السبت، 11 أكتوبر 2008

السبع الصناعية تضع خطة لمواجهة الأزمة المالية

تتكون من خمس نقاط



المجتمعون في واشنطن اتفقوا على أن الوضع الراهن يتطلب عملا عاجلا واستثنائيا (الفرنسية)

وضعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في اجتماعها الجمعة في العاصمة الأميركية واشنطن "خطة تحرك" من خمس نقاط لمواجهة الأزمة المالية العالمية، كما تعهد أعضاؤها بمنع إفلاس المصارف الكبرى.
وبعد اجتماع شارك فيه وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في الدول السبع، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا، قال بيان لوزارة الخزانة الأميركية إن المجموعة اتفقت على أن الوضع الراهن "يتطلب عملا عاجلا واستثنائيا".
وتعهد المجتمعون بمواصلة العمل معا من أجل استقرار الأسواق المالية وإعادة تدفق القروض لدعم النمو الاقتصادي العالمي، كما اتفقوا على اتخاذ إجراءات حاسمة واستعمال جميع الوسائل الممكنة لدعم المؤسسات المالية الكبرى والحيلولة دون إفلاسها.
كما تعهدت مجموعة السبع باتخاذ "جميع الإجراءات الضرورية لتحريك القروض والأسواق النقدية كي تتمكن المؤسسات المالية من الحصول على السيولة والرساميل"، فضلا عن المطالبة بتحركات ملموسة لاستعادة ثقة المودعين من خلال تأمين ودائعهم عن طريق ضمانات "قوية ومتماسكة" من قبل السلطات العامة.
وأعربت المجموعة أخيرا عن استعدادها للقيام بكل ما هو ضروري من أجل تحريك سوق قروض الرهن الذي كان سبب الأزمة المالية الحالية.
حالة الخوف
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أكد قبيل اجتماع الدول الصناعية السبع أن إدارته لديها مختلف الوسائل لإعادة الاستقرار للأسواق المالية, متعهدا بسرعة العمل على تنفيذ خطة الإنقاذ التي جرت الموافقة عليها قبل أيام وتبلغ قيمتها سبعمائة مليار دولار.

وحاول بوش التخفيف من وقع الأزمة فأرجع تهاوي بورصات الأسهم في شتى أرجاء العالم بشكل رئيسي إلى ما وصفه "بحالة الخوف وعدم اليقين" التي تسود هذه الأسواق.

من جانبه دعا المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما إلى تحرك عالمي لوقف اضطرابات الأسواق. وقال أوباما في تجمع انتخابي بولاية أوهايو إن على وزراء مالية مجموعة السبع "اتخاذ خطوات منسقة لاستعادة الثقة ولدعم أسواقنا ومؤسساتنا المالية".

قمة أوروبية
يأتي ذلك فيما تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التحركات الدولية في هذا الشأن، حيث أعلن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيجتمعون الأحد في باريس لبحث الأزمة.
من جانبه أعرب رئيس الوزراء الياباني تارو أسو عن استعداد بلاده -التي تترأس مجموعة الثماني لهذا العام- للدعوة إلى قمة استثنائية للمجموعة التي تضم الدول السبع إضافة إلى روسيا.
وتوقعت وسائل الإعلام اليابانية الجمعة أن تقترح اليابان إنشاء صندوق عاجل برأسمال قدره مائتا مليار دولار تقريبا لإقراض الدول الصغيرة التي تأثرت بالأزمة المالية العالمية، على أن يتم تمويله من احتياط القطع في الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي والصين إضافة إلى الدول النفطية الكبرى في الشرق الأوسط.

هبوط قياسي للبورصات والنفط في أسواق العالم

وسط مخاوف تفاقم الأزمة المالية



خسر مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 7% (الفرنسية)

اتفقت الأسواق العالمية في أدائها لتواصل تراجعها إلى مستويات غير مسبوقة، فأغلقت الأسواق الأوروبية والآسيوية على هبوط حاد ولم تختلف السوق الأميركية في ذلك حيث بدأت تداولها على انخفاض كبير رغم أنها قلصت جزءا منه لاحقا.

وأنهت الأسواق الأوروبية الجمعة متهاوية وسط عمليات بيع واسعة من جانب المستثمرين ولاسيما في الشركات المالية بسبب مخاوف من عدم جدوى جهود الحكومات والبنوك المركزية لإنعاش أسواق الائتمان للحيلولة دون حدوث ركود اقتصادي.

فخسر مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 7.8% ليغلق عند 849.29 نقطة وهو أدنى مستوى إقفال له منذ الثاني من يوليو/تموز 2003، وهبط المؤشر بأسوأ أسبوع له على الإطلاق إلى 22%.

وتراجع مؤشر داو جونز ستوكس لأسهم البنوك الأوروبية بنسبة 10.6% مع تراجع رويال بنك أوف سكوتلاند أكثر من 20% بينما فقد سهما كريدت سويس ودويتشه بنك أكثر من 16% لكل منهما.

وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر فايننشال تايمز 100 في بورصة لندن بمعدل 8.5% بينما خسر مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت ما نسبته 7%، وتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 7.7%.

أميركيا
وفي أميركا سجلت الأسهم الأميركية انخفاضا حادا في بداية التعاملات اليوم حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز دون مستوى 900 نقطة، كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى بأكثر من 4.5% مقلصا خسائرة التي بدأها عند الافتتاح حيث بلغت نسبة التراجع نحو 8%.

آسيويا
وفي آسيا أغلقت الأسواق اليوم على انخفاض حاد، حيث هبط مؤشر نيكي القياسي بنسبة 9.6% مسجلا أكبر خسارة له في يوم واحد منذ انهيار أسواق الأسهم عام 1987 وسط تزايد المخاوف من تحول الأزمة المالية إلى كساد عالمي.

مؤشر نيكي الياباني يسجل أكبر خسارة في يوم واحد منذ 1987 (الفرنسية)

وهبطت الأسهم الأسترالية حيث أغلقت بورصة سيدني على انخفاض بنسبة 8.3% مع مواجهة الأسواق العالمية المزيد من الخسائر نتيجة الأزمة المالية العالمية.

وتراجع مؤشر بورصة سيدني إس آند بي بنسبة 8.34% خاسرا 360.2 نقطة، مغلقا على 3960.7 نقطة، ومسجلا أكبر خسارة ليوم واحد بالنسبة المئوية في تاريخه.

وعلقت تايلند التعاملات في بورصتها لمدة ساعة بعد هبوط مؤشرها 10.02% وسط أزمة أسواق عالمية. وأغلقت بورصة الفلبين على تراجع بنسبة 8.3% مسجلة 2097.80 نقطة.

وعلقت إندونيسيا عمليات التداول في بورصة جاكرتا لليوم الثالث على التوالي عقب قرار السلطات عدم استئناف النشاط في وقت تتدهور فيه البورصات الآسيوية الأخرى.

تراجع النفط
وسجلت أسعار النفط الأميركي في نيويورك تراجعا كبيرا فهبط سعر البرميل للعقود الآجلة تسليم نوفمبر/تشرين الثاني ليفقد 7.98 دولارات من قيمته ليصل إلى 76.18 دولارا للبرميل عند الساعة 13:20، وذلك للمرة الأولى منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2007 بسبب الأزمة المالية والقلق بشأن الطلب على النفط.

وفي لندن سجل سعر برميل نفط الخام الأوروبي القياسي (برنت) نفس سعر التداول في الأسواق الآسيوية للمرة الأولى منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2007 ليصل إلى 75 دولارا فاقدا 6.48 دولارات من قيمته عند إغلاق أمس.

الصحف الأميركية تدعو مجموعة السبع للخروج بخطة عمل




عقدت الصحف الأميركية الصادرة اليوم السبت آمالها على الدول السبع للخروج بخطة عمل جماعية واضحة للحد من الأزمة المالية التي باتت تكتسح الأسواق العالمية، ولكنها لم تخف تشاؤمها حيال فعالية تلك الدول في العمل الجماعي الذي اعتبرته أساسا في تفادي هذه الأزمة.

"
الخطة التي صدرت عن الدول السبع لا يمكن اعتبارها عملية، وما هي إلا بيان مبادئ بعيد كل البعد عن الإجراءات العملية
"
مجلة تايم
خطة بلا عمل
عنونت مجلة تايم تقريرا لها بالتساؤل هل تستطيع الدول السبع أن تنقذ العالم من الفوضى المالية؟

وقالت إنه من المبالغة أن نطالب مجموعة السبع التي عادة ما تقوم بعقد قمم سنوية باهظة الثمن وبلا أهداف في منتجعات حديثة، باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمة المالية التي تكتسح العالم.

وعلقت المجلة على وثيقة الدول السبع التي أصدرتها الليلة الماضية، والتي دعت فيها إلى إيجاد خطة عمل، قائلة إنها خطة لا يمكن اعتبارها عملية، وما هي إلا بيان مبادئ بعيد كل البعد عن الإجراءات العملية.

ونسبت المجلة إلى مسؤول في البيت الأبيض قوله "يمكن أن تخلق تلك المبادئ توقعات بخطة عملية، لا خطة مفصلة للعمل".

ومضت تقول إن الخطر هو أن مجموعة السبع التي تتسم عادة بالعناد وتميل إلى الخمول قد تعجز عن الموافقة على الخطوات التي ينبغي اتخاذها.

والأسوأ -تتابع المجلة- أن مجموعة السبع ليست وحدها في الساحة، بل إن أركان الاستقرار المالي الدولي في القرن العشرين يجتمعون نهاية هذا الأسبوع في واشنطن، أما التوقعات بالعمل من قبل صندوق النقد والبنك الدوليين ومجموعة العشرين ما زالت منخفضة.

وخلصت إلى أنه كلما تراجعت المؤسسات الدولية عن العمل كلما تعالت النداءات المطالبة بالمساعدة.

جهود جماعية
وفي صحيفة واشنطن بوست دعا المحرر الاقتصادي ستيفن بيرلستين في مقال له تحت عنوان "قبل أن تزداد الحفرة عمقا، يجب التوقف عن الحفر" مشيرا إلى الإحجام عن المبالغة في الاعتماد على الأسواق والمؤسسات المالية التي أثبتت فشلها في القيام بمهمتها الأساسية: توجيه رأس المال إلى مكانه الصحيح ورسملته بطريقة تعكس المخاطر والقيم الحقيقية للاقتصاد.

وقال إن الدروس المستخلصة من الماضي تشير إلى أن الأسواق لا تصحح نفسها بنفسها، بل تحتاج إلى تضافر الجهود لوضعها على المسار الصحيح.

وحث على إنشاء "غرفة المقاصة" المسؤولة عن تبادل الشيكات بين البنوك، مشيرا إلى أن هذه الغرفة تفسح المجال إلى الإفصاح عن المبادلات التي تعاني من القصور الائتماني وإخضاعها للسوق المقنن بحيث يستطيع الجميع أن يرى ويسمع ما يجري.

والوصول إلى السوق يتطلب -حسب تعبير الكاتب- من البائعين والمشترين تمويل صندوق لإعادة التأمين يمكن استخدام أمواله في حالة عجز أحد المؤمنين عن الالتزام بسياساته.

واختتم بالدعوة إلى توجيه الأموال نحو المؤسسات المالية الكبيرة التي يمثل سقوطها أكبر خطر على استقرار النظام المالي، سواء تمثل ذلك في بيوت الاستثمار أو شركات التأمين أو الشركات غير البنكية المقرضة مثل جنرال إلكتريك.

