الخميس، 21 أغسطس 2008

واشنطن تجدد مطالبتها بانسحاب روسيا الفوري من جورجيا




ناقلة جنود روسية تغادر ميناء بوتي الجورجي على البحر الأسود (الفرنسية)

جددت واشنطن مطالبتها بانسحاب روسيا الفوري من الأراضي الجورجية معتبرة قرار موسكو وقف تعاونها مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمرا مؤسفا، في وقت استقبلت تبليسي الدفعة الأولى من المراقبين الدوليين وسط تأكيدات روسيا بقاء بعض جنودها في المناطق الأمنية العازلة داخل جورجيا.

فقد أكد المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو في مؤتمر صحفي الخميس إصرار الرئيس الأميركي جورج بوش على انسحاب روسيا الفوري من الأراضي الجورجية، متهما موسكو بخرق التزاماتها وفقا لخطة السلام الفرنسية.

في حين وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود الخميس قرار روسيا تعليق التعاون العسكري مع حلف الناتو بالمؤسف، مؤكدا أن الروس أبلغوا الأمانة العامة للحلف برغبتهم وقف كافة أشكال التعاون والاتصالات العسكرية.

وكانت المتحدثة باسم الحلف كارمن روميرو أكدت في تصريح سابق الخميس أن روسيا أبلغت الحلف عبر القنوات العسكرية بقرارها وقف التعاون العسكري الدولي مع الحلف حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أنه لا يوجد لديها أي معلومات عما إذا كان هذا القرار سيؤثر على نقل الإمدادات إلى قوات الناتو في أفغانستان عبر الأراضي الروسية أم لا.

وفي معرض تعليقه على هذا القرار، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "دعم روسيا للأطلسي، بما في ذلك العملية العسكرية في أفغانستان، هو بالتأكيد أكثر ضرورة بالنسبة إلى شركائنا في حلف شمال الأطلسي، كون مستقبل الحلف الأطلسي سيتقرر هناك".

واختتم لافروف تصريحاته بالقول إن "كل شيء يتوقف على أولويات حلف شمال الأطلسي، إذا كانت الأولويات هي دعم من دون تردد لنظام ساكاشفيلي المفلس على حساب الشراكة مع روسيا فهذا ليس خطأنا".

سيرغي لافروف: روسيا ليست بحاجة إلى التعاون مع حلف شمال الأطلسي (الفرنسية-أرشيف)
الانسحاب الروسي
وفيما يتعلق بانسحاب القوات الروسية من الأراضي الجورجية، أكد لافروف في تصريحات سابقة الخميس أن 500 جندي روسي سيبقون في ثمانية مراكز في المناطق الأمنية العازلة داخل الأراضي الجورجية، في حين سيعود الباقون إلى روسيا باستثناء كتيبة حفظ السلام الروسية التي ستعيد انتشارها في أوسيتيا الجنوبية.

كما أعلن نائب رئيس الأركان في الجيش الروسي أناتولي نوغوفيتسين الخميس أن القوات الروسية ستنهي انسحابها من الأراضي الجورجية غدا الجمعة ما عدا منطقة عازلة ينص عليها التفويض المعطى لها كقوة سلام.

بالمقابل، اتهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي روسيا بمحاولة "خداع الرأي العام العالمي"، وقال في مقابلة مع قناة تلفزيونية فرنسية بثت الخميس إن القوات الروسية تنسحب من المناطق الكبرى الآهلة بالسكان مثل مدينة غوري لتعيد انتشارها في أماكن إستراتيجية.

في هذه الأثناء وصلت الدفعة الأولى من بعثة المراقبين الدوليين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى العاصمة الجورجية الخميس برئاسة وزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستوب الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للمنظمة.

ومن المفترض أن يبدأ نشر المراقبين الدوليين في مناطق النزاع لمراقبة التزام الطرفين بخطة السلام الفرنسية بعد استكمال القوات الروسية انسحابها من الأراضي الجورجية كما هو متوقع غدا الجمعة، بانتظار استكمال بقية المراقبين في غضون الأيام القليلة المقبلة.

مسيرة أبخازية مؤيدة للاستقلال عن جورجيا (الفرنسية)
أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية
في هذه الأثناء دعت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية روسيا والمجتمع الدولي إلى الاعتراف باستقلالهما، كما جاء على لسان رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي في تجمع عام حضره الف شخص على الأقل في العاصمة تسخينفالي الخميس.

كما دعت أبخازيا روسيا إلى الاعتراف باستقلالها وذلك في "مؤتمر وطني" جمع الآلاف في الساحة الرئيسية للعاصمة سوخومي، حيث صوت المحتشدون وبينهم أعضاء في جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية الأبخازية، برفع الأيدي على هذا الطلب.

وكان برلمان أبخازيا وافق الأربعاء على الطلب من روسيا الاعتراف باستقلال الجمهورية إثر نداء في هذا الإطار وجهه الزعيم الأبخازي سيرغي باغابش إلى موسكو طالب فيه أيضا ببقاء القوات الروسية في أبخازيا لحمايتها من الخطر الجورجي المتواصل.

أمريكا تقول انها نصحت قادة جورجيا عشية الهجوم: "لا تفعلوها"

أوسلو (رويترز) - قال السفير الامريكي لدى حلف شمال الاطلسي يوم الخميس ان الولايات المتحدة حذرت جورجيا من محاولة استعادة اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بالقوة بما في ذلك عشية هجوم السابع من أغسطس الذي جلب ردا ساحقا من جانب روسيا.

وقال السفير كورت فولكر ان روسيا كانت تنتظر ذريعة لاستعراض قوتها العسكرية وارسال قواتها الى جورجيا وهو ما فعلته عندما غامر جنود جورجيون بدخول اقليم أوسيتيا الجنوبية الموالي لروسيا.

وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن قد ابلغت بعزم جورجيا الهجوم على اقليمها المتمرد قال فولكر " الولايات المتحدة نصحت جورجيا باستمرار ولفترة طويلة من الزمن بانه لا حل عسكريا (في أوسيتيا الجنوبية)."

وابلغ فولكر معهد الشؤون الدولية في النرويج "حتى قبل يوم من دخول القوات الجورجية الى أوسيتيا الجنوبية قلنا لهم لا تفعلوها لا تنجروا الى صراع عسكري ليس هذا من مصلحتكم."

واضاف "ولكن الضغط على (جورجيا) كان كبيرا جدا وقد شعروا انه يتعين عليهم التحرك ... وقد أعطى هذا روسيا ذريعة كانت تبحث عنها لشن عملية عسكرية واسعة النطاق بأكثر من 20 ألف جندي."

وتدنت العلاقات بين روسيا والغرب الى مستوى جديد بسبب الصراع مع جورجيا بعد ان اتهم حلف شمال الاطلسي موسكو بالتلكؤ في الانسحاب الذي وعدت به من أراضي جورجيا. وقالت روسيا انها اضطرت للتدخل لحماية مواطنيها في أوسيتيا الجنوبية.

وقال فولكر ان موسكو كانت تمارس لفترة طويلة ضغوطا على جورجيا بفرض قيود على التجارة وتأشيرات الدخول ومن خلال حوادث عسكرية محدودة بينما عززت القوات الروسية المتمركزة في أوسيتيا الجنوبية كقوات لحفظ السلام.

وأضاف فولكر "من السهل أن ترى الاستعداد الجيد وممارسة الضغط المتعمد على جورجيا الذي دفعها للرد بتهور."

وتابع فولكر ان هناك حاجة لتمركز قوات دولية لحفظ السلام في جورجيا لأن روسيا لم تعد لها مصداقية لحفظ السلام بمفردها في الدولة المطلة على البحر الاسود.

وقال ان هذه القوة يمكن أن تشكل من جانب الامم المتحدة أو الاتحاد الاوروبي أو منظمة الامن والتعاون في أوروبا وهي تجمع يضم روسيا والولايات المتحدة وجورجيا الى جانب دول أخرى.

وأضاف "نحتاج الى نوع من تدويل عملية حفظ السلام كي تكون لها مصداقية عندما يتعلق الامر بحماية أراضي جورجيا وسيادتها ووحدة أراضيها."

من واجسييتش موسكوا

البيت الابيض: ينبغي لروسيا الانسحاب من جورجيا "الآن"

كروفورد (تكساس) (رويترز) - قال البيت الابيض يوم الخميس انه ينبغي لروسيا ان تنسحب من جورجيا "الآن" وان موسكو تنتهك التزامها بأن تفعل ذلك.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو انه لا يمكنه ان يتصور أي ظروف يمكن للولايات المتحدة فيها ان تتعاون عسكريا مع موسكو الى ان يحل الوضع في جورجيا.

