الأربعاء، 10 سبتمبر 2008

أوكرانيا


أوكرانيا هي دولة تقع في أوروبا الشرقية،يحدها من الجنوب البحر الأسود يحدها من الشمال روسيا وروسيا البيضاء ومن الغرب بولنداوسلوفاكيا ومن الجنوب مولدافيا ورومانيا من الشرق روسيا . تعتبر أوكرانيا من الدول المتطورة صناعياً وعلمياً وثقافياً. تمثل المركز الأول من بين الدول الأوروبية من ناحية المساحة وهي إحدى الجمهوريات في الاتحاد السوفيتي السابق.

أعلنت أوكرانيا استقلالها في عام 1991 وهي الآن تنتظر عضويتها في المجلس الأوروبي.التاسع من مايو هو اليوم الذي تم تحرير الأراضي الأوكرانية من الجيوش الألمانية في الحرب العالمية الثانية وهو يوم يحتفل فيه الأوكرانيون، و يعتبر بالنسبة إليهم يوم تتم فيه الحفلات الكبرى وتعزية شهداء تلك الحرب .


فهرس

[إخفاء]

[عدل] السكان

بلغ عدد سكان أوكرانيا عام 2006حوالي 60 مليون نسمة من ضمنهم 75% من الأوكرانيين 22% من الروس 2% من التتار المسلمين و 1% خليط من اليهود والغجر والبولنديين والمجر والأرمن واليبين.

[عدل] الديانة

الديانة الأوسع انتشاراً في أوكرانيا هي المسيحية، تمثل الأرثوذكسية الشرقية أكبر مجموعاتها حيث يتبع الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية (بطريركية موسكو) أكثر من 35 مليون أوكراني، وهناك أيضا كنائس كاثوليكية وبروتستانتية بالإضافة لوجود مجموعات يهودية ونسبة أخرى من اللادينيين ومن أتباع الأديان أخرى.

عدد المسلمين في أوكرانيا يتجاوز المليونين، أي ما نسبته حوالي 5% من عدد سكان أوكرانيا البالغ 48 مليونًا، وهم من جنسيات مختلفة تضم تتار القرم وهم من أصول تركية، وتتار كازان وهم من مناطق القوقاز استوطنوا أوكرانيا من مئات السنين، كما أن هناك أعدادًا من الأذربيجان والشيشان والأوزبك، إضافة إلى الجالية العربية والإسلامية.

[عدل] الأعياد و العطل الرسمية

بالاضافة إلى العطل الدينية وعطلة رأس السنة.

[عدل] كبرى المدن

[عدل] الجامعات الاوكرانية

من ارقى الجامعات الاوكرانية وافضلها في تحضير الطلبة الاجانب من غير الناطقين باللغة الروسية هي جامعة لوغانسك الوطنية والتي ميزت البرامج التحضيرية من حيث التخصص إلى عدة برامج هي:

برنامج السنة التحضيرية لطلبة الطب

برنامج السنة التحضيرية لطلبة الهندسة

برنامج السنة التحضيرية لطلبة الادارة والاقتصاد

برنامج السنة التحضيرية لطلبة اللغات والترجمة

[عدل] جغرافيا ومناخ

الجزء الاكبر من الأراضي الأوكرانية أراضي خصبة قابلة للزراعة حيث تعتبر أوكرانيا من كبرى الدول المنتجة للقمح والشعير الذي يعتبر القمح شعار دولتها ورمز للجزء الأصفر في علمها . يشق أوكرانيا 73 نهر أكبرها ثلاثة أنهار دنبرة و يوجني بوغ. أما المناطق الجنوبية من اوكرانيا جبلية وتلال وتنخفض درجة الحرارة كلما اتجهنا جنوبياً يكون المناخ فيها صيفاً معتدلاً وفي الشتاء شديد البرودة وتتساقط الثلوج على اراضيها .

روسيا تتطلع إلى شراكة إستراتيجية مع "أوبك"


فيينا، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. قال نائب رئيس الوزراء الروسي إيغور سيتشين خلال الاجتماع الوزاري الـ149 لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إن روسيا تدخل التعاون مع "أوبك" في قائمة أولوياتها وترى ضرورة ألا يقتصر التعاون على جهود إيجاد أسعار عادلة للنفط وإنما يمكن بل يجب أن يشمل هذا التعاون تنفيذ مشاريع صناعية واستثمارية مشتركة وتبادل التكنولوجيا.

وأكد المسؤول الروسي للصحفيين أن روسيا تسعى للدخول في شراكة إستراتيجية مع "أوبك"، مشيرا إلى أن روسيا ليست عضوا في هذه المنظمة ولكتها شريك هام لها في سوق النفط العالمي.

غرق أكثر من 20 مهاجرا غير شرعي عند سواحل اليمن

موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. نقلت وكالة فرانس برس عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 26 مهاجرا غير شرعي غرقوا عند سواحل اليمن بعد محاولة عبور مضيق عدن على متن قارب.

ووقع الحادث في 8 سبتمبر. وذكرت المفوضية أن المهربين الذين نظموا الهجرة غير الشرعية أجبروا المهاجرين على القفز إلى الماء بعد تهديدهم بالسلاح، حيث قفز إلى الماء نحو 120 شخصا.

وكان المهربون قد وعدوا المهاجرين بأن قاربا سيكون في استقبالهم وسيوصلهم إلى الشاطئ غير أن ذلك لم يحدث.

وقد تمكن من الوصول إلى الشاطئ 74 شخصا ولا يعرف مصير نحو 20 شخصا آخرين.

وجدير بالذكر أن سكان الدول الأفريقية يسعون إلى الوصول إلى اليمن ومن ثم إلى دول الشرق الأوسط ومنها إلى دول الغرب.

وتشير معطيات المفوضية إلى أنه منذ بداية العام الجاري وصل من الصومال إلى اليمن نحو 26 ألف مهاجر، بينما أكثر من 200 شخص لقوا مصرعهم في طريقهم إلى اليمن ويكون 225 شخصا في عداد المفقودين

قاذفتان إستراتيجيتان روسيتان من طراز تو-160 تحطان بمطار عسكري في فنزويلا


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. أفادت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفتين استراتيجيتين روسيتين من طراز تو-160 حطتا مساء اليوم بمطار "ليبيرتادور" العسكري في فنزويلا.

لقد استمر تحليقهما 13 ساعة فوق المياه الدولية في المحيطين المتجمد الشمالي والأطلسي. وكانت مجموعة من الطائرات التابعة لحلف الناتو ترافق وتراقب الطائرتين الإستراتيجيتين الروسيتين.

وستجري الطائرتان في غضون عدة أيام في فنزويلا تحليقات تدريبية فوق المياه الدولية قبل عودتهما إلى قاعدتهما الجوية في روسيا.

وجدير بالذكر أن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز كان قد صرح في الأول من سبتمبر الحالي بأن بلاده سترحب وستستقبل سفنا وطائرات عسكرية روسية في حال وصولها إلى البحر الكاريبي أو المحيط الأطلسي.

ووصف تشافيز الذي كان يتحدث على شبكة التلفزيون الفنزويلي روسيا "بالحليف الإستراتيجي" وقال إن روسيا ستزود فنزويلا بمنظومة للدفاع الجوي يبلغ مدى صواريخها 200 كيلومتر، في أقرب وقت.

وزراء الداخلية لدول جوار العراق يبحثون في الأردن إجراءات التصدي للإرهاب

عمان، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. من ماجد توبة، يوليا ترويتسكايا.

قال سفير العراق لدى الأردن سعد جاسم الحياني إن وزراء داخلية دول جوار العراق سيجتمعون في 22 أكتوبر القادم في عمان لبحث سبل التصدي للإرهاب.

وذكر الحياني أن وزراء داخلية الأردن، إيران، البحرين، تركيا، الكويت، السعودية، سورية والعراق سيبحثون خلال اللقاء في عمان آليات التعاون وتبادل المعلومات المتعلقة بالتصدي للإرهاب وإمكانية تعزيز مراقبة الحدود مع العراق وتعزيزها وسبل مكافحة تزوير الوثائق والتهريب من وإلى العراق.

إلى جانب ذلك سيبحث الوزراء سبل تفعيل التعاون الموجهة إلى إبطال فعالية التنظيمات الإرهابية في العراق التي تهدد أمن هذه البلاد ودول الجوار.

وكان وزراء الداخلية لدول جوار العراق قد أعلنوا خلال اللقاء الماضي الذي انعقد في الكويت العام الفائت عن ضرورة التصدي للعنف والإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي العراق وعدم السماح بتدخل الدول الأخرى في شؤونه.

مجموعة سفن الناتو تغادر البحر الأسود


واشنطن، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. جاء في بيان لحلف الناتو أن مجموعة سفن الحلف المكونة من سفن إسبانية وألمانية وأمريكية وبولندية تغادر اليوم البحر الأسود بعد أن أكملت تنفيذ مهامها.

ونص البيان على أنه خلال تواجد هذه السفن أجريت تدريبات مشتركة مع بلغاريا ورومانيا. وستتواجد سفن الناتو في البحر المتوسط بعد مغادرتها البحر الأسود.

وجدير بالذكر أن اتفاقية مونتري المؤرخة في عام 1936 تنص على ألا تزيد فترة تواجد سفن تابعة لدول تقع خارج منطقة البحر الأسود في البحر الأسود عن 21 يوما.

ويشار إلى أنه في 2 سبتمبر 2008 أعلن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال اناتولي نوغوفيتسين أن 5 سفن تابعة للناتو لا تنتمي لدول من منطقة البحر الأسود لا تزال موجودة في البحر الأسود مما يثير قلقا كبيرا لدى روسيا.

أرمينيا وإيران وروسيا تبدأ ببحث فكرة مشروع مد خط لأنابيب النفط إيران - أرمينيا

ميتسامور (أرمينيا)، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. بدأت اللجنة الثلاثية المعنية ببناء مصفاة النفط في أرمينيا والتي تشارك فيها أرمينيا وإيران وروسيا ببحث فكرة مد خط لأنابيب النفط بين إيران وأرمينيا. أعلن ذلك اليوم الأربعاء وزير الطاقة والثروات الطبيعية الأرمني أرمان موفسيسيان.

وقال موفسيسيان للصحفيين "يجري حاليا بحث مسألة مد الأنبوب وبناء مركز لتحميل مشتقات النفط.

ويتوقع أن يمول هذا المشروع البالغ قيمته 5ر2 - 3 مليارات دولار من قبل أرمينيا وإيران وروسيا. وبعد إنجاز بنائه الذي سيستغرق بضع سنوات سوف تعمل المصفاة بطاقتها البالغة 7 ملايين طن من النفط في السنة لتلبية حاجات السوق الإيرانية.

