الخميس، 28 أغسطس 2008

حركة طالبان تتبنى هجومًا قويًا استهدف دورية ألمانية

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان مسئوليتها عن الهجوم الذي أصاب دورية ألمانية أمس الأربعاء في أفغانستان، وأدى إلى مصرع جندي من قوات الألمانية وإصابة ثلاثة آخرين.
وجاء تبني حركة طالبان لهذا الهجوم من خلال اتصال هاتفي أجراه متحدث باسم طالبان مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
وقالت المجلة في موقعها الإلكتروني اليوم الخميس: "إن إدارة التحرير في هامبورج تلقت اتصالا من ذبيح الله مجاهد أكد أن مسلحين من حركته شنوا الهجوم وسيشنون هجمات أخرى".
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتانماير قد أقر بمقتل جندي ألماني أمس الأربعاء في هجوم وقع شمال افغانستان.
من جهته قال وزير الدفاع الألماني فرانز يوزف يونغ إن ثلاثة جنود آخرين أصيبوا بجروح في الهجوم الذي استهدف دورية ألمانية تضم ثماني عربات.
جدير بالذكر أن قوات الاحتلال الألمانية تتعرض لهجمات متلاحقة من قبل مقاتلي حركة طالبان، الأمر الذي دفع العديد من القوى السياسية داخل ألمانيا إلى محاولة الضغط من أجل التوقف عن احتلال أفغانستان بسبب الخسائر المتزايدة.
ونشرت برلين 3500 جندي للعمل ضمن قوة المساعدة الأمنية الدولية إيساف في أفغانستان، وهم يتركزون في كابول وخاصة في المنطقة الشمالية منها.
نية أمريكية في نقل قوات مارينز من العراق لأفغانستان
من ناحية ثانية قال قائد سلاح مشاة البحرية الأمريكية إنه قد يخفض قواته البالغ قوامها 25 ألفًا في محافظة الأنبار المعقل السابق لتنظيم القاعدة في العراق لتعزيز العمليات العسكرية ضد حركة طالبان التي تزداد قوتها في أفغانستان.
وأضاف الجنرال جيمس كونواي: "من الممكن نقل السيطرة الأمنية على المحافظة التي كانت متوترة إلى القوات العراقية في غضون أيام وذلك بفضل تراجع حاد في العنف".
وأخبر كونواي الصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية: "يحتاج العراق حاليًا إلى بناء دولة أكثر من حاجته إلى القتال، وبصراحة شديدة أفغانستان هي المكان الذي ينبغي أن تكون قواتنا فيه".

تعثر الولايات المتحدة أمام حلف شمال الأطلسي!

كان يفترض على وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس إلمامها العميق بالملف الروسي وأغواره، كونها اختصاصية في هذا المجال، ومع ذلك نستغرب من تصريحاتها وأقوالها قبل انتقالها إلى عاصمة جورجيا تبليسي وبعدها، عندما أعلنت في بيان لها أن منظمة حلف شمال الأطلسي، سوف تهزم الأهداف الروسية في جورجيا، وسوف تنتصر!

وأعلنت رايس بجرأة، أن روسيا "أصبحت أكثر فأكثر ـ في نظر العالم ـ خارجة عن القانون"، مشيرة إلى الهجوم الروسي على جورجيا.. وأضافت: "إن الكرملين يعتزم خنق جورجيا واقتصادها"، في إشارة منها إلى بقاء القوات الروسية في أماكن حساسة في جورجيا، وعدم مغادرتها، كما وعدت بذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والرأي العام الدولي.

ومع ذلك، وفي مؤتمر القمة الطارئة لمنظمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، وافق وزراء خارجية الدول الأوروبية على تعليق إجراء اتصالات رسمية مع موسكو حتى تسحب قواتها من جورجيا، غير أن موسكو، رفضت الخضوع للضغوط الأمريكية بفرض العقوبات الشديدة عليها. وفي بيان موقع من 26 عضو في حلف شمال الأطلسي، جاء فيه على الخصوص "ضرورة إعادة حلف شمال الأطلسي النظر في علاقاته مع روسيا، بعد الآثار السيئة المترتبة على الإجراءات التي اتخذتها روسيا في جورجيا".

والحقيقة، فإن روسيا ـ أخيرا ـ رسمت خطا في الرمال المتحركة في القوقاز عموما وجنوبه خصوصا، لصالحها، وفرضت رؤيتها ـ الخاصة ـ في اللعبة الدولية التي كانت تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى أحد المحللين المختصين في السياسات الدفاعية الأوروبية، أن الحماسة "الشديدة" التي تبديها واشنطن في الصراع الحالي بين روسيا وجورجيا، هدفه "الحقيقي" أو "من ورائه"، زعزعة استقرار أوروبا.

عمليا، تفعل واشنطن كل ما في وسعها لتأجيج النار المستعيرة في أوروبا، وتخويف الدول الأوروبية المستقلة، التي كانت في وقت ما تشكل ما كان يصطلح عليه بإمبراطورية الشر، الاتحاد السوفيتي، ومحاولة توريط حلف شمال الأطلسي في القوقاز، وما يمثله من ثروة إستراتيجية لا مثيل لها (النفط والغاز والثروات الباطنية والمياه).

الوزيرة الأمريكية، كونداليزا رايس، أطلقت النار على السياسيين المترددين في أوروبا من التورط في أتون الحرب مع روسيا نيابة عن الولايات المتحدة، وقد استعملت وابلا من الألفاظ الحادة، منذ اندلاع الأعمال العدائية بين روسيا وجورجيا في 7-8 أغسطس.

وفي السياق نفسه، شبه الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الروس بـ"البربر"، وكان من المفترض على المحامي السابق في نيويورك (ميخائيل ساكاشفيلي) أن يستفيد من دروس الجغرافية السياسية العالمية قبل اتخاذ القرار الأحمق بمواجهة الآلة العسكرية الروسية.

وفي هذا الإطار، هناك أربعة أسباب مترابطة في الأزمة "القوقازية" الحالية، رغم ما قيل عنها في العلن أو في الكواليس:

1 — التأكيد على وحدة وسلامة التراب الجورجي، وعدم اعتراف النظام الجورجي باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ذات الأغلبية الروسية.

2 - توسيع حلف شمال الأطلسي إلى دول أوروبا المستقلة، كما وعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل مؤخرا جورجيا.

3 — استمرار الخطة الأمريكية التي تم التوقيع عليها مؤخرا في بولندا لإقامة محطة مضادة لمنظومة الصواريخ في أوروبا الشرقية، التي لها القدرة على ضرب المجال الأمني الحيوي لروسيا.

4 — والأهمية الجغرافية-الاقتصادية لأمن الطاقة، وما يمثله من تحديات كبرى.

ما حدث في المنطقة القوقازية، من خلال التدخل العسكري الروسي، قلب كل المعادلات والحسابات التي كانت سائدة قبل الانزلاق الأخير.. فقد دخل الآن في حساب الدول العظمى التفاصيل الدقيقة المتصلة بالأمن والطاقة، وذلك في ضوء اعتماد أوروبا "شبه الكلي" على مصادر الطاقة القادمة من روسيا، حيث ستكون الأزمة بالتأكيد لها تأثيرها المباشر على المستقبل السياسي لخط الأنابيب المقرر إنشاؤه في أوروبا.

من جانب آخر، وبدلا من تحديد حسابات الواقعية السياسية والأمنية والاقتصادية التي هي أيضا مدخل رئيسي في الربح والخسارة، أبانت روسيا عن غضبها من التدخلات الأمريكية السافرة في شؤونها الداخلية، ومحاولة حلف شمال الأطلسي "استفزاز" روسيا في "منطقتها" من خلال الاقتراب من مجالها الحيوي الذي يمتد من أقاصي الصين إلى غاية حدود إيران وصولا إلى تركيا والدول الأوروبية المستقلة.

وتسعى الولايات المتحدة الآن، إلى زيادة مؤشر انعدام الأمن في روسيا عبر تدخلات أكثر عدوانية من طرف قوات حلف شمال الأطلسي، التي وجدت الفرصة المواتية للعب أدوار في المنطقة وما وراءها وبسط نفوذها. وقد استفادت الولايات المتحدة من مخاوف أوكرانيا والدول الأخرى المجاورة من الهيمنة والتوسع الروسي، بعد أن أصبحت جورجيا حديث وسائل الأعلام العامة والخاصة في الأيام القليلة الماضية.

ردود الأفعال العدوانية للولايات المتحدة ضد تردد الأوروبيين والحلف في اتخاذ القرار المناسب لوقف الاعتداء الروسي على جورجيا، لم يكن متلائما أو متوافقا أو متزامنا مع احتياجات ومصالح أوروبا في الوقت الحالي، خاصة في مجال الطاقة، إذ ترفض موسكو بشدة تجاهل أمريكا وبريطانيا "العمدي" لأمنها القومي المشروع، وهواجسها بسبب الدرع الصاروخي في أوروبا، في حين تقف باريس وبرلين في الاتجاه المعاكس لواشنطن، فهما كانا أكثر حذرا في تناول الأزمة ومحاولة معالجتها بعيدا عن كل تشنج أو تصعيد، مع الأخذ بعين الاعتبار آراء ووجهات النظر الروسية. وقد اتفق المحللون على أن تصدعا جديدا وقع فعلا بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين من أعضاء حلف شمال الأطلسي.

ومن جانبه، لم يوفر الاتحاد الأوروبي إطارا ملائما للشراكة الإستراتيجية مع روسيا، وتجلى ذلك في عدم قدرته على توفير اتفاق جديد للتعاون مع موسكو، الذي أصبح هو نفسه ـ أيضا ـ مصدرا للأزمة الراهنة.

ولكن، روسيا كانت دائما تحافظ على علاقاتها الجيدة مع الاتحاد الأوروبي بوصفها ركيزة أساسية في سياستها الخارجية، فالاتحاد الأوروبي اليوم، لا خيار له إلا إعادة طرح أمنه وفق حسابات التفاضل والتكامل الجزئي، عبر التفاهم مع روسيا، بعيدا عن ضغوطات الولايات المتحدة الأمريكية.

