الجمعة، 15 أغسطس 2008

العلاقات الأميركية الروسية





خلال السنوات السبع الماضية مرت العلاقات الأميركية الروسية بمسارات متعددة، وفي حين سيغادر الرئيس فلاديمير بوتين الكرملين في التاسع من مايو/أيار 2008، والرئيس جورج بوش البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2009 يمكن أن نرصد مراحل تلك العلاقات كالتالي:

  • الأحد 6 أبريل/نيسان 2008: انعقاد المؤتمر الثنائي بين روسيا وأميركا في سوتشي بروسيا من أجل التوقيع على وثيقة إطار للعلاقات الإستراتيجية بين البلدين. وقد أكد الرئيس بوش أن الحرب الباردة انتهت وأن روسيا ليست عدوة أميركا وفي نفس الوقت أعلن تأييده لانضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي.
  • تموز/يوليو 2007: أكد بوتين وبوش على "الصداقة" التي تربط بينهما خلال مؤتمرهما في كينيبونكبورت بأميركا وفي الوقت نفسه ظلت الخلافات بينهما بشأن الدرع الصاروخية مستمرة.
  • 10 فبراير/شباط 2007: هاجم بوتين بعنف الولايات المتحدة مؤكدا على خروجها عن حدودها الوطنية في كل المجالات، مؤكدا أنه لا أحد يشعر بالأمان ولا أحد يقدر على اللجوء إلى القانون الدولي.
  • 4 فبراير/شباط 2006: إلقاء نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني خطابا متهما فيه روسيا باستخدام "النفط والغاز أداتين للتلاعب والابتزاز".
  • 24 فبراير/شباط 2005: مواجهة حادة بين الرئيسين بوش وبوتين خلال قمة في براتيسلافا بشأن وضع الديمقراطية في روسيا.
  • مارس/آذار 2004: انضمام الجمهوريات السوفياتية السابقة في بحر البلطيق (لاتفيا وليتوانيا وأستونيا) إلى حلف شمال الأطلسي.
  • مارس/آذار 2003: اجتياح القوات الأميركية العراق وقد عارضت روسيا وبعض الدول تلك الحرب.
  • ديسمبر/كانون الأول 2001: إعلان الولايات المتحدة أنها ستنسحب من اتفاق الحد من الأسلحة البالستية الموقع عام 1972 لتمهيد الطريق أمام إنشاء درع صاروخية أميركية تعارضها روسيا. وقد اتضحت معالم هذا المشروع منذ ذلك الحين: فهو يشمل نشر رادار في جمهورية التشيك وصواريخ مضادة للصواريخ في بولندا. ورأت موسكو في هذه الخطة مساسا بمصالحها الإستراتيجية.
  • 11 سبتمبر/أيلول 2001: كان الرئيس بوتين أول رئيس يتصل ببوش -حسب الكرملين- وذلك تعبيرا عن التضامن مع أميركا.
  • 16 يونيو/حزيران 2001: لقاء الرئيسين بوش وبوتين للمرة الأولى في ليوبليانا عاصمة سلوفينيا.

الدرع الصاروخي الأميركي







" type="hidden">
تعليقات القراء

ديمتري ميدفيدف




ديمتري ميدفيدف
سياسي روسي، أصبح الثالث ضمن رؤساء روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفياتي السابق، كما أنه الأصغر سنا من بين هؤلاء الثلاثة.

المولد والهواية
ولد ديمتري آناتوليفيتش ميدفيدف يوم 14 سبتمبر/ أيلول 1965 في لينينغراد المعروفة حاليا بسانت بطرسبورغ. وهو الابن الوحيد لآناتولي ميدفيدف الذي كان أستاذا في معهد لانسوفيت التكنولوجي ثم في معهد هيرتزن التربوي، وقد أصبح مرشدا في المتاحف بعد ذلك. وميدفيدف متزوج وله ابنه الوحيد إيليا.
ومنذ صغره أحب ميدفيدف التصوير وموسيقى "الروكن رول"، وهي موسيقى أميركية صاخبة، ثم إنه من هواة رياضة حمل الأثقال والسباحة.

الدراسة
تخرج ميدفيدف من كلية الحقوق بجامعة لينينغراد سنة 1987 حيث نال شهادة الدكتوراه سنة 1990.
وهي نفس الكلية التي تخرج منها سلفه الرئيس فلاديمير بوتين، وقبلهما تخرج منها الرئيس الأسبق فلاديمير إليتش أوليانوف المشهور بلقبه لينين.