"
المهمة في هذا الواقع المفصلي هي الحد من الخوف الذي يقوض النظام المالي العالمي
"
نيويورك تايمز
حان وقت العمل
وتحت هذا العنوان دعت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها الدول الريادية إلى تطوير خطة منسقة وجلية نهاية الأسبوع لوضع حد لخطر الأزمة العالمية.

وقال الصحيفة إن الخطة يجب أن توفر ضمانا حكوميا مؤقتا للودائع والقروض ورفع الجمود الإقراضي بين البنوك، وتؤمن كذلك وقتا كافيا لتحديد المصارف التي يمكن إنقاذها من غيرها.

واختتمت قائلة إن المهمة في هذا الواقع المفصلي هي الحد من الخوف الذي يقوض النظام المالي العالمي.

واشنطن بوست: أهي نهاية الرأسمالية الأميركية؟




الناس يستغربون كيف بدت الولايات المتحدة هشة لهذا الحد (رويترز-أرشيف)

في واشنطن بوست, كتب أنتوني فاجولا مقالا حاول فيه توضيح ما يهدد نموذج الرأسمالية الأميركي في ظل خطط واشنطن للتدخل في الأسواق المالية بغية التصدي للأزمة الخطيرة التي تعصف بها, وبين كيف أن واشنطن التي ظلت دائما تحذر الحكومات من التدخل في السوق هي الآن من يمارس ذلك على أعلى المستويات.

وهذا نص المقال:
النموذج الرأسمالي الأميركي يقع ضحية أسوأ أزمة مالية منذ الكساد الكبير.

فمنذ ثلاثينيات القرن الماضي, والمصارف الأميركية تحمل لواء الاقتصاد الأميركي المبني على النظام المالي الرهيب للسوق الحرة، وظلت الولايات المتحدة تتوقع منافسة الآخرين من خلال هذا النظام، بل وتشجعها.

لكن اضطراب السوق الذي بدأ يستنزف ثروة البلد، وكاد يقضي على وول ستريت يهدد الآن بوضع المصارف, وهي القلب النابض للنظام المالي الأميركي, وإن جزئيا في يد الحكومة.

فالإدارة الأميركية تأخذ الآن بعين الاعتبار التأميم الجزئي لبعض المصارف, عبر شراء نصيب من أسهمها كي تعيد إليها الثقة في إطار برنامج الإنقاذ المالي الذي يبلغ سبعمائة مليار دولار.

إلا أن مفهوم ملكية الدولة في القطاع المالي, حتى وإن كانت مساهما ثانويا, يتعارض مع ما يعتبره منظرو السوق الحرة الأساس الذي يقوم عليه النظام المالي الأميركي.

ومع ذلك فالحكومة الأميركية قد تجد نفسها مضطرة لهذا الإجراء لغياب أي خيار آخر, فالائتمان الذي هو شريان حياة الرأسمالية, توقف عن الجريان, ولا يمكن لاقتصاد يعتمد على السوق الحرة أن يظل مستمرا بتلك الطريقة.

لكن التغير المفاجئ في موقف الحكومة يذهب أبعد من مجرد إنقاذ الصناعة المصرفية، فهي تريد فرض نفسها من جديد بالتدخل في حياة المواطنين بشكل لم يكن ليخطر على بال أحد إبان فترة الاعتقاد بأن "السوق أدرى من غيرها".

وباستحواذها مؤخرا على شركتي الإقراض فاني ماي وفريدي ماك وإنقاذها المالي لشركة أي آي جي أصبحت الحكومة الأميركية من الناحية الفعلية, هي المسؤولة عن ضمان الرهن العقاري والتأمين على الحياة لعشرات الملايين من الأميركيين, وأصبح عدد كبير من الاقتصاديين يتساءل عما إذا كانت لا تزال هناك سوق حرة إذا كانت الحكومة قد انغمست بمثل هذا العمق في النظام المالي.

وبما أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها أنموذج الاقتصاد العالمي, فإن هذا التغير في تعاملها مع أسواقها قد يدفع حكومات أخرى عبر العالم إلى تغيير كيفية تعاملها مع التجارة الحرة.

ففي العقود الثلاثة الماضية ظلت الولايات المتحدة تقود "حملة صليبية" لإقناع غالبية دول العالم, خاصة السائرة منها في طريق النمو, برفع يد حكوماتها عن المال والصناعة.

لكن الأنموذج الأميركي للرأسمالية القائم على عدم تدخل الحكومة في السوق هو الذي ينحى عليه حاليا باللائمة في قضية القروض الميسرة التي أفزعت سوق العقارات وأضرت به، وجعلت العجلة المطلقة لوول ستريت تنتج بركة من الاستثمارات السامة لوثت بجراثيمها النظام المالي العالمي.

والتدخل الحكومي الكبير جراء هذه الأزمة, حسب النقاد, سلب واشنطن أكثر فأكثر السلطة الأخلاقية على نشر إنجيل الرأسمالية غير المقيدة.

ويمكن أن تدشن الحكومة الأميركية برنامجا محددا تراهن من خلاله على أخذ نصيب ثانوي في المصارف المضطربة, أو تنفذ برنامجا أوسع يستهدف النظام المصرفي الأوسع.

وفي كلتا الحالتين يمكن أن ينظر إلى هذه الخطوة بوصفها دليلا على أن واشنطن لا تزال أسيرة وول ستريت, فيمكن للخطة مثلا أن لا تجبر بعض الشركات المشاركة على منح مديريها التنفيذيين الأجور المقلصة التي طالب بها الكونغرس, لكن إذا لم تنجح هذه الخطة فربما تضطر الحكومة لرهان مالي أكبر.

يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغلتز: "كان الناس عبر العالم يبدون إعجابهم باقتصادنا, وكنا نقول لهم: إن كنتم تريدون أن تكونوا مثلنا فما عليكم إلا أن تسلموا السلطة للسوق.

أما الآن فالمسألة هي أنه لم يعد هناك أي أحد يحترم هذا النموذج بسبب الأزمة الحالية, كما أن الوضع الحالي يدعو للتشكيك في مصداقيتنا, فكل أحد يحس بأنه يعاني حاليا بسببنا".

ففي سيول يرى الكثيرون في الأزمة الأميركية الحالية خطرا عظيما, وفي الوقت ذاته تتزايد النقمة لدى الكوريين بسبب انتشار آثار الأزمة المالية الأميركية عبر العالم, مما تسبب في انخفاض حاد لقيمة العملة الكورية "وون" في ظل صراع الشركات من أجل اقتناء الدولار في خضم تأجج أزمة الائتمان المالي العالمية.

ويشبه وزير المالية الكوري الجنوبي كانغ مان سو الصناديق االمشتقة والوقائية بقمار الكازينو, مضيفا أن كثيرا من الكوريين يستغربون كيف بدت الولايات المتحدة هشة لهذا الحد.

ولو استثيننا عددا قليلا من رؤساء الدول وبعض العناوين الدونكيشوتية لما عثرنا على أحد يتحدث عن موت الرأسمالية, فتطبيق نظريات السوق الحرة ساعد في العقود الأخيرة على انتشال مئات الملايين من الناس, خاصة في آسيا, من بين براثين الفقر.

"
يتزايد الامتعاض والاستياء من النموذج الرأسمالي الأميركي في مقابل النموذج الألماني, لازدراء الأول بالأنظمة وتمجيده للمخاطرة
"
ويتزايد الامتعاض والاستياء من النموذج الرأسمالي الأميركي, في مقابل النموذج الألماني مثلا, لازدرائه بالأنظمة وتمجيده للمخاطرة.

ففي كوريا الجنوبية أدى تزايد انتقاد التصاق الحكومة بالنموذج الأميركي إلى زيادة المعارضة لخصخصة بنك التنمية الكوري الضخم الذي تمتلكه الحكومة.

وكوريا الجنوبية هي إحدى الدول التي استفادت أكثر من غيرها من مزايا السوق الحرة, حيث استطاعت أن تخرج نفسها من رماد الحرب الكورية وتصبح إحدى أكبر اقتصاديات العالم, واستطاعت أن تميز نفسها عن كوريا الشمالية التي بقيت دولة فقيرة في قبضة نظام شيوعي بال وقيادة استبدادية.

لكن تداعيات الأزمة المالية التي بدأت في الولايات المتحدة أصبحت دولية, ففي بريطانيا -التي انضمت رئيسة وزرائها مارغريت تاتشر في ثمانينيات القرن الماضي إلى الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان للدعاية لمزايا الرأسمالية- اتخذت الحكومة هذا الأسبوع خطوات للتأميم الجزئي لنظام البلاد البنكي المترنح.

وفي الجانب الآخر من بحر المانش بدأ الزعماء الأوروبيون, وبزعامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يطالبون بقانون دولي واسع جديد لفرض الرقابة على الأسواق المالية العالمية.

هذه الدعوات وجدت صداها حتى عند صندوق النقد الدولي الذي كان يتصدر المروجين للسوق الحرة في ما وراء البحار، والذي كان يؤكد خلال أزمة الأسواق الآسيوية والأميركية اللاتينية في تسعينيات القرن الماضي أن "التقليل من تدخل الإدارة في الأسواق هو ذاته الإدارة الجيدة", وها هو الآن نفس الصندوق يتحدث عن الحاجة إلى التنظيم والمراقبة.

وهذا ما عكسه قول مديره العام دومينيك ستراوس كان قبل يومين: "من البديهي أن الأزمة الحالية ناتجة عن فشل ذريع في التنظيم والإشراف في الدول المتقدمة... وفشل في آليات انضباط السوق".

ففي عرض قدمه أول أمس قال ستراوس كان إن دولا في أفريقيا, وأكثرها من التي لديها أخفض نسب اندماج وانفتاح مالي, يتوقع أن تشهد أقل قدر من التأثر بالزعزعة المالية الحالية.

وبعد كلام ستراوس كان بقليل وجه صحفيون سؤالا لرئيس البنك الدولي روبرت زوليك حول "الإرباك" الذي ينتاب العالم المتطور فيما يتعلق بالاستمرار في تطبيق أنموذج السوق الحرة أو التخلي عنه.

زوليك رد بالقول: "أعتقد أن الناس في الدول السائرة في طريق النمو وكذلك تلك المتقدمة مرتبكون بسبب الأحداث الحالية المروعة".

ففي غالبية الدول النامية لا تزال الأنظمة المالية تدار بشكل شبه كلي من طرف الحكومات, رغم الضغوط التي مارستها واشنطن على تلك الدول لحملها على تحويل النفوذ إلى القطاع الخاص وخلق أسواق مالية أكثر حرية, وقد يستمر هذا الوضع لفترة في المستقبل.

وقد قاومت الصين دعوات واشنطن ووول ستريت لإدخال سلسلة واسعة من الاستثمارات الغريبة, تشمل عددا كبيرا من المنتجات المشتقة التي كانت جذابة آنذاك وهي الآن التي يلقى عليها اللوم في تضخيم الأزمة في الغرب, وفي الأسابيع الأخيرة أوضحت بكين ذلك الموقف, قائلة إن ذلك سيمنع أدواتها المالية المعقدة من التوسع.

ومع دفع الحكومة الأميركية حاليا نحو التدخل في الأسواق وبحثها عن دور في تحديد الآليات والنظم الكفيلة بالتصدي للأزمة, يبدو المسرح, مؤقتا على الأقل, مرشحا لأنموذج أكثر تقييدا من التجارة الحرة, خاصة في الأسواق المالية.