أما بالنسبة إلى جيران روسيا مثل جورجيا وأوكرانيا، فهي ما زالت تأمل في الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، طلبا لحمايتها، كما أن الحرب في جورجيا وحد من مخاوف الدول الأوروبية المستقلة، التي لم تكن على استعداد لتقبل أسوأ النتائج، وهو التهديد بالاجتياح.

وفيما يتعلق بالصين، التي اقتصرت على دراسة رد الفعل على التطورات السريعة في منطقة القوقاز الجنوبية، فإن بكين تعاطفت مع روسيا في أزمتها مع جورجيا، وقد نددت ـ منذ فترة ولا زالت ـ بمحاولات الهيمنة الأمريكية الأحادية على العالم، وتوسيع حلف شمال الأطلسي على باقي الدول الأوروبية المستقلة التي لم تنضم إليه بعد، ونتج عن هذا خلافات حادة حول التكتيكات والإستراتيجيات الفرعية الواجب اتباعها.

وفي كلمة واحدة، قد نشهد توطيد أوثق في العلاقات بين روسيا والصين عن طريق التعاون الأمني في منظمة شنغهاي للتعاون، وهذا في المستقبل القريب، نظرا للتهديدات التي يمثلها القطبان العالميان، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وبالنظر إلى الأضرار الكبيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، نتيجة لهذه الأزمة التي عصفت بجنوب القوقاز، فإن حقبة جديدة من العلاقات (الجليدية) قد تعيد إلى الأذهان مسلسل الحرب الباردة بينهما، وأن الإدارة التي سوف تفرزها الانتخابات الأمريكية المقبلة في نوفمبر، بغض النظر عمن سيفوز بها من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري، ستؤسس لهذه المرحلة الجديدة عمليا في سياساتها وأدبياتها وتحركاتها.

الموقف الجمهوري حيال الأزمة الروسية - الجورجية كان مختلفا عن موقف الحزب الديمقراطي، فالمرشح الجمهوري جون ماكين، استغل ـ بطريقته ـ ما يدور في المنطقة القوقازية، من قتال وسجال وصراع، للدفع بالناخبين الأمريكيين من أجل المطالبة بالمزيد من تشديد الأمن الوطني.

كما أن الأزمة هي أيضا محك اختبار لـ"القوة الذكية" للسياسة الأمريكية في كيفية التعامل معها ومع غيرها، في حالة إيران مثلا، وأنه ليس من الحكمة في شيء، تحميل روسيا لوحدها تبعات العدوان، واعتبار المبادرة العسكرية الروسية في جورجيا تهدد مصالح الأمن القومي الأمريكي.

هذه الرؤية الضيقة للشؤون العالمية، خاصة عند حدوث الأزمات، من المؤكد أنها وصفة لكوارث مقبلة، وربما الأمل الرئاسي قد يأتي من السيناتور الديمقراطي باراك اوباما، صاحب شعار "التغيير"، الذي يرى أن عودة العلاقات الروسية — الأمريكية إلى طبيعتها ستكون المسار الصحيح للسياسة الخارجية الأمريكية في السنوات المقبلة.

وكيف يمكن له أن يحقق هذه السياسة؟ يمكن أن يحقق ذلك عبر التراجع عن تعهد جورج بوش الأب لروسيا بتوسيع منظمة حلف شمال الأطلسي، على حساب مصالح موسكو الإستراتيجية والأمنية

الأزمة الدولية...تصعيد وتداعيات

تبدو المواجهة الروسية-الغربية، التي انبعثت شراراتها من إقليم أوسيتيا الجنوبية، مرشحة لمزيد من التصعيد ومتجهة إلى تعقيدات يصعب التنبؤ بنهاياتها. روسيا، باعترافها الرسمي باستقلال أبخاريا وأوسيتيا الجنوبية، تكون قد ردت على تحذيرات العواصم الغربية لها بمزيد من التصلب والتشدد.

نائب رئيس الأركان الروسي الجنرال، اناتولي نوغوفيتسين، أعلن أن تعداد القوات البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر الأسود وصل إلى عشرة سفن، مستغربا النشاط المتعاظم للحلف هناك. نوغوفيتسين شكك بالمهمة الإنسانية المعلنة عبر بوارج وسفن حربية، فالمساعدات الإنسانية يمكن إيصالها عبر سفن مدنية.

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الروسي، ديمتري مدفيدف، أن بلاده تدرس خياراتها بشأن العلاقات مع حلف الناتو والتي منها وقف كافة أشكال التعامل مع الحلف. أما رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، فقد قال ـ وفي رد على الدعوات الأمريكية لمعاقبة موسكو ـ إن روسيا تفكر في الانسحاب من بعض الاتفاقات التي يجري التفاوض عليها بشأن انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، لأنها تناقض مصالح روسيا حاليا.

في حين أعلن البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة تقوم بمراجعة مجمل علاقتها مع روسيا، لأن موسكو لم تلتزم بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا الذي رعته فرنسا. فيما سيتوجه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني قريبا إلى جورجيا وأوكرانيا وأذربيجان "لإجراء محادثات مع هؤلاء الشركاء الأساسيين حول مصالحنا المتبادلة"، حسب بيان صدر عن البيت الأبيض. قبل ذلك دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى عقد قمة أوروبية خاصة لمناقشة الأزمة الجورجية في الأول من سبتمبر.

المواجهة الغربية-الروسية تتسع، وكل طرف يحشد حلفاءه ويستعرض الأوراق التي يمتلكها، ليتحرك لاحقا ـ إن دعت الحاجة ـ على امتدد الساحات، التي يمكن أن تسبب صداعا واستنزافا للطرف المقابل، من هنا يمكن أن نشهد تأجيجا للصراعات المختلفة، التي تعرف هدوءا نسبيا، مثل الوضع الشيشاني.

ولعل تصريحات السفير الروسي زامير كابولوف في كابول، التي هدد فيها بمنع حلف الناتو من استخدام الطرقات الروسية لنقل مواد غذائية ومعدات إلى أفغانستان، تصب في خانة تداعيات المواجهة الروسية مع حلف الناتو. اختيار كابول لإعلان الموقف الروسي، فيه تلميح بأن موسكو قادرة على زيادة المتاعب والمصاعب التي يواجهها حلف الناتو في الرمال الأفغانية المتحركة.

الموقف الكوري الشمالي الجديد فيما يتعلق بالبرنامج النووي ليس بعيدا عن أجواء التصعيد العالمية، بل هو على الأرجح من تداعياته، فقد قرّرت كوريا وبشكل مفاجئ تعليق جهودها باتجاه تفكيك منشآتها النووية، بل أنها أعلنت أنها تدرس إمكانية استئناف العمل في مفاعل "يونج بيون" النووي، واتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بانتهاكها بنود اتفاق نزع السلاح الذي رعته المجموعة السداسية.

لا يبدو في الأفق بوادر تهدئة أو تسوية مقبولة, فالولايات المتحدة لا تريد أن تحصد روسيا من الأزمة الحالية غنائم سياسيا وموقعا دوليا متقدما, فيما تريد موسكو استثمار التراجع الأمريكي الدولي والورطة الأفغانية لحلف الناتو لتعيد رسم قواعد اللعبة الدولية.

السفير الروسي في ابوظبي:لا تراجع عن اية خطوة بشأن النزاع في جورجي

- سبأ
السفير الروسي في ابوظبي:لا تراجع عن اية خطوة بشأن النزاع في جورجيا ابوظبي في 28 اغسطس 2008 (سبأ): علي الزكري أكد السفير الروسي في دولة الامارات العربية المتحدة عدم تراجع بلاده عن اية خطوة اتخذتها بشأن النزاع في جورجيا مطالبا الغرب بفتح صفحة جديدة للتعاون لانهاء الصراعات القائمة في العالم . وقال السفير اندري زاحاروف سفير في مؤتمر صحفي بمقر السفار الروسية بابوظبي اليوم ان روسيا لا تسعي الي المواجهة مع الغرب بسبب احداث جورجيا ، كما انها لن تقبل بعودة الحرب الباردة وانها تحرص علي استمرار الحوار والتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي . وشدد على ان بلاده اعترفت باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا لمنحهما الحق في تامين الاستقرار لشعبيهما بعد المذابح الجورجية التي ارتكبت هناك . متسائلا في ذات الوقت " لماذا يحرمون علي روسيا الاعتراف باستقلال هاتين الجمهوريتين في حين اصروا علي استقلال كوسوفو واعترفوا بها علي الفور". ونفى ان تكون بلادة عازمة علي خوض مواجهة عسكرية مع الغرب وقال "اننا نحرص علي السلام في العالم ولكننا لن نتنازل عن حماية امن روسيا ومواطنيها وجيشها ". وقال "ان القوات الروسية تدخلت الي جورجيا بعد المذابح الرهيبة التي ارتكبتها القوات الجورجية في عاصمة اوسيتيا الجنوبية والتي اسفرت عن مقتل الفي مدني اضافة الي مقتل مائة جندي روسي في تلك الاحداث" . ونفى ان تكون هناك مواقف عربية معارضة للخطوة الروسية في جورجيا وقال "ان الدول العربية بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي تتفهم الاسباب التي اضطرت روسيا للتدخل العسكري في اوسيتيا الجنوبية وابرزها وقف المذابح العرقية ضد المدنيين" . واكد ان بلادة لن تقبل اي تهديد لسيادتها او مساس بهيبة قواتها العسكرية او امن مواطنيها في كل مكان مشيرا الي ان بلاده ليست ضد سيادة جورجيا بقدر ماتسعي حاليا الي تكريس سيادة كل من اوسيتيا الجنوبية وابخازيا ، معربا عن امله في ان تحذو بقية الدول حذو روسيا في الاعتراف بهما . وسخر السفير الروسي من الحديث الدائر حول فرض عقوبات ضد بلاده مؤكدا على ان روسيا مستعدة وقادرة على تعطيل اية قرارات غربية لفرض عقوبات ضدها . وقال ان الغرب لن يقدر علي فرض تلك العقوبات مشيرا الي انه من حق بلاه الدفاع عن شعوب القوقاز كلها من اي عدوان . واعرب عن امله في عدم تطور الامور نحو الاسوأ وقال اننا لانحبذ عودة الحرب الباردة وهذا ليس هدفنا علي الاطلاق ولكننا لن نتهاون مع المساس بامن روسيا . واستغرب بعض الاتهامات المتطرفة من الغرب لروسيا بانها دولة خارجة علي القانون الدولي وقال اننا نحترم القانون الدولي ولنا مصلحة في استقرار العالم . ..........// سبأ..// م ط

27/دولي / معاريف : تمرد في صفوف لواء جولاني المرابط في نابلس

.


