارك وانتقال معه الملاحقة والمطاردة الأميركية الساخنة لمقاتلي القاعدة وطالبان إلى داخل المناطق الباكستانية خصوصا اقليم بلوشستان المضطرب أصلا، والذي يمور بمجموعات عرقية بلوشية تهدد بالانفصال، وهنا ستزداد الضربات الجوية الأميركية ويتصاعد معه الرد الطالباني على الحكومة الباكستانية من خلال العمليات الانتحارية.. والإشارات القادمة من واشنطن وكابول تؤكد أن القوات الجديدة سيتم نشرها بالكامل في ولايات مثل هلمند وقندهار وبكتيا ونورستان وكلها مجاورة لباكستان وهو ما يعزز المخاوف الباكستانية …
3. القلق الباكستاني ربما يتصاعد أكثر على شكل اتهامات غربية وأميركية ودولية في أن قادة القاعدة وطالبان لجؤوا إلى الأراضي الباكستانية وبالتالي على إسلام آباد تحمل مسؤولية في أن تكون كبش فداء لما يجري، وتخرج أميركا والتحالف الدولي من المأزق والمستنقع الأفغانيين محملين باكستان مسؤولية ملاحقة وتصفية القاعدة وطالبان، فسلة المحفزات المالية التي قدمتها إدارة أوباما لباكستان ستقابل باختراقات أميركية خطيرة تمس الأمن القومي الباكستاني أكثر وأكثر، وهو ما يخيف المسؤولين الباكستانيين ..
4. القلق الباكستاني يبرز في إمكانية أن يضر ذلك كله بإمكانية لعبها دور الوسيط بين الغرب وطالبان أفغانستان، سيما وأن باكستان لا تزال تتعامل مع طالبان أفغانستان بشكل منفصل ومختلف عن طالبان باكستان وهذا لا يخفيه القادة الباكستانيون على أساس أن طالبان أفغانستان يقاتلون في بلادهم و لا يتدخلون في الشأن الداخلي الباكستاني كما هو الحال مع طالبان باكستان، بالإضافة إلى أن المنطق يحتم على باكستان التعامل مع طالبان أفغانستان كحقيقة واقعة على حدودهم ..
5. تحديد ثمانية عشر شهرا للانسحاب الأميركي من أفغانستان ربما سيعطي دفعة معنوية قوية لمقاتلي طالبان باكستان والتحضير ربما بدعم من طالبان أفغانستان إلى القفز على السلطة في باكستان وهو ما قد يوفر أجواءً فوضوية تستغلها الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق مآرب ومصالح استراتيجية لها في باكستان، على رأسها مخاوفها من السلاح النووي والسعي إلى استصدار قانون جولي بشأنه ..
لقد حولت الاستراتيجية الأوبامية أو المقامرة بالأصح المنطقة إلى حقل ألغام للجميع، فلا الأميركيون يعرفون تماما ماذا ينتظرهم وكيف يتعاملون مع الباكستانيين، والكل غدا في حيص بيص ، ولا أحد يعرف من حليفه ومن عدوه ؟؟ فالكل بدأ يرتب أوراقه من الآن لمرحلة ما بعد الانسحاب ، فالأميركيون بدؤوا بتحميل حامد كارزاي المسؤولية ومعه باكستان، وكأن الأميركيون لم يكونوا على علم بما يجري من فساد للحكومة الأفغانية طوال السنوات الماضية .. والسؤال الآن كيف سيتعامل ويحضر كارزاي وأعضاء حكومته لمشهد ما بعد يوليو / حزيران 2011 موعد بدء الانسحاب الأميركي، ونفس الأمر ينطبق على طالبان الذين قد يخففوا من عملياتهم بانتظار الجائزة الكبرى سقوط الحكومة الأفغانية والوصول إلى السلطة، كل ذلك يؤكد حقيقة واحدة وهي أن المقامرة الأوبامية إنما هي خلط للأوراق بشكل أقرب ما يكون إلى القمار السياسي لا أحد يعرف من سيربح ومن سيكسب ؟؟
الأميركيون يعيدون الماضي فحين انهزم جنرالات أميركا في فيتنام بدؤوا يتهمون فيتنام الشمالية من خلال كمبوديا وها هم يحضرون الاتهام لباكستان بتحميلها مسؤولية إخفاقاتهم وجعلها كبش فداء لهزيمتهم، فالحرب لا يمكن كسبها حين تكون الشعوب المحتلة ضدك فكيف إن كانت الشعوب المحتلة والمستعمرة كلاهما ضدك وهو ما عكسته استطلاعات الرأي في أوربا قبل أفغانستان ..