ويجرى التقييم الفني لمشروع مصفاة النفط الأرمينية من قبل فريق عمل ثلاثي يضم خبراء من أرمينيا وإيران وروسيا.

لافروف يزور بولندا في 11 سبتمبر


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وارسو في 11 سبتمبر حيث من المتوقع أن يبحث مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي الاتفاقية التي وقعتها بولندا والولايات المتحدة حول نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ على الأراضي البولندية.

وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية اندريه نيستيرينكو أن الوزيرين الروسي والبولندي سيبحثان أيضا مستقبل العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن لافروف وسيكورسكي سيتطرقان إلى الوضع في القوقاز وكذلك بعض القضايا الدولية.

ومن المتوقع أيضا أن يلتقي لافروف مع رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك.

الحكومة التشيكية تقر الاتفاقية الخاصة بتواجد عسكريين أمريكيين في تشيكيا


وارسو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. أقرت الحكومة التشيكية اليوم الاتفاقية التي تتضمن شروط تواجد عسكريين أمريكيين في قاعدة المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ (محطة رادار) التي تعتزم الولايات المتحدة بناءها في تشيكيا.

وقالت وزيرة الدفاع التشيكية فلاستا باركانوفا إن حكومة بلادها أقرت النسخة النهائية التي تم الاتفاق بشأنها مع الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي.

وستحال الاتفاقية الى البرلمان التشيكي بمجلسيه للمصادقة عليها قبل توقيعها من قبل الرئيس فاتسلاف كلاوس.

وتشير استطلاعات الرأي العام الى أن نحو 70 بالمائة من المواطنين التشيك يعارضون نشر محطة رادار تابعة للمنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في بلادهم.

وتعتزم الولايات المتحدة إنشاء رادار يصل ارتفاعه الى 30 مترا في ميدان بردي في تشيكيا. وقد حُدد الموقع الذي سيقام فيه الرادار، وأُحيط بسياج، ووُضع تحت حراسة عسكريين تشيك. ومن المقرر أن يصل خبراء أمريكيون الى هذا الموقع للقيام بالأعمال التحضيرية اللازمة قبل الشروع بإنشاء الرادار. وتخطط الولايات المتحدة لجعل هذا الرادار جاهزا للعمل في عام 2014.

ويذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها التشيكي كاريل شفارتسنبرغ وقعا في براغ في الثامن من شهر يوليو 2008 اتفاقية بشأن نشر الرادار الأمريكي على الأراضي التشيكية.

المستشارة الألمانية ورئيس "غازبروم" يعقدان لقاء غير رسمي

لايبسيغ، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. استقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم رئيس مجلس إدارة شركة "غازبروم" الروسية الكسي ميلير وأجرت معه محادثات غير رسمية على هامش الاحتفالات بالذكرى الـ50 لإحدى أكبر شركات توزيع الغاز الألمانية "VNG".

وقالت ميركل في كلمة تحية ألقتها أثناء الفعالية الاحتفالية إن الحكومة الألمانية تقدر عاليا مساهمة "غازبروم" في تزويد البلد بموارد الطاقة.

وأشارت إلى أن التعاون بين روسيا وألمانيا في مجال الغاز قائم على ترابط وتداخل المصالح. وأكدت قائلة: "إنني أري في هذا التداخل أساسا للتطور الإيجابي المطرد للصلات في مجال الطاقة والتي تربط بين ألمانيا وروسيا وكذلك بين روسيا وأوروبا برمتها".

وأكدت المستشارة ضرورة تعزيز البنى التحتية في قطاع الطاقة وأولت أهمية متكافئة لأنبوبي الغاز - "التيار الشمالي" و"التيار الجنوبي".

الخارجية الروسية: روسيا لم تهدد أبدا الدول التي لها خلافات معها

موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. أعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية أندريه نيستيرينكو اليوم أن روسيا لا تهدد الدول التي لها خلافات معها وتدعوها إلى عدم ربط هذه الخلافات مع المأساة في القوقاز.

وقال نيستيرينكو في مؤتمر صحفي عقد له في "نوفوستي" اليوم ردا على سؤال لصحفي حول إمكانية اتخاذ إجراءات مشددة حيال دول البلطيق مماثلة للتي اتخذت حيال جورجيا: "لقد أعلنا مرارا أننا لا نقصد استخدام إجراءات تأثير مشددة وحاشى أن أقول "إجراءات ذات طابع عسكري"- ضد تلك الدول التي لنا خلافات معها حول هذه القضايا أو تلك".

وشدد نيستيرينكو على أن روسيا تقف مع الأسلوب الحضاري للتعامل مع جميع الدول في حال كان لهذه الدول أي اهتمام بذلك.

وأشار نيستيرينكو إلى أن روسيا تتمسك بهذا الموقف وبخاصة في حماية حقوق السكان الناطقين باللغة الروسية في دول البلطيق (لاتفيا وليتوانيا واستونيا) الذين لا يملكون في الغالب جنسية البلاد التي يقيمون فيها ويتعرضون للتمييز.

لافروف: الغرب لم يستخلص عبرة من الأحداث الأخيرة في القوقاز


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عزم بلدان حلف شمال الأطلسي والحلف نفسه على مساعدة جورجيا على استعادة قوتها العسكرية يعني أن الناتو لم يستخلص عبرة من الأحداث الأخيرة في القوقاز.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو اليوم: "أعرف أن الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الناتو ترغب في تولي مسائل إحياء القدرات العسكرية لجورجيا. وسمعت أن حلف الناتو كمنظمة مستعد للمساهمة في ذلك".

وأكد لافروف أن الغرب بهذا الشكل يتجاهل حقيقة أن جورجيا التي سجلت رقما قياسيا عالميا في مجال النفقات العسكرية استخدمت الموارد والأسلحة التي كانت حصلت عليها من الخارج ضد شعب يعتبره السيد سآكاشفيلي جزءا من جورجيا".

وتشير معطيات هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الى أن جورجيا احتلت المرتبة الأولى في العالم في نمو النفقات العسكرية في الفترة الممتدة بين عامي 2002 و2008. وازدادت الميزانية العسكرية الجورجية خلال الفترة المذكورة بخمس مرات.

الاقتصاد

موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. جاء في تقرير نشرته وكالة تصنيف الائتمان الدولية Standard & Poor's أن السياسة الخارجية الروسية لن تضر بالعلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وأكد التقرير على أن توقعات التصنيفات الائتمانية الداخلية لروسيا بالعملة الوطنية والعملات الأجنبية إيجابية.

وجاء في التقرير: "التوقع الإيجابي يعني أن السياسة الخارجية الحازمة لروسيا حاليا لن تلحق ضررا بعلاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي".

الاقتصاد

موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. جاء في تقرير نشرته وكالة تصنيف الائتمان الدولية Standard & Poor's أن السياسة الخارجية الروسية لن تضر بالعلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وأكد التقرير على أن توقعات التصنيفات الائتمانية الداخلية لروسيا بالعملة الوطنية والعملات الأجنبية إيجابية.

وجاء في التقرير: "التوقع الإيجابي يعني أن السياسة الخارجية الحازمة لروسيا حاليا لن تلحق ضررا بعلاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي".

لافروف يرفض فكرة نشر مراقبين إضافيين في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن المراقبين الدوليين الإضافيين سينشرون حول أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وليس داخل هاتين الجمهوريتين.

وقال في مؤتمر صحفي في موسكو اليوم إن مراقبين من منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يعملون حاليا على أراضي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بنفس عددهم قبل السابع من أغسطس (شنت جورجيا عدوانا على أوسيتيا الجنوبية في ليلة السابع على الثامن من شهر أغسطس 2008).

وأضاف أن تواجد مراقبي الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يتطلب موافقة من سوخومي وتسخينفالي.

وأعلن أن جنود حفظ السلام الروس سينسحبون من النقاط الأمنية على خط بوتي - سيناكي في غضون 7 أيام بعد الثامن من سبتمبر على ضوء الضمانات بعدم استخدام القوة ضد أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

وأكد أن وضع جنود السلام الروس المنتشرين في مواقع أخرى في المنطقة الأمنية حول أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لن يتغير لأن سحبهم من تلك المواقع يتطلب خطوة من الاتحاد الأوروبي الذي تعهد بنشر 200 مراقب على أقل تقدير قبل الأول من شهر أكتوبر القادم.

الولايات المتحدة نكثت عهدا بشأن جورجيا


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة أكدت أنها ستقف ضد انضمام جورجيا الى حلف الناتو في حال قيام تبليسي باستخدام القوة في القوقاز.

وقال لافروف في حديث للصحفيين في موسكو اليوم: "عندما حذرنا شركاءنا الأمريكيين خلال السنتين الأخيرتين من مخاطر تسليح النظام الجورجي سمعنا منهم، ومن الدكتورة رايس بالذات، ومن خبيريها المختصين بشؤون القوقاز ماتيو برايز (مساعدها)، ودانيال فريد (مساعدها لشؤون أوروبا وأوراسيا) أن الولايات المتحدة لن تسمح لتبليسي باستخدام القوة لتسوية النزاعين (الجورجي- الأوسيتي والجورجي- الأبخازي)".

وأضاف أن الولايات المتحدة أكدت أن سآكاشفيلي سينسف جميع آفاق بلاده في الانضمام الى حلف الناتو في حال استخدامه القوة.

وقد شنت القوات الجورجية في ليلة السابع على الثامن من شهر أغسطس 2008 هجوما على أوسيتيا الجنوبية وقصفت عاصمتها مدينة تسخينفالي بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها راجمات "غراد" مما أدى الى إلحاق دمار هائل بالمدينة، ووقوع عدد كبير من الضحايا وسط السكان المدنيين.

وأرسلت روسيا تشكيلات من الجيش الثامن والخمسين لمساعدة قوة حفظ السلام الروسية العاملة في منطقة النزاع الجورجي- الأوسيتي، وحماية السكان المدنيين في تسخينفالي.

وقرر الرئيس دميتري ميدفيديف في الثاني عشر من نفس الشهر إنهاء العملية العسكرية الرامية الى إرغام السلطات الجورجية على السلام.

كما اعترفت روسيا في السادس والعشرين من الشهر الماضي باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

وأدانت الولايات المتحدة رد روسيا على عدوان جورجيا، وأعلنت على لسان ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي أن مساعي تبليسي للانضمام إلى حلف الناتو تلقى تأييدا كاملا من جانب واشنطن.