2008-08-28 - بترا نت

القدس المحتلة 28 اب (بترا) - ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية في موقعها الالكتروني اليوم ان 15 جنديا من لواء جولاني في الجيش الاسرائيلي تمردوا امس على اوامر قادتهم وغادروا موقعهم العسكري في نابلس . وبحسب معاريف فقد احتج هؤلاء الجنود التابعين للكتيبة رقم 12 في لواء جولاني على المعاملة السيئة التي يلاقونها من الضابط المسؤول عنهم مما حداهم بمغادرة الموقع واستقلوا الحافلة غير ابهين باوامر قادتهم ورفضوا الاستجابة لقائد اللواء الجديد الذي حاول اعادتهم لموقعهم بعد ان سمع بخبر تمرد هؤلاء الجنود اثناء مراسم تسلمه لمهامه من القائد السابق . --(بترا). / ايمن/

مدفيديف:مرتاحون لموقف منظمة شانغهاي من جورجيا

دوشانبي-سانا

أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم في دوشانبي عن ارتياحه لتبني الصين وباقي الحلفاء الآسيويين لموسكو في منظمة شانغهاي للتعاون موقفا موحداً من تحركات روسيا في جورجيا.

وقال ميدفيديف في اشارة إلى هجوم القوات الجورجية على منطقة أوسيتيا الجنوبية أنا على يقين من أن الموقف الموحد للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي سيكون له صدى دولي وآمل أن يشكل رسالة قوية للذين يسعون إلى تبرير هذا الفعل المشين والعدوان.

وتضم منظمة شانغهاي للتعاون الصين وروسيا وأربع من الجمهوريات السوفياتية السابقة هي كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان.

الصين وآسيا الوسطى تدعمان دور روسيا الفعال في جورجيا

إلى ذلك أعربت الصين وأربع دول في آسيا الوسطى عن دعمها للدور الفعال الذي تقوم به روسيا في حل النزاع مع جورجيا.

وقال مشروع إعلان مشترك نشره الكرملين إن الصين وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان تدعم الدور الفعال لروسيا في عمليات حفظ السلام والتعاون في المنطقة.

ووقع البيان رؤساء الدول الخمس بالإضافة إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال قمة اقليمية في العاصمة الطاجيكية دوشانبي.

ميدفيديف وساركوزي يبحثان هاتفيا الأزمة الجورجية

وقال الكرملين اليوم إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن القوات الجورجية يجب ان تعود الى قواعدها تنفيذا لوقف اطلاق النار الذي توسطت فيه فرنسا.

وقال الكرملين في بيان إن ميدفيديف ونظيره الفرنسي تحدثا لاكثر من ساعة عن الازمة الجورجية في اتصال هاتفي اكد فيه الجانب الروسي على الحاجة لان تنفذ تبليسي البند الرابع من خطة ميدفيديف ساركوزي والذي ينص على ان تعود جميع القوات الجورجية الى قواعدها الاصلية.

وأضاف البيان ان الرئيسين بحثا اتفاقيات اضافية من شأنها ان تضمن السلامة في المستقبل في المناطق القريبة من حدود اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

من جهته لم يصدر مكتب ساركوزي على الفور أي تعليق على الحديث.

صحف بريطانية: أزمة جورجيا مقبرة العالم الأحادي بقيادة أمريكا

لندن-سانا

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن أزمة جورجيا هي مقبرة العالم الأحادي الذي قادته أمريكا حيث أسدل التحدي الروسي الستار على النظام العالمي الجديد للرئيس بوش الأب.

وأضافت الصحيفة في مقال بقلم المحلل السياسي البريطاني سيوماس ملين إنه إذا كان هناك أي شك في أن القواعد التي تحكم اللعبة الدولية قد تغيرت إلى الأبد فإن أحداث الأيام الأخيرة لابد أن تكون قد بددتها مشيرة إلى أن الرئيس جورج بوش تلقى خلال 24 ساعة رداً على طلبه من القادة الروس برفض تصويت برلمان بلادهم للاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بإعلان الرئيس الروسي اعتراف بلاده رسمياً باستقلال الإقليمين.

وقالت إنه لا مجال للخطأ في قراءة الرسالة الروسية وهي أن نتيجة الحرب التي أشعلتها جورجيا بهجومها على أوسيتيا الجنوبية ليست قابلة للنقاش وأن لاشيء تقوله أو تفعله الإمبريالية الأمريكية سيغير من ذلك.

واعتبرت أن حديث ديفيد مليباند وزير الخارجية البريطاني من كييف بعد إعلان الاستقلال عن تحالف واسع ضد القرار الروسي يبدو مجرد حماقة ومحاولاته انكار التشابه بين اعتراف روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا مع الاعتراف الذي قادته الولايات المتحدة باستقلال كوسوفو يبدو أجوف تماماً مثل شجبه لاجتياح دول ذات سيادة والذي يكشف عن الازدواجية أيضاً.

من جهته انتقد المحلل السياسي ديفيد هيرست في مقال في نفس الصحيفة موقف وخطاب مليباند وقال إن مليباند خطا على نحو أعمى وأحمق في حقل ألغام وهو بمحاضرته التي ألقاها على الروس عن سيادة أوكرانيا فقد بدا وكأنه لا يعرف عما يتحدث فهو جاهل بتاريخ العلاقات المتشابكة ثقافياً وسياسياً ودينياً بين الروس والأوكرانيين والذين استطاعوا حتى الآن حل خلافاتهم بالحوار ودون إراقة دماء.

من جهته دعا اللورد روبرت ساكيدلسكي أستاذ الاقتصاد في جامعة واريك البريطانية في مقال في صحيفة التايمز ميليباند بالكف عن اللعب بالنار لأن البدء بحرب باردة يحتاج إلى طرفين وقد تم استفزاز روسيا حتى الآن بدون مبرر وهي مستعدة بحسب ماقاله رئيسها لحرب باردة جديدة ولذا فإذا كان السياسيون ومن ضمنهم سياسيونا يريدون واحدة فسيحصلون عليها.

وقال ساكيدلسكي إن روسيا اوضحت تماما مدى استيائها من توسع الناتو فقد سعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لإعادة بناء قوتها آملة في أن تشكل الجمهوريات السوفييتية السابقة منطقة عازلة بينها وبين التوسع الغربي ولكن الغرب واصل توسعه السياسي والعسكري في تلك الجمهوريات كلما سنحت له الفرصة.

وحمل الولايات المتحدة وبريطانيا المسؤولية عن استفزاز روسيا بالقول إن آخر مسعى من الكونسرتيوم الأنغلو أمريكي كانت رغبته في ضم جورجيا وأوكرانيا إلى الناتو فالامريكيون يريدون بمحاولة التغلغل في الجمهوريات السوفييتية السابقة ونصب صواريخ دفاعية في بولندا و تشيكيا الهيمنة على المنطقة مستخدمة الناتو كخنجر وبريطانيا كغطاء أخلاقي.

وحذر الكاتب من أن هذا سيقود العالم إلى الانقسام إلى كتلتين ويطلق سباق تسلح جديد ويعيد الاقتصادات العالمية إلى السياسة.

في حين رأى المعلق السياسي أدريان هاملتون في صحيفة "الإندبندنت" أنه رغم المحاولات الغربية للتركيز على افتراضين هما خرق روسيا للقواعد الجيوسياسية المتعارف عليها والعودة إلى سياسات القرن التاسع عشر حيث يبتلع الأقوياء الضعفاء إلا أن ذلك ليس صحيحاً.

وأوضح أن الحقيقة هي أن العالم قد تغير بعد أزمة جورجيا وخاصة العالم الغربي التي تنذر قبل كل شيء بالعودة إلى السياسات الإقليمية وهي تغير كبير عن حقبة الرئيس بوش التي أعلن فيها ديك تشيني ودونالد رامسفيلد فلسفة الانتشار العالمي استناداً على أن أمريكا القوة العظمى الوحيدة في العالم.

وقال تم اجتياح العراق وبناء قواعد عسكرية أمريكية في كل أنحاء العالم وتم توسيع الناتو والاتحاد الأوروبي على أساس أن النظام العالمي الجديد قد تحقق ولكنه لم يتحقق وكان ذلك واضحاً حتى قبل جورجيا مع صعود الصين وفشل احتلال العراق.

وخلص إلى القول إنه من الواضح الآ أن أي تسويات لا يمكن أن تتم دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح وطموحات اللاعبين الإقليميين.

بوتين يتهم الولايات المتحدة بـ"الترتيب" للأزمة مع روسيا


بوتين أكد أن قرار موسكو بمعاقبة شركات أمريكية لا علاقة له بالأزمة مع جورجيا

بوتين أكد أن قرار موسكو بمعاقبة شركات أمريكية لا علاقة له بالأزمة مع جورجيا

سوتشي، روسيا (CNN)-- كشف رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، اعتزام حكومة بلاده فرض عقوبات على عدد من الشركات الأمريكية، في الوقت الذي اتهم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على تزايد التوتر مع روسيا.

وفي مقابلة حصرية مع CNN بمدينة "سوتشي"، الواقعة على ساحل البحر الأسود، قال الرئيس الروسي السابق إن واشنطن تعمل على "ترتيب" الصراع مع موسكو، مشدداً على أن بلاده لا يمكن أن يوجه لها اللوم على أنها بدأت الصراع مع جورجيا.