من التدريس إلى الأعمال
  • من 1990 إلى 1999: أستاذ بجامعة الدولة بسان بطرسبرغ.
  • من 1990 إلى 1995: مستشار لجنة العلاقات الخارجية ببلدية مدينة سان بطرسبرغ تحت إدارة الرئيس السابق بوتين الذي كان يشغل حينها وظيفة مدير العقود والمشروعات التمويلية.
  • 1993: أسس شركة "فينسيل" (Fincell) التي تفرعت منها مؤسسة "أليم بالب" (Ilim Pulp Enterprise) المتخصصة بالأخشاب. وقد شغل وظيفة مدير الشؤون القانونية في المؤسسة الأخيرة.
  • 1998: عضو إدارة "ديوان براتسك للأخشاب"، وهو من أكبر المؤسسات الروسية المهتمة بالأخشاب وصناعة الورق.
  • 1999: مساعد مدير الإدارة الرئاسية ومساعد مدير أول.
  • 2000: مدير مجلس إدارة مجموعة "غازبروم" العملاقة (Gazprom) وهي شركة روسية لإنتاج ونقل الغاز الطبيعي وهي من أهم الفاعلين في مجال النفط العالمي.
  • مارس/ آذار 2000: مدير حملة الرئيس بوتين الانتخابية.
  • أكتوبر/ تشرين الأول 2003: مدير الديوان الرئاسي بالكرملين خلفا لألكسندر فولوشين.
  • 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005: نائب رئيس الوزراء الأول مكلف بالأشغال والمشاريع القومية ذات الأولوية (الصحة، التعليم، الشغل..).
رئيس روسيا
في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2007 أعلن ميدفيدف ترشحه للرئاسة، وقد دعمته أربعة أحزاب سياسية هي: حزب روسيا الموحدة، وحزب روسيا العادلة، وحزب المزارعين، وحزب القوة المدنية.
انتخب في الشوط الأول من رئاسيات الثاني من مارس/ آذار 2008 بنسبة 69.6% من أصوات الناخبين، متقدما على ثلاثة مرشحين وهم زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف، ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، ورئيس الحزب الديمقراطي الروسي أندري بوغدانوف. ومن المتوقع أن يتسلم مهامه فاتح مايو/ أيار 2008.

التوجه السياسي
يوصف ميدفيدف بأنه تكنقراطي ومتمرس في الاقتصاد والأعمال، ويصنف ضمن الجناح الليبرالي في الكرملين في مقابل جناح "الأقوياء" المشهورين في روسيا بتسمية "سيلوفيكي" (siloviki) وهم قدامى جهاز "كي جي بي" المسيطرون على الجيش والشرطة وأجهزة الأمن.

روسيا تلوح بالنووي ضد بولندا ردا على الدرع الصاروخية




موسكو تقول إن بولندا تعرض نفسها لضربة بقبول نصب صواريخ أميركية (رويترز-أرشيف)

لوحت روسيا باللجوء إلى السلاح النووي ضد بولندا التي توصلت إلى اتفاق مع واشنطن لنصب جزء من الدرع الصاروخية الأميركية على أراضيها.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن الجنرال أناتولي نوغوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان قوله إن بولندا تعرض نفسها لضربة إذا نصبت على أراضيها بطاريات لصواريخ ضمن منظومة الدرع الأميركية.

وأضاف الجنرال الروسي أنه يحق لموسكو استخدام السلاح النووي ضد أي دولة تملكه أو أي دولة تساعد غيرها على تملك هذا السلاح، مشيرا إلى أن بولندا تعرف ذلك جيدا.

وفي وقت سابق قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة وبولندا بشأن درع الدفاع الصاروخية يستهدف بلاده.

من جانبه قال مبعوث روسيا لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ديمتري روجوزين إن توقيع ذلك الاتفاق في فترة أزمة صعبة للغاية في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الموقف في جورجيا يشير إلى أن نظام الدفاع الصاروخي سينشر بالطبع ليس لاستهداف إيران وإنما لاستهداف القدرة الإستراتيجية الروسية.

وتعارض روسيا بشدة نصب مكونات من الدرع الصاروخية وسط أوروبا، وتقول إنها تهدد أمنها وتقوض ميزان القوى في أوروبا بعد الحرب الباردة.

وهددت موسكو في السابق باتخاذ إجراءات مضادة ضد بولندا وجمهورية التشيك، وهما دولتان كانتا في المعسكر الاشتراكي أيام الاتحاد السوفياتي السابق وصارتا عضوين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.



جورج بوش عبر عن ارتياحه لاتفاق بلاده مع بولندا بشأن الدرع الصاروخية (الفرنسية-أرشيف)

ارتياح وتبرير
وأعرب الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عن ارتياحه للاتفاق الذي أبرم بين بلاده ووارسو لنصب عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية على الأراضي البولندية.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي دانا بيرينو قد نفت الخميس الفكرة القائلة إن الدرع الصاروخية ستزيد التوتر بين واشنطن وموسكو بعد هجوم الجيش الروسي على جورجيا.

وأشارت بيرينو إلى أن مشروع الدرع الصاروخية "لا تستهدف بأي شكل من الأشكال روسيا، ومن المستحيل منطقيا أن تستهدف روسيا نظرا لأنها قادرة على تدميرها".

وتم التوصل للاتفاق البولندي الأميركي بعد أن طالب رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بتعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة مقابل الموافقة على استضافة عشرة صواريخ اعتراضية في قاعدة بشمال بولندا.

وتقول واشنطن إن الصواريخ الاعتراضية ومحطة للرادار في جمهورية التشيك ستشكل جزءا من "درع صاروخية" عالمية, ترى أنها تحمي بها نفسها هي وحلفاءها من الصواريخ الطويلة المدى التي قد تطلقها في المستقبل إيران أو تنظيمات مثل تنظيم القاعدة.

بوش يقول ان تصرفات روسيا في جورجيا غير مقبولة

كروفورد (تكساس ) (رويترز) - قال الرئيس الامريكي جورج بوش ان تصرفات روسيا في جورجيا "غير مقبولة تماما" وان على موسكو انهاء الازمة.

وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية التي يوجهها يوم السبت ونشرها البيت الابيض يوم الجمعة ان "العالم تابع بقلق غزو روسيا دولة جارة ذات سيادة وتهديد حكومة ديمقراطية منتخبة من قبل شعبها.

"هذا التصرف غير مقبول تماما لدول العالم الحر

ساركوزي: روسيا تتعهد بسحب قواتها

باريس (رويترز) - قال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان الرئيس الفرنسي تحدث الي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بعد ان وقعت جورجيا اتفاق وقف اطلاق النار يوم الجمعة وان ميدفيديف وافق على توقيع الاتفاق وسحب القوات الروسية.