لافروف: روسيا ستطالب الاتحاد الأوروبي بتنفيذ التزاماته بشأن التسوية في القوقاز


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام الصحفيين اليوم، أن روسيا عازمة على مطالبة الاتحاد الأوروبي بتنفيذ التزاماته المتعلقة بالتسوية في القوقاز بحذافيرها.

وفي تعليقه على خبر توقيع ممثلي الاتحاد الأوروبي والرئيس الجورجي في تبليسي في 8 سبتمبر، وثائق تختلف عن الوثائق التي سبق أن وقعتها روسيا والاتحاد الأوروبي، قال لافروف: "ستسترشد روسيا بالالتزامات التي قطعتها على نفسها أمام أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وأمام الاتحاد الأوروبي، وستطالب الاتحاد بتنفيذ التزاماته أمامنا".

وأضاف: "إن ما جرى ونوقش في تبليسي لا يعني شيئا بالنسبة لنا. وسنتمسك بالالتزامات التي قطعناها على أنفسنا وفقا للمعاهدتين بين روسيا وابخازيا وبين روسيا وأوسيتيا الجنوبية، والالتزامات التي تعهدنا بها خلال المباحثات مع الاتحاد الأوروبي".

روسيا قد توجه بعض صواريخها الى مواقع الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. صرح قائد قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية الفريق أول نيقولاي سولوفتسوف بأن روسيا قد توجه بعض صواريخها البالستية العابرة للقارات الى مواقع المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ التي تعتزم الولايات المتحدة نشرها في بولندا وتشيكيا.

ولم يستبعد سولوفتسوف توجيه عدد من الصواريخ الروسية الى مواقع أخرى مماثلة في المستقبل.

وقال سولوفتسوف في حديث للصحفيين في موسكو اليوم، إن القيادة الروسية غير قلقة من مجرد نشر 10 صواريخ اعتراضية في بولندا ومحطة رادار في تشيكيا بل من غياب الشفافية في المنظومة المضادة للصواريخ التي تقوم الولايات المتحدة بإنشائها.

وأضاف: "ولهذا نجد أنفسنا مضطرين لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع التقليل من قدرات الردع النووية الروسية".

وأعلن أن الأنظمة الصاروخية الروسية قادرة على تجاوز الدرع الصاروخي الذي ستنشئه الولايات المتحدة حتى عام 2020.

وقال سولوفتسوف إن النظام الصاروخي "توبول ـ م" الذي دخل الخدمة في القوات المسلحة الروسية مؤخرا، و"الأنظمة الصاروخية التي صنعت في العهد السوفيتي وتتسلح بها مجموعات قوات الصواريخ الاستراتيجية حاليا، تمتلك جميع المواصفات الضرورية لتجاوز الدرع الصاروخي الذي سيتوفر لدى الولايات المتحدة في الفترة 2015 ـ 2020".

وأكد أن نظام "توبول ـ م" الصاروخي" هو "أضمن وسيلة لتدمير جميع المواقع المستهدفة". ويطلق على صاروخ "توبول- م" حسب تصنيف الناتو اسم "SS-X-27 Topol-M2"

ويتميز صاروخ "توبول-م" بوجود رأس مناور يحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة مرات، وبسهولة نزع واستبدال الرأس في فترة قصيرة بجزء أمامي انشطاري يشمل حتى ثلاثة رؤوس ذات نظام توجيه مستقل تستطيع إصابة الأهداف على مسافة 100 كلم من نقطة الانفصال. ПРО США

كما يؤكد الخبراء العسكريون الروس أن منظومات الصواريخ الإستراتيجية التي تملكها القوات المسلحة الروسية حاليا قادرة على تجاوز جميع أنظمة الدفاعات المضادة للصواريخ الحالية والمستقبلية.

كما تملك روسيا منظومة صواريخ "س-400" القادرة على إصابة وتدمير جميع الطائرات والأجهزة الطائرة والصواريخ المجنحة "المعادية" وجميع وسائل الهجوم الجوية الأخرى الموجودة في العالم حاليا.

لأنظمة الصاروخية الروسية قادرة على تجاوز الدرع الصاروخي الأمريكي


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. أعلن الفريق أول نيقولاي سولوفتسوف، قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، أن الأنظمة الصاروخية الروسية قادرة على تجاوز الدرع الصاروخي الذي ستنشئه الولايات المتحدة حتى عام 2020.

وقال سولوفتسوف في حديث للصحفيين اليوم إن النظام الصاروخي "توبول ـ م" الذي دخل الخدمة في القوات المسلحة الروسية مؤخرا، و"الأنظمة الصاروخية التي صنعت في العهد السوفيتي وتتسلح بها مجموعات قوات الصواريخ الاستراتيجية حاليا، تمتلك جميع المواصفات الضرورية لتجاوز الدرع الصاروخي الذي سيتوفر لدى الولايات المتحدة في الفترة 2015 ـ 2020".

وأضاف سولوفتسوف أن وحدة التسريع لدى نظام "توبول ـ م"، قصيرة، وأن وسائل الإنذار المبكر الفضائية لا تستطيع عمليا كشف الصاروخ "ر س ـ 12 م 2" المزود به هذا النظام عند الانطلاق. وأكد أن اعتراض الرأس المدمر الذي ينفصل عن الصاروخ من قبل وسائل الدرع الصاروخي مستبعد عمليا".

وأشار إلى أن نظام "توبول ـ م" الصاروخي" هو "أضمن وسيلة لتدمير جميع المواقع المستهدفة".

وتعد الصواريخ الروسية الثقيلة "ر س ـ20 ب" و"ر س ـ 20 ف" "فويفودا"، الأقوى في العالم، وهي مزودة برؤوس انشطارية ذات ووسائل متطورة لتجاوز المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ.

روسيا تطالب بفرض حظر على تصدير الأسلحة الى جورجيا


موسكو، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. قدمت روسيا لمجلس الأمن الدولي مشروع قرار ينص على فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة والمواد العسكرية الى جورجيا.

وطالبت روسيا في مشروع القرار جميع الدول باتخاذ الإجراءات اللازمة لعرقلة تصدير الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر الى جورجيا أو بيع أو تسليم هذا البلد أسلحة وتقنيات ومواد عسكرية، وكذلك عدم تقديم مساعدات أو استشارات عسكرية لتبليسي.

وكانت جورجيا قد ذكرت في تقرير أعدته لمنظمة الأمم المتحدة أنها حصلت في عام 2007 على الكثير من الأسلحة والتقنيات العسكرية من أوكرانيا وإسرائيل وبلغاريا وبولندا.

كما أقرت رومانيا بأنها زودت جورجيا بأسلحة دون أن توضح طبيعة هذه الأسلحة أو كميتها.

إيران تحتج لدى الأمم المتحدة على تهديد إسرائيل باختطاف احمدي نجاد


الأمم المتحدة، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. تطلب إيران من الأمم المتحدة، كما جاء في رسالة مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي التي وجهها إلى السكرتير العام للمنظمة الدولية بان كي مون يوم الثلاثاء، دعوة إسرائيل إلى الكف عن تهديداتها للجمهورية الإسلامية، وتحتج على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول استخدام القوة العسكرية ضد طهران واختطاف رئيس الدولة محمود احمدي نجاد.

ولفت المندوب الدائم انتباه الأمين العام إلى تصريحات الوزير الإسرائيلي لشؤون المتقاعدين رافي إيتان حول إمكانية اختطاف احمدي نجاد كأحد "الخيارات الممكنة" لحل قضية الملف النووي الإيراني. كما تناولت الرسالة تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي هدد فيه مرات باستخدام القوة ضد طهران.

نائب أمريكي: الروس على حق ونحن على باطل


واشنطن، 10 سبتمبر (أيلول). نوفوستي. صرح النائب الجمهوري الأمريكي دانا روراباكر بأن المخابرات الأمريكية أكدت أن جورجيا هي التي بدأت القتال في أوسيتيا الجنوبية، منتهكة اتفاق وقف إطلاق النار في هذا الإقليم.

وقال إن الروس كانوا على حق في تصديهم للعملية القتالية التي بدأتها جورجيا، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأية أحاديث عن أعمال استفزازية تنسب إلى الروس أو الأوسيتيين أن تغير هذه الحقيقة.

وخلص روراباكر، وهو نائب رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالمنظمات الدولية بمجلس النواب الأمريكي، إلى القول "إن الروس على حق ونحن على باطل. فقد كان الجورجيون هم البادئين في حين أن الروس أنهوا هذا".


ما الذي تتوخاه روسيا وأوروبا في القوقاز؟


بقلم: دميتري كوسيريف، معلق "نوفوستي" السياسي

يتوقف نجاح الصيغة الجديدة لخطة "ميدفيديف - ساركوزي" والتي تبناها الرئيسان في موسكو يوم الاثنين الماضي، على الأهداف التي تتوخاها فعلا روسيا والاتحاد الاوروبي في شخص رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي في القوقاز.

ونعيد إلى الأذهان أن رئيسي روسيا وفرنسا ميدفيديف وساركوزي توصلا إلى اتفاق على الإجراءات الإضافية الرامية إلى تجسيد خطتهما الأصلية. وتتلخص هذه الإجراءات من حيث الجوهر في موافقة الاتحاد الأوروبي على أن يصبح جهة ضامنة لعدم استخدام القوة (طالبت روسيا ذلك بغية تجنب تكرار الهجوم الجورجي على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وأعمال قتل المدنيين بالجملة التي وقعت في ليلة السابع على الثامن من أغسطس الماضي). ومما له أهمية خاصة أن الحديث يدور حول تبني وثيقة ملزمة تقضي بمعاقبة جورجيا في حال انتهاكها.

الخطوة التالية التي نسقها ميدفيديف وساركوزي أخيرا هي قيام روسيا بسحب جنودها (الـ5000 حسب تقديرات فرنسا) من المناطق الجورجية المتاخمة لأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا خلال فترة أقصاها 10 أيام بعد نشر بعثات من المراقبين الدوليين فيها. وهذا، على الأرجح، مطلب أوروبي وهو يخص الوجود الروسي في "حزامي الأمن" الممتدين على طول حدود الجمهوريتين الذاتيتي الحكم في قوام جورجيا سابقا. وظلت هذه المسألة غير واضحة المعالم في خطة ميدفيديف - ساركوزي الاصلية المتكونة من ستة بنود. ذلك أن روسيا كانت تبرر وجودها في هذا "الحزامين" بالاستناد إلى أحكام الوثائق الدولية السابقة بينما لم تتضمن البنود الستة أي موقف واضح من هذه القضية. ونرى ساركوزي اليوم يضمن وصول المراقبين (بحلول الأول من أكتوبر القادم)، وبالمقابل يضمن ميدفيديف سحب القوات.