وذكر بوتين أن الولايات المتحدة "تقوم بترتيب الصراع لأهداف سياسية"، وقال إن مسؤولين بوزارة الدفاع الروسية أبلغوه بأن الأزمة مع جورجيا، هي "عملية من جانب واشنطن"، بهدف منح أحد مرشحي الرئاسة فرصة لحديث جديد، غير الذي اعتاده الأمريكيين حول الحرب في العراق وأفغانستان.

وأوضح رئيس الوزراء الروسي أن جورجيا هي التي قامت أولاً بالتدخل بقواتها العسكرية ضد إقليم "أوسيتيا الجنوبية"، الذي أعلن انفصاله من جانب واحد عن جورجيا، وهو ما دفع روسيا إلى الرد على الإجراء الجورجي هناك، وفي إقليم "أبخازيا" أيضاً.

كما أبلغ بوتين CNN بأن موسكو قررت اتخاذ إجراءات عقابية ضد عدد من الشركات الأمريكية، إلا أنه قال إن هذه الإجراءات ليس لها علاقة بالأزمة بين روسيا وجورجيا، ولكن لعدم التزام هذه الشركات بالمعايير والاشتراطات المقررة.

وأضاف بوتين إنه تقرر حظر 19 شركة أمريكية لبيع لحوم الدواجن، لفشلها في اجتياز اختبارات السلامة الصحية، مشيراً إلى أنه تم إنذار 29 شركة أخرى، حيث تقرر منحها فرصة أخيرة للالتزام بالمعايير المقررة، وإلا سيتم حظرها هي الأخرى.

أنباء عن إسقاط طائرة جورجية فوق تسخينفالي

من جانب آخر، ذكرت وزارة الداخلية في إقليم أوسيتيا الجنوبية، أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة استطلاع جورجية بدون طيار، كانت تحلق في أجواء مدينة "تسخينفالي"، عاصمة الإقليم الانفصالي.

advertisement

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن وزير الداخلية بالوكالة في أوسيتيا الجنوبية، ميخائيل ميندزايف، قوله إن الطائرة كانت قادمة من اتجاه الجنوب ومتجهة إلى شمال المدينة، حيث استغرق تحليقها حوالي 30 دقيقة.

وفي موسكو، اعتبر نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، الجنرال أناتولي نوغوفيتسين، أن تحليق هذه الطائرة في سماء أوسيتيا الجنوبية، "ينتهك الاتفاقات الموقعة" لوقف إطلاق النار بين الجانبين.

لوكاشنكو: روسيا لم يكن امامها خيار سوى قرار الاعتراف

موسكو (رويترز) - قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشنكو يوم الخميس إن روسيا لم يكن أمامها خيار سوى الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في جورجيا.

ونقل المكتب الصحفي لرئيس روسيا البيضاء عن لوكاشنكو قوله في خطاب إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف "في ظل الظروف الراهنة لم يكن امام روسيا اي خيار أخلاقي سوى الاستجابة لنداء شعبي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الاعتراف بحقهما في تقرير المصير.

وكالات: نجاح تجربة اطلاق صاروخ روسي بعيد المدي

موسكو (رويترز) - قال متحدث عسكري روسي إن روسيا اختبرت بنجاح اطلاق صاروخ توبول بعيد المدي المصصم بحيث يتجنب رصد نظم الدفاعات الصاروخية له من موقع الاطلاق في بليسيتسك.

وقال الكولونيل الكساندر فوفك من قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية " عملية الاطلاق رمت بالتحديد لاختبار قدرة الصاروخ على تفادي نظم الرصد الارضية."

ووقعت واشنطن وبولندا رسميا اتفاقا الاسبوع الماضي لنشر عناصر من درع صاروخية دفاعية أمريكية في الاراضي البولندية في خطوة فاقمت التوترات بين روسيا والغرب التي اثارها تدخل موسكو في جورجيا.

وسخرت روسيا من الدرع الصاروخية التي تقول واشنطن انها ترمي لاعتراض صواريخ قد تطلقها دول مثل إيران وتعهدت وزارة الخارجية الروسية الاسبوع الماضي " بالرد وليس فقط عبر الاحتجاجات الدبلوماسية."

والصاروخ ار.اس-12ام توبول الذي يطلق عليه حلف شمال الاطلسي اسم اس. اس-25 سيكل يبلغ اقصى مدى له عشرة الاف كيلومتر ويمكنه حمل راس حربي تزن 550 كيلوطنا.

وفي اكتوبر تشرين الاول الماضي قال الرئيس الروسي السابق ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين ان روسيا تعمل على انواع جديدة من الاسلحة النووية كجزء من خطة لتعزيز دفاعات البلاد.

وقال فوفك "وفي اطار امر القائد الاعلى ستجري بضع عمليات اطلاق لهذا الصاروخ بالذات قبل نهاية العام."

فرنسا: الاتحاد الاوروبي يفكر في فرض عقوبات على روسيا

باريس (رويترز) - أعلن برنار كوشنر وزير الخارجية الفرنسي يوم الخميس ان زعماء الاتحاد الاوروبي يبحثون فرض عقوبات على روسيا قبل القمة التي تعقد يوم الاثنين لبحث الموقف في جورجيا.

وحين سٌئل عن الاجراءات التي يمكن ان تتخذ ضد روسيا قال كوشنر "العقوبات مطروحة للبحث وسبل كثيرة أخرى كذلك."

ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على الفور تصريحات كوشنر وقال انها ما هي الا نتاج "خيال مريض".

وابلغ لافروف الصحفيين في اجتماع في طاجيكستان "أعتقد أن هذا يظهر ارتباكا تاما."

وكانت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي قد دعت لاجتماع لرؤساء حكومات دول الاتحاد يوم الاثنين لبحث الازمة الجورجية التي اندلعت هذا الشهر بسبب اقليم اوسيتيا الجنوبية الجورجي الانفصالي المدعوم من روسيا.

وقال كوشنر "نحاول صياغة نص قوي يظهر تصميمنا على عدم قبول (ما يحدث في جورجيا)." واضاف "وبالطبع هناك العقوبات أيضا."

وأضاف كوشنر "لا أريد الحديث عن العقوبات قبل أوانها اذ ان الاجتماع نفسه لم يعقد بعد. لكننا نعمل على مع شركائنا الستة والعشرين في الوقت الراهن."

وحرص على تأكيد أن فرنسا نفسها ليست ضمن الدول التي تضغط من أجل فرض عقوبات. وقال "انا لا أقترح ذلك... أقول انه أمر سيقترح بالتأكيد. طلبت دول معينة بالفعل فرض عقوبات."

وتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى موسكو وتفليس للتوسط في اتفاق من ست نقاط على وقف اطلاق النار واتخذت فرنسا موقفا أكثر لينا بالمقارنة بدول أوروبية أخرى مثل بريطانيا.

لكنها أحبطت بشكل متزايد بسبب ما تعتبره فشل موسكو في الالتزام بشروط الخطة.

وتقول موسكو انها ملتزمة بوقف اطلاق النار لكنها لم تسحب بعد قواتها حسب الاتفاق. كما انها اعترفت باقليمين انفصاليين جورجيين كدولتين مستقلتين رغم ان الخطة تدعو الى اجراء محادثات دولية بشأن ترتيبات أمنية هناك.

وأكد ساركوزي الذي تحدث مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاربعاء على ان القوات الروسية التي لم تعد الى قواعدها قبل اندلاع القتال يجب ان تعود على الفور.

لكن كوشنر قال ان باريس ستتحلى بالصبر.

وأضاف "فرنسا لا تؤيد قطع العلاقات مع روسيا. سيحل الأمر بالمفاوضات. ونحن نحتاج لوقت. ولا أوهام لدينا فيما يتعلق بذلك." واضاف ان فرنسا تحتاج لتعاون روسي في قضايا مثل برنامج ايران النووي.

من فرنسوا ميرفي

روسيا تقول ان الحديث عن العقوبات يعكس "خيالا مريضا"

دوشنبه (رويترز) - قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الخميس ان الحديث الدائر في الاتحاد الاوروبي عن فرض عقوبات على روسيا ما هو الا نتاج "خيال مريض" وارتباك في الغرب.

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد قال ان مسألة العقوبات تجيء ضمن الاجراءات التي يدرسها زعماء الاتحاد الاوروبي قبل أن يلتقوا في قمة يعتزمون عقدها لبحث الازمة في جورجيا.

وقال لافروف في دوشنبه عاصمة طاجيكستان "ناهيك كذلك عما قاله صديقي كوشنر من أننا سنهاجم قريبا مولدوفا وأوكرانيا والقرم... فان هذا خيال مريض ربما ينطبق على العقوبات أيضا."

وتابع "أعتقد أن هذا يظهر ارتباكا تاما

حلف الاطلسي ينفي القيام بحشد عسكري في البحر الاسود

بروكسل (رويترز) - رفض حلف شمال الاطلسي يوم الخميس اشارات روسيا الى انه يعزز وجوده في البحر الأسود مؤكدا على ان مجموعة من السفن الحربية موجودة هناك تقوم بتدريب دوري مخطط له منذ فترة طويلة.

وأعلن الحلف الاسبوع الماضي أن مجموعة تضم سفينة اسبانية وأخرى المانية وثالثة بولندية دخلت البحر الاسود وانضمت اليها فرقاطة أمريكية في رحلة مدتها ثلاثة اسابيع لزيارة موانيء واجراء تدريبات.

ووسط تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب تدخل موسكو في اقليم اوسيتيا الجنوبية قال نائب القائد العام للقوات الروسية يوم الاربعاء ان البحرية الروسية ترقب ما أسماه "الحشد" الذي يقوم به حلف شمال الاطلسي.

وقال القائد كيفين مكهيل من مقر الحلف في أوروبا "بالتأكيد ليس هناك حشد للحلف في البحر الاسود."

وقال مقر الحلف الاسبوع الماضي أن نشر السفن الحربية كان مخطط له منذ أكثر من عام وستقوم السفن بزيارة موانيء في رومانيا وبلغاريا والقيام بتدريبات مع القوات البحرية في البلدين.

وقال مكهيل ان الوجود الوحيد الاخر للحلف يتمثل في سفينتين امريكيتين تنقلان مساعدات لجورجيا وسفن تابعة للدول الثلاث الاعضاء في الحلف المطلة على البحر الاسود وهي رومانيا وبلغاريا وتركيا.