وقال جوندرو "الغى حلف شمال الاطلسي بعض التدريبات و لا يمكنني تخيل اية ظروف في الوقت الحالي يمكن ان نشترك فيها اي في تعاون عسكري مع الروس حتى يتم حل الوضع في جورجيا."

وكان من المتوقع ان تسحب موسكو جنودها من جورجيا بموجب اتفاق وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه فرنسا. وارسلت روسيا قواتها وتغلبت على القوات الجورجية بعد ان حاولت تفليس استعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي الذي تؤيده روسيا.

وقال جوندرو "روسيا تنتهك الالتزامات التي قطعتها بنفسها."

وقال ان التقارير الواردة من الاراضي تشير الى انه اذا كان هناك اي انسحاب يحدث "فهو محدود جدا" وهناك تقارير اخرى ايضا تشير الى انه اما ان تكون هناك قوات روسية اضافية او انها ربما "تحفر الخنادق" لتبقى.

وقال جوندرو "ما نعرفه على وجه الدقة هو ان الانسحاب لا يحدث بسرعة كبيرة اذا كان قد بدأ في الواقع. والانسحاب ينبغي ان يحدث وينبغي ان يحدث الآن."

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت وود "تتحرك الكثير من القوات الروسية في الانحاء وليس الى خارج" جورجيا.

وتعتبرالولايات المتحدة روسيا شريكا هاما في قضايا مثل ايران وكوريا الشمالية لكنها تريد من موسكو تسوية الوضع في جورجيا.

وقال وود "نحن لا نغلق الباب في وجه روسيا. ومع ذلك فان روسيا في حاجة تحديد خيارها بشأن ما اذا كانت تريد ان تكون جزءا من المؤسسات الدولية ونحن نأمل بالتأكيد ان تحدد روسيا هذا الخيار الاستراتيجي

وكالة: روسيا تجمد العلاقات العسكرية مع حلف الاطلسي

موسكو (رويترز) - ذكرت وكالة الاعلام الروسي للانباء نقلا عن المبعوث الروسي لدى حلف شمال الاطلسي قوله يوم الخميس ان وزارة الدفاع الروسية جمدت مؤقتا التعاون مع الحلف في انتظار قرار من الكرملين بشأن العلاقات في الأجل الطويل.

ونقلت الوكالة عن المبعوث ديمتري روجوزين قوله "التعاون مع حلف شمال الاطلسي مسألة متعددة الوجوه وقد جمدت وزارة الدفاع التعاون العسكري مع الحلف الى ان تتخذ القيادة السياسية الروسية قرارا بشأن الشكل الذي سيتخذه

روسيا تقول انها ستسحب قواتها من جورجيا خلال عشرة ايام

سوتشي (روسيا) (رويترز) - قال قائد القوات البرية الروسية يوم الخميس ان روسيا ستسحب القوات التي ارسلت الى جورجيا لتعزيز قوات حفظ السلام خلال عشرة ايام.

وقال قائد القوات البرية فلاديمير بولديريف للصحفيين هاتفيا "انسحاب القوات الروسية التي عززت قوات حفظ السلام من اراضي جورجيا يسير وفقا للخطة وسيكتمل في عشرة ايام."

واضاف "وستنسحب هذه القوات الى الاراضي الروسية

امريكا تقول انها ستساعد جورجيا على الارجح في اعادة بناء جيشها

تفليس (رويترز) - قال جنرال امريكي كبير يوم الخميس ان الولايات المتحدة تتوقع ان تساعد جورجيا في اعادة بناء جيشها بعد الصراع مع روسيا بشان اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي.

وقال الجنرال جون كرادوك المسؤول عن القيادة الامريكية في اوروبا للصحفيين خلال زيارة الى جورجيا "للمرء ان يفترض .. انه يتعين علينا مساعدتها (جورجيا) في اعادة البناء لانها شريك في الحرب على الارهاب وقدمت مساعدات. انا واثق انها ستطلب منا استبدال واعادة بناء."

وقال كرادوك انه سيقيم حاجات جورجيا خلال زيارته المقرر ان تنتهي يوم الجمعة ويرفع تقريرا الى وزارة الدفاع (البنتاجون).

واضاف "اعتقد ان ذلك (المساعدة) سيتم على الارجح. انها مسالة تتعلق بالحجم (قيمة المساعدات) والسرعة."

واندلع الصراع بين جورجيا وروسيا عندما ارسلت جورجيا في السابع من اغسطس آب قوات الى اقليم اوسيتيا الجنوبية لمحاولة استعادة سيطرتها على الاقليم الانفصالي الموالي لروسيا.

وردت روسيا بشن هجوم مضاد قوي اكتسح القوات الجورجية الاصغر حجما والاقل عتادا. وتقدمت بقواتها داخل اراضي جورجيا ذاتها متجاوزة اوسيتيا الجنوبية واقليم ابخازيا الانفصالي الاخر.

وقال كرادوك ان الانسحاب الروسي من جورجيا يبدو "ابطأ مما يجب" بموجب شروط اتفاق سلام تم التوصل اليه بوساطة فرنسية وانه من غير الواضح ما اذا كانت روسيا ستكون بحلول يوم الجمعة قد انسحبت بالكامل كما وعدت.

وقال كرادوك ان الغرض من زيارته ايضا هو تقييم احتياجات المساعدات الانسانية وانه جاء الى تفليس برفقة رئيس الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.

وقال "نيتي هي ان افهم بشكل افضل وان اعرف كيف يمكن ان نكون اكثر عونا اذا كانت هناك حاجة

فرنسا تحتج لدى روسيا بسبب وقف سفيرها في جورجيا

باريس (رويترز) - قالت وزارة الخارجية ان فرنسا شكت لروسيا بعد ان اوقف جنود السفير الفرنسي في جورجيا عند حاجز على الطريق يوم الخميس.

وقال المتحدث فريدريك ديزانيو ان القوات الروسية اوقفت السفير اريك فورنييه لثلاث ساعات عند حاجز على الطريق خارج مدينة جوري بينما كان في طريق العودة الى العاصمة تفليس من موقع تدريب عسكري يديره فرنسيون.

واضافت "من غير المقبول عرقلة حرية حركة سفيرنا. ابلغنا الجانب الروسي بذلك."

وسحبت روسيا بعض قواتها من جورجيا بعد هجوم عسكري شنته ردا على محاولة جورجيا استعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي المؤيد لروسيا. لكن نقاط التفتيش والقوات لاتزال موجودة في المنطقتين

طالبان تعلن مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري المزدوج في باكستان وتهدد بالمزيد



باجور - اف ب

الفئات الرئيسية للخبر
أخر الأخبار


أعلنت حركة طالبان المقربة من القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري المزدوج الذي أوقع الخميس 57 قتيلا على الأقل أمام اكبر مصنع عسكري في باكستان قرب إسلام آباد، مهددة بشن هجمات أخرى.

ويندرج الهجوم في إطار موجة لا سابق لها من الاعتداءات التي تشهدها باكستان وينفذها إسلاميون قريبون من القاعدة وحركة طالبان، وقد أسفرت هذه الموجة عن مقتل 1200 شخص تقريبا في غضون عام ونيف.

وأعلن مولوي عمر المتحدث باسم حركة طالبان باكستان التي تضم عددا من المجموعات المسلحة الإسلامية المتطرفة في اتصال هاتفي مع فرانس برس من مكان مجهول أن "حركة طالبان باكستان تتبنى مسئولية الهجوم، انتحاريونا نفذوا التفجيرين ردا على العمليات العسكرية في سوات وباجور".

وشنت القوات الباكستانية منذ أسبوعين هجوما عسكريا واسع النطاق أسفر بحسب الجيش عن 500 قتيل في صفوف المقاتلين الإسلاميين في منطقة باجور القبائلية في شمال غرب البلاد والحدودية مع أفغانستان.
وأعقبت هذه العملية عملية أخرى مشابهة في تموز/يوليو في وادي سوات في شمال غرب البلاد أيضا.

وأضاف المتحدث الذي هدم الجيش منزله في باجور أن "القوات الحكومية لم تقتل إلا مدنيين في هذه العمليات ولم تنجح في إخضاعنا".

وتابع متوعدا "ستكون هناك عمليات مشابهة في مدن باكستانية أخرى مثل لاهور (شرق) وإسلام آباد وروالبندي (ضاحية العاصمة)".