وأخيرا، اتفق الطرفان على إجراء مشاورات دولية حول أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اعتبارا من 15 أكتوبر القادم في جنيف. علما أن ميدفيديف أكد أن موقف روسيا من الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا نهائي لا رجعة فيه، بينما قال ساركوزي أن هذه القضية توفر مادة كافية للبحث. وثمة أيضا مسألة متعلقة بقائمة المشاركين المحتملين في المؤتمر.

لكن السؤال الأهم من يربح من كل هذا عدا ميدفيديف وساركوزي اللذين نجحا في رفع هيبتهما في الأسابيع الأخيرة؟ وفي الحقيقة حظي ساركوزي بسمعة دبلوماسي في المستوى العالمي وصانع سلام، بينما تلقى ميدفيديف براهين دامغة على عدم فرض أي عزلة على روسيا بل على أن لها شركاء قادرين على مساعدتها على الخروج من وضع يكتنفه الغموض وبفائدة لا بأس بها.

فما الذي تتوخاه أوروبا في القوقاز؟ إليكم أراء بعض الخبراء الأجانب المختصين بالشؤون الروسية:

ستيفن فاغستيل ("Financial Times"، بريطانيا). يذكّر هذا المعلق البريطاني بأن إدراك ضرورة وقف عملية توسع الاتحاد الأوروبي نضج لدى قياداته تاركا جورجيا وأوكرانيا خارج إطار هذه العملية لأن التعاون معهما يتطلب توقيع وثائق خاصة تتطلب التأكد من صفتهما السلمية وعدم تعرضهما للخطر. وهو أمر يستدعي، بدوره، توفر قواعد سلوك محددة يتمسك بها حاليا ومستقبليا كل من موسكو وكييف وتبليسي.

نيكولاي زلوبين (معهد الأمن العالمي، الولايات المتحدة). يشير الباحث إلى أن "أوروبا القديمة" في شخص ساركوزي تسعى إلى اختطاف زمام المبادرة من أوروبا الشرقية التي تنتسب إليها جورجيا أيضا، وهذا يعني انتزاع المبادرة من الولايات المتحدة التي تبسط وصايتها على بلدان أوروبا الشرقية. علما أن الأخيرة ألحقت أضرارا بسائر الشعوب الأوروبية بما فيه الكفاية ويجب تحريمها من إمكانية مواصلة ممارساتها الهدامة.

وإذا سمحت روسيا لفرنسا التي تترأس اليوم الاتحاد الأوروبي بأن تُخرج الاتحاد الأوروبي من المأزق القوقازي، فسيكون ذلك بمثابة الاعتراف بأن روسيا شريك جدي وطويل الأمد في نظر "الأوروبيين القدماء"، إذا جاز التعبير.

والآن بصدد ما تريده موسكو في القوقاز. إنها مسألة غاية في التعقيد. فقد آن الأوان، كما يبدو، لصياغة سياسة جديدة واقعية ونشطة تجاه هذه المنطقة، إذ بات واضحا بجلاء أن الرهان على الاحتكار الروسي في تسوية كل مشاكلها يخلو من الأساس العملي. ويتكلف الاتحاد الأوروبي الآن بضمان عدم استخدام القوة، فدع سآكاشفيلي أو الأمريكان يدبرون عملا استفزازيا ضده! أما موسكو فتحتاج في نهاية المطاف إلى تطوير التعاون الاقتصادي مع جميع دول القوقاز، ولو في جو من المنافسة مع الأوروبيين والأمريكان. أي نفس ما تحتاج إليه في أي منطقة آخرى من العالم. كما تريد موسكو درء كل المحاولات ومن أي جهة كانت، لإقامة أنظمة لا تكف عن الاستفزازات العسكرية المتواصلة ضد روسيا في القوقاز. وهذا ما أصر عليه ميدفيديف أثناء المباحثات مع ساركوزي.

ونرى، بالتالي تطابق المصالح ليس فقط في البعد التكتيكي بل والإستراتيجي أيضا. ولم يبق الآن سوى الاستفادة من هذا التطابق من أجل بناء صرح سياسة أوروبية عامة متعددة الجوانب في القوقاز.

مفارقات الجهاد الصومالي


الورطة (1)

د. أكرم حجازي

إسلام أن لاين

904ima

بسرعة البرق تهاوت المحاكم الإسلامية أمام التدخل الأثيوبي ، بكل مكوناتها السياسية والعسكرية والتنظيمية، وبسرعة البرق تمايزت الصفوف. وبطبيعة الحال اشتعلت الحرب ضد التدخل العسكري والحكومة الموالية للاحتلال. لكن صبر الأثيوبيين يكاد ينفذ بالكامل، وها هو التدخل العسكري يشارف على نهايته بعد أن أعلن الرئيس ميليس زيناوي في لقاء له مع صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية (27/8/2008) أنه سيسحب قواته من الصومال حتى قبل أن تتشكل حكومة الوحدة الوطنية. وبعد أن تحدث بمرارة عن فشل المجتمع الدولي بإرسال قوات دولية تحل محل قواته مشيرا إلى أن ثمانية آلاف من القوات الأفريقية لم يصل منها إلى الصومال أكثر من 2600 جندي ناهيك عن وعود باستبدالها بقوات دولية، وبعد أن اعترف بأن بلاده استخدمت مطية قبل أن تترك لمصيرها تصارع وحدها. وبهذه التصريحات يكون زيناوي قد نسخ تصريحات سابقة له أمام برلمان بلاده قال فيها أن القوات الأثيوبية باقية في الصومال حتى القضاء على المجاهدين.

لا شك أن مفارقات الحرب الصومالية مثيرة جدا، إلا أن تصريحات الرئيس الأثيوبي أشد إثارة خاصة فيما يترتب عليها من تداعيات سواء داخل الصومال أو في المحيط الإقليمي للمنطقة. ولأنها تصريحات رئاسية غير مسبوقة فهي ذات قيمة كونها تؤشر إما على نهاية مريرة للتدخل العسكري وبالتالي لا بد من الانسحاب آجلا أو عاجلا، وإما أنها، على الأقل، تعبر عن تذمر شديد لم تعد أثيوبيا تحتمله وهي الخبيرة بألاعيب الاستعمار. وفي كلتا الحالتين لا بد من التوقف عند أبرز مفارقات الحرب الصومالية وقراءة التصريحات في ضوء الواقع والظروف التي أنتجتها.

الغزو الأثيوبي والقهر الأمريكي

أولى المفارقات تمثلت في الغزو الأثيوبي. فقد ضغطت الولايات المتحدة على الرئيس الأثيوبي ميليس زيناوي وأجبرته على خوض حرب بالوكالة ضد ما أسمته بالقوى الإرهابية. أما زيناوي فكان يعلم علم اليقين أنه ذاهب إلى ورطة شاء أم أبى. فالبلاد والمنطقة لها ثارات عميقة مع أثيوبيا، وخوض حرب ضد الإسلاميين عامة والقوى السلفية الجهادية خاصة هي حرب خاسرة بكل المقاييس، فهل من مبرر منطقي يدفع أثيوبيا لخوض حرب سبق للأمريكيين أنفسهم أن هربوا من جحيمها ومعهم القوات الإيطالية وغيرها؟ ومع أن الإجابة بالنفي إلا أنه ما من قوة كانت قادرة على الوقوف بوجه الطغيان الأمريكي الذي سبق له وجرب حظه في نفس البلاد وفرّ منها مذعورا.

أما العجيب في المفارقة فتكمن فيما تخلفه السياسة الأمريكية من غيظ يصل إلى حد القهر والإذلال العلني حتى لأصدقائها قبل خصومها. فهي تقدم، مباشرة أو عبر وكلائها، دعما مكشوفا للقوى الوطنية والإسلامية، المقبولة أمريكيا وإقليميا وعربيا كي تستطيع الوقوف بوجه القوى السلفية الجهادية. لكن حتى تحظى مثل هذه القوى بمصداقية بين العامة فلا بأس من أن تعلن حربها ضد القوات الأثيوبية طالما أن خاتمتها ستكون حكومة وحدة وطنية وليس حكومة إسلامية. أما الأثيوبيين الذين أرغموا على أن يلعبوا دور المغفلين فعليهم أن يصبروا ويتحملوا ويتذوقوا طعم المنشار الأمريكي ذهابا وإيابا، فهو من جهة يطالب أثيوبيا بتحمل مسؤولياتها في المنطقة، ويحرضها على غزو الصومال وإنهاء ظاهرة المحاكم وقتال الإسلاميين، ومن جهة أخرى يحرض هؤلاء على قتال الأثيوبيين لسحب البساط من تحت أقدام السلفيين الجهاديين. لا شك أنها معادلة قهر تفرضها الولايات المتحدة على أصدقائها وخصومها في وقت واحد وبالتساوي.

المحاكم على طرفي نقيض

ثاني المفارقات تقع في المحاكم الإسلامية. فالجناح السياسي لها بقيادة شيخ شريف أحمد اتجه جنوبا بحثا عن حل سياسي يرضي جميع الأطراف، فكانت أولى محطاته، خلال الهزيمة وبعدها، كينيا وعبرها الاجتماع مع أركان السفارة الأمريكية فيها. بينما اتجه الجناح العسكري، في نفس الوقت، شمالا لخوض معارك طاحنة وصلت إلى المقر الرئاسي والمطار في قلب العاصمة الصومالية.

وفعليا فقد أثمرت اتصالات شيخ شريف أحمد عن سلسلة من المراهنات والتحالفات المحلية والعربية والدولية توجت بالإعلان عن تشكيل ما عرف بتحالف أسمرا. ولأن التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال خليط هجين من المصالح والولاءات والأيديولوجيات فقد ظهر أقرب ما يكون إلى التفكك من تحقيق أي إنجاز سياسي يذكر. بل أنه انقسم على ذاته بين توجهين على الأقل:

· أحدهما عرف بجناح أسمرا بقيادة الشيخ حسن طاهر أويس، وهذا يؤمن بالمقاومة من أجل تحرير الصومال من الاحتلال الأثيوبي. ويحتج بأنه ما من بلد: عانت من الاستعمار تحررت بالكلام.