بريطانيا تقول لا مجال للدخول في حرب مع روسيا

لندن (رويترز) - قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند يوم الخميس انه لا مجال لشن "حرب شاملة" ضد روسيا لكنه أدان "غزو" موسكو لجورجيا.

ولدى سؤال مليباند عما اذا كان حلف الاطلسي يمكن ان يخوض حربا ضد موسكو اذا هاجمت دولة مجاورة او حليفة مرة اخرى رد قائلا "لا نريد حربا شاملة مع روسيا... لا مجال للتساؤل عن شن حرب شاملة ضد روسيا."

وحلف الاطلسي ملتزم بمبدأ ان الهجوم ضد عضو او عدة اعضاء سيعتبر هجوما ضد الجميع كما انه ملتزم بالدفاع عن اعضائه ضد العدوان. وجورجيا ليست عضوا في الحلف لكنها تطمح للانضمام اليه.

وقال مليباند لراديو بي.بي.سي ان حلف الاطلسي ليس حلفا "هجوميا".

واضاف انه لم يشك احد مطلقا في ان جيش روسيا سيهزم جيش جورجيا الاصغر منه كثيرا.

وتابع "رغم ذلك فالسؤال بالنسبة لروسيا هو ما اذا كانت تريد ان تعاني العزلة.. وفقدان الاحترام وفقدان الثقة الذي يأتي من ذلك."

وكان مليباند يتحدث بعد يوم من دعوته في كلمة في اوكرانيا لمراجعة العلاقات مع روسيا. واضاف ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عليه مسؤولية عدم بدء حرب باردة جديدة

طالبان تزيد الضغط على العاصمة الافغانية

كابول (رويترز) - كان مقاتلو طالبان واضحين للغاية بشأن استراتيجيتهم هذا العام وأعلنوا على الملأ في موقعهم الالكتروني في مايو ايار أنهم سينفذون المزيد من التفجيرات الانتحارية ويعزلون العاصمة كابول ويضربون خطوط الامداد. وحتى الآن أوفوا بما وعدوا به ..

ونظرا للقوة القتالية للقوات الأجنبية البالغ قوامها 70 ألفا فضلا عن قوات افغانية عددها 130 الف فرد لا يمكن أن نتوقع رؤية مجموعات من مقاتلي طالبان الملتحين في شوارع العاصمة الافغانية في أي وقت قريب. لكن مقاتلي طالبان غير مضطرين للفوز فيكفيهم الانتظار حتى يخسر أعداؤهم.

وقال قيادي بحركة طالبان في مقابلة نشرت في موقع الحركة على شبكة الانترنت "حتى نحاصر القوات الافغانية والاجنبية في كابول بدأنا العمل التمهيدي على الطرق الرئيسية المؤدية الى كابول من جميع الجهات."

ولم يعد السفر على ثلاثة من الطرق الاربع الرئيسية الخارجة من كابول آمنا لموظفي الحكومة وعمال الاغاثة والاجانب.

بل ان حركة طالبان أعلنت أنها ستشن هجمات كبيرة في المنطقة حيث قتل عشرة جنود فرنسيين الاسبوع الماضي بعد أن اعترف جنرال فرنسي قائلا "نحن مذنبون بالثقة المفرطة في النفس."

وربما لا يكون مقاتلو طالبان قادرين على السيطرة على الاراضي في مواجهة قوات حلف شمال الاطلسي المسلحة والمدربة بشكل أفضل لكن قوة المعاونة الامنية الدولية التابعة للحلف لا تملك بدورها عددا كافيا من الجنود لتسيطر على كل الارض وتحرم المقاتلين من معاقلهم.

ولم تلق نداءات الولايات المتحدة لحلفائها بحلف الاطلسي لارسال مزيد من القوات أي استجابة باستثناء فرنسا.

ويتعذر على أي طرف تحقيق مكاسب في مناطق البشتون العرقية حيث معاقل طالبان في الجنوب والشرق وحيث تخوض قوات معظمها أمريكية وبريطانية وكندية قتالا على طريقة القط والفأر مع مقاتلي طالبان منذ عامين.

وقتل المسلحون بالفعل 42 جنديا أجنبيا هذا الشهر مما يضع شهر اغسطس اب على الطريق ليكون الاسوأ في الخسائر البشرية بين القوات الاجنبية بعد أن قتل 45 في يونيو حزيران.

ويطبق مقاتلو طالبان الذين لم تثنهم خسائرهم الكبيرة في الأرواح التي من المؤكد أنها تقدر بالالاف على كابول ببطء منذ اكثر من عام محاولين تقليد السيطرة الخانقة التي نجح المجاهدون في فرضها على القوات السوفيتية في الثمانينات.

وأضرمت النيران في عشرات من شاحنات الامدادات على الطرق المؤدية الى كابول وقتل عمال اغاثة أجانب على مقربة وفي الاسبوع الماضي حقق المقاتلون اكبر نجاح لهم حتى الان حين قتلوا عشرة جنود فرنسيين في منطقة كابول نفسها.

وكانت هذه اكبر خسارة في ضربة واحدة تتكبدها القوات الاجنبية التي تخوض القتال منذ أطاحت القوات التي قادتها الولايات المتحدة والقوات الافغانية بحكومة طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة.

كما جاءت بعد شهر من محاولة عدة مئات من مقاتلي طالبان اجتياح قاعدة معزولة وقتلهم تسعة جنود أمريكيين في شمال شرق أفغانستان.

وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية "حدثان لا يتطلبان بالضرورة تغيرا او تحولا في الاستراتيجية لكنه من المؤكد أمر سنستمر في مراقبته."

والهجمات وان كانت لن تؤدي الى تغيير في الاستراتيجية فانها تقوض بشدة مزاعم حلف الاطلسي بأن مقاتلي طالبان ليس امامهم سوى اللجوء للتفجيرات الانتحارية وتفجيرات القنابل على الطرق لانهم غير قادرين على خوض قتال ندا لند مع القوات الاجنبية والقوات الحكومية الافغانية.

وفيما تقترب الاشتباكات من العاصمة وقع عدد أقل من الهجمات الانتحارية في كابول هذا العام. وضرب مقاتلو طالبان أهدافا أهم من بينها انفجار استهدف السفارة الهندية في يوليو تموز أسفر عن مقتل 58 شخصا وقد طبع هذا في الاذهان شعورا اكبر بالخوف وتوقع الشر بين جماهير متوترة بالفعل.

وبعد اغلاق الطرق الرئيسية الموصلة الى المدينة ونشر حواجز خرسانية جديدة كل أسبوع بدأت كابول تكتسب طابع مدينة تحت الحصار بشكل متزايد.

وقال احمد سعيدي المحلل والدبلوماسي الافغاني السابق "يظنون انه بوضع كتل خرسانية ونشر أجولة الرمال أنهم يقومون بعمل جيد لكن على النقيض يسبب هذا خوفا وقلقا بين الناس."

ولا تهدف طالبان الى هزيمة قوات حلف الاطلسي في المعركة بل الاستنزاف البطيء للدعم الغربي لوجود قوات في أفغانستان من خلال احداث تيار ثابت من الخسائر البشرية.

ثانيا يهدف المتشددون الى اضعاف الدعم الافغاني للحكومة باظهار أن الرئيس حامد كرزاي ومسانديه الغربيين لا يستطيعون تحقيق الامن وأن البديل الوحيد هو نسخة طالبان القاسية من تطبيق القانون والنظام.

وبهذا يحرز مقاتلو طالبان تقدما فعلي.

من جون هيمينج

ميدفيديف وساركوزي يبحثان الأزمة الجورجية على الهاتف

موسكو (رويترز) - قال الكرملين يوم الخميس ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن القوات الجورجية يجب ان تعود الى قواعدها تنفيذا لوقف اطلاق النار الذي توسطت فيه فرنسا.

وأفاد بيان للكرملين أن ميدفيديف وساركوزي تحدثا لاكثر من ساعة عن الأزمة الجورجية في اتصال هاتفي. ولم يصدر مكتب ساركوزي على الفور أي تعليق على المكالمة.

وقال الكرملين "أكد الجانب الروسي على الحاجة لان تنفذ تفليس البند الرابع من خطة ميدفيديف-ساركوزي والذي يقضي بأت تعود جميع القوات الجورجية الى قواعدها الاصلية."

وأضاف البيان ان ميدفيديف وساركوزي "بحثا اتفاقات اضافية من شأنها ان تضمن السلامة في المستقبل في المناطق القريبة من حدود اوسيتيا الجنوبية وابخازيا."

ولم يورد البيان متى جرى الاتصال أو من الذي بادر به.

وأدانت فرنسا ودول غربية أخرى اعتراف روسيا باوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

وأرسلت موسكو قوات الى الاقليمين الانفصاليين الجورجيين في وقت سابق هذا الشهر لصد محاولات تفليس استعادة اوسيتيا الجنوبية بالقوة.

وأبقت روسيا على قوات ومدرعات في منطقة عازلة على اراض جورجية حول الاقليمين بعد ان سحبت أغلب قواتها العسكرية من منطقة الصراع تمشيا مع اتفاق وقف اطلاق النار

رئيس جورجيا: روسيا تحاول اعادة رسم خريطة أوروبا

لندن (رويترز) - اتهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي روسيا يوم الخميس بالتخطيط "لاعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة" بعد أن أرسلت قوات الى اقليم جورجي انفصالي.

وقال ان الخطوة التالية في استراتيجية موسكو ستكون "تغيير النظام" بالقوة في جورجيا عن طريق الاطاحة به. وكتب في عدد يوم الخميس من صحيفة فاينانشال تايمز يقول ان روسيا لديها طموحات أكبر من ذلك.

وأضاف ساكاشفيلي "تبددت الآن أي شكوك بشأن سبب غزو روسيا لجورجيا."

وأضاف "بالاعتراف بشكل غير قانوني بأراض جورجية هي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية أوضح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان هدف موسكو هو اعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة. هذه الحرب لم تكن تتعلق بأوسيتيا الجنوبية أو بجورجيا.