"من ينظر إلى العالم حاليا يجد أن الصين تتقدم بشكل جيد على عكس الولايات المتحدة" كما يقول مدير معهد بيترسون للاقتصاد الدولي سي فريد بيرغستن, ويضيف أننا قد "نشهد تراجعا عن العولمة في الأسواق المالية"

اعتقال قائد للصحوة جنوب بغداد وانشقاق في حزب الطالباني




انفجار كركوك أوقع أربعة جرحى بينهم مسؤول في الوقف السني بالمدينة (الفرنسية)

أعلن الجيش الأميركي اعتقال أحد قادة مجالس الصحوة في جنوب بغداد بتهمة تهديد السكان في هذه المنطقة.

وأكد بيان أن هذا الشخص كان بين خمسة اعتقلوا في حي الرشيد أمس الجمعة، من دون أن يحدد هوية الرجل، موضحا أن "قوة أميركية قبضت على قائد في قوات الصحوة بعد أن تلقت بلاغا من مواطن عراقي قال إن هذا الشخص يوجه تهديدات إلى مواطنين".

وفي تطورات أخرى قالت الشرطة العراقية إن مسلحين أطلقوا النيران على ضابط شرطة عند نقطة تفتيش قرب مدينة الحلة جنوبي بغداد.

وفي كركوك أعلنت الشرطة العراقية أن مسلحين مجهولين قتلوا مساء أمس الصحفي ديار عباس أحمد الذي يعمل مراسلا لوكالة عين الإخبارية المحلية، بهذه المدينة الواقعة شمال بغداد.

وفي كركوك أيضا جرح الشيخ آزاد خورشيد نائب مدير دائرة الوقف السني في المدينة وأحد حراسه ومدنيان آخران في انفجار قنبلة بشمال المدينة.

من جهته أعلن الجيش الأميركي في بيان أن القوات الأمنية العراقية قتلت ثلاثة يشتبه في أنهم مسلحون وألقت القبض على 13 شخصا في شمال العراق في الفترة بين السابع والتاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

انشقاق

الطالباني حضر اجتماع حزبه الذي يعاني انشقاقات داخلية منذ عامين (الفرنسية-أرشيف)
سياسيا قرر المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني طرد أربعة قياديين بارزين منه إثر مطالبتهم بإجراء تغيير في قيادة الحزب.

وأكد بيان للحزب أن المكتب اجتمع بحضور الطالباني الليلة الماضية وقرر طرد هؤلاء القياديين بعد اتهامهم بمحاولة الانقلاب على هيئة القيادة في الحزب والانقلاب على الشرعية والهيئات المنتخبة.

وكان القياديون الأربعة وهم من قادة الحزب في بريطانيا قد شكلوا الأسبوع الماضي تكتلا باسم "عصب"، مؤكدين أن الحزب يمر "بمرحلة تنظيمية صعبة تهدد استمراريته"، وحملوا الهيئة القيادية الحالية مسؤولية ذلك وطالبوا باستقالتها. وتتكون الهيئة القيادية من 40 شخصا بينهم 16 أعضاء في المكتب السياسي.

يذكر أن الاتحاد الوطني الكردستاني وهو أحد الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق، مر باضطراب قبل حوالي عامين عندما استقال الرجل الثاني في الحزب نوشيروان مصطفى ومجموعة من أعضاء المكتب السياسي. وقد قدم مصطفى استقالته بسبب "خلافات فكرية" مع الطالباني.

وذكرت تقارير إعلامية ومصادر حزبية رفيعة المستوى أن طرد القياديين الأربعة يعتبر امتدادا لهذه الخلافات.

مخاوف يمنية من الوجود الأجنبي العسكري في خليج عدن





قائد بحري أميركي يراقب سفينة أوكرانية مختطفة في البحر الأحمر قبالة سواحل الصومال
(الفرنسية-أرشيف)
عبده عايش-صنعاء
استغرب محللون سياسيون إصدار مجلس الأمن الدولي قبل أيام قرارا يجيز استخدام القوة ضد القراصنة في خليج عدن، وأعربوا عن خشيتهم من تغير مهمة القوات الدولية إلى مهاجمة الصومال بحجة ضرب مراكز القراصنة، أو تشكيلها تهديدا لأمن وسيادة اليمن على مياهه الإقليمية.
وقال الدكتور عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إن تزايد وتيرة أعمال القرصنة البحرية في خليج عدن خلال الأشهر الثلاثة الماضية يثير علامات استفهام كثيرة، ويبدو أن ثمة أجندة خفية كانت تقف وراء هؤلاء القراصنة الذين ربما أوجدوا بأعمالهم الخطيرة مبررا لتكثيف الوجود العسكري الأجنبي.
وألمح إلى توجه أميركي بالوجود العسكري الواسع في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، فأمن هذه المنطقة البحرية من العالم يشكل أهمية إستراتيجية بالغة لواشنطن.
وأشار إلى أن خليج عدن يطل عليه بلدان هما اليمن والصومال، والأخير يعتبر دولة فاشلة وغير مستقرة ويعيش صراعات وحروبا منذ عام 1990، في حين يفتقر اليمن إلى قوة بحرية كبيرة تمكنه من تولي حماية المنطقة.
خطورة
ورأى الفقيه أن الوجود العسكري الأجنبي في خليج عدن يشكل خطرا على دولة واحدة هي اليمن، لأن هناك خشية من أن تتغير مهمة القوات الأجنبية من ملاحقة القراصنة إلى تهديد الأمن القومي لليمن، وربما إلى مكافحة الإرهاب وملاحقته حتى داخل الأراضي اليمنية.
الدكتور عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء (الجزيرة نت)

من جانبه اعتبر المحلل السياسي محمد الصبري أن ثمة أجندة مشبوهة تقف وراء قرار مجلس الأمن الدولي، لأن أعمال القرصنة موجودة في أكثر من منطقة بحرية من العالم، ولا يتعامل معها مجلس الأمن الدولي ولا الدول الغربية بالطريقة التي جرى التعامل بها مع القرصنة في خليج عدن.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي تجاهل المشكلة الصومالية ومشاكل الدول المطلة على خليج عدن، وتعامل بمنطق القوة مع هذه الدول، معتبرا أن الوجود الأجنبي سيضاعف من المشاكل وسينتهك سيادة المياه الإقليمية للبلدان المطلة على خليج عدن وتحديدا اليمن.
وطالب باحترام حقوق البلدان المطلة على خليج عدن، معتبرا أن مياهها الإقليمية وجزرها وسيادتها واستقرار شعوبها ستصبح مهددة وتحت دائرة الخطر، ويمكن استخدام القوة ضد أي دولة كاليمن التي قد تجري على سواحلها أعمال قرصنة، وهي سابقة خطيرة أتاحها قرار مجلس الأمن الدولي.
تنسيق
وذكر أن اليمن تحتاج إلى تنسيق موقفها مع الدول المطلة على البحر الأحمر وبالذات السعودية ومصر والأردن وجيبوتي وإريتريا، لأن هذه البلدان معنية بدرجة رئيسية بالمخاطر التي تهدد الملاحة بالمنطقة، ولا تستطيع أي دولة بالعالم أن تفرض الأمن في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن دون أن تكون هذه الدول مسؤولة عن هذا الأمن.
في هذا السياق نفى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أي مساس بالسيادة اليمنية على المياه الإقليمية نتيجة الوجود العسكري في خليج عدن، وقال إنه لا يمكن السماح لأي سفن بالدخول إليها إلا بموافقة الحكومة اليمنية.
وأرجع أسباب ظهور القراصنة الصوماليين إلى غياب حكومة فاعلة في الصومال، ورأى أن المعالجة الحقيقية لعدم الاستقرار في القرن الأفريقي وعمليات القرصنة ستتحقق عندما يتحقق للصومال الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى وضع حد للتدخلات الخارجية في الشأن الصومالي.

وتحدث عن أن الوجود العسكري الدولي لا يتعلق بالقرصنة فقط، لافتا إلى الأطماع العسكرية في المنطقة، ولكنه أكد خلال مقابلة مع صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية أن أمن البحر الأحمر وخليج عدن مسؤولية يجب أن تتحملها الدول العربية، وأن تضع إستراتيجية لحماية أمن البحار المطلة عليها