وقال مكتب ساركوزي في بيان "اكد (ميدفيديف) له انه سيوقع الاتفاق ايضا وان روسيا ستحترم بالكامل الالتزامات الواردة في الاتفاق لا سيما المتعلق منها بسحب القوات الروسية."

ولم يشر البيان الى موعد توقيع ميدفيديف للاتفاق

العقيدة النووية الروسية






مفهوم الأمن القومي الروسي

المبادئ المتصلة باستخدام القوة من قبل روسيا

القدرات النووية الروسية

أصبح النقاش حول الاعتماد المتزايد على السلاح النووي الروسي موضوعا مركزيا بدءا من العام 1993 عندما أسقطت موسكو ما كان يعرف باسم (سياسة عدم استخدام السلاح النووي أولا). وفي الواقع شهدت العقيدة النووية الروسية تطورا بطيئا مع انهماك القيادة -بشقيها السياسي والعسكري- في النقاشات الدائرة طيلة فترة التسعينيات خلف الأبواب المغلقة.

وفي العام 1999 بدأت تتشكل ملامح عقيدة نووية جديدة تعتمد -بحسب ما تذكره التقارير الرسمية- على إعطاء السلاح النووي مهام جديدة تهدف إلى منع نشوب الحروب التقليدية المحدودة.

ويعزو المتخصص بالشأن الروسي د. نيكولاي سوكوف كبير الباحثين في مركز الدراسات النووية في الولايات المتحدة ظهور هذه العقيدة الجديدة في الفكر الإستراتيجي الروسي إلى عاملين أساسيين:

أولا- وجود قناعة لدى القيادة الروسية بوجود خطر خارجي يتهدد البلاد (لاسيما خلال الفترة ما بين (1990-1999) يتمثل في احتمال لجوء حلف الناتو إلى القوة العسكرية (على نطاق محدود) من أجل الحصول على مكاسب سياسية وبطريقة شبيهة بالحروب التي جرت في منطقة البلقان.

ثانياً- وجود قناعة راسخة بضعف القوات التقليدية وعدم قدرتها على مواجهة حرب محدودة في ظل التفوق النوعي والكمي لحلف الناتو.

ومن منظور القيادة العسكرية الروسية، كان الاعتماد على السلاح النووي ردا منطقيا على هذه المخاوف مجتمعة على أساس أن القدرات النووية لديها مزايا غير تلك التي حصرتها القيادة السوفياتية السابقة بـ(ردع هجوم نووي واسع النطاق).

لكن وفي الوقت نفسه، شددت الوثائق الرسمية الروسية على أن الاعتماد على السلاح النووي سيكون عاملا مؤقتا لتوفير الأمن القومي إلى حين استكمال خطط تطوير وتعزيز القوات التقليدية.

وعقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، تراجعت مظاهر التوتر التي كانت تسود العلاقات الروسية الأميركية مع إعلان الجانبين عن تحالفهما السياسي في الحرب ضد ما يسمى الإرهاب الدولي، طبعا مع بقاء العديد من النقاط الخلافية بشأن الكثير من المسائل الدولية مثل الوضع في الشيشان وإقليم كوسوفو، وتوسيع حلف الأطلسي.

واستمرت فترة من الهدوء في العلاقات بين الطرفين على الرغم من معارضة روسيا الحرب على العراق الأمر الذي تبين فيما بعد بأن الخلاف لم يكن أكثر من سحابة عابرة.

بيد أن عودة الهدوء إلى تلك العلاقات لم تترك أثرا كبيرا على العقيدة النووية الجديدة في روسيا كونها لم تكن موجهة ضد الولايات المتحدة بشكل مباشر بالرغم من مخاوف القيادة العسكرية، على وجه الخصوص، من التفوق الساحق للقوة العسكرية الأميركية.

وتماشيا مع هذا النمط من التفكير، كانت التغيرات المتصلة بالسياسة الخارجية -بحسب د. سوكوف- مجرد إجراءات مؤقتة في الوقت الذي كانت السياسات الاقتصادية والعسكرية توجها إستراتيجيا ثابتا.



في 1 يناير/كانون الثاني من العام 2000 وقع الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين (الذي انتخب رسميا في مارس/آذار سيدا للكرملين) على المفهوم الجديد للأمن االقومي للاتحاد الروسي.

وقد اعتبرت هذه الوثيقة تعديلا لمفهوم عام 1997 وذلك في إشارة سياسية على تأكيد استمرارية السياسة العامة ما بين إدارتي يلتسين وبوتين.

مع العلم أن العمل على المفهوم الجديد للأمن القومي بدأ مع تعيين بوتين سكرتيراً لمجلس الأمن الروسي مطلع العام 1999 وقد نشرت أول نسخة للمفهوم الجديد في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1999.

ويؤسس المفهوم الجديد للضوابط والتوجيهات العريضة المرتبطة بالأمن القومي الروسي وبالتالي يتناول الإستراتيجية النووية بخطوطها العامة دون الخوض في التفاصيل التي أعدت في إطار العقيدة العسكرية والتي صودق عليها بعد أربعة آشهر من إعلان وثيقة الأمن القومي.

ومن أهم الفقرات المتصلة بالسلاح النووي الواردة في المفهوم الجديد:

"من أولويات مهام الاتحاد الروسي توفير الرادع الذي يمنع شن أي اعتداء بما في ذلك الاعتداء النووي على روسيا وحلفائها".