وسبق لهذه المدن الثلاث أن شهدت موجة هجمات تضرب خلال العام الحالي باكستان.

باكستان: مائة قتيل في هجوم "مزدوج" تبنت طالبان مسؤوليته


ثاني انفجار بعد مغادرة مشرّف منصبه

ثاني انفجار بعد مغادرة مشرّف منصبه

إسلام أباد، باكستان (CNN)-- قُتل مائة شخص على الأقل، وجُرح أكثر من 80 آخرين في هجوم "مزدوج" نفذه انتحاريان، استهدفا مجمعاً لمصانع أسلحة تابعة للجيش الباكستاني، يقع على بعد 30 كيلومتراً خارج العاصمة إسلام أباد، بين بلدتي تكسيلا وروالبندي.

وأعلنت حركة "طالبان" في باكستان مسؤوليتها عن الهجوم على المصنع العسكري، حيث أبلغ المتحدث باسم الحركة في باكستان، مولاوي عمر، CNN بأن جماعته، والتي يطلق عليها اسم "تحريك طالبان" تتحمل مسؤولية هجمات الخميس.

وذكرت مصادر أمنية باكستانية أن الهجوم نُفذ في ساعة الذروة الخميس، ووقع عند باب المصنع، خلال عملية تبديل نوبات العمل وانصراف العمال من عدة مصانع تضم آلاف الموظفين، وقد سارعت الشرطة إلى إغلاق الموقع ومنعت وصول الصحفيين إليه.

ووصفت مصادر باكستانية مطلعة هجوم الخميس بأنه "أكثر الهجمات دموية" في منطقة إسلام أباد - روالبندي، فيما أشارت مصادر الشرطة إلى أن نحو 35 جريحاً إصاباتهم خطيرة.

ويعتبر هذا الهجوم الثاني من نوعه منذ أن قدم الرئيس الباكستاني، برويز مشرف، استقالته، إذ نفّذت حركة طالبان الأفغانية الاثنين هجوماً انتحارياًَ على مستشفى في بلدة "ديرة إسماعيل خان"، أدى لمصرع 29 شخصاً وإصابة 35 آخرين.

وحذرت الحركة المتشددة من المزيد من الهجمات ما لم يوقف الجيش الباكستاني عملياته العسكرية في المنطقة.

وكان الجيش الباكستاني قد نفّذ في أواخر شهر يونيو/ حزيران الماضي، عملية عسكرية واسعة، هي الأكبر للحكومة المدنية الباكستانية منذ توليها السلطة في مارس/ آذار، وتعهدت المليشيات المسلحة برد ثأري على تلك الهجمات.

وتواجه باكستان اتهامات أمريكية وأفغانية بالسماح للقاعدة وطالبان بالتقاط أنفاسهما وإعادة تجميع صفوفهما، بعد سحب جانب من قواتها من تلك المنطقة بموجب اتفاق سلام أبرم في سبتمبر/ أيلول عام 2006، مقابل موافقة زعماء القبائل على عدم إيواء العناصر الإرهابية، ولكن المليشيات المسلحة عادت فتراجعت عته عام 2008.

حزب نواز شريف يهدد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم.

وبالتزامن مع هذه التطورات، هدد حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، نواز شريف، بالانسحاب من الائتلاف النيابي الحاكم، الذي يشكل - إلى جانب حزب الشعب - ثاني أكبر أضلاعه، وذلك إلى إعادة القضاة الذين أقالهم مشرّف بسرعة إلى مناصبهم.

وأعرب الحزب عن "امتعاضه" بسبب تنكّر حزب الشعب لوعوده بإعادة القضاة بعد مغادرة مشرّف منصبه، علماً أن حزب الشعب، الذي كانت ترأسه رئيسة الوزراء الراحلة، بنظير بوتو، يرد بأن الأولوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية المحددة بثلاثين يوماً.

وقال مسؤول الإعلام في حزب الرابطة الإسلامية، إحسان إقبال، لشبكة CNN الخميس: "لقد وقعنا اتفاقاً يقضي بإعادة القضاة خلال 24 ساعة بعد إقالة مشرف.. نحن نريد بصدق أن نُنجح الائتلاف، لكن إعادة القضاة كان نقطة أساسية في برنامج حزبنا الانتخابي."

وكان رئيس الحزب، نواز شريف، قد قال في مقابلة لصحيفة "وول ستريت جورنال" نُشر الخميس إن عدم إعادة القضاة سيكون "يوماً سيئاً للديمقراطية،" مضيفاً أن حزبه "قد يضطر للاصطفاف مع المعارضة" إذا استمر ذلك.

advertisement

بالمقابل، أعرب حزب الشعب عن أمله في أن يبقى الحزب الإسلامي ضمن الائتلاف، وقال فرزانة راجا، كبير منسقي الحزب لشبكة CNN: "سنحاول بالتأكيد بذل قصارى جهدنا من أجل ضمان عدم انسحابهم لأننا وعدنا بالعمل معاً لخدمة البلاد."
يشار إلى أن انسحاب حزب شريف قد يقود إلى تصدع الائتلاف أو حتى سقوطه، إلا إذا نجح حزب الشعب في التحالف ما عدد من الأحزاب الصغيرة الأخرى لضمان إبقاء سيطرته على البرلمان.

وكان مشرّف قد فصل 60 قاضياً من مناصبهم في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، بعدما أعلن حالة الطوارئ في البلاد، ومن بينهم 14 قاضياً من أصل قضاة المحكمة العليا الـ18، ويقول معارضو الرئيس الباكستاني السابق، إن قراره جاء خشية قيام أولئك القضاة بالحكم ضده في قضية تتعلق بشرعية توليه الرئاسة لولاية ثالثة.

ومتى لم يكن العالم معولماً؟

بقلم: نصر شمالي

عندما تحدّث الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب عن النظام العالمي الجديد وعن العولمة فقد كان يقصد تحقيق مزيد من المركزية الأميركية التي يتحوّل معها العالم إلى مجرّد مناطق مدارة بحكم ذاتي لصالح واشنطن.

ميدل ايست اونلاين
في مطلع التسعينات من القرن الماضي، بعد حرب الكويت وفي عهد جورج بوش الأب، أطلق مصطلح النظام العالمي والعولمة، فكان له تأثيره العظيم على أعداد كبيرة من العاملين في ميادين الفكر والسياسة في بلادنا، الذين رأوا فيه إبداعاً نخبوياً أوروبياً أميركياً خالصاً وساحراً! وقد ذكّرنا حالهم بمسرحية موليير الشهيرة الساخرة، "البورجوازي النبيل"، حيث يكلف البورجوازي الحديث الشأن أستاذاً لإعطائه دروساً في اللغة يستكمل بها بعضاً من نواقصه، ويبدأ الأستاذ في تعليم تلميذه بالقول أنّ اللغة تنقسم إلى قسمين: شعر ونثر. يستوقفه البورجوازي موضوع السخرية، الذي حظي بالنبالة حديثاً، متسائلاً: "أعرف ما هو الشعر، ولكن ما هو النثر؟"! يجيبه الأستاذ بدهشة مشوبة بالاحتقار: " ماهو النثر؟ هو هذا الكلام الذي تنطق به أنت الآن!". يقول البورجوازي مستغرباً وراضياً عن نفسه: "أحقّاً ما تقول؟ أي أنني أتعاطى النثر طوال حياتي دون أن أدري" ؟!

ينطبق هذا المشهد من مسرحية موليير على عدد كبير من أولئك الذين تناولوا موضوع العولمة من فم الأوروبيين والأميركيين كاكتشاف جديد، كأنما هي ليست بديهية تلقائية عاشتها ومارستها الأكثرية الساحقة من البشرية في جميع العصور، فالعولمة باختصار هي تلك القواسم المشتركة الضرورية التي تربط بين الأمم بمعزل عن خصوصياتها القومية الضرورية بدورها، حيث لا يمكن لأمة من الأمم الاستغناء عن التبادل المادي والفكري والروحي والنفسي مع الأمم الأخرى، لأنّ تنمية ذاتها القومية تحتاج إلى هذا التبادل الذي يحقق في الوقت نفسه تنمية الجملة البشرية بمجملها، ولأنّ عدم الإقبال تلقائياً وطوعاً على تحقيق مثل هذا التبادل يعرّض الأمم الانعزالية إمّا إلى الاضمحلال الذاتي وإما إلى اقتحامها قسراً من قبل الأمم الأخرى وإرغامها على التبادل باستعبادها أو بالتكامل معها، ولعلّ هذه القضية هي الفصل الأبرز والأهمّ من فصول التاريخ البشري العام، وهي ليست سوى قضية العولمة في جميع العصور.