"موسكو تستخدم غزوها الذي كانت تحضر له منذ سنوات في اعادة بناء امبراطوريتها واحكام سيطرتها على امدادات النفط الاوروبية ومعاقبة الذين يؤمنون بأن الديمقراطية يمكن أن تزدهر على حدودها."

وكتب الزعيم الجورجي يقول ان موسكو "مهدت الطريق" لتدخلها في جورجيا عن طريق توزيع جوازات سفر بشكل غير مشروع في أوسيتيا الجنوبية وابخازيا لاعطاء صفة المواطنة الروسية لاشخاص هناك لتتذرع بحمايتهم.

وقال انها كانت قد استخدمت "الحرق والاغتصاب والقتل" في عمليات تطهير عرقي في القرى الجورجية في الاقاليم الانفصالية.

وتابع ان موسكو وضعت ما حدث في كوسوفو في اعتبارها "عندما تدخل الغرب لمنع التطهير العرقي. وفي جورجيا تستخدم روسيا التطهير العرقي لتعزيز الضم العسكري."

ومضى يقول "الخطوة التالية في سيناريو الغزو الروسي المتمثل في المعلومات المضللة والضم هي تغيير النظام. اذا تمكنت موسكو من الاطاحة بالحكومة الجورجية المنتخبة بشكل ديمقراطي يمكنها بعد ذلك ترويع حكومات ديمقراطية أوروبية أخرى. وأين ينتهي ذلك.." وقال ان ميدفيديف يكرر الان ما فعله في جورجيا في القرم حيث يوزع جوازات سفر روسية.

وكتب ساكاشفيلي يقول "الرسالة واضحة. روسيا ستفعل ما تريد."

وأضاف "اذا كانت روسيا تحاول الاطاحة بحكومتنا باستخدام أدواتها القاتلة فلنقاوم بالادوات الديمقراطية التي حافظت على السلام على جانبي المحيط الاطلسي على مدى أكثر من 60 عاما. ومساندة المؤسسات السياسية والمالية في أوروبا لجورجيا يعتبر ردا قويا

منتدى شنغهاي.. هل يتحول إلى قطب عالمي جديد؟





بقلم: د. علي الصالح

أبرز أهداف المنتدى

- ضمان الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى.
- مقاومة الإرهاب والانفصال والتطرف الديني.

- توسيع التعاون الاقتصادي

- العمل على تعزيز دور الأمم المتحدة باعتبارها الآلية الرئيسية لدعم السلام والأمن الدوليين.

- بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي جديد عادل وعقلاني.

- اعتبار تعدد الأقطاب نزوعا عاما لتطور العالم المعاصر.

النظام العالمي الجديد الذي ظهر بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانفراط عقد المعسكر الاشتراكي ولد ظاهرتين: تمثلت الأولى في سيطرة الولايات المتحدة الأميركية على العلاقات الدولية وما ترتب على ذلك من سياسة إملاء وتدخل مكشوفة وتجاهل لدور هيئة الأمم المتحدة. وتمثلت الثانية في الرفض الضمني لهذا النزوع من قبل أغلبية دول العالم، لكن هذا الرفض لم يسفر حتى الآن عن تشكيل تجمع إقليمي أو دولي يعيد معادلة توازن القوى الدولية إلى نصابها.

بيد أن خبراء كثيرين بدؤوا يرون مؤخراً في منتدى شنغهاي ملامح قطب جديد معارض أخذت تبرز من خلال التطورات التي شهدها في السنوات الأخيرة. ومع انعقاد القمة الخامسة للمنتدى في شنغهاي منتصف الشهر الجاري تبرز من جديد الكثير من الأسئلة حول المنتدى وأهدافه والفرص المتاحة أمامه ليصبح قطباً دوليا جديداً منافساً للقطب الأميركي.

نشأة المنتدى وأهدافه

اسم "خماسي شنغهاي" أو "مجموعة شنغهاي" أو "منتدى شنغهاي" أسماء لم يُستقر على واحد منها بعد، وتطلق على تجمع إقليمي يضم حتى الآن كلاً من: الصين وروسيا وكزاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان. ولم يتحول بعد إلى منظمة إقليمية بسبب افتقاره إلى ميثاق يحدد مبادئه وقواعد تنظم عمله وتحدد شروط عضويته.

الدول الخمس المؤسسة لمنتدى شنغهاي
نشأ المنتدى على إثر اجتماعات عديدة عقدت في منتصف التسعينيات بين لجان خبراء من الدول الخمس لحل الخلافات الحدودية والاتفاق على إجراءات ثقة في المجال العسكري لتخفيف التوتر في المناطق الحدودية ومن ثم توقيع اتفاقية بهذا الشأن. وقد توجت هذه الاجتماعات بعقد اجتماع قمة في مدينة شنغهاي الصينية في أبريل/ نيسان 1996 أسفرت عن توقيع اتفاقية حول إجراءات الثقة في المجال العسكري ودشنت ميلاد الخماسي. وفي هذا الاجتماع تم الاتفاق على عقد اجتماعات قمة سنوية في عاصمة إحدى الدول الخمس فعقدت القمة الثانية في موسكو عام 1997 والثالثة في بشكيك عاصمة قرغيزستان عام 1999 والرابعة في دوشنبه عاصمة طاجيكستان عام 2000، وستعقد القمة الخامسة في شنغهاي يوم 15 يونيو/ حزيران الجاري.

كما أرست اتفاقية شنغهاي الأولى الأسس الراسخة لترسيم الحدود بين الصين والاتحاد السوفياتي السابق بطول يبلغ عشرة آلاف كم وعمق بلغ في أحيان كثيرة 200 كم. وقد طورت هذه الاتفاقية في قمة موسكو عام 1997 لتشمل أمن الحدود وإجراءات الثقة وتقليص الأسلحة والقوات المسلحة في المناطق الحدودية.

وقد شكلت قمة بشكيك المنعقدة في أغسطس/ آب 1999 انعطافا متميزا في تطور الخماسي، إذ صدر عنها إعلان سمي "إعلان بشكيك" تضمن 12 بندا رسمت ملامح تطلعات إقليمية ودولية جديدة تجاوزت الأطر المعلنة لعمل الخماسي، واتضحت فيها ملامح الأهداف الرئيسية التي يطمح المنتدى إلى تحقيقها، والتي يمكن تلخيصها فيما يأتي:

  1. ضمان الأمن والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى.
  2. مقاومة الإرهاب والانفصال والتطرف الديني وتوقيع اتفاقية خاصة بهذا الشأن وإنشاء مركز لتنفيذها مقره في بشكيك.
  3. توسيع التعاون الاقتصادي متعدد الجوانب والمستويات بين دول الخماسي.
  4. تعزيز دور هيئة الأمم المتحدة باعتبارها الآلية الرئيسية لدعم السلام والأمن الدوليين والوقوف ضد استخدام القوة أو التهديد باستخدامها دون سماح من مجلس الأمن الدولي.
  5. الدفاع عن السلام في العالم أجمع وبناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي جديد عادل وعقلاني، واعتبار تعدد الأقطاب نزوعا عاما لتطور العالم المعاصر.

وتحقيقا لهذه الأهداف شهد العام الجاري عملا حثيثا للبنى والهيئات المنبثقة عن اجتماعات القمة الأربع السابقة، متمثلاً فيما يأتي:

  • اجتماع لمنسقين من الدول الخمس في بكين أواسط يناير/ كانون الثاني 2001 بحث مسائل استكمال آليات عمل الخماسي وبرنامج عمله في عام 2001.
  • اجتماع في بشكيك أواسط فبراير/ شباط 2001 لممثلي الأجهزة الأمنية وهيئات حفظ النظام وممثلي وزارات الدفاع والخارجية والعدلية لدول الخماسي، بحث مسائل الأمن الإقليمي وأنشطة مركز مكافحة الإرهاب.
  • اجتماع مجموعة الرقابة والتفتيش في ألماآتا أوائل أبريل/ نيسان 2001 بحث سبل تعزيز إجراءات الثقة وتقليص الأسلحة والقوات المسلحة في المناطق الحدودية.
  • اجتماع لرؤساء هيئات الأركان العامة في موسكو يوم 21 أبريل/ نيسان 2001 بحث آليات عمل مركز مكافحة الإرهاب واحتمالات تقديم الدعم العسكري لقرغيزستان وطاجيكستان في حال تعرضهما لهجوم من جهة أفغانستان صيف العام الجاري.
  • اجتماع وزراء خارجية دول الخماسي يوم 28 أبريل/ نيسان 2001 ناقش مشروع اتفاقية النضال المشترك ضد الإرهاب والحركات الانفصالية والتطرف الديني ورشحها لاعتمادها في قمة شنغهاي المقبلة. واقترح الاجتماع تغيير تسمية الخماسي إلى" منتدى شنغهاي"، كما تم الاتفاق فيه على عقد اجتماع في كزاخستان خريف العام الجاري على مستوى رؤساء الدول الخمس لمناقشة سبل التعاون الاقتصادي متعدد الجوانب. وأصدر بيانا ختاميا مشتركا أكد فيه ضرورة الالتزام بمعاهدة الحد من الدفاع المضاد للصواريخ لعام 1972 باعتبارها حجر الأساس في الاستقرار الإستراتيجي، مؤكدا ضرورة تعدد الأقطاب في السياسة الدولية. ودعا إلى إلغاء العقوبات المفروضة على العراق، كما دعا الأسرة الدولية إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1267 بتاريخ 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1999 ورقم 1333 بتاريخ 15 ديسمبر/ كانون الأول 2000 بشأن إقرار عقوبات ضد نظام طالبان، مؤكدا أنه لا بديل للحل السلمي للنزاع في أفغانستان عبر المباحثات وتحت إشراف هيئة الأمم المتحدة.

نظرة الأعضاء للمنتدى وتفاعلهم مع أهدافه وبرامجه

يبدو الموقف العام للدول الأعضاء موحدا حتى الآن من الأهداف والبرامج المعلنة، في حين تتفاوت درجات التحمس له والتفاعل معه بسبب عوامل موضوعية وذاتية عديدة تتحكم بمدى التعمق في تطويره وتوسيعه. فكل دولة ترى في الخماسي ما يخدم الصالح العام من جهة وما يخدم المصالح الذاتية التكتيكية والإستراتيجية من جهة أخرى.