"يجب على الاتحاد الروسي امتلاك الأسلحة النووية القادرة على إلحاق الضرر بأي دولة معتدية أو تحالف من الدول المعتدية تحت أي ظرف كان".




"استخدام جميع القوى والوسائل المتاحة بما في ذلك السلاح النووي في حال لزم الأمر لصد اعتداء مسلح، بعد أن تستنفذ جميع الوسائل الرامية لحل الأزمة أو أن هذه الأجراءات اثبتت فشلها".

الفقرتان الأوليان هما تكرار لما جاء في وثيقة الأمن القومي الروسي التي أعدت في عهد يلتسين عام 1997 في حين تمثل الفقرة الثالثة الاختلاف الذي يعكس العقلية الروسية الجديدة بخصوص التعاطي مع مسائل الأمن القومي. فهذه الفقرة نصت في وثيقة عام 1997 على:

"تحتفظ روسيا بحق استعمال كافة القوى والوسائل المتاحة لها، بما في ذلك السلاح النووي، لصد أي اعتداء يشكل تهديدا مباشرا على وجود الاتحاد الروسي كدولة مستقلة وذات سيادة".

بمقارنة الفقرتين، يتبين بأن الوثيقة التي أعدت في عهد يلتسين تتيح استعمال السلاح النووي في حال شن اعتداء واسع النطاق والذي لم يكن أمرا محتملا في تلك الفترة.

أما وثيقة الأمن القومي التي أعدت في عهد بوتين فتسمح باستخدام القوة النووية ضد أي اعتداء، صغيرا كان أم كبيرا، حتى ولو لم يهدد وجود وكيان الدولة.

كما أن هذه المهمة تتضمن الاستخدام المحدود للقوة النووية مقارنة مع الضربة النووية الشاملة ردا على أي هجوم واسع النطاق كما ورد في وثيقة 1997.

ويرى المراقبون أن هذا التغيير الواضح في العقيدة النووية الروسية يرتبط ارتباطا مباشرا بالتوصيف الروسي للتهديدات المحتملة التي يلخصها المفهوم الجديد للأمن القومي بـ:

-"رغبة بعض الدول أو مجموعات داخل الدولة بتحجيم دور الآليات القائمة لتوفير الأمن الدولي وأولها الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي".

-"تقوية التكتلات العسكرية السياسية وتحالفاتها وأولها توسيع حلف الناتو شرقا".

-"ظهور قواعد لقوات أجنبية أو حشود عسكرية في الجوار القريب للحدود الروسية".

-"انتقال حلف الناتو إلى ممارسة العمليات العسكرية خارج نطاق مسؤولياته دون تفويض من مجلس الأمن الدولي".

وفي الإطار ذاته تعترف وثيقة الأمن القومي الروسي بضعف القوات التقليدية مقارنة مع القوى السياسية والعسكرية الكبرى على الساحة الدولية وتشير إلى "اتساع الفجوة التكنولوجية مع القوى الكبرى وإمكانياتها على إنتاج جيل جديد من السلاح القادرعلى إحداث تغييرات أساسية في أشكال وأساليب القتال".

وضمن هذه المعطيات والظروف المحيطة بالقوات التقليدية الروسية بات الاعتماد على السلاح النووي خيارا منطقيا إذا استنفدت الوسائل السياسية لحل الأزمة الناشئة.

يشار إلى أن المراجعة الشاملة للإستراتيجية النووية أقرت في اجتماع مجلس الأمن الروسي في أبريل/نيسان 1999 بعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب في إقليم كوسوفو.

هذه الحرب عززت المخاوف الروسية السابقة من قيام الولايات المتحدة والناتو بعملية عسكرية محدودة ضد روسيا من أجل الحصول على مكاسب سياسية مثل إجبارها على سحب قواتها من بعض الدول المستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق أو وقف الحرب في الشيشان.

لذلك يركز المفهوم الجديد للأمن القومي الروسي على أن الاعتماد على السلاح النووي يبقى إجراء مؤقتا إلى حين استكمال جميع الخطط والإصلاحات لتطوير وتحديث القوات التقليدية.

وفيما يخص الحد من التسلح، يحتل هذا البند موقعا هاما في المفهوم الجديد للأمن القومي الروسي وتحديدا فيما يتصل بانتشار الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة التدمير الشامل ووسائط نقلها.

وتدرج الوثيقة هذه الأخيرة قضية انتشار الأسلحة النووية كواحدة من التهديدات التي تواجه الأمن القومي، الأمر الذي لا يمكن اعتباره مفاجئا نظرا لوجود العديد من الدول الساعية لنشر السلاح النووي من جهة، ولأن انتشار الأسلحة النووية سيقوض موقع روسيا كواحدة من الأعضاء الخمسة المعترف بهم رسميا في النادي النووي، من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، يطرح مفهوم الأمن القومي الجديد -من ضمن أولوياته- عددا من "الإجراءات لضمان السيطرة الدولية على تصدير الخدمات والتقنيات العسكرية أو المواد ذات الاستعمال المزدوج"، كما يؤكد عزم الاتحاد الروسي تنفيذ الإجراءات والترتيبات المتصلة بضبط التسلح، لكن مع تعديل الموقف من أي اتفاقيات جديدة بهذا الشأن.

فوثيقة عام 1997 قالت إن روسيا "ستساهم في المفاوضات بخصوص خفض الأسلحة النووية والتقليدية، وضبط انتشار أسلحة التدمير الشامل ووسائط نقلها.