· والثاني هو جناح جيبوتي بقيادة شيخ شريف أحمد الذي بات يكتفي بالمفاوضات السلمية لحل الأزمة الصومالية. وبالتالي فهو يعبر عن وجهة النظر الأمريكية والغربية التي لم تعد ترى في الكفاح المسلح وسيلة شرعية لفض النزاعات الدولية أو الإقليمية.

أما الانقسام فقد وقع على خلفية توقيع اتفاقية جيبوتي (9/6/2008) بين الحكومة الصومالية المؤقتة وغالبية من التحالف بقيادة شيخ شريف أحمد تصل إلى 106 أعضاء من أصل 191 عضوا يشكلون إجمالي اللجنة المركزية للتحالف. وتقضي الاتفاقية التي أبرمت برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا باعتماد: (1) التفاوض كوسيلة لإخراج القوات الأثيوبية من البلاد، و (2) وقف المواجهات المسلحة بين التحالف والحكومة بعد مرور ثلاثين يوما على توقيعها، على أن (3) تسحب أثيوبيا قواتها بعد أربعة أشهر.

ولعل العجيب في هذه المفارقة أن شيخ شريف أحمد يتصرف في الوضع الصومالي، على حد تعبير بعض معارضيه في التحالف، كـ ديكتاتور سواء في اتصالاته وتحالفاته أو في اجتماعاته المتكررة مع الأمريكيين في كينيا وجيبوتي وغيرهما أو في التفاوض بدون مشاورة قادة التحالف حتى أنه تجرأ على توقيع اتفاقات بعيدا عنهم. هذا الوضع من الصراع المحتدم بين القوى السياسية لدرجة الانقسام يطرح سؤالا حاسما على التحالف الذي راهنت عليه دولا عربية ورأت فيه مخرجا للحالة الصومالية في ظل تنامي القوى السلفية الجهادية. أما السؤال فهو: إنْ لم تكن نشاطات شيخ شريف أحمد وتحالفاته تعبر عن توجهات سياسية للتحالف؛ فهل هي انعكاس لأجندات سياسية دولية خاصة بعد سقوط الرهان على المواقف العربية والإسلامية؟ وهل هذه الأجندات والقوى هي من يقف خلف ديكتاتورية شيخ شريف؟ ثم كيف سيتصرف جناح أسمرا إزاء اتفاقية جيبوتي واندفاعات شيخ شريف الذي يحظى بدعم دولي بخلاف الشيخ حسن طاهر أويس؟

لا ريب أن الشيخ أويس يحظى بدعم أسمرا المتشددة في مواجهة عدوتها التاريخية أثيوبيا، كما يحظى بثقل ميداني في المواجهات، رغم ضعف جناحه السياسي مقابل جناح جيبوتي، وهذه عناصر كافية للتعبير عن سخطه من سياسات شيخ شريف التي لم تعد تلقي بالا لقوى المقاومة. لكن حتى لو جرى ترقية ورقة المقاومة ميدانيا فإن أكثر ما يمكن لها أن تحققه هو إصابة اتفاقية جيبوتي بأضرار. والحقيقة أن المشكلة ليست في الاتفاقية بحد ذاتها بل في طبيعة وخلفية القوى التي قبلت بالأطروحات الأثيوبية والدولية لعلمها أن المقاومة التي تقودها هي أضعف من أن تحقق أي إنجاز سياسي، ولأن بعض هذه القوى تميل في علاقاتها السياسية إلى التفاهم مع الأثيوبيين والتعايش معهم وفق شروطهم بل وحتى الاندماج مع أثيوبيا. وهذه ورقة قوية تلعب أثيوبيا بها منذ بداية الأزمة الصومالية سنة 1991، وهي التي دفعت غالبية التحالف إلى القبول بالتفاوض بديلا عن المقاومة. ولا شك أن ثائرة الشيخ أويس قامت لعلمه أن الهدف النهائي من الاتفاقية ليس فقط مواجهة تيارات السلفية الجهادية بل وكل تيارات المقاومة سواء الإسلامية منها أو الوطنية. وبطبيعة الحال فقد أدرك الشيخ أويس أنه، بموجب الاتفاقية، تلقى العصا والجزرة في آن واحد من القوى الدولية بالذات، فإما أن يقبل بالاتفاقية وإما أنه سيخسر كل شيء بما فيها حياته.

وفي هذا المستوى فقط من الوضع الصومالي فليس معروفا من هو المنتصر ولا من هو المنهزم. وبقليل من الصراحة لن يكون بمقدورنا إلا الحديث باختصار عن كون الجميع في ورطة سواء كانوا أثيوبيين أو صوماليين أو قوى دولية أو إقليمية.

أشباح كيسمايو (2)

418128

ثالث المفارقات في الوضع الصومالي تقع في صلب التيار السلفي الجهادي. ففي الوقت الذي طغت فيه الصراعات السياسية بين الفرقاء على خلفية مقاومة الاحتلال الأثيوبي بدت حركة الشباب المجاهدين، منذ هزيمة المحاكم، منشغلة أكثر من غيرها بمقارعة حكومة عبد الله عيسى وقوات الغزو غير آبهة بما يجري على المستوى السياسي. وحتى اللحظة لا يبدو أنه ثمة قوة ثابتة ومتماسكة وواضحة الأهداف والنوايا في الصومال أكثر من حركة الشباب المجاهدين. ولعل في بياناتها ما يكشف عن بعض أسرار هذا التماسك. فهي حركة تمتلك جيشين أحدهما يسمى بـ: جيش العسرة، ومهمته عسكرية صرفة تستهدف القوات الأثيوبية والحكومية والميليشيات المسلحة الموالية لهما، والآخر يسمى بـ: جيش الحسبة ومهمته اجتماعية صرفة تستهدف فض النزاعات القبلية المستعصية وحماية المجتمع وخاصة التجار والأهالي ومطاردة اللصوص والمجرمين والقراصنة وقطاع الطرق وإقناع التشكيلات الاجتماعية بتطبيق الشريعة.

والأكيد أن المتابعين لشؤون الساحات الجهادية في العالم قد لاحظوا نمطا جديدا من التدخل الجهادي في المجتمع عبر الحالة الصومالية لم تكن مألوفة بهذا الاتساع والنشاط، وحتى الجماعات السلفية الضاربة لم يسبق أن شهدنا تشكيلات لها ذات طابع اجتماعي. وهذا لا يعني أننا ننكر مثل هذا الأمر عليها لكنه في حالة حركة الشباب المجاهدين أكثر وضوحا وفاعلية. ويبدو أن الحركة استفادت فعلا من تجربة العراق، لكن على الأرجح أن تكوين جيش الحسبة فرضته ظروف الحرب الصومالية التي خلفت الكثير من قطاع الطرق والعصابات في ظل غياب الدولة، وبالتالي فهو ظاهرة تستحق المتابعة.

أما أبرز الأحداث المستجدة فهي سقوط العديد من الأقاليم والمدن الجنوبية بيد حركة الشباب المجاهدين. ولا شك أن سقوط ولاية جوبا وعاصمتها كيسمايو ثالث المدن الساحلية (528كلم جنوب العاصمة مقاديشو)، وطرد الميليشيات الحكومية منها بزعامة بري هيرالي كان الحدث الأهم على الإطلاق. ومن الطريف أن أصواتا في التحالف أعلنت أن القتال في كيسمايو لا يخدم الشعب الصومالي ثم عادت وتحدثت في وقت لاحق عن مشاركة قوى أخرى غير الشباب المجاهدين ساهمت في السيطرة على المدينة!

المهم في الحدث أن سقوط المدينة كان تتويجا للحملة على ولاية جوبا السفلى أسفرت، بحسب بيان للحركة صدر في 12/8/2008، عن فض سلسلة نزاعات قبلية دامية عصفت بمعظم مدن الولاية حتى تمّ إبرام صلح شامل بين قبائل متناحرة طوال عقود من الزمان، وتبع المصالحة بحسب نفس البيان لقاء جمع رجال الحسبة مع رؤساء العشائر وأعيانهم حيث عرضوا عليهم الالتزام بشريعة الرحمن التي بالتحاكم إليها تصان الدماء الأعراض وينبذ الاقتتال الجاهلي، فقوبل عرض الإخوة بترحيب ورضاء ... فطأطأ رؤساء العشائر رؤوسهم لمتطلبات الشريعة المحمدية آخذين بالعهد للعمل بمقتضياتها وفعل مأموراتها وترك منهيَّاتها. أما في كيسمايو فقد: كبّر الناس لقدوم المجاهدين إلى أرضهم مطالبين بمساعدة إخوانهم في تطبيق الشريعة ومحاربة قطّاع الطرق واللصوص.

لكن ميليشيات بري هيرالي عاودت الكرة لاستعادة المدينة من الحركة إلا أنها فشلت، بل أن هيرالي نفسه نجا من كمين لاغتياله قبل أن يغادر المدينة نهائيا رفقة ما تبقى من قواته. والعجيب في أحداث كسمايو أنها تعرضت لتعتيم إعلامي مقصود استفاق مرغما على حقيقة سقوط المدينة والإقليم برمته. والأكيد أن المتابع لتغطية الإعلام العربي للوضع في الصومال لاحظ أن حالته تشبه حالة النعامة وهي تضع رأسها في التراب اتقاء لخطر يتهددها. لكن سواء تم تجاهل الحركة إعلاميا حتى وهي تسيطر على كسمايو، أو أطلقت بعض الفضائيات على مقاتليها تسميات من نوع: المسلحين الإسلاميين أو أنكرت عليهم حتى التسمية التي سموا أنفسهم بها فالواقع أقوى من أية مراوغات لطمس حقائق ساطعة لا ينفع معها التعمية العوراء خاصة وأن لحركة الشباب المجاهدين وغيرهم من المقاومين سيطرة واسعة ومحكمة على جنوب الصومال، بل أن تقارير المنظمات الدولية تؤكد أن خلايا المجاهدين تكاد تغطي البلاد بكاملها حتى أن الحكومة المؤقتة لم تعد تتوقف عن التصريح بأن الأمن يفلت من يدها يوما بعد يوم بصورة خطيرة. فأيهما فرض نفسه على الآخر؟ أشباح كيسمايو؟ أم الفضائيات الهائمة على وجهها؟

قاعدة في الصومال؟

رابعة المفارقات في توقع ظهور قاعدة الجهاد في بلاد الصومال قريبا.. والصحيح أن القاعدة نشطت في أفريقيا منذ البدايات الأولى لعقد التسعينات من القرن العشرين حيث ساهمت بفعالية في طرد القوات الأمريكية من الصومال رفقة القوى الإسلامية هناك، وكذلك عبر سلسلة من الاستطلاعات قادها المسؤول العسكري الأول للقاعدة أبو عبيدة البنشيري الذي غرق في بحيرة فيكتوريا بأوغندا منتصف العام 1996. والعجيب في خبر غرق البنشيري أنه يجري تداوله كما لو أنه حادثة طارئة في نشاط القاعدة، في حين أن استطلاعات ميدانية واسعة النطاق شملت المناطق الساخنة في القارة الأفريقية وعلى هذا المستوى الرفيع من القيادة يؤشر، بامتياز، على أن القاعدة كانت مشغولة في استيطان المنطقة منذ وقت مبكر.