غير أنّ هناك عولمة وعولمة، والفارق بينهما هو العقيدة السياسية، فقد كان أجدادنا الفينيقيون قبل آلاف السنين يتطلّعون إلى علاقات تبادل سلمية مع شعوب سواحل أفريقيا الغربية، فعبروا بسفنهم الجميلة الرشيقة مضيق جبل طارق، الذي لم يتجرّأ غيرهم حينئذ على عبوره إلى الأطلسي "بحر الظلمات"، ونجحوا في تحقيق التواصل والتبادل السلمي مع شعوب غرب أفريقيا، فكانت تلك عولمة بالطبع، ثمّ ظهرت المسيحية، التي انطلقت من فلسطين متحدّثة بلسان آرامي، وأضاءت بأنوارها مساحات شاسعة من عالم كان يسوده الظلام، فكانت عولمة مسيحية تناقض جذرياً الانعزالية اليهودية التي لا تعترف بالآخرين بشراً وتستبيح أوطانهم وأموالهم ودماءهم. وبعد ذلك ظهر الإسلام الذي كان بدوره عولمة أسقطت الطواغيت المتألّهين في كثير من البلدان بموافقة ومؤازرة شعوبهم، ووحّدت غالبية العالم طوعاً في نظام قوامه أنّ الناس سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلاّ بالتقوى. لكنّ الأوروبيين الذين ظهروا لاحقا اقتحموا العالم بالحديد والنار، فقتلوا من قتلوا، واستعبدوا من استعبدوا، وأبادوا من أبادوا، وشحنوا مئات الآلاف من الأفارقة إلى مستوطناتهم الفظيعة في القارة الأميركية لاستخدامهم كعبيد وإفنائهم كآلات وليس كحيوانات، وهذه العمليات الرهيبة كانت عولمة بالطبع!

والحال أنّ الأوروبيين من شرق أوروبا وشمالها وغربها (وليس من جنوبها الذي يشكّل امتداداً وتخوماً للحضارات في المنطقة العربية) كانوا في بداية الألف الثانية للميلاد، التي شهدت اندفاعاتهم الحربية الهمجية، أقواماً ساذجة بدائية، منعزلة في قارتها الضيقة وجاهلة بأوضاع العالم خلف البحار المحيطة بها، وهذا الجهل كان واضحاً في معاملتهم للأمم في القارات الأخرى، وهي معاملة اعتمدت على نصوص ما سمّي بالعهد القديم، حيث وجدوا في هذه النصوص ما يوافق جهلهم ويبرّر نزعاتهم البدائية الهمجية في استعباد الآخرين "الغوييم" وقتلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وأوطانهم، وبعد أن تطوّرت أوضاعهم، ووضعوا يدهم على ثروات العالم وكنوزه العلمية، لم يتورّعوا عن تلفيق تاريخ للبشرية يلائم مصالحهم، فقالوا بالمركزية الأوروبية عبر جميع العصور، وقصروا الحضارة على الإغريق والرومان والأوروبيين والأميركيين واليهود (أصحاب العهد القديم) وصنّفوا جميع الأمم خارج ذلك على أنّها "بربرية" ووسط بين الإنسان والحيوان، ولقد كان ذلك كلّه عولمة أيضاً.

وعندما ظهرت المحركات البخارية، ثم المحركات النفطية والكهربائية والنووية، وحدثت تلك الثورة الهائلة في ميادين المواصلات والاتصالات والإنتاج الصناعي والزراعي، كان المفترض أن يدفعهم ذلك إلى التراجع عن حماقاتهم، والتخلي عن عقيدتهم السياسية العنصرية، وتوظيف الإنجازات العلمية وما ترتب عليها من وفرة هائلة لصالح البشرية جمعاء، لكنّهم بدلاً من ذلك أمعنوا في تعاليهم العنصري وفي حروبهم ضدّ أربعة أخماس البشرية، وإنّه لمن المسلّم به اليوم أنّ نفقاتهم الحربية لوحدها، ناهيكم عن بذخهم الأسطوري في بلدانهم، تكفي لتحويل كوكب الأرض كلّه إلى جنّة غنّاء، لكنّهم يفعلون العكس ويعرّضون الأرض ومن عليها، وهم ضمنهم، لخطر الدمار الشامل!

وعندما تحدّث الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب عن النظام العالمي الجديد وعن العولمة فقد كان، وهو المغامر الذي يفتقر تماماً إلى المبادئ والمشاعر الإنسانية، يقصد تحقيق مزيد من المركزية الأميركية التي يتحوّل معها العالم إلى مجرّد مناطق مدارة بحكم ذاتي لصالح واشنطن، وقد شجّعه على ذلك انهيار الاتحاد السوفييتي الذي جعله يعتقد بإمكانية انفراده في التصرّف بالأمم وأوطانها كمتاع، غير أنّ التطورات العالمية جاءت مخالفة لما اعتقده، خاصة بعد احتلال العراق في عهد ابنه، وبينما الحال كذلك يواصل بعض المفكرين والسياسيين، تلاميذ الغرب النجباء في بلادنا، التعامل مع العولمة كإنتاج مركزي نخبوي عبقري، تماماً كما تعامل النبيل البورجوازي في مسرحية موليير مع النثر كإنتاج نخبوي عبقري قبل أن يكتشف أنّه يتعاطاه طوال حياته!

نصر شمالي

ns_shamali@yahoo.com

المعارك تحتدم بالقرب من كابول بين القوات الأميركية وطالبان

مقتل ثلاثة جنود من حلف الأطلسي و30 مقاتلا من طالبان في معارك بالقرب من العاصمة الأفغانية. ( حسب ادعاءات الحلف )

ميدل ايست اونلاين
كابول - قال حلف شمال الأطلسي الخميس إن ثلاثة جنود من قوات يقودها الحلف قتلوا في انفجار قنبلة على طريق في شرق أفغانستان ليصبحوا أحدث ضحايا أجانب في أسبوع تصاعدت فيه أعمال العنف.

وقال الحلف دون أن يحدد هويات الجنود انهم كانوا في مركبة عندما انفجرت العبوة الناسفة الأربعاء. واغلب الجنود الاجانب في شرق أفغانستان أميركيون.

وجاء الهجوم بعد يومين من قتل من يشتبه في انهم مقاتلون من طالبان لعشرة جنود فرنسيين الى الشرق من العاصمة في أكبر خسائر في الارواح بين الاجانب في حادث واحد في القتال بأفغانستان منذ الاطاحة بحكم حركة طالبان عام 2001.

وتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى العاصمة الافغانية لتأبين الجنود القتلى وقال ان القوات يجب ان تبقى لمحاربة الارهاب.

ومن ناحية أخرى اعلن الجيش الاميركي في بيان الخميس عن مقتل ثلاثين متمردا الاربعاء في افغانستان في معارك ضد قوات الامن الافغانية والدولية في ولاية قريبة من كابول.

واعلن التحالف الدولي بقيادة اميركية ان مقاتلين اسلاميين هاجموا فرق كومندوس من الجيش الافغاني وجنود القوات الاجنبية في ولاية لقمان شمال شرق كابول.

واضاف التحالف في بيان ان القوات البرية طلبت دعما جويا واستهدفت الغارات المتمردين ما ان تم التاكد ان ليس في المنطقة نساء ولا اطفال وبعد فرار 200 مدني من منطقة المعارك.

وتابع انه "خلال العملية قتل اكثر من ثلاثين متمردا وعثر على مخبأ يحتوي على قذائف هاون ومتفجرات وتم تدميره" مؤكدا عدم اصابة اي مدني.

وقتل المتشددون خلال عملية الاربعاء تهدف الى تعطيل الملاذات الامنة لطالبان وخلاياها النائمة في المنطقة.

ولم يتسن على الفور الاتصال بطالبان للتعليق.

وشهدت افغانستان تصاعدا في أعمال العنف هذا العام بعد ان بدأت حركة طالبان حملة هجمات شملت هجمات انتحارية وتفجير قنابل على الطريق للاطاحة بالحكومة الافغانية المدعومة من الغرب وطرد القوات الاجنبية من البلاد.