في حين أجرت وثيقة العام 1999 تعديلا كبيرا على هذا الموقف بالإشارة إلى أن روسيا عازمة على "تكييف الاتفاقيات المعمول بها بشأن ضبط التسلح ونزع السلاح مع الأوضاع الجديدة السائدة على ساحة العلاقات الدولية بالإضافة إلى إعداد -عند الضرورة- اتفاقيات جديدة مع احترام إجراءات بناء الثقة والأمن".

هذا التعديل يشير إلى موقف جديد بشأن اتفاقيات ضبط النسلح على أساس أن الاتفاقيات التي عقدت خلال أو بعد الحرب الباردة كانت كافية بالنسبة لدولة عظمى، لكنها ليست كذلك بالنسبة لروسيا اليوم.

إذ ترى روسيا أن بعض الاتفاقيات أو البنود تفرض عليها قيودا مشددة في الوقت الذي لا تفرض على دول أخرى أي شيء، في إشارة واضحة إلى اتفاقية ستارت دون أن تذكرها وثيقة الأمن القومي 1999 صراحة.

فعلى سبيل المثال لم يعد الحظر الذي تفرضه اتفاقية الصواريخ العابرة للقارات (ستارت 1) في صالح روسيا التي تسعى حاليا إلى تعديله في اتفاقية ستارت 3. فهناك جدل مستمر في القيادة الروسية حاليا بشأن إمكانية القبول بالقيود المفروضة ذاتيا على الأسلحة النووية التكتيكية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن روسيا لم تصادق حتى الآن على معاهدة ستارت 2 للأسباب نفسها.

لذا ومن بين جميع الاتفاقيات الخاصة بضبط التسلح التي تشترك بها روسيا، تجد اتفاقيتا منع انتشار الأسلحة النووية والأسلحة الكيمياوية فقط قبولا إيجابيا من قبل موسكو. فيما ترى القيادة الروسية أن الاتفاقيات الأخرى القديمة لم تعد صالحة في عالم غابت عنه المنافسة الدولية بعد تحوله إلى نظام أحادي القطب.

واستنادا إلى ما تقدم، تمثل اتفاقية 2002 الخاصة بخفض الأسلحة الإستراتيجية الهجومية (سورت) التوجه الروسي الجديد، الأمر الذي يفسر إصرار موسكو على جعلها اتفاقية ملزمة قانونيا للأطراف الموقعة عليها بدلا من كونها، كما هي الآن، مجرد إجراءات لبناء الثقة.

ولعل من أهم التعديلات التي أدخلتها وثيقة الأمن القومي الروسي عام 1999 توسيع السيناريوهات المحتملة للصراع التي يمكن استخدام السلاح النووي فيها.

إذ إن العقيدة الأمنية الروسية الجديدة تميز بين أربعة أنواع من الحروب:

1-الصراع المسلح ، وبشكل أساسي الديني أو العرقي المنشأ داخل البلاد بمشاركة دول أخرى.

2-الحرب المحلية التي تشنها دولة أو مجموعة دول معادية لكنها ذات نطاق وأهداف محدودة.

3-الحرب الإقليمية التي تشنها دولة أو تحالف من الدول لتحقيق مكاسب سياسية.

4-الحرب الكونية التي يشنها تحالف من الدول وعلى نحو يهدد وجود وكيان الدولة الروسية.





تستند الجداول التالية على الأرقام الرسمية المتبادلة بين الأطراف الموقعة على معاهدة ستارت 1. فكما هو معروف يتم تقديم مذكرة تفاهم ستارت 1 مع بداية ومنتصف كل عام، وتنشر المعلومات ذات الصلة بعد ثلاثة أشهر من تبادلها بين الأطراف المعنية.

واستنادا إلى البنود الواردة في المعاهدة، تعتبر منصة الإطلاق الوحدة الرئيسية لحساب القدرات النووية لكل طرف وتشمل، صومعة الصاروخ البالستي، المنصة المتحركة، والقاذفة الإستراتيجية.

لذا وحتى بعد إزالة الصاروخ من الصومعة، تعتبر هذه الأخيرة منصة للصاروخ المعد لها وبالتالي تدخل في حسابات وكشوفات مذكرة التفاهم وإلا يعد ذلك خرقا لبنود الاتفاقية.

وبالنسبة لمعاهدة ستارت 1، يتم احتساب الصاروخ والرأس النووي في الجداول الرقمية حتى يتم تدمير الصومعة أي المنصة التي يطلق منها وبعد مرور فترة تسعين يوما من التفتيش الميداني.

ويوضح الجدول التالي القدرات النووية الروسية طبقا لكشوفات مذكرة تفاهم معاهدة ستارت 1 في 31 يوليو/تموز 2002:

الرأس الحربي

عدد المنصات

نظام التسليح

الطراز

3115

709

148 SS-18
150 SS-19
36 SS-24
345 SS-25
30 SS-27

صواريخ بالستية عابرة للقارات تطلق من الأرض عبر منصات ثابتة تعرف عسكريا باسم (صوامع الصواريخ)

1744

332

24 SS-N-8
112 SS-N-18
100 SS-N-20
96 SS-N-23

صواريخ بالستية تطلق من الغواصات

624

78

تي يو (160): 15
تي يو( 95): 63

قاذفات إستراتيجية

مزودة بصواريخ عابرة تطلق من الجو

5483

1119

المجموع الكلي

القوات المسلحة الروسية التقليدية







حدثت تغيرات كبيرة على القوات الروسية بأذرعها الثلاث البرية

جنود روس في استعراض عسكري (الفرنسية أرشيف)

والجوية والبحرية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه إلى دول مستقلة بعضها يشاطر العداء لموسكو. هذه التغيرات لم تتمثل بانكماش هذه القوات إلى ما وراء حدودها وحسب، بل تعدى ذلك إلى تراجع كفاءتها القتالية وتطورها من الناحية التقنية وانخفاض عدد منتسبيها.