ومع ذلك فلم تكن حركة الشباب، كخزين بشري للفكر السلفي الجهادي، لتنأى بنفسها عن القوى الإسلامية الصومالية وتستقل في صيغة فرع للقاعدة، بل ظلت قريبة من مختلف القوى ومتحالفة معها حتى سقوط المحاكم. لكن انفضاض القوى الإسلامية وتغير التحالفات وشيوع الولاءات المتعددة وظهور المصالح وكثرة التدخلات في الشأن الصومالي دفع هذا الخزين البشري إلى الائتلاف في صيغة جماعة سلفية مميزة عن غيرها عبر ما يسمى الآن بحركة الشباب المجاهدين. وحتى وقت قريب لم تكن الحركة بوارد الإعلان الصريح عن منهجها إلا حين أعلن أمير الحركة الشيخ مختار أبي الزبير منهج الجماعة في كلمة صوتية له بعنوان: جهادنا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله بثها القسم الإعلامي للحركة بتاريخ 2/6/2008. ولعل ما يلفت الانتباه في الكلمة أنها تمثل، للمرة الأولى، إعلانا عن قطيعة تامة على مستوى المنهج والعقيدة مع غيرها من القوى السياسية والإسلامية ذات الاتجاهات الوطنية أو القومية. لكن هل كانت الكلمة مقدمة تمهد للإعلان عن قاعدة الجهاد في الصومال؟ هذا ما سنحاول التثبت منه تاليا.

أولا: المصادر الغربية

بحسب ما أوردته صحيفة لوس أنجلوس تايمز 25/8/2008 فالحديث تجاوز كل التخمينات بما أنه يجري الآن عن مفاوضات بين الحركة والقاعدة، وهذا يعني بأن الأجواء باتت مهيأة للقاعدة في الصومال، وهي العبارة التي عنوت بها الصحيفة مقالها. ففي لقاء غير مألوف لدى قادة الأجنحة المسلحة للسلفية الجهادية كشف أمير الحركة للصحيفة عن تفاوض مع القاعدة: حول كيفية الاندماج مبينا بصراحة: سوف نأخذ الأوامر من الشيخ أسامة بن لادن لأننا طلابه. أما عن مبررات الحركة في الانضواء تحت لواء القاعدة فيجيب الشيخ مختار للصحيفة بأن: (1) القاعدة هي أم الجهاد في الصومال و (2) الكثير من قادتنا تلقوا تدريبهم في معسكرات القاعدة، و (3) نحن نحصل علي تكتيكاتنا من القاعدة، ويضيف بأن: (4) الاندماج مع القاعدة أمر عقلاني في ظل الهجمات الأمريكية بما فيها هجمة أول مايو التي قتل فيها قائد الشباب السابق.

ولو تفحصنا الإجابات لما وجدنا فيها جديدا خاصة وأنها أمور باتت معروفة منذ زمن. إذ حين نتحدث عن جماعة سلفية جهادية علينا ألا نفاجأ بأن قياداتها قد تخرجوا من أفغانستان، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون القاعدة بالنسبة لهم هي أم الجهاد سواء في أفغانستان أو في غيرها، ومن الطبيعي أيضا، في العموم وليس في الخصوص، أن تتشابه وسائل القتال. وعليه فالتفاوض لن يجري بالقطع على بديهيات. لذا، فإن صح ما نقلته الصحيفة، فمن المرجح أن الحركة تبحث عن مرجعية شرعية وجهادية تعترف بجهادها وتؤصل له على نطاق الأمة الإسلامية وليس على نطاق محلي يمكن في أية لحظة أن يكون لقمة سائغة للقوى الدولية والإقليمية التي تنشط في إبعاد الجهاد في الصومال عن ساحة الجهاد العالمي.

لكن حتى الآن فإن تصريحات أمير الحركة وإصداراتها تتخذ منحى تصعيديا يمكن أن يُفهم منها وفاء للقاعدة وليس مبايعة. لهذا، وبحسب الصحيفة، فالمسؤولون الأمريكيون ليسوا متأكدين من جدية مساعي الحركة فيما إذا كانت تعبر عن حقيقة قادمة أو أنها مجرد حرب كلامية معادية للغرب. وعليه فمن الأجدى التريث قبل اعتماد التصريحات:

1) لأنها غير رسمية، وبالتالي يصعب الركون إلى صحتها بحيث يمكن البناء عليها خاصة في قضايا حساسة على هذا المستوى، وهذا يعني انتظار ما يؤكدها أو ينفيها من قبل الحركة نفسها؛

2) ولأن التصريح بهذا الأمر عبر وسائل الإعلام مسألة غير مسبوقة بحيث يمكن اعتبارها سابقة؛

3) ولأن التصريحات المنسوبة للشيخ مختار يمكن أن تكون تعبيرا عن سياسة أمريكية جديدة يجري بموجبها استدراج الحركة إلى مربع القاعدة بحيث يسهل على القوى الخصيمة لها تشويهها وإسقاطها.

ثانيا: مصادر القاعدة والحركة

الثابت أننا شهدنا ميلاد فروع متعددة لتنظيم القاعدة المركزي في أفغانستان كما حصل في العراق أو مصر أو في الجزائر حين بايعت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الشيخ أسامة بن لادن وظهرت تبعا لذلك قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي، ومع ذلك لم نسمع حتى الآن عن فرع رسمي للقاعدة في الصومال ولا عن نوايا رسمية بهذا الاتجاه. بل إن أقصى ما يمكننا التكهن به لا يتجاوز توقع وجود تنسيق بدرجة ما أو اتصالات على مستوى معين، أما الحديث عن روابط تنظيمية فهو ما لم تثبت صحته بعد ما لم يصدر إقرار صريح بذلك من أصحاب الشأن، مع أن توقع إعلان قريب عن قاعدة الجهاد في الصومال أو في القرن الأفريقي يظل أمرا واردا في أي حين. ولو تتبعنا المؤشرات المتوفرة سنلاحظ أن الطرفين يبديان قدرا بالغا من الحذر تجاه هذه المسألة:

· فالخطابات الصادرة عن حركة الشباب كلها تثني في بداياتها على الملا محمد عمر وقادة القاعدة وتشيد بجهادهم سواء في أفغانستان أو في العراق، وتتحدث عن ذات المنهج والتوجه. وبطبيعة الحال لا يعني هذا الثناء وجود روابط تنظيمية مثلما أنه لا يؤشر على نية في الالتحاق بالقاعدة.

· وما يؤكد صحة النقطة أعلاه أن الخطاب السابق للشيخ أبي يحيى الليبي: لا سلام بلا إسلام تجنب تسمية الحركة باسمها رغم أنه موضوعيا كان حاسما في تحريض إجمالي القوى الجهادية، وليس حركة الشباب فقط، على رفض الدخول في مساومات حول هوية الدولة القادمة وعلاقاتها مع قوى الشرق والغرب. إذ ورد فيه نصا: لا تقبلوا بأقل من دولة إسلامية مستقلة لا تعترف بشرعية دولية، ولا تقر بقوانين وضعية، ولا تيمم وجهها شرقاً ولا غرباً.

فلو كانت التصريحات الواردة في الصحيفة الأمريكية دقيقة لتلقينا إشارة صريحة بصيغة بشرى كما كان يفعل د. أيمن الظواهري في بعض خطاباته وهو ما تجنبه خطاب الليبي. بل أن خطاب القائد العسكري في الحركة صالح النبهاني (انفروا 31/8/2008) لم يشر إلى لقاء الصحيفة مع الشيخ مختار ولم يعط أية إشارة على ما نسب إليه من تصريحات.

أخيرا

يمكن أن يكون تصريح الرئيس زيناوي عن سحب قواته من الصومال تطمينات أريد منها إغراء جناح أسمرا بقبول اتفاقية جيبوتي، وبالتالي ما من جدوى لمعارضته إذا كانت النتيجة ستؤدي إلى تحقيق الانسحاب الفعلي.

أما فيما يتعلق بالتيار السلفي الجهادي فمن العبث السخرية من فعالياته أو تجاهلها خاصة وأن حروبه ذات مواصفات عقدية وليس مصالح سياسية، وهذا يعني أنها نافذة بنفاذ الحكم الشرعي فيها وليست طارئة. وعليه فإن تنامي المد السلفي الجهادي في القرن الأفريقي، أيا تكن تسميته الراهنة أو المحتملة، فهو مرشح للتضخم لأكثر من سبب:

· لأن الولايات المتحدة التي جربت حظها في الصومال عاجزة عن إنزال قواتها أو التورط بحروب جديدة مع الأدوات الضاربة للسلفية الجهادية كحركة الشباب المجاهدين. وإلا ما كانت لتدفع بأثيوبيا إلى خوض حرب بالوكالة نيابة عنها تشبه بالضبط حرب الوكالة التي خاضتها إسرائيل في لبنان ضد حزب الله.

· وبقطع النظر عن أية تأويلات للتصريحات الأثيوبية فقد أثبت التدخل العسكري حتى الآن فشلا في احتواء الأزمة الصومالية. وإذا صدقت تصريحات زيناوي وأقدم على سحب قواته من الصومال فهذا يعني أن البلاد واقعة في فراغ لا محالة، وهي أجواء مثالية للقاعدة.

· أما في حالة بقاء القوات الأثيوبية في الصومال فمن المؤكد أن التحالفات السياسية القائمة والصراعات التي تميزها ستخسر الكثير من رصيدها الشعبي الذي سيصب حكما في صالح التيار السلفي الجهادي بما أنه سيبدو، بنظر الناس، أكثر مصداقية وأجدى في المراهنة.