نيويورك تايمز: أفغانستان تحترق






تحت عنوان "أفغانستان تحترق" كتبت نيويورك تايمز في افتتاحيتها اليوم أن الأخبار الواردة من أفغانستان تنذر بخطر حقيقي.
فقد شنت طالبان هذا الأسبوع اثنين من أعقد وأجرأ هجماتها حيث قام نحو 100 من المتمردين بقتل 10 مظليين فرنسيين في هجوم على كابل، وشن عشرة مهاجمين بالقنابل هجوما منسقا على واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأميركية أسفر عن جرح ثلاثة جنود أميركيين وعشرة أفغان.
وخسائر الولايات المتحدة والناتو تزداد بسرعة كبيرة وإذا لم يتخذ إجراء عاجل فقد يكون هذا العام أكثر الأعوام دموية لحرب الأفغان. وتضييق الخناق على كابل في ازدياد كما أن مقاتلي طالبان والقاعدة الأجانب يعملون على تعزيز سيطرتهم على رقعة من الأراضي المنتشرة على امتداد جانبي الحدود الباكستانية الأفغانية السائبة.
ودعونا نوضح سبب خطورة الوضع بهذه الدرجة. فكلما سيطرت طالبان على المزيد من الأراضي، كلما استطاعت توفير المزيد من أموال المخدرات وتعاملات السوق السوداء لتعزيز تحديات أشرس ضد الحكومات المدنية العرجاء في كابل وإسلام آباد. وكلما سيطرت طالبان على المزيد من الأراضي، كلما كانت للقاعدة حرية أكثر في شن عمليات إرهابية جديدة ضد هذا البلد وبلاد أخرى.
فليس هناك مزيد وقت لإضاعته. وإذا لم تتحرك الولايات المتحدة والناتو وحلفاؤهم الآسيويون، فمن الممكن أن يخسروا هذه الحرب. لذا يجب اتخاذ الخطوات التالية خلال الأسابيع القادمة.
يجب على واشنطن أخيرا أن توضح لقيادات باكستان التهديد المميت الذي تواجهه. ويجب على الجيش أن يحول انتباهه من الهند إلى التصدي لطالبان.
ويجب على القيادات المدنية أن تدرك أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام منفصل مع المتطرفين. وإرسال قوات أميركية أو طائرات حربية إلى الأراضي الباكستانية سيؤجج فقط الغضب المعادي لأميركا. وهنا يجب أن تكون المهمة للجيش الباكستاني بمساعدة الاستخبارات والمراقبة الحذرة للدعم المالي من الولايات المتحدة.
كما يجب إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان. فاعتماد البنتاغون الزائد على الضربات الجوية -التي أدت إلى ارتفاع مستويات الخسائر المدنية- قد أثار عداوة الشعب الأفغاني. وهذا قد يتطلب جدولا زمنيا متسارعا لتحويل القوات الأميركية من العراق، حيث أصبح الموقف الأمني هناك أقل إلحاحا.
كذلك يحتاج الناتو إلى زيادة جهده العسكري. فمع تهديد روسيا بإعادة رسم خريطة أوروبا فيما بعد الحقبة السوفياتية، ليس هذا هو الوقت المناسب للناتو لكي يعرض مصداقيته العسكرية للخطر بخسارة حرب ما. كذلك ليس لدى أوروبا الكثير من القوات البرية المتاحة، لكنها تحتاج لإرسال أفضل ما لديها لأفغانستان وتدعهم يقاتلون.
أما عن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، فيجب عليه أن يكبح الفساد المتفشي في حكومته والذي كان السبب تقريبا في وقوع شعبه في براثن طالبان وأمراء الحرب المجرمين. والمجتمع الدولي يحتاج إلى توفير المزيد من الموارد لبناء قوات أمن أفغانية وإمكانية إدارية وتسريع التطوير الريفي.
وهذه الاستثمارات ستأخذ وقتا لتؤتي ثمارها. لكننا أضعنا سبع سنوات بالفعل، وإذا لم تبدأ هذه الجهود الآن فلن يكون هناك مخرج آمن من آفغانستان في المستقبل المنظور.
وختمت نيويورك تايمز افتتاحيتها بأن حرب أفغانستان ليست مسألة ثانوية بل هي المواجهة العسكرية الرئيسية بين أميركا والناتو والقوات المسؤولة عن الحادي عشر من سبتمبر/أيلول والهجمات الإرهابية المميتة التالية على الأراضي الأوروبية. ولذا يجب على واشنطن والناتو وحكومتي باكستان وأفغانستان أن يتوقفوا عن خوض هذه الحرب وكأنها معركة احتواء وعليهم تطوير إستراتيجية للفوز. وإلا سنخسر جميعا.

مسودة اتفاق أمني تعزز بقاء القوات الأميركية بالعراق





نقلت نيويورك تايمز تأكيد مسؤولين أميركيين وعراقيين أمس أن مفاوضين من الجانبين وافقوا على مسودة اتفاق أمني تحكم وجود القوات الأميركية في العراق.
وقالت الصحيفة إن الاتفاق ما زال مرهونا بموافقة القيادات السياسية في كلا البلدين.
وأشارت إلى أن الصعوبة في التوصل إلى اتفاق نهائي تعكس أهميته للعراق والولايات المتحدة. ومن الناحية الفنية، ستوفر الوثيقة غطاء قانونيا لبقاء القوات الأميركية في العراق إلى ما بعد 2008. لكنها ستعادل أيضا وثيقة سياسية تبين لشعبي البلدين أصعب قضايا هذه الحرب، وتحديدا مدة بقاء القوات الأميركية.
وأضافت أن النقاط الصعبة الرئيسية الأكثر إلحاحا هي وضع جدول زمني لرحيل الجنود الأميركيين، وإعلان ما إذا كانت القوات الأميركية ستُمنح حصانة من المساءلة القانونية العراقية.
وتضمنت القضايا الرئيسية الأخرى كم المعطيات التي ستكون لدى العراقيين في تفويض العمليات العسكرية الأميركية وما إذا كان سيتم منح المقاولين غير العسكريين حصانة من المساءلة القانونية العراقية.
وختمت نيويورك تايمز بأن الحاجة لاتفاق يمليها انتهاء مهلة تفويض الأمم المتحدة في نهاية هذا العام الذي تعمل بموجبه القوات الأميركية في العراق، والتحول المقترح من تفويض الأمم المتحدة إلى اتفاق بين العراق والولايات المتحدة.

تايمز: روسيا تريد إعادة الحرب الباردة للشرق الأوسط

ايمز: روسيا تريد إعادة الحرب الباردة للشرق الأوسط

الأسد يراهن على علاقاته بروسيا (الأوروبية-أرشيف)

توقعت صحيفة تايمز أن يفضي التقارب الجديد بين موسكو ودمشق إلى إضعاف تبعية سوريا لإيران مما يزيد من احتمال التوصل إلى سلام مع إسرائيل وليس العكس.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أنه إذا كان هنالك من دلالة على توجه روسيا نحو سوريا فإنها تنطوي على تحد لقيادة الغرب الضعيفة لعملية السلام في الشرق الأوسط, لكنها استدركت بالقول إن الأوان لم يفت بعد لمقابلة هذا التحدي بالتعاون.

وبررت وجهة نظرها هذه بأن روسيا ما زالت عضوة في اللجنة الرباعية التي تؤيد إقامة دولتين كحل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني خاصة أنها معنية باستقرار المنطقة على الأقل بسبب وجود مليون روسي يعيشون حاليا في إسرائيل.

وقالت إن تقاربها الجديد مع دمشق -والذي يتوج اليوم بلقاء قمة يجمع الرئيسين بشار الأسد وديميتري مدفيديف في ميناء سوتشي على البحر الأسود- "قد يقلل الاعتماد السوري على إيران الأمر الذي يجعل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أمرا مرجحا بدرجة أكبر وليس أقل".

وفي تفسيرها لهذا التقارب, ترى الصحيفة أن الدوافع التي حدت بروسيا إلى السعي لإعادة سوريا لتدور في فلكها تبدو واضحة. فمن الناحية الإستراتيجية تطمح البحرية الروسية للحصول على منفذ إلى ميناءين سوريين في المياه الدافئة تماما مثلما تحاول أوكرانيا إعادة صياغة قواعد الاتفاق الذي يتيح لروسيا استخدام قواعد في ميناء كريميا على البحر الأسود.

كما أعلنت موسكو إرسال منظومات دفاع جوي إلى سوريا في نفس يوم توقيع الولايات المتحدة اتفاقية الدفاع الصاروخية مع بولندا.

ومن الناحية الدبلوماسية يعتبر هذا التقارب –الذي يجيء بعد سنوات من العلاقات المتوترة بسبب الديون الروسية المتراكمة على سوريا- بمثابة رسالة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) مفادها أن احتواء روسيا الجديدة يتطلب أكثر من مجرد إقامة شراكات مع جاراتها.