فشل النظرية الرأسمالية





أ. د. جعفر شيخ إدريس - 11/10/1429هـ


النظام الافتصادي الرأسمالي السائد في العالم اليوم, الذي انهار بعض أعمدته وبدأت أخرى تهتز في الولايات المتحدة وفي أوروبا وغيرها, نظام يقوم على نظرية اقتصادية معينة هي موضوع حديثنا في هذا المقال. فحديثنا ليس إذن عن الأسباب الاقتصادية وغير الاقتصادية المباشرة التي أدت إلى الكارثة الاقتصادية الراهنة, فهذا أمر له أهله وخبراؤه الذين أشبعوا الكلام فيه، وإنما هو عن النظرية التي كان العمل بها السبب الحقيقي لما يعانيه النظام الرأسمالي من مشكلات. فنقول إن الكارثة الاقتصادية الراهنة كانت دليلا يضاف إلى أدلة أخرى على فشل النظرية التي قام عليها الاقتصاد الرأسمالي. وهي دليل من ناحيتين: من ناحية أن العمل بالنظرية هو الذي أدى إلى الكارثة، ومن ناحية أن علاج الكارثة يتطلب الخروج على ما تقتضيه النظرية.
تقول النظرية إن الاقتصاد الناجح هو اقتصاد سوق يسمح بالملكية الفردية وبالبيع والشراء والادخار ويترك للسوق تحديد أسعار السلع، وإن هذا كله ينبغي أن يكون في حرية كاملة لا يحد منها أي تدخل من الدولة. كان الفيلسوف والاقتصادي الاسكتلندي آدم سميث الذي عاش في قرنهم الثامن عشر هو أكثر من اشتهر بالقول بهذه الفلسفة الرأسمالية، لكن المؤرخين يقولون إنه هو نفسه تأثر بكتابات ماندافيل الذي كان أكثر منه غلوا في هذا الأمر فهو المشهور بقوله "إن الرذائل الفردية هي فضائل اجتماعية" في مجال الاقتصاد. كان سميث وغيره يقولون إنه لا بأس على الفرد أن يندفع لتحقيق مصالحه بدافع الأنانية، بل قال بعضهم بدافع الطمع ليحقق مصالحه وإن النتيجة ستكون ـ بفعل تلك اليد الخفية ـ أمر لم يخطر على بال الفرد، هي المصلحة العامة.
لكن الواقع أن هذه اليد الخفية لم تقم بالمهمة التي عزاها إليها سميث وغيره، وإنما أدى ذلك الطمع الفردي المتروك له الحبل على غاربه إلى تقسيم الثروة تقسيما ظالما بحيث إن قلة قليلة من المواطنين تصل أحيانا إلى 10 في المائة تمتلك ما يصل أحيانا إلى 90 في المائة من الثروة، ولا يمتلك 90 في المائة الباقون إلا 10 في المائة منها، ما جعل بعض الاقتصاديين الأمريكيين يقولون ساخرين إنه يبدو أن شيئا أصاب تلك اليد فشلها. وبدأت الفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد حدتها منذ سنين ما جعل بعض الاقتصاديين يقولون إنه إن استمر التفاوت على تلك الوتيرة فسيؤدي حتما إلى كارثة اجتماعية.
إن الأمر المثالي للنظرية الناجحة أن تكون النتيجة أحسن فأحسن كلما كان واقع العمل بها أقرب إلى مثالها النظري. لكن الغريب في النظرية الرأسمالية أنه لو كان الواقع مطابقا لصورتها المثالية لكانت الكوارث أكثر ما تكون. الصورة المثالية للنظرية هي ألا يكون للدولة أدنى تدخل في النشاط الاقتصادي. لكن هذا معناه ألا تفرض الدولة على الناس ضرائب، ولا تضع قوانين تقيد بها النشاط الاقتصادي، كأن تمنع صنع بعض الأشياء الخطرة أو المتاجرة بها، وكأن تحدد الأماكن التي تبنى فيها المصانع، وتضع لها شروطا صحية وبيئية وغير ذلك. لكن كل هذه القيود ما زالت تحدث إلى حد ما في الدول الرأسمالية. الدولة إذن تدخلت لكن تدخلها لم يكن بالقدر الذي يرفع الظلم، بل كانت تميل دائما إلى إعطاء الحرية للأغنياء مهما أدى ذلك إلى التضييق على الفقراء. خذ نظام الضرائب في الولايات المتحدة مثلا. إن الضريبة لا تؤخذ من رأس المال كما هو الحال في الزكاة وإنما تؤخذ فقط من دخل الفرد في العالم المالي. وهذا معناه أنه إذا كان هنالك شخصان أحدهما يمتلك مليوني دولار والآخر لا يمتلك شيئا، لكن دخل كل منهما في السنة المالية كان 100 ألف دولار، فإن نسبة ما يؤخذ منهما متساوية، أي أن الضريبة لا تتعرض لرأس المال الذي كان موجودا قبل السنة المالية. قال كيفن فلبس في كتابه عن "الديمقراطية والثروة" إنه لو أخذت ضريبة مقدارها 3 في المائة على رؤوس الأموال في أمريكا وحدها لما بقي على وجه الأرض فقير! ولعل القارئ لاحظ أن هذه النسبة قريبة جدا من نسبة الزكاة التي تفرض فعلا على رؤوس الأموال.
لكن دعاة الرأسمالية في الغرب لا يزالون يدافعون عنها رغم كل ما يرون من آثارها الضارة. أتدرون ما السبب في هذا؟ السبب أنهم ظنوا أن البديل الوحيد للنظام الرأسمالي الذي عهدوه هو النظام الاشتراكي الذي عرفوا صورا منه في الاتحاد السوفياتي وفي الصين قبل التعديلات التي أحدثها الصينيون فيه. وهم بهذا يخلطون بين كون الرأسمالية اقتصاد سوق وبين كون كل اقتصاد سوق هو بالضرورة اقتصاد رأسمالي.
لكن الحقيقة هي أن هنالك بديلا ثالثا هو الاقتصاد الإسلامي الذي هو اقتصاد سوق لكنها سوق منضبطة بضوابط القيم الإسلامية وهي قيم يغلب عليها مراعاة مصالح الفقراء ما يجنب المجتمعات الآخذة بها ذلك التفاوت الفظيع الذي نتج عن النظرية الرأسمالية. في قول الله تعالى
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (البقرة:275)
بيان لهذين الأمرين ففي إحلال البيع إقرار باقتصاد السوق، وفي تحريم الربا تقييد له بقيم إسلامية هي في مصلحة الفقراء. ثم تأتي الزكاة التي هي أيضا في مصلحة الفقراء، بل تأتي القاعدة العامة التي تأمر بألا يكون المال دولة بين الأغنياء. وإذا كان الغربيون لم يعرفوا النظرية الرأسمالية إلا في صورتها التي قال بها سميث وغيره، فإننا نعلم من القرآن الكريم أنها نظرية قديمة كان من بين من قالوا بها قوم شعيب الذين رفضوا دعوة نبيهم لهم إلى العدل في معاملاتهم المالية بحجة أن المال مالهم فلهم الحق أن يفعلوا فيه ماشاؤوا.
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ. وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ . بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ . قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (هود:84 -87)
شعار الفلسفة الرأسمالية يكاد يكون ترجمة لقول قوم شعيب هذا. فأهل مدين يريدون أن يفعلوا ما شاؤوا والفلسفة الرأسمالية تقول دعه يعمل laissez fair أي لا تتدخل في نشاطه الاقتصادي.
رفض الإسلام الفلسفة التي احتج بها أهل مدين على أساس أن المال ليس مملوكا ملكية مطلقة للبشر وإنما هو مملوك لله الذي يأمر البشر بأن يتصرفوا فيه وفق أوامره سبحانه.
من الآثار الحسنة التي نتجت عن هذه الكارثة أن كثيرا من المفكرين من اقتصاديين وغير اقتصاديين لم يعودوا يؤمنون بالنظرية الرأسمالية القحة، بل صاروا يدعون إلى تدخل من الدولة لإقرار العدل وصاروا يذمون الأنانية والطمع الذي كان من أسباب هذه الأزمة.
لقد بدأ الاهتمام بتعاليم الإسلام الاقتصادية في المجالات الأكاديمية في الغرب، بل إن الأمثلة العملية للمؤسسات الاقتصادية الإسلامية بدأت تبدي نجاحها بالنسبة لوصيفاتها الغربية كما يحدثنا البروفسور على خان أستاذ القانون في جامعة ووشبيرن في ولاية كنساس الأمريكية في مقال له عن الكارثة الاقتصادية الحالية "لقد بات التمويل الإسلامي يثير قدراً هائلاً من الفضول الأكاديمي. وكثيرون من الخبراء الذين شاركوا في المنتدى الثامن لجامعة هارفارد حول التمويل الإسلامي الذي أقيم في نيسان (أبريل) من هذا العام كانوا يتساءلون حول إذا ما كان بمقدور التمويل الإسلامي أن يمنع حالة الذوبان التي تشهدها الأسواق الأمريكية بسبب ديون الرهن والأوراق المالية المدعومة بالرهن- التي تعرف الآن بالاستثمارات السامة".
المأمول أن يكون في هذا عبرة للمسلمين يعيد إليهم الثقة بتعاليم ربهم ويشجعهم على الاستمساك بها في نشاطهم الاقتصادي لكي يضربوا للناس مثلا عمليا بحسنها وجدواها.

أثر أزمة الائتمان العالمية في المصرفية الإسلامية









د.صلاح بن فهد الشلهوب - محاضر في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران. 11/10/1429هـ
sshalhoob@hotmail.com


يشهد العالم اليوم تحولا كبيرا بسبب أزمة الائتمان العالمية التي أصبحت تعصف بالأسواق العالمية، وأصبح هناك غموض في مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل هذه الانهيارات التي تشهدها المصارف العالمية، والتي أطلق شرارتها بنك ليمان براذرز، والذي قد يكون بداية لسلسلة انهيارات قد تشهدها البنوك العالمية في أمريكا أو أوروبا.
وفي ظل هذه الانهيارات أصبح هناك حديث عن أثر هذه الأزمة في الدول الأخرى التي لا تعتبر طرفا فيها ولعل منها منطقة الخليج التي تشهد نموا غير مسبوق، في ظل ارتفاعات كبيرة في أسعار البترول وتدفق الاستثمارات العالمية للمنطقة، والتحسن الاقتصادي بشكل عام.
كذلك من الممكن أيضا أن نتساءل عن أثر هذه الأزمة في مسيرة نمو المصرفية الإسلامية، إذ إنها تعيش اليوم أفضل حالاتها في ظل نمو الطلب على الأدوات المالية المتوافقة مع الشريعة، والتدفق النقدي الذي تشهده منطقة الخليج وهذه المنطقة تعد أكبر مغذ للنمو الذي تشهده المصرفية الإسلامية اليوم.
يبقى أن نعلم أن المنظومة الاقتصادية اليوم مرتبطة بشكل كبير ببعضها بعضا، خصوصا يتعلق الأمر بأكبر اقتصاديات العالم وهي الولايات المتحدة، وكما قيل "لو عطس الاقتصاد الأمريكي لأصيب العالم بالرشح "وذلك دلالة على قوة تأثير الاقتصاد الأمريكي على اقتصاديات العالم، وكان الأمر واضحا في الأزمة التي امتدت بقوة إلى الدول الأوروبية.
ولذلك لا بد من تقييم حجم الأثر الذي ستتركه هذه الأزمة على المصارف الإسلامية وتكون هناك استفادة من الدروس.
من المعلوم اليوم أن كثيرا من المصارف العالمية التي تعاني أزمة الائتمان لها اليوم فروع وأدوات استثمارية على أساس أنها متوافقة مع الشريعة، وهذه المصارف تقدم تمويلا لشراء المساكن كالتي تقدمها المصارف التقليدية بالصيغ المتوافقة مع الشريعة, إضافة إلى تقديم ومساهمة هذه المؤسسات في الصكوك الإسلامية والخدمات والمنتجات الإسلامية التي تشابه كثيرا نظيريها التقليديين.
فكل ما سبق من العوامل لا شك أنه سيؤثر في نمو المصرفية الإسلامية، خصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار الكساد الذي سيصيب الاقتصاد العالمي والذي سيلقي بثقله على المصارف الإسلامية والتقليدية على حد سواء.
ولذلك لابد أن نأخذ من هذه الأزمة عدة دروس، ومنها أن المصرفية الإسلامية لابد أن تكون لديها استراتيجية لتنمو بعيدا عن ارتباطها الوثيق بالمصرفية التقليدية، ثم إنه لا بد أن نعي اليوم وبعد هذه الأزمة أن التمويل الذي يعتمد على الفائدة بشكلها التقليدي أو الإسلامي ليس على كل حال منعدم المخاطرة، وهذا يستدعي أن يكون تركيز المصرفية الإسلامية على التنمية التي تتضافر جهود الممول والمستثمر لنجاح مشاريعهم الاستثمارية ويكون عبء المخاطرة يشمل الجميع، ليكون حافز تحقيق الأرباح أيضا هدفا للمول والمستثمر، وانخفاض المخاطرة ناشئ من خلال تنوع الاستثمارات، وتركيز الممول والمستثمر على دراسة المشروع ومدى نجاحه بدلا من أن يكون عبء المخاطرة يتحمله المستثمر فقط دون الممول