· لا ريب أن تضخم التيار السلفي الجهادي وتعاظم قوته ونفوذه في الصومال سيدفعه إلى التمدد نحو الأقاليم المجاورة غربا، فهو يتحدث منذ فترة ليست بالقصيرة عن أقاليم محتلة من قبل أثيوبيا كإقليم أوغادين، وعن مسلمين مضطهدين في أثيوبيا وآخرين في أوغندا وتنزانيا وكينيا وغيرها. وهذا نذير شؤم للقوى الإقليمية والدولية، بل أن العبء سيبدو أكبر كلما اقترب التيار السلفي الجهادي في المنطقة من الاندماج بتنظيم القاعدة العالمي حيث سيرتبط بأجندتها وليس بأجندة محلية فقط. وحينها سيكون للغربيين عامة والأمريكيين خاصة الحق في إبداء المزيد من المخاوف إذا وضعنا في عين الاعتبار أن ذوي البشرة السوداء من الجاليات التي تعيش بين البيض سيغدون موضع ريبة إلى أن يثبت بحقهم العكس.

المدهش في التيار السلفي الجهادي أنه يعمل على الأرض بغض النظر عما إذا كان الإعلام العربي أو الدولي موجودا على الكرة الأرضية أو مختفيا، والعجيب في هذا الإعلام أنه ما زال يعتقد أن السلفية بحاجة إليه، ومع أن السلفية الجهادية توجه أشرعتها بعكس الرياح إلا أنها تسير! فمن يستطيع فك هذه المعادلة؟

المقاومة الإسلامية تزيد معدلات انتحار الجنود الأمريكيين

اعترف مسؤول عسكري أمريكي أن عدد حالات الانتحار بين جنود الجيش الأمريكي في الخدمة الفعلية تتجه، وبسرعة، نحو كسر الرقم المسجل العام الماضي، والذي اعتبر قياسياً، كما أنها ستتجاوز النسبة العامة لحالات الانتحار بين سائر السكان في البلاد، في تطور سيُسجل للمرة الأولى منذ حرب فيتنام.

ويضيف المسؤول أن هذه الحالات تعود بصورة أساسية إلى تزايد الضغوط التي تسببها عمليات المقاومة الإسلامية في كل من العراق وأفغانستان

ووفقاً لأرقام وفرها المسؤول، فقد سجلت المستشفيات العسكرية 62 حالة انتحار هذا العام، حتى شهر أغسطس الماضي، كما تواصل التحقيق في 31 حالة انتحار مفترضة، علماً أن العام الماضي شهد وقوع 115 حالة انتحار.

وفي حال استمرت عمليات الانتحار تتسارع بالمعدلات نفسها، فمن المتوقع أن تتجاوز المعدل الوطني الذي يبلغ 19.5 أشخاص لكل مائة ألف نسمة.

وقال وزير شؤون الجيش الأمريكي، بين غيرين، إن قادة الجيش: "يدركون تماما بأن المهام المتلاحقة خارج الحدود أثرت كثيرا على الجنود وعائلاتهم، وزادت معدلات القلق والإحباط."

وأضاف: "هذا الضغط على القوات ظهرت تأثيراته في دراسات حديثة رسمية حول الجنود العائدين من حربي العراق وأفغانستان، إذ بدت عليهم عوارض إصابات ما بعد الصدمة، إلى جانب اضطرابات السلوك والإحباط الشديد."

وتضاف هذه الأرقام إلى بيانات أخرى ليست أقل خطراً، فبالنسبة للجنود الذين أنهوا خدماتهم العسكرية عام 2001، وقبل بدء الحرب في العراق، فقد سُجلت 141 حالة انتحار خلال الفترة ما بين 2002 و2005، أما أرقام عام 2006، فتظهر 113 حالة انتحار بين جنود قاتلوا خارج الولايات المتحدة.

ويقدر متخصصون بأن نحو 300 ألف جندي ممن خدموا في العراق وأفغانستان، يعانون من نوبات قلق، ومشاكل ما بعد الصدمة، عدا القلق الناجم عن ترك الزوجة أو الأبناء.

وكان تقرير سابق لوزارة الحرب الأمريكية، في أغسطس الماضي، قد أكد أن معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين ارتفعت بنسبة تصل إلى 15 في المائة خلال العام 2006، مقارنة بعام 2005.

ويأتي هذا التقرير ضمن عملية سنوية تجريها وزارة الحرب الأمريكية لتقييم الوضع النفسي لأفراد الجيش الأمريكي، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وتشير معلومات سابقة إلى أن معظم حالات الانتحار جرت بصورة قد تكون "متماثلة"، حيث أقدم الجنود على الانتحار باستخدام أحد الأسلحة النارية، التي غالباً ما تكون متاحة بحوزتهم.

المخطط الأمريكي للسيطرة على منابع النفط ( 7 )

رابعاً : دول الكاريبي وأميريكا اللاتينية
أورد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في مقالة "مهمة تفتيش في الضمير الأمريكي في العدد التاسع والأربعون – فبراير 2003م مجلة وجهات نظر" " وهنا لم يكن مستغرباً أن تكون مقدمة الظهور الأمريكي مع مطلع القرن العشرين رجالاً من طراز "مورجان " وهو من أسرة أعتمدت ثروتها على في الأصل على جد من كبار القراصنة خبأ كنزة في أحدى جزر البحر الكاريبي ثم ترك لأسرته خريطة تدل على موقعه، وعندما تمكن الورثة من فك الرموز- أصبح الكنز في العصر الحديثأهم أصول واحد من أكبر البنوك الأمريكية)- ونفس الطراز من الرجال تكرر في "جون روكفللر" ( فقد تحصل على غنى أسطورى من إبادة قبائل بأكملها في "فنزويلا" كي يفسح المجال لحقول بترول تأكد له وجودها وصمم على انتلاكها، واستحق أن يوصف بانه أسال دماء على سطح فنزويلا بأكثر مما استخرج من عمق آبارها نفطا).
وهذا وغيره الكثير من الجرائم الأرهابية الدموية في تعاملها مع دول الكاريبي وأمريكا اللاتينية والتي تعتبر ضمن المجال الحيوي للولايات المتحدة وهي لا تدع أية فرصة لهذه المنطقة من الخروج عن طوعها ولو تطلب ذلك دعم الانقلابات والتدخل العسكري لتأمين واشنطن لمصالحها.
وحتى الحرب العالمية الثانية كانت شركات "ستاندارد أويل أوف نيوجيرسي" و "شـل" و "جلف" تسيطر على 90 % من إنتاج وصناعة البترول في منطقة البحر الكاريبي. وقد تمتعت هذه الشركات بمقتضى عقد امتياز عام 1922 بمركز ممتاز جداً، حيث أنها لم تُكلَّف إلا بدفع إيجار زهيد للأراضي الشاسعة موضوع الالتزام، بالإضافة إلى 10% فقط من قيمة الإنتاج.
ولكن على أثر نهضة الروح الوطنية في أمريكا اللاتينية وخصوصاً بعد سابقة تأميم بترول دولة المكسيك عام 1938، وتحت تأثير حوادث الحرب العالمية الثانية، أصدرت حكومة فنزويلا عام 1943 قانوناً ينظم صناعة البترول في البلاد. وقد ظل هذا القانون يحكم العلاقة بين الشركات المستثمرة وحكومة فنزويلا طوال خمسة عشر عاماً حتى عام 1958.
وقد نص هذا القانون على تحديد مساحة الأراضي موضوع الامتيازات البترولية وإنقاص مدة عقود هذه الامتيازات. كما ألزم الشركات المستثمرة بتكرير جزء من الزيت الخام في فنزويلا نفسها.
وتدعو خطة إدارة بوش الى زيادة اساسية في واردات النفط الأمريكية من المكسيك والبرازيل ودول الانديز. فالولايات المتحدة تأتي اصلاً بحصة كبيرة من نفطها المستورد من أمريكا اللاتينية - فنزويلا هي الآن ثالث اكبر مزود للنفط للولايات المتحدة (بعد كندا والسعودية)، والمكسيك هي رابع اكبر مزود وكولومبيا هي السابع - وتأمل واشنطن أن يزداد اعتمادها على هذه المنطقة مستقبلاً. ويلفت وزير الطاقة سبنسر ابراهام الى أن "الرئيس بوش لا يعترف بالحاجة الى زيادة كميات الطاقة المعروضة فحسب، بل بدور مهم يضطلع به النصف الغربي للكرة الاراضية في سياسة الطاقة للادارة".
ويشدد المسؤولون الأمريكيون في تقديمهم هذه الخطط الى حكومات المنطقة على رغبتهم في اقامة اطار للتعاون المشترك لتنمية إنتاج الطاقة. وقال ابراهام للمؤتمر الوزاري الخامس للطاقة في النصف الغربي للكرة الارضية في مكسيكو في 8 آذار :2001 "اننا إذ نتطلع الى المستقبل، ننوي التشديد على الامكانات الهائلة لتعاون إقليمي اكبر (...) هدفنا هو بناء علاقات مع جيراننا تساهم في امن الطاقة المشترك بيننا وفي وصول الى الطاقة مناسب ودائم وملائم بيئياً". واياً يكن هدف هذه التصريحات، فإنها تتجاهل الحقيقة الأساسية، وهي أن كل هذا "التعاون" انما يهدف الى ضخ كميات متزايدة من كذلك تشدد خطة بوش للطاقة على شراء كميات اضافية من نفط المكسيك وفنزويلا. وتقول أن "المكسيك هي مصدر رئيسي يمكن الاعتماد عليه لاستيراد النفط". وان "احتياطاتها الكبيرة، التي تزيد بنسبة نحو 25 في المئة عن احتياطاتنا، تجعلها مصدرا ممكناً لانتاج نفط اضافي طوال العقد المقبل". أما فنزويلا فمهمة جدا لخطط الولايات المتحدة لانها تملك احتياطات كبيرة من النفط العادي (ولا يتفوق عليها في ذلك سوى ايران والعراق والكويت والسعودية والامارات) ولانها تملك كميات كبيرة من النفط الثقيل - وهي مادة موحلة يمكن تحويلها نفطا عاديا بواسطة عملية تكرير مكلفة. وتشير الخطة الى أن "نجاح فنزويلا في جعل احتياطات النفط الثقيل مقبولة تجاريا يظهر أنها ستساهم جوهريا في تنويع الإنتاج العالمي من الطاقة وفي خليط مواد الطاقة الذي تعرضه الولايات المتحدة في المديين المتوسط والبعيد".
لكن جهود الولايات المتحدة لاستخراج كميات كبيرة من النفط المكسيكي والفنزويلي ستواجه صعوبة رئيسية. فنظرا الى التاريخ الطويل من النهب الاستعماري والامبريالي، اخضعت هاتان الدولتان احتياطاتهما النفطية لسلطة الدولة واقامتا حواجز قانونية ودستورية كبيرة في وجه اي انخراط اجنبي في إنتاج النفط المحلي. وفي حين أن الدولتين قد تسعيان الى الاستفادة من الميزات الاقتصادية لتصدير كميات اضافية من النفط الى الولايات المتحدة، فانهما ستقاومان على الارجح اي مشاركة متزايدة لشركات امريكية في صناعات النفط فيهما واي زيادة سريعة لاستخراج النفط. وهذه المقاومة ستكون ولا شك مصدر احباط للمسؤولين الأمريكيين الذين يسعون تماما الى هذه النتائج لذلك تدعو خطة الطاقة كلا من وزراء التجارة والطاقة والخارجية الى إقناع نظرائهم في أمريكا اللاتينية بازالة العقبات او تخفيفها امام زيادة الاستثمارات النفطية الأمريكية. وقد تتحول هذه الجهود موضوعا رئيسيا في علاقات الولايات المتحدة مع هاتين الدولتين.
ويرجح ايضا أن تكون اهتمامات الطاقة بارزة في علاقات أمريكا مع كولومبيا. فمع أن هذه الدولة معروفة اساسا بدورها في تجارة المخدرات غير الشرعية، فانها في الوقت نفسه منتج رئيسي للنفط وقد تضطلع مستقبلا بدور اكبر في خطط الطاقة الأمريكية. لكن الجهود لزيادة إنتاج النفط الكولومبي كانت تتعثر نتيجة هجمات متكررة تشنها مجموعات مسلحة معارضة للحكومة على منشآت النفط والانابيب. وبدعوى أن هذه المجموعات تؤمن الحماية لتجارة المخدرات، تساعد الولايات المتحدة بموجب "خطة كولومبيا" الجيش والشرطة في هذا البلد على قمع المقاتلين. وعلى رغم أن واشنطن لم تربط في اي لحظة هذه الجهود بسياستها للطاقة، فان المسؤولين الأمريكيين لا يساورهم اي شك في أن خفضا ملموسا لنشاطات المقاتلين سيسمح في النهاية بزيادة إنتاج النفط.