ويعزى ذلك إلى:

1- تهرب الكثير من الشباب الروسي من أداء الخدمة الإلزامية التي قلصت فترتها من ثلاث سنوات إلى سنتين خلال الحقبة السوفياتية ثم من عامين إلى عام ونصف العام بعد انهيار النظام الشيوعي.

2-تراجع التمويل اللازم لا سيما خلال فترة حكم الرئيس بوريس يلتسين بسبب ضعف الأداء الاقتصادي وقلة المداخيل الحكومية.

3-احتفاظ العديد من الدول المستقلة عن الاتحاد السوفياتي -مثل أوكرانيا- بالعتاد الحديث عقب انسحاب القوات الروسية من أراضيها وذلك لعدم قدرة النظام الروسي الناشئ على شرائه أو تحمل تكاليف نقله.

بيد أن القوات المسلحة الروسية تخضع حاليا لبرنامج موسع من التطوير سواء على مستوى العتاد أو الأفراد.

القوات البرية عهد يلتسين مابعد العام 1997 تسليح القوات البرية

القوات الجوية الوضع الحالي المقاتلات الروسية قيد الخدمة

القوات البحرية القطع البحرية حاليا



ظهرت القوات البرية الروسية إلى الوجود عام 1992 في ظروف صعبة وعايشت أزمات خطيرة أهمها قضية البرلمان بعد عام واحد فقط عندما أمر الرئيس يلتسين بقصف معارضيه المتحصنين داخل مجلس الدوما. يضاف إلى ذلك انهماك القيادة العسكرية بسحب وحداتها من ألمانيا الشرقية -وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا ومنغوليا وأوكرانيا ودول البلطيق.

عندها وجدت القيادة العسكرية نفسها أمام عدد هائل من الجنود يعودون إلى داخل روسيا التي لم تكن في تلك الفترة تمتلك المنشآت اللازمة لاستيعابهم، حتى أن العديد من الوحدات نامت في العراء.

كذلك أضافت القيود التي فرضتها اتفاقية القوات التقليدية في أوروبا أعباء جديدة لجهة تدمير ونقل كميات كبيرة من العتاد.

ويقسم تطور القوات البرية الروسية إلى ثلاث فترات:



نشرت وزارة الدفاع الروسية في 21 يوليو/تموز 1992 ما أطلق عليه اسم

الرئيس الروسي الأسبق يلتسين (الفرنسية أرشيف)

خطة إصلاح القوات البرية والتي لم تكن سوى تجميع سريع لبعض الأفكار تحت ضغط الرأي العام لإحداث إصلاحات جذرية في كافة المجالات الحكومية وأولها المؤسسة العسكرية.

وقد قضت خطة الإصلاح بإجداث تعديلات بنيوية تتلاءم مع التغيرات السياسية والجغرافية أو ما اتفق على تسميته عسكريا بـ(غياب الجبهات) مع إعطاء التشكيلات قدرا أكبر من الاستقلالية على كافة المستويات.

كما ألغت الخطة مستوى كاملا من تسلسل القيادة والسيطرة لتصبح على مستويين فقط بدلا من ثلاثة ما بين مقرات القيادة والوحدات المقاتلة مع تبسيط إجراءات تسلسل الأوامر الصادرة من المستويات القيادية.

كذلك انتقلت روسيا من نظام تشكيل الجحافل أو الجيوش إلى التشكيلات التقليدية المعروفة على مستوى الفرق والألوية. بيد أن تنفيذ هذه الخطة كان ضعيفا على المستوى العملي ولم يحقق الفائدة المرجوة منه.

وقد أرجع الخبراء ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسة:

1-غياب القيادة السياسية الفاعلة في ظل اهتمام الرئيس يلتسين بإبقاء القوات المسلحة أداة طيعة لبقاء النظام الجديد وضمان ولائها له، أكثر من اهتمامه بإصلاح المؤسسة العسكرية.

2-ضعف التمويل.

3-غياب الحماس والحزم من قبل القيادة العسكرية بالنسبة لتطبيق الإصلاحات ورغبة العديد من القيادات العليا ببقاء النموذج السوفياتي القديم سواء من حيث العقيدة القتالية ونظم تعبئة ونشر القوات والتسليح وإحساس هذه القيادات بصعوبة اللحاق بالمستوى الذي وصل إليه حلف شمال الأطلسي وقدرته على التوسع شرقا مقابل تراجع وضعف روسيا.





مع وصول إيغور سيرغييف إلى منصب وزير الدفاع عام 1997، بدأ ما يمكن تسميته بالإصلاحات الحقيقية على المؤسسة العسكرية ككل وليس القوات البرية فقط. ومن أهم الإصلاحات التي أدخلها سيرغييف على بنية القوات المسلحة:

-تخفيص عدد الأكاديميات العسكرية مع تطوير مناهجها وأسلوب التدريب فيها.

-وضع العدد الأكبر من الوحدات موضع الجاهزية القتالية المتواصلة من حيث رفع نسبة قوتها البشرية إلى 80% وقدرتها التسليحية إلى 100%.

-في أغسطس/آب من العام 1998 أعلن سيرغييف خطة تقضي بوضع ست فرق وأربعة ألوية في حالة تأهب قصوى على مدار 24 ساعة مع نهاية العام.