هل كان بالإمكان تجنب انهيار أكتوبر؟









فهد الشثري - 11/10/1429هـ
Alshathri@gmail.com


كان التراجع الذي شهدته سوق الأسهم السعودية متوقعاً بالنظر إلى الشحن الكبير الذي واجهه المستثمرون والناتج عن الأحداث التي شهدتها "وول ستريت" خلال إجازة عيد الفطر المبارك. لكن ما لم يكن متوقعاً هو حجم هذا التراجع الذي لا يمكن وصفه إلا (بالانهيار) لشموله جميع قطاعات السوق. المشكلة أن الإجازة كانت فرصة للمسؤولين ومديري البنوك لإبداء مزيد من الشفافية المدعومة بإحصاءات مقنعة للمستثمرين بمحدودية أثر الأزمة الاقتصادية العالمية في الاقتصاد السعودي وللتقليل من انعكاسات الأزمة العالمية على السوق السعودية. إذ إنه من غير المنطقي ألا يتأثر الاقتصاد السعودي (على الإطلاق) بهذه الأزمة وهو الاقتصاد المنفتح بشكل كبير سواء مصرفياً أو تجارياً على مركز الأزمة في أمريكا. لذلك كان من الأفضل أن يعلم المستثمر البنوك التي تأثرت بشكل أكبر بالأزمة العالمية لكيلا يمتد التأثير السلبي إلى جميع الشركات في السوق. وكنت قد أشرت في مقال سابق في منتصف أيلول (سبتمبر) إلى أهمية أن تفصح البنوك السعودية عن حيازاتها في السندات الأمريكية ذات المخاطر العالية، خصوصاً تلك المتعلقة باستثمارات مرتبطة بسندات أو مشتقات سندات الرهن العقاري وبشكل واضح ومفهوم للمستثمر العادي، لكيلا يؤدي ذلك إلى اجتهادات فردية تربك المستثمرين وتزيد من ضبابية الصورة أمامهم بما يؤدي إلى عملية هروب جماعي للمستثمرين من السوق كما حدث يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.
ولا يكفي في مثل هذا الوقت أن تصدر البنوك بيانات متأخرة ومشابهة للبيانات الرسمية لتطمين الناس دون دعم ذلك بما لديها من معلومات عن استثماراتها الأجنبية أو عن الخسائر المحققة أو غير المحققة في تلك الاستثمارات حتى تاريخه. إذ إن ذلك لا يؤدي إلا إلى مزيد من الارتباك داخل السوق كما حدث بالضبط في حالة إفلاس "ليمان براذرز" التي كانت الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة الحالية. إذ إنه على الرغم من أن "ليمان براذرز" كان تحت الإشراف المباشر من قبل هيئة الأوراق المالية الأمريكية منذ انهيار "بيرن ستيرنز". إلا أن مسؤولي البنك كانوا يؤكدون خلال تلك المدة على متانة الوضع المالي للبنك إلى أن فوجئ المستثمرون بإعلان إفلاس البنك. وعلى الرغم من اختلاف طبيعة نشاط "ليمان براذرز" عن البنوك التجارية السعودية، إلا أنني أريد أن أؤكد هنا أن التصريحات الغامضة وغير المدعومة بمؤشرات وإحصاءات عن الوضع المالي لاستثمارات البنوك لن تؤدي إلا إلى مزيد من الغموض, وبالتالي مزيد من الاضطراب داخل السوق المالية. ويكفي لأي مسؤول الدخول إلى مواقع المنتديات الاقتصادية لأخذ فكرة عن مدى تأثير هذا الغموض في انطباعات المستثمرين عن الوضع في السوق بشكل عام.
إن البنوك السعودية (التقليدية) لها استثمارات داخلية تتركز في معظمها في سندات التنمية الحكومية أو في قروض محلية, إضافة إلى استثمارات خارجية تتجاوز 70 مليار ريال, وهي تمثل إما استثمارات في سندات متنوعة الجودة الائتمانية أو في محافظ مدارة خارجياً تتركز في الولايات المتحدة وأوروبا. وهذه الاستثمارات ستتأثر بدرجات مختلفة اعتماداً على المخاطر المرتبطة بها (سندات خزانة، سندات محلية، سندات شركات، أو سندات مشتقة). فعلى سبيل المثال أظهر بنك سامبا في قوائمه المالية لعام 2007 استثمارات خارجية متاحة للبيع تقدر بـ 22 مليار ريال تقريباً. كما أظهر البنك نفسه في تلك القوائم أن قيمة الاستثمارات الخارجية غير المصنفة التي عرفها على أنها (استثمارات خاصة واستثمارات في صناديق تحوط وحصص في قروض والتزامات ديون مضمونة) بلغت 7.16 مليار ريال. إضافة إلى ذلك هناك استثمارات في سندات من الدرجة الثانية حسب تصنيف موديز BBB فأقل أو ما يسمى السندات ذات العائد العالي High Yield Bonds (وذات المخاطر العالية) بقيمة 1.6 مليار ريال. السؤال الآن: ما قيمة هذه الاستثمارات؟ وما تصنيفاتها الائتمانية الحالية؟ هل يحتاج المستثمر إلى الانتظار حتى نهاية العام لإعادة تقييمها أو أن الظروف الحالية تحتم الإفصاح عن قيمتها السوقية الحالية؟ وهذا الوضع يشمل جميع البنوك التي لديها محافظ استثمارية خارجية التي يتم الإفصاح عن الوضع المالي لها في نهاية العام المالي وليس في القوائم الربعية.
إنني أرى أن هذه الأزمة تشكل فرصة لصانع القرار الاقتصادي لإعادة النظر في السياسات المتعلقة بالنظام المصرفي والمالي في المملكة (وهو في طور التشكل), خصوصاً تلك التي أعطت للبنوك مجالاً واسعاً للدخول في استثمارات تنطوي على مخاطر عالية كإدارة المحافظ الاستثمارية أو الاستثمارات التي تنطوي على سيولة منخفضة كالاستثمار العقاري. إذ يجب وضع خط فاصل واضح بين النشاط المصرفي والنشاط الاستثماري, وبالتالي تحديد نطاق الضمان والإشراف الحكومي الذي يجب أن يقتصر على البنوك التجارية. إذ إنه ليس من المنطق توفير ضمانة الدعم الحكومي المطلق للبنوك، وفي الوقت نفسه إطلاق يدها لاستثمار ودائع عملائها كيفما تشاء. وهذا بدوره سيوفر للبنوك التجارية استقراراً مالياً وسيقلل من مخاطر الانزلاق إلى وضع مشابه لوضع البنوك التجارية الأمريكية المنهارة كبنك واشنطن ميوتشوال وبنك واكوفيا سادس أكبر بنك في الولايات المتحدة، بسبب استثمار ودائع العملاء في أصول ذات مخاطر عالية.

الأزمة المالية والاقتصادات الناشئة








قصي بن عبدالمحسن الخنيزي - 11/10/1429هـ
alqusay@hotmail.com


بدأت البنوك المركزية الكبرى بالتنسيق مع قيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في عدد من دول العالم في مختلف القارات مع نهاية الأسبوع الماضي خفض أسعار الفائدة بمعدل نصف نقطة مئوية وبمواصلة الجهود لتوفير السيولة لتفادي أكبر أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. هذه الخطوة التي لن تقلل من حالة الهلع والتخوف العالمي من الأزمة الاقتصادية التي أشعلتها سوق الإقراض العقارية الأمريكية وأطاحت بكبرى البنوك الاستثمارية وبنوك التمويل العقاري ما بين قتيل وجريح, تأتي في سياق إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتفادي سقوط المؤسسات المالية التي لم تكن شريكة في عوائد الارتفاع قبل تفاقم أزمة الرهن العقاري الأمريكي وفورته وقضى الحال أن تشاركه في السقوط. بمعنى آخر، هناك بنوك استثمارية وإقراض عقاري في مختلف دول العالم لم تشارك في عرس العوائد والأرباح في وقت انتفاخ فقاعة العقار الأمريكي وارتفاع عوائد المنتجات المالية المرتبطة بهذا القطاع ولكنها اليوم تشارك في دفع الثمن وملزماً عليها أن تكون حاضرة في الجنازة. عدم المشاركة في العرس، والاضطرار إلى المشاركة في الجنازة هو أمر حتمي لسببين رئيسن هما هيمنة القطاع المالي الأمريكي على القطاع المالي العالمي وإثبات لمقولة إن العالم مسطح ومرتبط ببعضه، كما قال ميلتون فريدمان في كتابه الأخير.
وقد أشار كبير الاقتصاديين في البنك الدولي أوليفيه بلانشار في نهاية الأسبوع الماضي إلى أن الوقت قد فات لتحصين الاقتصاد الحقيقي في أي دولة من تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة التي أصابت الاقتصاد العالمي بضربتين تتمثلان في ارتفاع أسعار النفط والسلع الأولية بجانب أزمة القطاع المالي الأمريكي وأن السياسات الاقتصادية والمالية المنسقة تساعد فقط على تجنب أسوأ السيناريوهات وليس النهوض بالاقتصاد العالمي. كما أشار كبير الاقتصاديين إلى أن الهدف النهائي للسياسات الاقتصادية والمالية يركز على الوصول إلى نوع من الاستقرار في الأسواق واستعادة الثقة بالقطاع المالي باستخدام أدوات السياسة النقدية والمالية وإجراءات تشمل توفير السيولة، شراء الأصول، وضخ الرساميل. بالتدقيق في هذا التشخيص، فإن العموميات قد تغيب الخصوصيات، حيث إن ارتفاع أسعار النفط والسلع الأولية على الاقتصادات العالمية متفاوت التأثير لكون بعض الاقتصادات كدول الخليج وروسيا والنرويج وفنزويلا تجد في ارتفاع أسعار النفط بشارة وأخبارا جيدة بينما تجد الاقتصادات المستوردة للنفط في ارتفاع الأسعار خبراً سلبياً كالحال في أسعار السلع الأولية لبعض الدول النامية. بيد أن المشترك الوحيد بين أكبر عدد من الاقتصادات هو النتيجة السلبية لأزمة القطاع المالي الأمريكي المرتبط والمؤثر في القطاع المالي العالمي بشكل يفوق ارتباط أي قطاع مالي آخر بالاقتصاد والقطاع المالي العالمي. لذلك، فتحذير البنك الدولي وتشخيصه يجب ألا يؤخذ في العموم ولكن بتفصيل لحساب التأثير السلبي لأي من الأسباب الثلاثة وتوقيتها وديمومتها في الاقتصاد المحلي للوصول إلى صافي النتيجة من تأثير أي من المتغيرات.
وكالحال في الأزمات الاقتصادية السابقة التي أدت إلى تعاون دولي وإنشاء كيانات كصندوق النقد الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبعد الكساد الكبير، ظهرت مؤشرات تجاوب يتسم بالمرونة غير المعهودة من صندوق النقد الدولي تؤكد عمق الأزمة المالية العالمية حين دعا روبرت زوليك رئيس البنك الدولي الأسبوع الماضي إلى إنشاء "شبكة جديدة متعددة الأطراف من أجل اقتصاد عالمي جديد" تضم في عضوية مجلسها التوجيهي دول البريكس التي تشمل البرازيل، روسيا، الهند، والصين بجانب السعودية، المكسيك، جنوب إفريقيا، ومجموعة السبع. هذه الدعوة تأتي في محلها بالنظر إلى وضع الاقتصاد العالمي الحالي وقوة تأثير الاقتصادات الناشئة ودورها المتعاظم في حسابات الناتج الإجمالي، تعداد السكان، توفير الطاقة والسلع الأولية، والدور البيئي، خصوصاً أن مجموعة السبع التي تضم أمريكا، اليابان، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، كندا، وإيطاليا كانت هي محركات النمو الأساسية بلا منازع في الماضي بينما الوضع الاقتصادي الحالي يفرض وبقوة وجود الاقتصادات الناشئة التي يقترحها الصندوق.
وأخيراً، ليس تشخيص بلانشار أو اقتراحات زوليك إلا انعكاساً لوضع الاقتصاد العالمي الجديد وتشكله الذي يختلف عن الشكل القديم. فاستفادة الاقتصادات المتقدمة ومجموعة السبع من العولمة صاحبتها فوائد للاقتصادات الناشئة والمعتمدة على السلع والموارد الطبيعية بطريقة أثبتت أن حذر وتحوط الأخيرة في التعامل مع الابتكارات المالية والانكشاف عليها يجنب الاقتصاد الحقيقي الوقوع في فخ النمو السريع المبني على القروض وتكون الفقاعات من الجانب المالي، إلا أن الأمل أن يكون الهاجس البيئي والاجتماعي حاضراً على الدوام.