لافروف: روسيا لا تعتزم إغلاق أي أبواب في وجه حلف الأطلسي

سوتشي (روسيا) (رويترز) - قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الخميس ان روسيا لا تعتزم إغلاق أي أبواب في علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي.

وسُئل لافروف ان كانت روسيا سترد على القرار الذي اتخذه الحلف هذا الأُسبوع بتجميد الاتصالات معها بسبب تدخلها العسكري في جورجيا فقال "لن نغلق الأبواب."

وأضاف مشيرا الى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي "الأمر كله يتوقف على أولويات حلف شمال الاطلسي.. ان كانوا يفضلون دعم نظام ساكاشفيلي المُفلس على علاقة المشاركة مع روسيا فلن يكون ذلك خطأنا."

وتابع "لا يسعني إلا أن أقول ان حاجة روسيا للتعاون مع حلف شمال الاطلسي ليست بأكبر من حاجته للتعاون معها."

وتشارك روسيا في سلسلة من مشروعات التعاون مع حلف شمال الاطلسي بما في ذلك السماح بعبور الإمدادات المتوجهة الى قوات حفظ السلام الدولية في أفغانستان لأراضيها.

وقال لافروف في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود حيث مقر الإقامة الصيفي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف "مصير حلف شمال الاطلسي يتقرر في أفغانستان."

وأضاف "بعد الاجتماع الشهير لحلف الاطلسي (الذي قرر الحلف فيه تجميد اتصالاته مع روسيا) همس بعض كبار مسؤولي الحلف في أذني.. لن توقفوا نقل الإمدادات عبر أراضيكم الى أفغانستان.. أليس كذلك

سوريا تساند روسيا بشأن جورجيا وتتوقع صفقات سلاح

سوتشي (روسيا) (رويترز) - أَيَد الرئيس السوري بشار الأسد العمل العسكري الروسي ضد جورجيا في محادثات مع الرئيس ديمتري ميدفيديف يوم الخميس من المتوقع ان تشمل مشتريات من السلاح الروسي.

وقال مصدر دبلوماسي في موسكو لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء يوم الاربعاء ان روسيا وسوريا تحضران لعدد من الصفقات تشمل نظم صواريخ مضادة للطائرات ومضادة للدبابات.

وأصبحت سوريا التي تتهمها الولايات المتحدة برعاية الارهاب الدولي ثاني دولة بعد روسيا البيضاء تعلن مساندتها للعملية الروسية في جورجيا.

وقال الأسد لميدفيديف في بداية اجتماعهما في مقر إقامة زعيم الكرملين في البحر الأسود "نحن نتفهم الموقف الروسي ونتفهم الرد العسكري الروسي نتيجة الاستفزاز الذي حصل من جورجيا."

وانتقد الغرب بقيادة الولايات المتحدة روسيا عندما شنت هجوما عسكريا ساحقا ردا على محاولة جورجيا قبل أسبوعين استعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي الموالي لروسيا.

وتقول موسكو انها اضطرت لاتخاذ هذا الإجراء لتجنب إراقة الدماء في اوسيتيا الجنوبية والدفاع عن المواطنين الروس وقوات حفظ السلام من الهجوم الجورجي. وتقول تفليس ان موسكو دبرت الصراع.

وقال الأسد انه يؤيد الموقف الروسي في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية ويرفض محاولات تشويه الموقف الروسي.

وزاد اتفاق وقعته واشنطن مع وارسو هذا الاسبوع بشأن نشر جزء من درع صاروخية دفاعية في بولندا من توتر علاقات روسيا مع الغرب.

ومن شأن زيارة الأسد ان تعمق هذه التوترات مع واشنطن. وفي السابق حذرت الولايات المتحدة موسكو أكثر من مرة من بيع السلاح لسوريا.

ونقلت انترفاكس عن مصدرها الدبلوماسي قوله أن سوريا مهتمة بنظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي بانتسير-ا ونظام صواريخ بوك-أم1 أرض جو متوسطة المدى وطائرات عسكرية وغير ذلك من العتاد.

ونقلت وسائل الاعلام الروسية عن الاسد قوله قبيل الزيارة ان سوريا مستعدة للتفاوض على استضافة صواريخ اسكندر ارض-ارض الروسية متوسطة المدى والتي تقول روسيا انها قادرة على التغلب على أي دفاعات صاروخية.

ولم يذكر أي من الزعيمين صفقات السلاح في تصريحاته الأولية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عندما سأله الصحفيون بشأن خطط بيع صاوريخ اسكندر وأسلحة متطورة أُخرى لسوريا "نحن مستعدون لدراسة طلبات الجانب السوري بشأن شراء المزيد من الاسلحة."

واضاف "نحن مستعدون لبيع أسلحة دفاعية فقط لا تخل بتوازن القوى في المنطقة."

وقال ان مبيعات الاسلحة كانت ضمن محادثات يوم الخميس لكنه لم يذكر تفصيلات.

وأشارت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تحدثت الى الصحفيين في القدس الى علاقات سوريا مع ايران وحركة حماس وحزب الله اللبناني وقالت "عدم إرسال صواريخ طويلة المدى الى سوريا مصلحة مشتركة لروسيا واسرائيل والزعماء العمليين ودول المنطقة

حلف الأطلسي يقول ان روسيا علقت التعاون العسكري

بروكسل (رويترز) - قال حلف شمال الاطلسي ان روسيا أبلغته يوم الخميس بأنها علقت أنشطة التعاون العسكري مع دول الحلف حتى إشعار آخر.

وقالت المتحدثة باسم الحلف كارمن روميرو "أبلغتنا روسيا من خلال القنوات العسكرية بأن وزير دفاع روسيا الاتحادية اتخذ قرارا بوقف أعمال التعاون العسكري الدولي بين روسيا وحلف شمال الاطلسي... حتى صدور تعليمات أخرى."

وكانت النرويج واستونيا ولاتفيا وهي دول أعضاء بالحلف قد قالت بالفعل انها تلقت إخطارا بهذه الخطوة التي اتخذت بعد ان وافق الحلف هذا الاسبوع على ان استمرار العلاقات الطبيعية مع موسكو غير ممكن الى ان تسحب قواتها من جورجيا تماشيا مع الجهود المبذولة لوضع نهاية لصراع أوسيتيا الجنوبية.

وقالت المتحدثة ان حلف الاطلسي احيط علما بالخطوة الروسية مضيفة انها ليس لديها معلومات بخصوص ما اذا كانت ستؤثر على تفاق نقل الامدادات الى أفغانستان عبر الاراضي الروسية

روسيا ستبقي على 500 جندي في المنطقة العازلة

سوتشي (روسيا) (رويترز) - قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الخميس إن روسيا تعتزم الإبقاء على 500 جندي في منطقة أمنية تحيط بأوسيتيا الجنوبية التي تسعى للانفصال عن جورجيا.

وقال لافروف للصحفيين "غدا ستقام ثماني نقاط تفتيش في المنطقة الأمنية التي سيجري نشر 500 من أفراد حفظ السلام فيها.. ليس أكثر من هذا."

وأضاف "قوات حفظ السلام الاخرى ستنتقل الى أوسيتيا الجنوبية بينما ستتحرك القوات الاخرى الى روسيا."

ولم يحدد لافروف عدد القوات التي تعتزم روسيا الابقاء عليها في أوسيتيا الجنوبية

مراسل رويترز: طابور دبابات روسي يغادر جورجيا

فيرخني زاراماج (روسيا) (رويترز) - قال مراسل لرويترز ان طابورا من الدبابات وناقلات الجند المدرعة وقاذفات الصواريخ الروسية يعبر الحدود من جورجيا الى روسيا.

وقال المراسل عند نفق روكي الذي يبعد بضعة كيلومترات عن الحدود بين جورجيا وروسيا والذي يعد طريق العبور الرئيسي للقوات الروسية " يمكنني أن أرى 21 دبابة من طراز تي-72 تتحرك نحو نفق روكي باتجاه روسيا."

وأضاف "يمكنني أيضا أن أرى أيضا أربع قاذفات صواريخ جراد وعددا من ناقلات الجند المدرعة والشاحنات الثقيلة تستعد لدخول النفق."

الجيش الروسي يقول انه لن يغادر أوسيتيا الجنوبية

موسكو (رويترز) - قال مسؤول كبير بالجيش الروسي يوم الخميس إن الجيش لا يعتزم ترك منطقة أوسيتيا الجنوبية الساعية للانفصال عن جورجيا ولا المنطقة العازلة المحيطة بها.