بيد أن ضعف المستوى التدريبي على مستوى الأفراد ونقص التمويل والوقود أثرت في وصول القوات البرية الروسية إلى المستوى القتالي المأمول.

كما أخذ على سيرغييف خطأ كبيرا عندما قرر في ديسمبر/كانون الأول من العام 1997 حل مقار قيادة القوات البرية، الأمر الذي وصفه الخبراء الغربيون قبل الروس بأنه "خطوة سخيفة من الناحية العسكرية".

وقد أدى ذلك إلى انحسار هيبة هذه القوات إذ لم تعد بنفس المستوى مقارنة مع القوات الجوية أو البحرية.



من أهم الخطوات التي أقدم عليها الرئيس بوتين بعد استلامه سدة الرئاسة، إعادة تأسيس قيادة القوات البرية مع زيادة المخصصات المالية وإدخال النظام الاحترافي.

كذلك تم الإعلان عن تخفيض مدة الخدمة الإلزامية إلى عام ونصف العام ابتداء من العام 2007 وإلى عام واحد مع بداية العام 2008، على أن تبقى القوات البرية خليطا بين المجندين والمتطوعين.

ومع تعافي الاقتصاد الروسي بسبب عائدات النفط، رفع الرئيس بوتين من حجم المخصصات المالية للقوات البرية لتصل إلى معدلات غير مسبوقة منذ تشكيل روسيا الاتحادية على انقاض الاتحاد السوفياتي السابق.

فقد ارتفعت الميزانية من 141 مليون روبل في العام 2000 إلى 219 بليون روبل في العام الذي يليه. وقد انفق الجزء الأكبر من هذه الميزانية على القوى البشرية لاسيما رفع الأجور وبرامج التدريب الاحترافي والأبحاث مع استقطاب أكثر من 26 ألف عنصر جديد من ضباط الصف عبر النظام الذي عرف باسم (كونتراكتنكي) أي التعاقد.

وفي العام 2005 اقترح نائب رئيس الوزراء سيرغي إيفانوف تحويل جميع ضباط الصف من رتبة الرقباء إلى جنود محترفين إضافة إلى المجندين في إطار الخطة الموضوعة لرفع عدد الجنود المحترفين إلى 140 ألفا بحلول العام 2008.





العدد

العتاد

22800

دبابات

150 ( بي تي 76)

دبابات خفيفة

15 ألفا

عربات مشاة مدرعة

12765

مدفعية مقطورة

ستة آلاف

مدفعية ذاتية الحركة

حوالي 4500

منصات إطلاق صواريخ (راجمات)

9900

ناقلات جند مدرعة

ستة آلاف

هاون

حوالي 2500

صواريخ أرض جو ذاتية الدفع



مع تفكك الاتحاد السوفياتي، وزعت تشكيلات القوات الجوية على الدول
القاصفة الروسية تي يو 95 (رويترز أرشيف)

المستقلة وحصلت روسيا على النصيب الأكبر بواقع 40% من الطائرات و65% من القوة البشرية بالإضافة إلى قيادات سرب النقل الجوي بعيد المدى.

وأعيدت تسمية النقل الجوي العسكري وتشكيلات الوحدات الجوية الأمامية مع بعض التعديلات، مع العلم أن العديد من الدول المنفصلة عن الاتحاد السوفياتي طالبت بأسراب الطائرات والطيارين الذين كانوا يتمركزون على أراضيها من أجل تشكيل نواة لقواها الجوية. في حين بقيت قيادة الدفاع الجوي مستقلة بحد ذاتها تحت القيادة الروسية لفترة محددة إلى حين دمجها مع القوى الجوية عام 1998.



تمتلك القوات الجوية الروسية حاليا 2400 طائرة مقاتلة فيما يبلغ عدد إجمالي الطائرات بما فيها المروحيات العمودية 3365 طائرة متعددة الأنواع والمهام.

وقد اضطرت هذه القوات للتخلي عن خططها الطموحة للحصول على مقاتلات تكتيكية متطورة جديدة لحساب تطوير الأسراب الموجودة في ملاكها. وأمام هذا الوضع تعين على قيادة القوى الجوية اتخاذ بعض الإجراءات المؤلمة:

-في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2004 حل السربان 200 و444 من القاذفات الإستراتيجية بعيدة المدى المؤلفان من طائرات توبوليف 22 إم3

-حل بعض الأسراب المقاتلة بما فيها تلك التي تستخدم طائرات من طراز سوخوي 24. ومقابل ذلك، تم الإعلان عن تشكيل أسراب هجومية مزودة بطائرات سوخوي 25 المتطورة.

-وفي العام 2003 تم نقل جميع معدات سرب النقل والتشكيلات الجوية الأخرى الملحقة بالقوات البرية إلى صفوف القوات الجوية.

بيد أن القوات الجوية لا تزال تعاني من نقص التمويل واستقطاب الكوادر الجديدة فضلا عن نقص التدريب حيث لا يحصل الطيارون الروس إلا على 10% من ساعات التدريب التي يخضع لها نظراؤهم في الولايات المتحدة.

وتقوم حاليا شركات الصناعات الجوية الروسية بإعداد الجيل الخامس من المقاتلات المتطورة وعلى رأسها سوخوي في إطار البرنامج المعروف باسم "المجمع الجوي المستقبلي للقوى الجوية التكتيكية".

ويهدف هذا البرنامج إلى إدخال مقاتلات مطورة من طراز ميغ 29 وسوخوي 27 التي ستقوم بأولى طلعاتها خلال العام الجاري على أن تدخل الخدمة الفعلية في الفترة ما بين 2012-2015.