الجدار الأمريكي يترنح









د. مقبل صالح أحمد الذكير - 11/10/1429هـ
m_dukair@yahoo.com


تلطف أستاذنا الدكتور فيصل البشير وكيل وزارة التخطيط الأسبق بمهاتفتي أخيرا ليحثني على الكتابة عن أزمة المال الدولية، وتسليط الضوء على مدى تأثرنا أو تورطنا فيها. وقد أفاض متكرما في بيان وجهة نظره، وقاسمني الحديث متذكرا مختلف المواقف والقرارات التى شارك فيها ضمن لجان العمل الحكومي أثناء فترة عمله الطويلة. وهو يرى أن ظروف الزمن الراهن تستدعى الشفافية والمصارحة والمحاسبة، وضرورة انخلاع وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية من ثقافة التعتيم والتكتيم والتطمين والتصريحات التقليدية غير الدقيقة.
ولعل سعادته والقراء الكرام يذكرون أني نبهت من خلال مقالاتي خلال السنتين الماضيتين إلى ضرورة مراقبة الوضع المالي والاقتصادي الأمريكي ومتابعة تطوراته من كثب. فعلى الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي ما زال الأكبر عالميا، إلا أن هناك مؤشرات متزايدة تدل على تراجع قوته النسبية ضمن مجمل حركة المال والتجارة الدولية لصالح قوى اقتصادية أخرى في أوروبا وشرق آسيا. واليوم نعاصر ترنح مؤسسات المال في شارع وول ستريت/ أو شارع الجدار، لتعلن بشكل واضح بداية تراجع الدور القيادي الأمريكي عالميا، تماما كما تراجعت القوة الاقتصادية للإمبراطورية البريطانية في النصف الأول من القرن العشرين. والمراجعة التي نحتاج إليها لا تعني التعديل الحاد، وإنما التغيير التدريجي الواقعي.
عندما كنا نتحدث عن ظهور إرهاصات على ضعف الاقتصاد الأمريكي، من واقع البيانات والإحصاءات، ونحذر من استمرار التعويل عليه والتعلق الكامل به أو رهن كل ما نملك بين يديه، كان البعض يقلل من أهمية هذه الملحوظات. واليوم عندما اتضحت الحقيقة وبدأ زعماء أوروبا والعالم يتحدثون صراحة ويدينون ما جرى ويطالبون بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة المالية الدولية، حينها فقط أصبح للكلام معنى وقوة, بل إن بعضهم كالرئيس الفرنسي أخذ يتساءل عن مدى صلاحية النظام المالي, بل النظام الرأسمالي برمته.
من الواضح أننا في بداية أزمة خطيرة وأن تداعياتها لم تنته. وحتى كتابة هذا المقال صباح الأربعاء الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري كان آخر هذه التداعيات هو تبخر وضياع نحو تريليوني دولار من أموال معاشات التقاعد الأمريكية. وما التحركات الدولية الأخيرة التي تجري لعقد قمة لقادة الدول الصناعية الكبرى إلا دليل على عمق الأزمة وجدية المخاطر.
قبل أقل من سنة، أكد لي صديق سعودي يعمل في أحد البنوك الأوروبية التي فتحت لها فرعا أخيرا في بلادنا، أن الأزمة أخطر مما نظن وأن الأسوأ لم يأت بعد. وبعد فترة قليلة أخبرني أنه استقال من عمله لأن ضميره لم يسمح له أن يتحمل ضغوط مسؤولي البنك الوقحة التي تجبره على توريط عملاء البنك من مواطنيه السعوديين في عمليات خطيرة وخاسرة. لكن كم عدد المتورطين اليوم؟ وما حجم الخسائر؟ وهل هم فقط 35 شخصا كما ذكر موقع "العربية" الإخباري؟
إن ارتباطنا التاريخي بالاقتصاد الأمريكي وبعملته النقدية, الذي كان له ما يبرره في الماضي، يجعلنا اليوم أحوج ما نكون إلى مراقبة هذه التطورات ورصدها. وكلما رصدنا هذه التغيرات مبكرا، كنا أقدر على حماية اقتصادنا وتعديل سياساتنا وتوجيه أموالنا نحو الأصلح والأسلم والأبعد عن المخاطر العالية والخسائر الجسيمة المحتملة لهذه التحولات الاقتصادية.
وتنبيهنا المبكر من هذه المخاطر قام على أسباب اقتصادية موضوعية محضة، لا علاقة لها بسياسة الحكومة الأمريكية الحالية كما ظن البعض. فالولايات المتحدة ما فتئت تعاني استمرار اتساع العجز في ميزانها التجاري مع بقية دول العالم. فالأمريكان باتوا يستوردون أكثر مما يصدرون، ويستهلكون أكثر مما ينتجون، وينفقون أكثر مما يدخرون، ويقترضون فوق ما يستطيعون.
والحكومة الأمريكية اليوم هي أكبر مقترض ومدين في تاريخ البشرية. وبنوك أمريكا ومؤسساتها المالية غدرت بالعالم وباعت له ديونا شديدة الوهن بعد أن حصلت على عمولاتها مسبقا. وقد تم لها ذلك عن طريق إعادة تصكيك هذه الديون وتصنيفها زورا لتبدو ضمن فئات الصكوك متدنية المخاطر، بالتواطؤ مع شركات التأمين ومؤسسات التصنيف الأمريكية.
كما غدا في المسألة تعارض صارخ بين المصالح العامة ككل ومصالح كبار التنفيذيين من مديري مختلف المؤسسات المالية الأمريكية. فلغرض ضمان الحصول على المخصصات والمكافآت العالية التي تراوح بين 20 و70 مليون دولار سنويا للمدير الواحد، أمعن هؤلاء في تصميم عقود تحوط وائتمان ومشتقات مالية شديدة التعقيد خطيرة العواقب، ثم سوقوها في أرجاء العالم. كما أغرقوا مواطنيهم في ديون استهلاكية هائلة شجعت الناس على الإفراط في شراء الأجهزة الإلكترونية الحديثة والسيارات الفارهة ومختلف السلع المعمرة وغير المعمرة القادمة من اليابان, كوريا, الصين, والهند, ناهيك عن أوروبا. وإذا أضفنا إلى هذه الصورة، الخسائر الجسيمة (نحو 800 مليار دولار) التي تكبدتها الخزانة الأمريكية في حروب حكومة بوش وأعوانه من زمرة ما عرف بالمحافظين الجدد، عرفنا لماذا تدهور حال الدولار الأمريكي، فقوة ومكانة عملة بلد ما هي إلا انعكاس لمتانة وسلامة ومكانة الاقتصاد ذاته.
لهذه الأسباب ومن زاوية واقعية براغماتية دعوت منذ سنتين لتصحيح علاقتنا تدريجيا بالاقتصاد الأمريكي. سواء من حيث استمرار ارتباط عملتنا بالدولار، أو طريقة استثمار فوائضنا المالية واحتياطاتنا النقدية داخل المؤسسات المالية الأمريكية، حماية لمصالحنا وصونا لحقوق أبنائنا من الأجيال المقبلة فيها. نحتاج اليوم إلى المصارحة وتعلم قول الحقيقة، فالتعتيم السوفياتي منع اكتشاف الأخطاء وإصلاحها، فأورد اتحاده المهالك فزال، واستقلت أطرافه ولولا بقية قوة لزال حتى مركزه. وللحديث صلة

بوش: الأزمة المالية تتطلب استجابة منسقة

واشنطن (رويترز) - قال الرئيس الامريكي جورج بوش يوم السبت ان الازمة المالية ستتطلب استجابة عالمية منسقة وان الدول الصناعية الكبرى ستعمل سويا لحلها في أسرع وقت ممكن.

وأبلغ الصحفيين عقب اجتماع غير عادي يوم السبت مع مسؤولي الاقتصاد بدول مجموعة السبع "نعي جميعا أن هذه أزمة عالمية خطيرة ومن ثم تتطلب استجابة عالمية جادة .. أنا على ثقة من أن الاقتصادات الرئيسية في العالم تستطيع التغلب على التحديات التي نواجهها."

وأضاف أن الازمة تستلزم استجابة عالمية منسقة وأن الولايات المتحدة ستستخدم كل الادوات التي في حوزتها للتعامل مع الازمة. لكنه حذر من أن تسوية أزمة الائتمان سوف تستغرق وقتا.

تقرير: خبير بصندوق النقد يقول الأسواق قد تتراجع 20%



روما (رويترز) - قال أوليفر بلانكارد كبير الاقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي في تصريحات نشرت يوم السبت ان الاسواق قد تتراجع في أسوأ الاحوال 20 في المئة أخرى على أقصي تقدير لكن فرصة تكرار الكساد العظيم "معدومة عمليا".

ونسبت صحيفة كوريري ديلا سيرا الايطالية اليومية الى بلانكارد القول "في أسوأ الاحوال ستحتاج الحكومات الى بضعة أسابيع اضافية لاتخاذ الاجراءات الصحيحة وقد تتراجع الاسواق 20 في المئة أخرى. عندئذ سنجتاز المنعطف."

واحتمال ذلك أكبر في ايطاليا نظرا لأن اقتصاد منطقة اليورو كان متباطئا بالفعل منذ ما قبل الازمة.

وقال ان 100 في المئة من النمو العالمي في 2009 من المتوقع أن يأتي من الاقتصادات الصاعدة مضيفا أن الصين ستجد نفسها في مركز أقوى نتيجة لذلك.

ونقلت الصحيفة عن بلانكارد قوله "الدول الصاعدة ستنمو ستة بالمئة العام القادم وسيكون لهذا تداعيات سياسية. 100 في المئة من النمو في 2009 سيأتها منها.

"سيحدث تحول في النفوذ. ستخرج الصين من هذه الاحداث في موقف أقوى."

أرباح قياسية للأسمدة السعودية في الربع الثالث بفضل الأسعار



الرياض (رويترز) - حققت شركة الاسمدة العربية السعودية (سافكو) زيادة 197 بالمئة في أرباح الربع الثالث من العام وذلك تمشيا مع توقعات المحللين فيما يرجع أساسا الى ارتفاع أسعار منتجات.

وقالت سافكو انها حققت 1.83 مليار ريال (488 مليون دولار) في الاشهر الثلاثة حتى 30 سبتمبر أيلول صعودا من 616.20 مليون ريال في الفترة ذاتها قبل عام.

وتسيطر على سافكو الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) أكبر شركة كيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية. وتساهم سافكو بنحو ثمانية الى عشرة بالمئة من أرباح سابك.

وقالت الشركة في بيان بموقع البورصة على الانترنت "شهد الربع الثالث من عام 2008 أعلى أرباح تحققها الشركة في الربع الواحد منذ تأسيسها."

وأضافت "الزيادة في الارباح تعود بشكل رئيسي الى تحسن أسعار بيع منتجات الشركة."

وفي مسح لرويترز الشهر الماضي توقع المحللون أن تأتي أرباح سافكو للربع الثالث في نطاق 1.04 مليار ريال الى 1.94 مليار.

وبلغت حصة السهم من الارباح 14.98 ريال في 30 سبتمبر وذلك مقابل 5.87 ريال في الفترة المقابلة.

وكانت سافكو قالت في يوليو تموز ان أسعار الاسمدة ارتفعت 20 الى 25 بالمئة في الربع الثاني مع صعود أسعار النفط - التي زادت أكثر من الضعف في العام الماضي - الى مستويات فوق 140 دولارا للبرميل بنهاية يونيو حزيران.

ويتزايد الطلب العالمي على الاسمدة في وقت يكابد العالم أزمة غذاء. وكانت سافكو أطلقت خط انتاج رابعا العام الماضي مما رفع انتاجها بنسبة 50 في المئة.

(الدولار يساوي 3.750 ريال)

محافظ المركزي الاماراتي في الولايات المتحدة لبحث أزمة السيولة

دبي (رويترز) - قال مصرف الامارات العربية المتحدة المركزي يوم السبت ان محافظ البنك سلطان ناصر السويدي يزور واشنطن لمناقشة أزمة السيولة العالمية خلال اجتماعات مع زعماء العالم.

وأضاف البنك في بيان أن السويدي سيحضر اجتماعات لصندوق النقد والبنك الدوليين تتناول بالاساس أزمة السيولة واضطرابات أسواق المال وبخاصة في الدول الصناعية.