وقال أناتولي نوجوفيتسين نائب قائد الاركان العامة بالجيش الروسي ردا على سؤال في مؤتمر صحفي عما اذا كان الجيش الروسي سيبقى في أوسيتيا الجنوبية والمنطقة المحيطة بها "لا نعتزم ترك أي مكان

الجيش الروسي يعتزم الانسحاب من جورجيا قبل انتهاء الجمعة

موسكو (رويترز) - صرح مسؤول كبير بالجيش الروسي يوم الخميس بأن موسكو ستسحب قواتها وراء المنطقة العازلة مع جورجيا قبل انتهاء يوم الجمعة.

وقال أناتولي نوجوفيتسين نائب قائد الأركان العامة بالجيش الروسي في مؤتمر صحفي "بدأ الانسحاب على نحو ستكون معه كل قوات الاتحاد الروسي وراء خط نطاق مسؤوليتنا بحلول نهاية 22 أغسطس (اب

روسيا تتجاهل تقييد حلف الأطلسي للعلاقات معها

بروكسل (رويترز) - الخطوة التي اتخذها حلف شمال الأطلسي للحد من الاتصالات المعتادة مع روسيا بسبب ممارساتها في جورجيا ستحرم الجانبين من قناة حيوية للتعاون الأمني لكن موسكو ليست في حالة مزاجية تسمح باعارة الكثير من الاهتمام في الوقت الحالي.

ويخشى محللون من أن تذهب الجهود المشتركة بشأن الحرب في افغانستان ومكافحة الارهاب ومجالات أخرى أدراج الرياح اذا فترت العلاقات بين حلف الاطلسي وروسيا وهو ما سيضر الجميع.

والعقاب الذي أقره الحلف في بروكسل يوم الثلاثاء ربما يهدف الى تحريك الامور من أجل انسحاب روسي سريع من جورجيا ومنع اي توغل مستقبلي لكن يبدو من المستبعد أن يثير قلق الكرملين الذي يبدو أنه عقد العزم على اتباع سياسة خارجية اكثر جرأة.

وقال كريستوفر لانجتون خبير الشؤون الروسية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن "لا أعتقد أن الروس يعيرون أي اهتمام. في حالتهم الذهنية الحالية من المرجح أن يتخذوا موقفا متشددا تجاه حلف الاطلسي."

واتسم رد فعل روسيا الفوري بالحدة واللامبالاة ازاء تجميد الاجتماعات العادية بين الحلف وروسيا فضلا عن وعد الحلف برفع مستوى علاقاته مع جورجيا.

وفي موسكو اتهم وزير الخارجية سيرجي لافروف حلف الاطلسي بالانحياز في سعيه الى دعم "نظام اجرامي" في تفليس. غير أن مندوبها بالحلف سخر من واشنطن ومؤيديها داخل التحالف العسكري لفشلهم في اصدار رد فعل اكثر قوة.

وقال السفير ديمتري روجوزين على هامش محادثات بروكسل "تمخض الجبل فولد فأرا."

وحتى عندما عادت الشاحنات العسكرية الروسية من جورجيا الى روسيا يوم الاربعاء لم تكن هناك أي علامات على انسحاب كامل وسريع وهو ما طالبت به وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس وزعماء اخرون بحلف الاطلسي يوم الثلاثاء.

وكان من المتوقع دائما ان يكون رد فعل الحلف محدودا.

ولم يتحدث اي أحد بحلف الاطلسي صراحة عن خوض حرب من أجل الدولة الصغيرة الواقعة بمنطقة القوقاز والشيء الوحيد الذي استرعى انتباه موسكو وهو الاسراع من خطوات ضم جورجيا واوكرانيا لعضوية الحلف تعوقه المانيا ودول أخرى.

وكان دور روسيا كمورد رئيسي للطاقة الى اوروبا وعضو اساسي بمجلس الامن الدولي في الدبلوماسية مع ايران وغيرها عاملا في اختيار ألفاظ بيان حلف الاطلسي بعناية.

والنتيجة هي أنه لن تعقد اجتماعات لمجلس حلف الاطلسي وروسيا الذي أنشيء قبل ست سنوات الى أن تسحب موسكو قواتها من جورجيا وتنفذ الخطة التي توسطت فرنسا لوضعها لانهاء الصراع.

لكن كثيرين ما زالوا يشكون فيما اذا كانت موسكو ستلقي بالا في نهاية المطاف لتجميد كيان أنشيء بدعوة من حلف شمال الاطلسي وقاد عدة مشروعات مشتركة دون التوصل الى تقارب حقيقي بين خصمي الحرب الباردة.

وقال رادوسلاف سيكورسكي وزير خارجية بولندا الذي يدعم بشدة طموحات جورجيا بالانضمام لحلف الاطلسي لرويترز "اذا كان هذا عاملا اخر تضعه روسيا في الاعتبار عند اتخاذ قرارها بالانسحاب... سأشعر بالرضى حينئذ."

لكنه أضاف "يتوقف هذا على النتيجة لاننا كما نعلم روسيا تسيطر على الوضع على الارض."

وقال دبلوماسي غربي باجتماع حلف الاطلسي ان هناك مخاوف بين البعض هناك من أن قطع الاتصالات مع روسيا يمكن أن يضر بالحلفاء بقدر ما سيضر بموسكو.

وحتى الان لم تثر موسكو شكوكا بشأن اتفاقية لاستخدام أراضي روسيا كنقطة عبور للمعدات اللازمة للحرب التي يقودها حلف الاطلسي في أفغانستان او العمل المشترك لمكافحة تجارة الافيون الافغانية الهائلة وهما مشروعان حيويان بالنسبة للحرب التي يقودها الحلف هناك.

لكن من اوائل الضحايا لهذا الخلاف دعم روسيا لدوريات حلف الاطلسي متعددة الجنسيات لمكافحة الارهاب في البحر المتوسط اذ أعلن الحلف الاسبوع الماضي أن السفينة (لادني) وهي سفينة دورية بالبحر الاسود ستمنع من المشاركة في التدريبات.

غير أن محللين يحذرون من المبالغة في تقدير قوة روسيا ويعتقدون أن نفوذ الغرب قد يزيد على مدار الوقت.

وسيترك الخلاف مع الغرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مواجهة معركة شاقة لتطبيق أهداف السياسة الخارجية مثل خطته الطموحة لوضع اطار عمل جديد للامن الاوروبي وهو الهدف الذي يتطلب اتصالات وثيقة مع حلف الاطلسي لا محالة.

وقال هانز هينينج شرودر من المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية "(تأثير الحلف) محدود لكنه ليس غير فعال. ويرجع أحد الاسباب الى أن السياسة الخارجية الروسية تعاني حالة من الفوضى في الوقت الحالي."

وأشار شرودر الى أن الخطوة التي اتخذتها بولندا في أوج الازمة الجورجية بتوقيع اتفاق للدفاع الصاروخي تعثر طويلا مع الولايات المتحدة هزيمة لموسكو التي كانت دائمة الشكوى من هذه الخطة لسنوات.

ومضى يقول "بمجرد أن تهدأ الامور في غضون شهرين او ثلاثة سيحاول الناس أن تعود الحياة الى طبيعتها. في هذا السياق أرسل حلف الاطلسي اشارة واضحة."

لكن اخرين كانوا أقل تفاؤلا وجادلوا بأن روسيا ستواصل معاداة الغرب على الرغم من العواقب.

وأضاف لانجتون من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن "أخشى ما أخشاه تنحية الكثير من الاسلوب العملي في معالجة الامور جانبا."

من مارك جون

النرويج: روسيا أبلغتنا أنها تخطط لتجميد علاقاتها بالناتو




عرض عسكري بولندي منتصف الشهر في العاصمة وارسو (الفرنسية)

قالت خارجية النرويج إن روسيا أبلغتها أنها تخطط لتجميد علاقاتها بالحلف الأطلسي, ردا على خطوة بالمثل اتخذها الناتو.
وحسب النرويج, تبلغت سفارتها في موسكو برسالة روسية مفادها "تجميد كل التعاون العسكري مع الناتو والدول الحليفة حتى إشعار آخر", وهو قرار سيناقش مسؤولون نرويجيون مع نظرائهم الروس اليوم الخميس تبعاته.
ولم يعلق المسؤولون الروس على التصريح النرويجي, لكن سفير روسيا لدى الحلف الأطلسي ديمتري روجوزين -الذي استدعي إلى موسكو للتشاور بسبب مواقف الناتو الأخيرة من نزاع القوقاز- قال لرويترز هاتفيا إن التعاون مع الحلف ضروري, وتحدث عن "قرارات مؤقتة" لها بعد إقليمي فقط يتم اتخاذها قد تشمل مناورات بحرية.
محللون قالوا إن أميركا قررت قبول شروط بولندا بعد الاجتياح الروسي لجورجيا (الفرنسية)
تدريبات بحرية
وفعلا ألغت البحرية الروسية مشاركتها في تدريبات بحرية في بحر البلطيق كجزء من شراكة مع الناتو, وقالت إنه لم يعد ممكنا استضافة الفرقاطة الأميركية فورد.
ووصف ناطق باسم الخارجية الأميركية الموقف الروسي, كما نقلته النرويج, بالمؤسف إذا تأكد.