فروسيا ترى فيه أداة مريحة لتحقيق أغراض اقتصادية وجيوسياسية وإستراتيجية بعيدة المدى، فالصين أكبر سوق لتصدير السلاح الروسي حالياً وفي المستقبل المنظور أيضاً، ودول آسيا الوسطى تعتبر مصدراً لتأمين مواد الطاقة الرخيصة وسوقاً للسلاح وامتدادا جيوسياسياً لتطلعات إستراتيجية مستقبلية، فضلاً عن أنه يشكل بالنسبة لروسيا ورقة رابحة لاستعادة التوازن الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، والحد من زحفهما الجامح باتجاه البلطيق وأوكرانيا وبحر قزوين والقوقاز وآسيا الوسطى نفسها.

والصين ترى أن المنتدى بالنسبة لها مجال خصب لتأمين موارد الطاقة لخدمة قفزتها الاقتصادية ومصادر السلاح لحمايتها، وأداة لتحقيق التوازن الإستراتيجي مع أميركا مستقبلاً.

أما حكومات دول آسيا الوسطى ذات التوجه العلماني فيعتبر المنتدى ملجأ يحميها من المد الإسلامي، ويؤمن لها تعاملاً متوازناً مع المراكز الدولية الكبرى مثل أميركا وأوروبا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى.

وتبدو الصين أكثر دول الخماسي حماساً تليها كزاحستان التي لا شغل لرئيسها سوى التفكير المستمر بحلف أوراسي قوي بدأ بمبادرة منه على مستوى رابطة الكومنولث ويتابع تحقيقه حالياً عبر تحويل الخماسي إلى منظمة تكامل اقتصادي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن دول الخماسي الأربع تتميز عن روسيا بوحدة موقف النخبة السياسية من تطوير الخماسي، في حين تنقسم النخبة السياسية في روسيا في موقفها منه إلى اتجاهين عريضين ومتنافرين، فبينما يرى الأول أن مستقبل روسيا مرهون بتكاملها مع المجتمع الأوروبي، يعتقد الثاني أن أميركا وأوروبا لا هم لهما سوى الاستمرار بنهب روسيا وإفقارها وتقسيمها، وبالتالي فإن التعاون مع الصين والهند وغيرها يضمن لها التخلص من ربقة الضغوط الغربية المستمرة "المغرضة والمشبوهة" كما يرون.

وبالرغم من أية عوامل سلبية يمكنها أن تعيق استمرار وتطوير خماسي شنغهاي، إلا أن دول الخماسي تجمعها الكثير من المصالح المشتركة في هذا المنتدى، فهي تقع على امتداد جغرافي واحد، وتخشى بنفس القدر تقريباً طغيان الهيمنة الأميركية في العلاقات الدولية، وخطر المد الإسلامي القادم من أفغانستان. فالصين تخشى امتداده إلى تركستان الشرقية بينما تخشى روسيا تواصله مع جمهوريات الخاصرة الروسية الهشة مثل بشكيرستان وتتارستان وكذلك اتصاله بالقوقاز والشيشان. أما الأنظمة العلمانية في طاجيكستان وقرغيزستان وكزاخستان فقد أصابتها موجة ذعر حقيقية من جراء هجمات شنها حوالي 200 مقاتل من مقاتلي حركة أوزبكستان الإسلامية العام الماضي في جبال وادي فرغانة, بينما تفيد تقارير الاستخبارات الألمانية أن الحركة تستعد لدخول وادي فرغانة الواصل بين دول آسيا الوسطى الثلاث آنفة الذكر وأوزبكستان أيضا بأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل جيدي الإعداد والتجهيز صيف العام الجاري. ويعتقد أن هذه التقارير كانت سبباً في إسراع الدول المنضمة إلى معاهدة الأمن الجماعي (روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وكزاخستان وقرغيزستان) بتشكيل قوات للانتشار السريع مقرها في بشكيك.

العوامل المتوفرة لتحول المنتدى إلى قطب دولي جديد

الرئيس الصيني زيمين
أشار الزعيم الصيني جيان زيمين في كلمته أمام قمة بشكيك ونشر نصها الروسي في صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الناطقة بلسان الحكومة الروسية بتاريخ 4 سبتمبرم أيلول 1999، أشار إلى أن دول الخماسي تشغل ثلاثة أخماس مساحة القارة الأوراسية ويقطنها ربع سكان العالم. وأضاف "أن العالم ليس مستقرا بعد، وتتطور نزعة الهيمنة وسياسة القوة والأشكال الجديدة للتدخل بأسلوب جديد".

وفي كلمة للرئيس الروسي يلتسين نشرت في العدد نفسه نقرأ النص التالي "تجري أعمال قمة بشكيك في ظروف دولية معقدة. ونشهد بأم أعيننا سعي بعض الدول لبناء نظام عالمي مريح لها وحدها، دون أن تأخذ بالحسبان التوجه الموضوعي نحو تعددية الأقطاب في العالم المعاصر".

الرئيس الروسي يلتسين
ويعني هذان النصان توفر عاملين أساسيين لاحتمال تحول خماسي شنغهاي إلى قطب جديد في العلاقات الدولية هما:

  1. جغرافيا المساحة والسكان (ثلاثة أخماس مساحة القارة الأوراسية وربع سكان العالم).
  2. انزعاج الدولتين الكبريين في الخماسي من سعي الولايات المتحدة الأميركية المحموم لفرض سياسة القطب الواحد في العلاقات الدولية، وما يترتب عليه من سياسة الهيمنة المتغطرسة واستخدام القوة والأشكال الجديدة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول وسط إشارات عديدة لخبراء كثيرين بأن الصين وروسيا تخشيان كثيراً من استمرار تدخل أميركا الفظ في مناطق نفوذهما وشؤونهما الداخلية ( تايوان والتيبت ضد الصين, ومحاصرة روسيا في منطقة شرق أوروبا وقطع طريقها إلى البلقان بانتزاع أوكرانيا وإعلان بحر قزوين منطقة مصالح حيوية.. إلخ).

ويرى الخبراء الروس بصورة خاصة عاملا موضوعياً آخر يتمثل في التطور الاقتصادي الكبير في آسيا وخاصة في الصين، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي في آسيا في العقدين الأخيرين 6% وفي الصين 8% بينما يتراوح في العالم الغربي بين 2.5% و2.7%. وتفيد التقديرات -الأميركية بصورة خاصة- أن الصين ستسبق الولايات المتحدة الأميركية في الناتج الإجمالي المحلي مع حلول عام 2007. ووفقا لهذه التقديرات فإن الإنتاج الصناعي الصيني الذي شكل عام 1985 ثلث الإنتاج الصناعي الأميركي سيزيد عنه بمقدار 2.8 مرة مع حلول عام 2015، وعدا عن ذلك فإن احتياطي الصين من الذهب والعملة الصعبة يزيد عن الاحتياطي الأميركي الآن إذ بلغ 91 مليار دولار ومكن الصين من تسنم المرتبة الثانية في هذا المؤشر بعد اليابان (حوالي 125 مليار دولار).

ويبدو مما سبق أن العوامل الموضوعية تصب في صالح تحول المنتدى إلى قطب جديد في العلاقات الدولية، لكن هذا التحول يظل مرهونا بالعامل الذاتي الروسي بصورة خاصة أو بالأحرى بالصراع بين الاتجاهين القومي والغربي في النخبة السياسية الروسية والذي لاتزال غلبة النفوذ فيه لصالح الاتجاه الموالي للغرب، مما دفع ببعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن هذا الاتجاه سيحاول توجيه ضربة قاصمة للخماسي في القمة الروسية الأميركية المقبلة من خلال دفع روسيا إلى السير في فلك السياسة الأميركية حتى فيما يتعلق بالموقف من الدرع الأميركي المضاد للصواريخ، إذ أخذت وسائل الإعلام الموالية لهذا الاتجاه في روسيا تروج لتصالح أميركي روسي عشية القمتين (قمة شنغهاي والقمة الأميركية الروسية) وتعتبر التصالح لصالح روسيا، بينما تندد بتسليح روسيا للصين مشيرة إلى أن روسيا سبق أن سلحت الصين الشعبية في العهد السوفياتي فانقلبت ضدها.

الآفاق الإقليمية والدولية للمنتدى

تبقى الآفاق المستقبلية الإقليمية والدولية للخماسي مرتبطة بمدى فاعلية عمله ونجاحه في تنفيذ مهامه وتحقيق أهدافه، ويبدو أن نجاح الخماسي في إنجاز حل عقلاني وحكيم لمشكلة معقدة كمشكلة الحدود بين الصين والاتحاد السوفياتي السابق -والتي كادت أن تفضي إلى حرب بينهما لأكثر من مرة)-أغرى الدول الأعضاء في الخماسي للمضي به قدما من جهة، وجعل دولا عديدة تنظر إليه بعين الاحترام وتفكر في الانضمام إليه من جهة ثانية. فأثناء اجتماع وزراء خارجية الخماسي الأخير في موسكو أعلن مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية سيرغي بريخودكو أن أوزبكستان قد تشارك في أعمال القمة المقبلة بصفة عضو كامل الحقوق. وأثناء زيارة الرئيس الصيني لباكستان مطلع العام الجاري قدمت الأخيرة طلبا للانضمام إلى عضوية الخماسي وأعلمت به رسميا قيادات الدول الخمس، وأفادت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" (الصحيفة المستقلة) الروسية بتاريخ 5/5/2001 بأن قمة شنغهاي ستنظر في طلب باكستان مما يدعو إلى الاعتقاد بأن الصين تأخذ بالحسبان احتمال تحول الخماسي مستقبلا إلى منظمة إقليمية أو دولية حتى في حال غلبة الاتجاه الموالي للغرب في السياسة الروسية. وأفادت صحيفة "ترود" (العمل) بتاريخ 19/5/2001 بأن "الهند ومنغوليا أبدتا اهتماما ملحوظا بالخماسي".