ونقل البيان عن السويدي قوله ان البنوك الوطنية والاجنبية في "وضع مالي قوي" وان الجانب الاكبر من موجوداتها في الامارات.

ويحضر أيضا الاجتماع الذي يستمر يومين وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية من أنحاء العالم.

ايران تقول أوبك تسعى للاستقرار مع تراجع أسعار النفط


طهران (رويترز) - قال وزير النفط الايراني يوم السبت ان هبوط أسعار الخام سيلحق الضرر بالاستثمار وبالمستهلكين في نهاية الامر ما لم ترجع الى "مستوى منطقي" وذلك بعدما هوت الاسعار 17 بالمئة في أسبوع مضطرب.

ودعا وزير النفط غلام حسين نوذري الى اتخاذ "قرارات أساسية" لكنه لم يذكر ما اذا كان يعتقد أن على أوبك أن تخفض الانتاج خلال اجتماع طاريء يعقد الشهر القادم في فيينا ملمحا الى أن ذلك يتوقف على وضع السوق.

وقال على هامش مؤتمر للطاقة في طهران ان أسعار الخام لا يمكن التنبوء بها. وايران رابع أكبر بلد منتج للنفط في العالم وهي عادة من المتشددين بشأن السعر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وأبلغ نوذري الصحفيين "نعتقد أن هذا الاجتماع سيتخذ قرارات جيدة. الهدف الذي تسعى اليه أوبك هو ارساء الاستقرار في السوق."

وكانت أسعار النفط لامست أدنى مستوى في 13 شهرا يوم الجمعة وسط هروب جماعي من المخاطر لمخاوف من ركود عالمي ومؤشرات جديدة لتدهور الطلب على الطاقة.

ودفع تراجع السعر بعض أعضاء أوبك الى الدعوة لخفض الانتاج ومن المقرر أن تناقش المنظمة تأثير الازمة المالية العالمية على سوق النفط في اجتماعها المقرر يوم 18 نوفمبر تشرين الثاني بالعاصمة النمساوية.

ويقول رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه سيكون من الخطأ أن تعمد أوبك الى خفض الانتاج في وقت يشهد تراجع أسعار النفط.

مصدر: جنرال موتورز وكرايسلر تجريان محادثات اندماج

ديترويت (نيويورك (رويترز) - قال مصدر ان شركة جنرال موتورز تجري محادثات مع شركة كرايسلر ال ال سي المنافسة الاصغر بشأن عملية اندماج ستوحد الشركة الاولى والشركة الثالثة لصناعة السيارات في الولايات المتحدة في وقت تناضل فيه الشركتان من اجل خفض التكاليف وتعزيز السيولة.

من ناحية اخرى قال مصدر ثان ان شركة فورد موتور تعتزم بيع اسهم من حصتها المهيمنة في شركة مازدا موتور اليابانية.

واخيرا قالت مجلة بارونز المالية ان جنرال موتورز استعدت للاتصال ببنك الاحتياطي الاتحادي بشأن اقتراض مال من ادارة الخصم للبنك المركزي بسبب الازمة في اسواق الائتمان والتي حالت بينها وبين انواع الاقتراض الاخرى.

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تصارع فيه الشركات الثلاث التي تتخذ من ديترويت مقرا لها مع هبوط في المبيعات الامريكية الى ادنى مستوى لها منذ 15 عاما وتواجه فيه اسئلة صعبة من جانب المستثمرين والمقرضين بشأن مااذا كان لديها اموال سائلة لتجاوز انكماش متزايد.

ولم يتسن الاتصال على الفور بممثلين لشركة سيربيروس لادارة رأس المال وهي شركة الاسهم الخاصة التي تمتلك حصة تبلغ 80.1 في المئة في كرايسلر للتعليق على ذلك.

وامتنعت كرايسلر وجنرال موتورز عن التعليق. ولم يتسن الاتصال على الفور بممثلي فورد.

وقال المصدر ان سيربيروس تجري محادثات استكشافية ايضا مع اطراف اخرى من بينها شركة رينو-نيسان لبيع كرايسلر.

ولكن المصدر اضاف ان اي صفقة ستتوقف على استكمال بيع الحصة المتبقية لدايملر ايه جي في كرايسلر والتي تبلغ 19.9 في المئة لسيربيروس. وقالت سيربيروس في الشهر الماضي انها اتصلت بدايملر لشراء تلك الحصة المتبقية.

هندوراس تتجاهل مخاوف بشأن علاقاتها مع فنزويلا

بوجوتا (رويترز) - رفض رئيس هندوراس مانويل زيلايا يوم الجمعة مخاوف المعارضة وقطاع الاعمال بان يتخلى عن الرأسمالية ويتبني النموذج الاشتراكي للرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز كعلاج للازمة المالية العالمية.

وتسعى هندوراس التي كانت حليفا رئيسيا في الماضي للولايات المتحدة الى ابرام اتفاقيات تمويل وطاقة مع تشافيز في ظل زيلايا وهو احد اقطاب صناعة الاخشاب والذي يشيد بتشافيز المناهض للولايات المتحدة لمساعدته على محاربة الفقر المزمن في بلاده.

وقال زيلايا وهو ليبرالي معتدل ان"الامر لا يتعلق بنماذج فالامر يتعلق بقيم ومباديء . تشافيز سخي جدا وزعيم امريكي لاتيني وشقيقنا.

"وهو لم يطلب منا اي شيء ولم يطلب منا الاحتذاء بنموذج."

وتعاني دول امريكا الوسطى مع ضغط الاضطراب العالمي السيولة وابطاء صادراتها للولايات المتحدة. ويسعى تكتل اقليمي الى ما يصل الى 400 مليون دولار كتمويل لكل دولة من اجل الصمود في مواجهة العاصفة المالية.

وقال زيلايا ان هندوراس تواجه بالفعل طلبا اضعف على منتجاتها من المنسوجات وارتفاع تكاليف السلع والطاقة. وفي الشهر الماضي قلصت الحكومة توقعاتها للنمو عام 2008 لاقل من 5 ر4 في المئة بسبب الاضطراب المالي.

داو وستاندرد اند بورز 500 يغلقان منخفضين بفعل مخاوف الائتمان

نيويورك (رويترز) - تراجع مؤشرا داو وستاندرد اند بورز 500 للجلسة الثامنة يوم الجمعة مع تعثر موجة انتعاش مثيرة في أواخر المعاملات لتختم الأسهم أسوأ أسبوع على الاطلاق لمؤشر ستاندرد اند بورز وسط حالة من القلق بشأن حالة أسواق الائتمان وخطر ركود عالمي.

وبناء على أحدث البيانات المتاحة هبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 128 نقطة أي ما يعادل 1.49 في المئة ليغلق بحسب أرقام غير رسمية عند 8451.19 نقطة.

وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 10.70 نقطة أو 1.18 في المئة مُسجلا 899.22 نقطة.

في المقابل زاد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 4.39 نقطة أو 0.27 في المئة الى 1649.51 نقطة.

وعلى مدار الاسبوع أغلق مؤشرا داو وستاندرد اند بورز 500 منخفضين 18 في المئة في حين هبط ناسداك 15.3 في المئة.

مجموعة الأربع والعشرين تدعو الى استجابة "شاملة" للأزمة

واشنطن (رويترز) - دعا وزراء مجموعة الدول النامية الاربع والعشرين الى استجابة "شاملة" لمعالجة توترات الأسواق العالمية واستعادة الثقة.

وقال الوزراء في بيان بينما يعقد وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة السبع اجتماعا في واشنطن ان استمرار توتر الاوضاع المالية "سينال من النمو العالمي."

وقالت المجموعة ان الدول النامية صامدة حتى الان لكنها قلقة من تفشي عدوى الازمة المالية.

جنرال موتورز وفورد تقولان انهما لا تدرسان إشهار الإفلاس


ديترويت (رويترز) - استبعدت كل من جنرال موتورز وفورد موتور يوم الجمعة طلب الحماية من الافلاس في وقت يهز تباطوء مبيعات السيارات وأزمة الائتمان ثقة المستثمرين ويدفعان أسهم الشركتين للتراجع.

وتراجعت أسهم جنرال موتورز الى أدنى مستوياتها فيما يقرب من 60 عاما وأسهم فورد الى أقل مستوى في 26 عاما لمخاوف من أن تخرج الازمة المالية خطط إعادة الهيكلة عن مسارها في أكبر شركتي سيارات أمريكيتين.

وقال الان مولالي الرئيس التنفيذي لفورد في تصريحات لرويترز ان اشهار الافلاس " ليس منطقيا" لثاني أكبر شركة سيارات أمريكية وقالت جنرال موتورز في بيان انه ليس خيارا تدرسه أكبر شركة أمريكية لصناعة السيارات.

وجاء بيان جنرال موتورز بعد يوم من تراجع أسهمها 31 في المئة وهو انخفاض ليوم واحد أشد مما شهدته أسهم الشركة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 أو خلال انهيار السوق عام 1987.

وتراجعت أسهم جنرال موتورز الى أربعة دولارات في أوائل معاملات يوم الجمعة وهو أدنى سعر لها منذ عام 1949 لكنها تعافت اثر صدور بيان الشركة وأغلقت مرتفعة 13 سنتا أي ما يعادل 2.7 في المئة عند 4.89 دولار في بورصة نيويورك للاوراق المالية.

وختمت أسهم فورد معاملات يوم الجمعة منخفضة تسعة سنتات أو 4.3 في المئة عند 1.99 دولار لكنها كانت قد تراجعت في وقت سابق من الجلسة الى 1.88 دولار. وخسر السهم 22 في المئة من قيمته يوم الخميس.

مبعوث أمريكي: روسيا لن تقطع الغاز عن أوروبا

روما (رويترز) - قال المبعوث الامريكي لدبلوماسية طاقة أوراسيا يوم الجمعة ان اعتماد أوروبا على الغاز الروسي خطير لأسباب منها نقص المعروض في المستقبل لا لان روسيا قد تقطع الإمدادات بسبب توترات مع الغرب.

وقال س. بويدن جراي "لا أعتقد أنها ستفعل ذلك (قطع الامدادات). انها لم تفعل ذلك لاوروبا الغربية في السابق ولا أعتقد أنها ستفعله عامدة."

وقال جراي متحدثا الى الصحفيين بالسفارة الامريكيية في روما انه يعتقد أن رد الفعل الامريكي والاوروبي القوي على حرب روسيا الوجيزة مع جورجيا في أغسطس اب قد حد من الخطر الذي تمثله روسيا على جيرانها.

وقال "لا أعتقد أننا نتوقع مشكلة جديدة.

"ما نفعله الآن هو محاولة ضمان عدم وجود عوائق من جانب الدول المنتجة في بحر قزوين أو دول العبور أو الدول المستهلكة ... لزيادة تدفق النفط والغاز الى الغرب."

ويرى جراي أن الاعتماد الزائد على الامدادات من روسيا مع تراجع الاستثمارات هو مشكلة كبيرة لاوروبا.

وقال "نرى خفضا في التطوير الجاري وخفضا محتملا في انتاجهم من النفط والغاز مما قد يلحق الضرر بأوروبا في المستقبل غير البعيد جدا ما لم تتم معالجته."

وأبدى ثقة في أن خط الانابيب نابوكو الذي يدعمه الاتحاد الاوروبي كسبيل للحد من اعتماده الزائد على الغاز الروسي سيجري بناؤه "نهاية الامر".