ويأتي هذا التطور في وقت اتهم فيه الناتو روسيا بالتلكؤ في الانسحاب من جورجيا.
كما تزامن ذلك مع توقيع الولايات المتحدة وبولندا رسميا اتفاقا تنصب بموجبه درع صاروخية أميركية فوق الأراضي البولندية بحلول 2012, وهو اتفاق هددت روسيا بأن الرد عليه لن يقتصر على العمل الدبلوماسي.
ورغم قوة التهديد, لم يرق إلى ذلك الذي ساقه جنرال روسي قبل أيام حين قال إن بولندا باتت تضع نفسها 100% هدفا لضربة روسية قد تكون نووية.
خطر وهمي
وقالت خارجية روسيا إن توقيت الاتفاق -الذي وقعته أمس في وارسو وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البولندي رادوسلاف سيكورسكي- ليس صدفة, وإن الدرع لن تقدم أي حماية ضد "خطر إيراني وهمي".

وشددت رايس على "الطبيعة الدفاعية" لدرع ستساعد حسبها في صد صواريخ بعيدة المدى قد تطلقها إيران وكوريا الشمالية ضد أوروبا الشرقية, وهو يحقق حسب رئيس بولندا ليش كاتشينسكي أهداف واشنطن ووارسو على السواء في توفير الأمن بالمنطقة.

للمزيد اقرأ:

الدرع الصاروخية الأميركية

اتفاق سرِّع
وتقول روسيا إن الولايات المتحدة وبولندا سرعتا الاتفاق بسبب تطورات جورجيا, وهو ما ينفيه البلدان, وإن ذكر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أن أحداث القوقاز أظهرت أن على أميركا أن تأخذ بعين الجد مخاوف بلاده الأمنية.
وأظهرت استطلاعات أن أزمة القوقاز قلبت موقف البولنديين الذين بات أغلبهم يؤيد نصب الدرع التي أقرها الناتو في قمة في أبريل/ نيسان الماضي، رغم مخاوف دول تخشى أن يسبب ذلك سباق تسلح جديدا.
وإلى جانب منظومة الصواريخ تضم الدرع محطة رادار قوية تنصب في جمهورية التشيك, حيث تواجه الحكومة مهمة صعبة لإقناع البرلمان بجدواه.

وجاء الاتفاق بعد قبول واشنطن شروطا بولندية بشأن نصب منظومة دائمة من صواريخ باتريوت ومنحها تسهيلات لشراء خمس منظومات أخرى بأسعار مخفضة.

جيب غاليننغراد
ومنظومة الباتريوت مخصصة لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى يمكن أن تستهدف بولندا, في إشارة واضحة إلى تهديدات دأبت موسكو على إطلاقها منذ الإعلان عن مشروع الدرع الأميركية.

وستنصب الصواريخ الاعتراضية في قاعدة شمال بولندا على بعد 1360 كلم من موسكو و300 كلم فقط من جيب غاليننغراد الروسي على سواحل البلطيق بين روسيا وليتوانيا.
وإلى هذا الجيب تحديدا, هددت روسيا بتحريك منظومتها الصاروخية بعيدة المدى, لتيممها شطر العواصم الأوروبية.

أمريكا وبولندا توقعان اتفاق الدرع الصاروخية وروسيا غاضبة

وارسو (رويترز) - وقعت الولايات المتحدة وبولندا يوم الاربعاء اتفاقا لاقامة أجزاء من درع دفاعية صاروخية أمريكية في بولندا في خطوة أثارت ردا حادا من موسكو.

ومن المؤكد أن يؤجج ذلك التوتر بين روسيا والغرب اللذين تشهد علاقاتهما اضطرابات بالفعل بسبب تدخل موسكو العسكري في جورجيا.

وستشكل الصواريخ الاعتراضية العشرة في بولندا بالاضافة الى نظام رادار في جمهورية التشيك الجزء الاوروبي من نظام عالمي تقول واشنطن انه سيكون قادرا على اسقاط صواريخ من دول "مارقة" أو جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي وقعت الاتفاق مع نظيرها البولندي رادوسلاف سيكورسكي للصحفيين "هذا اتفاق سيقيم موقعا للدفاع الصاروخي هنا في بولندا يساعدنا في التصدي... للصواريخ البعيدة المدى... من دول مثل ايران أو كوريا الشمالية."

ورغم التأكيدات الامريكية تعتبر روسيا الدرع الصاروخية تهديدا لامنها وقال بعض السياسيين والجنرالات الروس انه يتعين على بولندا الاستعداد لهجوم وقائي على الموقع في المستقبل.

ورفضت واشنطن التهديد ووصفته بأنه كلام أجوف. وقال حلف الاطلسي انه غير مقبول.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان يوم الاربعاء "سيكون على روسيا في هذه الحالة ان ترد ولن يقتصر ردها على الاحتجاجات الدبلوماسية."

ووصف البيان الدرع الصاروخية بأنها "احدى الادوات ضمن مجموعة بالغة الخطورة من المشروعات العسكرية الامريكية المعنية بانشاء منظومة درع صاروخية عالمية بشكل منفرد."

وقال ان الدرع لن توفر الحماية من اي "خطر ايراني متوهم".

وستوضع الصواريخ في قاعدة ريدزيكوفو التي كانت تابعة لحلف وارسو في شمال بولندا والتي تقع على بعد 1360 كيلومترا من موسكو و300 كيلومتر من جيب كاليننجراد الروسي على ساحل بحر البلطيق.

وتقول روسيا ان واشنطن ووارسو عجلتا بتوقيع الاتفاق ردا على عملياتها العسكرية في جورجيا. وتنفي وارسو وواشنطن هذا رغم أن دونالد تاسك رئيس وزراء بولندا قال ان الاحداث في جورجيا تظهر ضرورة تعامل الولايات المتحدة بجدية مع المخاوف الامنية البولندية.

وأدانت بولندا أكبر الدول السوفيتية السابقة في اوروبا الوسطى ودول البلطيق الهجوم الروسي على جورجيا فيما عقد محللون سياسيون مقارنات مع التدخلات السوفيتية في المجر وتشيكوسلوفاكيا في عامي 1956 و1968.

وتظهر استطلاعات للرأي تحولا في توجهات الرأي العام البولندي لصالح الدرع منذ التدخل الروسي في جورجيا.

وأقر حلف شمال الاطلسي الخطة الدفاعية الصاروخية الامريكية لأوروبا في قمة عقدها في ابريل نيسان رغم ان بعض الحلفاء الاوروبيين يشككون في فاعليتها ويشعرون بالقلق من انها قد تؤدي الى سباق جديد للتسلح.

ويحتاج نظام درع الدفاع الصاروخية الآن الى اقراره من البرلمان البولندي وهو اجراء ينظر اليه على انه شكلي لان الحكومة وحزب المعارضة الرئيسي يؤيدانه.

ووافقت الحكومة التشيكية بالفعل على استضافة الرادار لكنها تواجه مهمة أصعب تتمثل في الحصول على موافقة البرلمان على ذلك حيث تسيطر فقط على نصف مقاعد البرلمان البالغ عددها 200.

وقال محللون ان موافقة بولندا على الانضمام للخطة اشارة ايجابية وان كانت غير حاسمة بشأن الموافقة التشيكية.

وساومت حكومة تاسك بشكل متشدد بشأن شروط الموافقة بعد وصولها الى السلطة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حيث طالبت بتوسيع التعاون العسكري مع الولايات المتحدة مقابل استضافة الصواريخ.

وبدا أن المفاوضات قد تعثرت في يوليو تموز لكن تم التوصل الى تسوية بعد تدخل روسيا في اوسيتيا الجنوبية.

وبموجب الاتفاق وافقت واشنطن أخيرا على تلبية مطلب بولندا بنصب بطارية صواريخ باتريوت في بولندا للدفاع ضد أي هجوم بصواريخ قصيرة المدى تخشى وارسو احتمال التعرض له