ومن الواضح تماما أن مجرد قبول أوزبكستان وحدها في عضوية الخماسي سيعني بالضرورة تعديل اتفاقية الحدود وتغيير تسمية خماسي شنغهاي الحدودي، وقد اقترح اجتماع وزراء الخارجية الأخير في موسكو تسميته بـ "منتدى شنغهاي"، مما سيكسبه طابعا حقوقيا واقتصاديا أوسع بكثير مما يتضمنه التجمع الإقليمي. وليس سرا أن تحوله إلى منظمة إقليمية سيوسع ويعزز احتمال ارتقائه بالتدرج الحكيم -على الطريقة الصينية- إلى قطب جديد في السياسة الدولية.

موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

لم تبد الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي حتى الآن أي ردود أفعال رسمية معلنة إزاء الخماسي كتجمع إقليمي. ويمكن تفسير هذا الصمت إما بأنه تجاهل متعمد وإما بأن أميركا وأوروبا على ثقة راسخة بأنه لن يشكل خطرا فعليا أو تحديا لهما في المستقبل المنظور على أقل تقدير.

بيد أن التصرفات والتدابير الأميركية والأوروبية التي كانت تلي الفعاليات الهامة للخماسي وخاصة فيما يتعلق بآسيا الوسطى تدل على عكس ذلك، ففي أعقاب قمة الخماسي في دوشنبه ربيع العام الماضي مباشرة قامت وزيرة خارجية أميركا مادلين أولبرايت بجولة في آسيا الوسطى أغدقت خلالها الوعود بإسداء الدعم الاقتصادي والإسهام في حماية أمن حدود هذه الدول. وفي الفترة ما بين اجتماع رؤساء هيئات أركان الخماسي واجتماع وزراء خارجيته الأخير في موسكو (22-25 أبريل الماضي) قام المستشار الخاص لوزير الخارجية الأميركي لشؤون رابطة الكومنولث جون بايرلي بجولة في دول آسيا الوسطى قدم خلالها وعودا أمنية أيضا ومساعدات مالية متفاوتة منها 2.8 مليون دولار لحكومة أوزبكستان وحدها. وتزامنت مع هذه الزيارة زيارة أخرى إلى منطقة الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان قام بها وفد كبير من ممثلي البعثات الدبلوماسية والعسكرية الأوروبية المعتمدة في روسيا.

وعلى إثر إعلان أربع من الدول المنضمة إلى معاهدة الأمن الجماعي (روسيا وطاجيكستان وكزاخستان وقرغيزستان) إنشاء قوات للتدخل السريع, قامت خمس دول من دول الكومنولث هي أوكرانيا وجورجيا وأوزبكستان وأذربيجان ومولدوفا بعقد قمة في مدينة يالطا في شبه جزيرة القرم بمباركة أميركية وأوروبية واضحة أعلنت خلالها تحويل منظمة "غووام" GOUAM (الأحرف الخمسة الأولى من أسماء هذه الدول) الاستشارية التي أسست في إطار رابطة الكومنولث عام 1997، تحويلها إلى منظمة اقتصادية إقليمية رسمية مما اعتبر بداية لنهاية الكومنولث كمنظمة.

ويرى كثير من المراقبين أن أميركا تبذل قصارى جهدها للحيلولة دون نشوء أي تحالف بين دول آسيا الوسطى ودول شرق آسيا وعرقلة بروز قوة مركزية في القارة الآسيوية قادرة على منافستها حتى في المستقبل البعيد. ويبرر المراقبون والخبراء رأيهم هذا بالسعي الأميركي الحثيث لفصل أوكرانيا عن الدوران في فلك السياسة الروسية من ناحية, ونسف أي تقارب صيني روسي يمكن أن يفضي إلى تحالف بينهما، مما يعني أن الولايات المتحدة ستحاول قدر الإمكان تقويض خماسي شنغهاي وتطويقه لاعتبارات إستراتيجية جيوسياسية وعسكرية أمنية. ويتكهن البعض بأن أميركا ستفعل ذلك من خلال روسيا، إما عبر جذبها إلى المسار الأوروبي وإما من خلال الإيقاع بينها وبين الصين.

الآثار المترتبة على بروز المنتدى كقطب دولي جديد

لايزال من السابق لأوانه إعطاء أحكام قطعية بصدد بروز منتدى شنغهاي كقطب دولي جديد، ومع ذلك فإن الارتقاء به إلى هذا المستوى سيفضي –حسب التقديرات- إلى قلب موازين القوى على الساحة الدولية برمتها.

ففي حال تحول الصين إلى أكبر مركز اقتصادي -وهو أمر ليس بعيد المنال- وتحولها -بمساعدة روسيا إما بالتحالف العسكري معها وإما بتزويدها بالأسلحة الحديثة- إلى قوة عسكرية ضاربة، فإن موازين القوى ستنقلب في القارة الأوراسية من ناحية، وستعمل من ناحية أخرى على تفريغ النصر الذي حققته أميركا في الحرب الباردة من محتواه ويحولها ثانية إلى دولة تدافع عن نفسها، مما سيعصف بسياسة القطب الواحد في العلاقات الدولية كما سبق أن عصفت الحرب الباردة بالمعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفياتي. فالقدرات الاقتصادية والعسكرية لدول المنتدى توازي القدرات العسكرية الأميركية. أما في حال توحيد القوتين العسكريتين لروسيا والصين فإنهما ستتفوقان على الجبروت العسكري الأميركي في عدة جوانب أهمها مضادات الصواريخ التي تملكها روسيا وحدها دون غيرها مما سيجعل مشروع الدرع الأميركي المضاد للصواريخ –حجر الأساس في التفوق الأميركي– أملاً عديم الجدوى.

البيانات الأساسية لدول المنتدى

البند

روسيا

الصيـن

كازاخستان

طاجيكستان

قرغيزستان

المجموع

المساحة
(مليون كم2)

17.075

9.571

2.717

0.143

0.198

29.704

السكان
(مليون نسمة)

145

1295

16.8

6

4.5

1467.3

عدد الجيش
(ألف فرد)

1200

2500

155.7

12.2

20

3887.9

الناتج الإجمالي المحلي (مليار دولار)

193

5000

17

4.6

1.2

5215.8

معدل النمو الاقتصادي

4.6%

8.8%

14.9%

9.8%

8.6%

9.3%

احتياطي الذهب والعملة الصعبة
(مليار دولار)

33

91

2.5

-

-

126.5


المصدر: الجزيرة
قمة منظمة شنغهاي تدعم روسيا في نزاعها مع جورجيا

قمة شانغهاي أعلنت موقفا موحدا مؤيدا لروسيا (الفرنسية)

أعلنت الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون تأييدها لما وصفته بدور روسيا الفعال في حل النزاع مع جورجيا ودعت إلى حل الأزمة سلميا، في حين اعتبر وزير الخارجية الروسي التهديدات الأوروبية بفرض عقوبات على بلاده نتاج "خيال مريض" وارتباك للفشل الذي منيت به جورجيا.

فقد أعربت الصين وكزاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان الخميس عن دعمها "للدور الفعال" الذي تقوم به روسيا في حل النزاع مع جورجيا، حسب ما ورد في مشروع إعلان مشترك لقمة منظمة شانغهاي للتعاون -التي تضم الدول الخمس بالإضافة إلى روسيا- في العاصمة الطاجيكية دوشانبي.

كما دعت القمة في الإعلان المشترك إلى حل الأزمة سياسيا دون تصعيد الأوضاع وتعريض المنطقة إلى حالة تضر بالأمن والاستقرار الإقليميين.

من جانبه أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن ارتياحه لتبني الصين وباقي الحلفاء الآسيويين لموسكو في منظمة شانغهاي للتعاون "موقفا موحدا" من التحركات الروسية في جورجيا.

وقال في إشارة إلى هجوم القوات الجورجية على أوسيتيا الجنوبية في السابع من أغسطس/آب الجاري، إن هذا الموقف "سيكون له صدى دولي كبير" معربا عن أمله في أن يوجه هذا الموقف "رسالة قوية للذين يسعون إلى تبرير هذا الفعل المشين والعدوان".

يشار إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد شارك في القمة ممثلا لبلاده التي حضرت المؤتمر بصفتها عضوا مراقبا.

لافروف: الغرب غاضب لأن دميته جورجيا لم تكن على قدر التوقعات (الفرنسية-أرشيف)
العقوبات الأوروبية
وفي تصريح له من العاصمة الطاجيكية، قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس من أهمية التهديدات الأوروبية بفرض عقوبات على بلاده واصفا ذلك بأنه "نتاج خيال مريض وارتباك في الغرب".

وقال لافروف -الذي كان يتحدث على هامش قمة منظمة شانغهاي للتعاون- إن الاتحاد الأوروبي غاضب لأن بعض العواصم الغربية مستاءة من أن "دميتهم" جورجيا لم تكن على قدر توقعاتهم.

وأضاف متهكمًا بوزير الخارجية الفرنسي "ناهيك كذلك عما قاله صديقي كوشنر من أننا سنهاجم قريبا مولدافيا وأوكرانيا والقرم، هذا خيال مريض ربما ينطبق على العقوبات أيضا".

"
اقرأ

-أبخازيا واقع يتغير

-أوسيتيا الجنوبية الحرب مجددا

-خطة السلام الأوروبية في جورجيا

"

وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر -الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي- قد قال إن الاتحاد سيبحث في قمته الطارئة المقررة في الأول من الشهر المقبل إمكانية فرض عقوبات على موسكو.

وقال كوشنر خلال مؤتمر صحفي في باريس "هناك تفكير بفرض عقوبات ووسائل أخرى طبعا"، مشيرا إلى أن دول الاتحاد تسعى لوضع مشروع قانون يعبر عن رفضها للوضع الراهن في جورجيا، دون أن يوضح طبيعة الإجراءات التي ينوي الاتحاد اتخاذها.

ومن المقرر أن يجتمع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل في قمة طارئة دعا إليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبحث مستقبل العلاقات الأوروبية بروسيا في ضوء النزاع في جورجيا واعتراف موسكو باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.