ومن المقرر أن ينقل خط الانابيب المزمع 30 مليار متر مكعب من غاز بحر قزوين والشرق الاوسط سنويا من تركيا الى محطة توزيع غاز نمساوية عبر بلغاريا ورومانيا والمجر.

عقود الخام الامريكي تغلق منخفضة أكثر من 10%

نيويورك (رويترز) - أغلقت العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي منخفضة أكثر من عشرة بالمئة يوم الجمعة مع تدهور أسواق الأسهم العالمية لمخاوف من ركود عالمي قد يجلبه شح الائتمان.

وقالت مصادر ان تحسن الدولار وحاجة المتعاملين الى تدبير السيولة ساهما في الضغوط على عقود الخام.

وتراجع الخام تسليم نوفمبر تشرين الثاني في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 8.89 دولار أي ما يعادل 10.27 في المئة ليتحدد سعر التسوية عند 77.70 دولار للبرميل. وهذا أدنى سعر تسوية منذ أغلقت عقود الخام على 77.49 دولار في العاشر من سبتمبر أيلول 2007.

وكان أدنى سعر في معاملات يوم الجمعة 77.09 دولار وهو أقل مستوى لعقد أقرب استحقاق منذ سجل 76.92 دولار في 11 سبتمبر 2007. وكان أعلى سعر في معاملات يوم الجمعة 85.13 دولار.

تراجع اليورو الى أدنى مستوى في 16 شهرا مقابل الدولار

نيويورك (رويترز) - تراجع اليورو الى أدنى مستوى في 16 شهرا مقابل الدولار مُسجلا 1.3282 دولار يوم الجمعة وذلك بعد نزوله عن مستوى دعم فني مهم حول 1.3360 دولار وسط تدافع المستثمرين على تدبير السيولة بعملة الاحتياطي العالمي في ظل تراجع الأسهم واستمرار شح أسواق الائتمان.

وهبط اليورو 2.1 بالمئة في أحدث معاملاته ليصل الى 1.3307 دولار.

وقال رون سيمبسون مدير أبحاث الصرف الأجنبي لدى أكشن ايكونومكس في تامبا بولاية فلوريدا الامريكية "ليست مفاجأة كبيرة بالنظر الى ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية .. الدولار أصبح ملاذا امنا مقابل اليورو."

مسؤولو مجموعة السبع يبدأون اجتماعهم



واشنطن (رويترز) - بدأ وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى اجتماعهم حوالي الساعة 1815 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة بمقر وزارة الخزانة الامريكية.

ويجاهد كبار المسؤولين الاقتصاديين للتوصل الى سبل من أجل تهدئة أسواق المال الواقعة في خضم فوضى عارمة.

تراجع حاد للذهب مع صعود الدولار وهبوط النفط

نيويورك (رويترز) - تراجع الذهب أكثر من ستة بالمئة يوم الجمعة مُتخليا بذلك عن مكاسبه الكبيرة في بداية المعاملات ومنخفضا عن 850 دولارا للاوقية (الاونصة) وسط عمليات بيع لجني الأرباح أوقدت شرارتها موجة صعود في الدولار وتراجع النفط الخام وانخفاض حاد لسوق الأسهم.

وبحلول الساعة 1804 بتوقيت جرينتش نزل سعر الذهب تسليم ديسمبر كانون الاول 36.50 دولار أي ما يعادل 4.1 في المئة مُسجلا 850 دولارا في المعاملات الالكترونية ببورصة كومكس السلعية. وكان المعدن النفيس تراجع في وقت سابق من المعاملات الى 829 دولارا.

وهبط سعر الذهب للتسليم الفوري 7.3 في المئة الى 844.70 دولار للاوقية من 50 ر911 دولار في إقفال يوم الخميس.

تفاقم خسائر عقود النفط الأمريكية مع انحدار أسواق الأسهم

نيويورك (رويترز) - تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أكثر من تسعة دولارات يوم الجمعة لتتجاوز خسائرها العشرة بالمئة وسط مخاوف بشأن الطلب يغذيها انخفاض حاد للأسهم في وول ستريت بفعل القلق من أن يوقد شح الائتمان شرارة ركود عالمي.

وقالت مصادر ان تحسن الدولار فرض ضغوطا إضافية على عقود الخام في معاملات يوم الجمعة.

وبحلول الساعة 1754 بتوقيت جرينتش تراجع سعر الخام تسليم نوفمبر تشرين الثاني في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 8.75 دولار أي ما يعادل 10.11 في المئة مُسجلا 77.84 دولار للبرميل بعد تراجعه في وقت سابق من المعاملات الى 77.38 دولار وهو أدنى سعر لعقد أقرب استحقاق منذ سجل 76.92 دولار في 11 سبتمبر أيلول 2007.

وأعلى سعر في معاملات يوم الجمعة 85.13 دولار.

بعد طرد بيونج يانج للمفتشين..أمريكا تحذفها من لائحة الإرهاب

قالت وسائل إعلام أمريكية إن إدارة الرئيس جورج بوش تعتزم hgيوم السبت اعلان ازالة اسم كوريا الشمالية من قائمتها للدول الراعية للارهاب، إثر منع بيونج يانج المفتشين الدوليين من الدخول إلي منشآتها النووية، واعلانها حسب تقارير وبيانات عزمها على اعادة تشغيلها مرة أخرى.

وحذرت كوريا الشمالية الشطر الجنوبي من حرب استفزازية وسط تقارير تشير لاستنفار النظام الشيوعي لقواته ونشر ترسانة من الصواريخ قرب الحدود المائية بين الشطرين.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش وقع القرار الجمعة.

وأوضحت المصادر، التي رفضت كشف هويتها، أن الخطوة مبدئية، وستضاف الدولة الشيوعية مجدداً إلى لائحة الإرهاب التابعة للخارجية الأمريكية، حال رفضها الالتزام بفتح منشآتها النووية أمام التفتيش.

ويأتي التحرك الأمريكي فيما يستعد نظام بيونغ يانغ إلى إعادة تشغيل مفاعل نووي تم تفكيكه وطرد مفتشين دوليين تابعين للأمم المتحدة بالإضافة لإجراء تجربة صاروخية.

وجاء القرار الأمريكي بعد مشاورات مكثفة بين واشنطن والشركاء في المباحثات السداسية، وتتضمن إلى جانب كوريا الشمالية الصين، وروسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان التي أبدت معارضة للخطوة الأمريكية، بدعوى وجود قضايا عالقة بين طوكيو وبيونج يانج حول مواطنيها المختطفين.

ورفض البيت الأبيض والخارجية الأمريكية التعقيب على القرار، الذي بدأت إدارة واشنطن العمل فيه منذ عودة رئيس الوفد الأمريكي للمفاوضات السداسية، كريستوفر هيل، من زيارة لكوريا الشمالية الأسبوع الماضي.

مسؤول: أمريكا ترفع اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب

واشنطن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي لرويترز إن الولايات المتحدة تعتزم يوم السبت اعلان ازالة اسم كوريا الشمالية من قائمتها للدول الراعية للارهاب في محاولة لانقاذ محادثات نزع السلاح النووي.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن بيونجيانج قدمت تأكيدات بخصوص التحقق من أنشطتها النووية وأن الرئيس الامريكي جورج بوش قرر المضي قدما في ازالة اسم كوريا الشمالية من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب.

روسيا تطلق صاروخا ذاتي الدفع في منتصف المحيط الهادي


مورمانسك (روسيا) (رويترز) - قال متحدث باسم البحرية الروسية ان روسيا قامت بتجربة لاطلاق صاروخ استراتيجي في منطقة استوائية من المحيط الهادي يوم السبت.

واوضح المتحدث ان الصاروخ (سينيفا) اطلق من الغواصة النووية (تولا) في بحر بارنتس القطبي في اطار تدريبات عسكرية حضرها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.

واضاف "للمرة الاولى في تاريخ البحرية الروسية يكون هدف صاروخ في منطقة استوائية من المحيط الهادي بدلا من ميدان اختبار كورا بشبه جزيرة كامتشاكا."

قبائل باكستانية تهدم منازل لطالبان بعد تفجير انتحاري

كوهات (باكستان) (رويترز) - قال سكان اليوم السبت ان رجال قبائل باكستانيين غاضبين تبادلوا اطلاق النار مع متشددي حركة طالبان وهدموا منازلهم في المنطقة القبلية بشمال غرب البلاد بعد مقتل 40 شخصا على الاقل في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة.

وذكرت قنوات تلفزيونية أن عدد القتلى يصل الى 70 قتيلا.

وقاد المفجر سيارته المحملة بالمتفجرات صوب اجتماع مجلس قبلي بمنطقة أوراكضاي القبلية يوم الجمعة حيث كان مئات من رجال القبائل يبحثون خطة تساندها الحكومة لتشكيل ميليشيا قبلية لطرد المتشددين من المنطقة.

وتعتبر المناطق الباكستانية على الحدود الافغانية ملاذا امنا لمتشددي تنظيم القاعدة وحركة طالبان وتتعرض الحكومة لضغط كبير من الولايات المتحدة للقيام بتحرك صارم لوقف تدفق المتشددين من افغانستان.

وقال نور زاد اوراكضاي المقيم بمنطقة خاديزاي حيث وقع الهجوم لرويترز بالهاتف "الجميع غاضب ومنزعج هنا. هاجم رجال القبائل منازل طالبان في خاديزاي بعد التفجير. دمر منزلان."

واضاف "وقع تبادل لاطلاق النار خلال الليل. وما زال دائرا."

وقال جيهانزيب صديق وهو مسؤول حكومي كبير يتعامل مع المناطق القبلية لرويترز ان لديه تأكيدات بمقتل 40 شخصا في تفجير السيارة.

واوضح مسؤول اخر ان عدد القتلى قد يرتفع اذ ان كثيرا من نحو مئة مصاب في حالة خطيرة.

يأتي الهجوم في اوراكضاي بعد يوم واحد من تفجير انتحاري داخل مقر للشرطة عليه حراسة مشددة في العاصمة اسلام أباد اصيب فيه ثمانية من رجال الشرطة.

واوراكضاي اكثر المناطق القبلية الباكستانية السبع التي تتمتع بحكم شبه ذاتي هدوءا كما أنه على عكس معظم بقية المناطق القبلية لا يحد افغانستان.

وكان المتشددون اطلقوا موجة جديدة من العنف في باكستان في الشهور الاخيرة بعدما شن الجيش هجمات كبيرة ضدهم في مناطق شمال غرب البلاد الوعرة ومن بينها باجور وسوات.

ودفع التهديد المتصاعد للمتشددين الحكومة الى عقد جلسة مشتركة مغلقة لمجلسي البرلمان للاستماع لتقرير من مسؤولي الاستخبارات عن الامن الداخلي.

ومن المقرر ان يبدأ نواب البرلمان مناقشة الوضع بعدما اطلعهم رئيس المخابرات الجديد الاسبوع الماضي على تهديد المتشددين.

لكن متحدثا باسم الخارجية الباكستانية انتقد الهجمات الصاروخية التي تشنها الولايات المتحدة داخل باكستان والتي قال انها ستؤجج الغضب الشعبي.

ومنذ بداية سبتمبر نفذت الولايات المتحدة تسع هجمات صاروخية على الاقل كان اخرها ليل يوم الخميس وهجوم بري للقوات الخاصة على اهداف للمتشددين في المناطق القبلية الباكستانية.

وادانت باكستان الهجوم وقالت ان مثل هذه الافعال لن تساعد باكستان ولا الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد صادق "ستغذي مثل هذه الضربات المشاعر المناهضة للولايات المتحدة ولن تجدي نفعا لنا ولا للولايات المتحدة."

من محمد هاشم