ملاحظات

العدد قيد الخدمة

المهام

النوع

قيد التطوير

452

مقاتلة

سوخوي 27 فلانكر بي

للتشكيلات الأمامية

20

مقاتلة

سوخوي 30 فلانكر سي

مصممة لحاملة الطائرات كوزنيتسوف

26

مقاتلة

سوخوي 33 فلانكر دي

للتشكيلات الأمامية

11

مقاتلة

سوخوي 35 فلانكر إي

قيد التطوير

453

مقاتلة

ميغ 29 فلوكروم

للتشكيلات الأمامية والدفاع الجوي

325

مقاتلة اعتراضية

ميغ 31 فوكسهاوند

قيد التطوير

458

هجومية

سوخوي 24 إم فينسر

للتشكيلات الأمامية والقوى البحرية/ قيد التطوير

275

هجومية

سوخوي 25

فروغ فووت

قيد التطوير والإنتاج 200 طائرة بحلول العام 2020

8

مقاتلة وقاذفة

سوخوي 34 فولباك

إسناد القوات البرية

92

قاذفة إستراتيجية

تي يو 22 إم

باكفاير*

إسناد بري

19

قاذفة إستراتيجية

تي يو 160 بلاك جاك*

* القاذفات الإستراتيجية لا تحسب في عداد القوات التقليدية ولا تدخل في بنود اتفاقية القوات التقليدية في أوروبا بل تندرج في إطار القوات النووية الإستراتيجية التي تتبع معاهدة ستارت 1


تضم القوات البحرية الروسية في تشكيلاتها الحالية كل ما كان منضويا تحت لواء البحرية السوفياتية، وتتوزع على الشكل التالي:

الأسطول الشمالي، إسطول المحيط الهادي، أسطول البحر الأسود، أسطول البلطيق، كوكبة سفن قزوين، النقل البحري، مشاة البحرية، المدفعية الساحلية.

وخلال الحرب الباردة قامت البحرية الروسية بعدد من المهام فضلا عن كونها أحد الأقانيم الرئيسية لثالوث الدرع النووي. ويرى الخبراء العسكريون أنه وفي بعض المجالات لا سيما من حيث السرعة وتقنية المفاعلات كانت الغواصات السوفياتية واحدة من أفضل القطع البحرية في العالم.

لكن ومع انهيار الاتحاد السوفياتي تلقت القوى البحرية ضربة قاسية على جميع الصعد التقنية والبشرية بسبب نقص التمويل الهائل، الأمر الذي دفع القيادة العسكرية إلى تنسيق بعض السفن لتتحول إلى منازل عائمة في القواعد البحرية لاستيعاب الجنود والضباط، ووقف برامج بناء سفن جديدة.

مع العلم أن بعض أسباب هذا التراجع تعود للعهد السوفياتي لجهة التنوع غير العملي للقطع البحرية التي كانت تفرضها هئية التصنيع العسكري، بدعم من القيادة، على القوى البحرية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، امتلكت القوى البحرية السوفياتية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي عددا من الناقلات البحرية من طراز كييف التي تقاعدت مبكرا وخرجت من الخدمة قبل أوانها.

وبحلول العام 2006 كان لدى البحرية الروسية خمسون غواصة نووية مقارنة مع 170 عام 1991 علما بأن 24 غواصة منها فقط جاهزة للعمل.

وتنوي القيادة العسكرية تخفيض عدد الغواصات النووية إلى عشرين غواصة فقط بينها عشر غواصات مزودة بصواريخ إستراتيجية أما الباقي فستكون غواصات متعددة المهام.

على أي حال لم تشهد البحرية الروسية أي نشاط فعلي لها إلا مع بداية العام 2003 عبر إجراء المناورات الكبرى مع البحرية الهندية في المحيط الهندي، ومناورات أخرى في أغسطس/آب من نفس العام في مناورات الشرق الأقصى في فوستوك بالاشتراك مع قوات يابانية وكورية جنوبية.




-الأسطول الروسي الشمالي ومقره سيفروموسك وينتشر في عدة قواعد في منطقة مورمنسك

55 ألفا

الأفراد

11

غواصة مزودة بصواريخ

22

غواصة تكتيكية

16

غواصة هجومية تسير بالوقود النووي

6

غواصة تسير بالوقود النووي مزودة بصواريخ عابرة

3

سفن قتالية

4

مدمرات

2

فرقاطة

26

زوارق دورية وقتالية

8

برمائية

130

سفن إسناد لوجستي

-أسطول المحيط الهادي ومقره في فلاديفستوك وبيتروبافلوفسك ويضم

15

غواصة

8

سفن حربية

4

غواصة مزودة بصواريخ

11

غواصة مزودة بصواريخ عابرة*

1

سفن نقل من طراز سلافا

5

مدمرة

2

فرقاطة

30

زوارق قتالية

4

برمائية

8

كاسحات ألغام

57

سفن إسناد ودعم لوجستي

-أسطول البحر الأسود ومقره في سيفاستوبول ونوفوروسييسك

1

غواصة من طراز كيلو

2

سفينة ناقلة

2

مدمرة

2

فرقاطة

-أسطول بحر البلطيق ومقره في كرونشتاد وبالتيسك

2

غواصة من طراز كيلو

13

كاسحات ألغام

2

مدمرة

3

فرقاطة

5

برمائية

26

زوارق قتالية وزوارق دورية

130

سفن إسناد ودعم لوجستي