1 - السيطرة على نفط كولومبيا
أعلنت شركة " اكوبترول " الوطنية الكولومبية مؤخراً عن اكتشاف حقلا نفطيا كبيرا قد يكون الأكبر في تاريخ كولومبيا في الآونة الأخيرة ويحتوي هذا الحقل على 200 مليون برميل.
وقد واعلن رئيس الشركة ايساك يانوفيتش أن هذه الاحتياطيات قد اكتشفت على عمق 3ر7 كلم في اعقاب عمليات حفر جديدة في بئر جبل طارق 1، الذي تخلت عنه في مايو 2002 شركة اوكسيدنال بتروليوم (اوكسي) الأمريكية بالقرب من ساموري في جنوب ولاية نورت سانتاندر التي تبعد 300 كلم شمال شرق بوغوتا.
وقد أسالت هذه الاحتياطيات لعاب الإدارة الأمريكية التي لها مصالح حيوية في كولومبيا وهو ما جعل المساعدات الأمريكية تتدفق على كولومبيا تحت ستار محابة تجراة المخدارات وزراعتها ، ومحاربة المتمردون.
وقد نشرت الولايات المتحدة قوات في شرق كولومبيا في منطقة غنية بالنفط تعتبر معقلا للمتمردين الماركسيين.
وبدأت القوات الخاصة الأمريكية تدريب القوات الكولومبية على تقنيات مواجهة التمرد في مقاطعة أروكا.
ويحاول الجيش الكولومبي حماية أنبوب نفط هوجم 200 مرة خلال السنتين الأخيرتين فقط.
وتلك هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الجيش الأمريكي بهذه الطريقة المباشرة في الحرب الأهلية الكولومبية الممتدة منذ 39 سنة.
وتأتي هذه الخطوات التي يعتبرها البعض هامة بسبب العدوان على العراق وعدم استفادة قوات الاحتلال الأمريكية من نفط العراق وبعد العاصفة التي تتعرض لها فنزويلا وكل هذا زاد من الأهمية الإستراتيجية لنفط كولومبيا للولايات المتحدة ، والتي تعتبر الدولة العاشرة بين الدول التي تمول الولايات المتحدة بالنفط.
وأهم المساعدات التي حصلت عليها كولومبيا مؤخرا تلك التي تقدمها الولايات المتحدة لحماية أنبوب نفط كانو ليمون الذي يبلغ طوله 780 كيلومترا تأتي في إطار معونة أمريكية إلى كولومبيا مقدارها 98 مليون دولار.
ويمكن القول بإختصار أن الهدف المعلن حتى زمن قريب من التدخل العسكري الأمريكي هناك هو مكافحة تجارة المخدرات. لكن خلال الأشهر الأخيرة أضاف البيت الأبيض هدفين آخرين الى برنامج الدعم العسكري الأمريكي فيها وهما محاربة العنف السياسي و"الإرهاب" الذي تلجأ اليه الميليشيات وحماية أنابيب النفط التي تنقل البترول من الآبار الداخلية الى المصافي الواقعة على الساحل. ومن أجل تمويل هاتين الأولويتين الطارئتين طلبت إدارة بوش الى الكونغرس أن يوافق على زيادة حجم المساعدة العسكرية لبوجوتا، ومنها 100 مليون دولار مخصصة تحديداً لحماية أنابيب النفط.
فأياً تكن النيات الأساسية للزعماء الأمريكيين فإن الأولويات الثلاث هذه لدى الحكومة في مجال الأمن الدولي، أي تطوير القدرات العسكرية والتفتيش عن مصادر جديدة للنفط وما يسموه بالحرب على الارهاب، قد اندمجت لتشكل هدفاً استراتيجياً واحداً. والطريقة الوحيدة لوصف هذه النزعة الشاملة بالتحديد في الاستراتيجيا الأمريكية هي في القول بأنها تشكل هدفاً احادياً يمكن تلخيصه بأنه "الحرب من أجل فرض الهيمنة الأمريكية وتأمين منابع النفط هناك.

2 - السيطرة على نفط فنزويلا
تحتل فنزويلا منزلة متميزة داخل أوبك، فهي تمتلك من احتياطيات الزيت المؤكدة في نهاية 2001 نحو 78 مليار برميل، أو ما يعادل 7.4% من الاحتياطيات العالمية. وهي بذلك تحتل المرتبة السادسة بعد السعودية والعراق والإمارات والكويت وإيران. وبالإضافة لذلك تمتلك فنزويلا احتياطيات هائلة من الزيت الفائق الكثافة Extra heavy (أقل من درجة 10 API) الذي يوجد في حزام أورينكو Orinoco Belt وتقدر احتياطياته بنحو 270 مليار برميل وإن كانت اقتصادياته حاليا لا تسمح باستخلاص أكثر من 7% منها وبتكلفة مرتفعة. ولذلك استقر الرأي داخل أوبك على استبعاد إنتاج الخام الفائق الكثافة من الحصة المعتمدة لفنزويلا.
بذلك تعتبر فنزويلا واحدة من الدول الست التي سيكون بمقدورها تزويد العالم بما يقرب من نصف احتياجاته من البترول بحلول العام 2020 وبعد أن تكون احتياطيات الكثير من الدول المنتجة للبترول قد بدأت رحلة النضوب الطبيعي وصار إنتاجها عاجزا عن مواكبة الطلب العالمي المتزايد على البترول. وهذه الدول الست هي السعودية والعراق والإمارات والكويت وإيران وفنزويلا.
وعلى مدى السنوات الخمس 1996-2000 بلغت صادرات فنزويلا البترولية نحو 3.35 ملايين ب/ي في المتوسط موزعة بين 2.07 مليون ب/ي زيت خام و1.27 مليون ب/ي منتجات مكررة بنسبة 38% من إجمالي الصادرات.
وكل هذه الأرقام جعلت الولايات المتحدة هي السوق الأساسي والرئيسي للبترول الفنزويلي والأقرب إليها رغم ارتفاع تكلفة استخراجه عن الخيج العربي من 5 إلى 7 دولارات للبرميل الواحد ، وبالتالي فالبترول - وخاصة الزيت عالي الكثافة - الفنزويلي أحد الدعائم الرئيسية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة حالياً في واردتها من النفط .
ويتجه من تلك الصادرات إلى أسواق الولايات المتحدة، التي تعتبر أهم أسواقها، نحو 1.2 مليون ب/ي كمتوسط للسنوات الخمس موزعة بين 810 ألف ب/ي زيت خام و380 ألف ب/ي منتجات مكررة، وذلك فضلا عن وجود شركة بترول فنزويلية يقع مقرها الرئيسي داخل الولايات المتحدة وهى شركة Citgo. وإذ يتصف أغلب الزيت الفنزويلى بالكثافة العالية، فإن معظمه يكرر في المصافي الأمريكية الواقعة في الخليج الأمريكي الذي يبعد عن موانئ فنزويلا بمسافة تقطعها الناقلات في خمسة أيام، بينما تمتد تلك المدة إلى خمسة أسابيع
بدأ إنتاج البترول في أوائل عقد العشرينيات من القرن الماضي في حوض بوليفار الساحلي العملاق. وعلى الرغم من مضي نحو 80 عاما فإن إنتاج هذا الحوض ما زال يمثل نحو نصف الإنتاج البترولي في فنزويلا. وقد صدر أول قانون للبترول في فنزويلا عام 1943 ثم عدل عام 1967 لكي يشمل أول شركة بترول وطنية .
وقد ظلت فنزويلا منذ الثمانينيات، وبخاصة عقب إبرام "اتفاقية نافتا" بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تحاول استرضاء الولايات المتحدة لكي لا تستبعد من التوليفة الثلاثية التي جمعت الدول الثلاث، ولكي تحتفظ بنصيب مناسب في إمداد الولايات المتحدة بما تستورده من البترول سواء أكان في صورة زيت خام أم في صورة منتجات مكررة. ومن ثم تبنت فنزويلا منذ العام 1989 سياسة مؤداها فتح قطاع البترول للاستثمارات الأجنبية Apertura petrolera ، وخاصة الأمريكية .
وبعد هذه الأرقام التي تؤكد بكارة النفط الفنزويلي حيث بدأت المخططات الأمريكية بدعم التمرد في فنزويلا خاصة وأنها لا ترضى أن يجلس هوجو شافيز المعارض لسيياستها الخارجية على بحيرة النفط الفنزويلية ، فهذا يتعارض مع استراتيجياتها.
وعليه اتهم الرئيس شافيز الحكومة الأمريكية يوم 6 مارس, 2004 بدعم المحاولات الانقلابية فى فنزويلا.
وقال شافيز للسفراء الأجانب الذين استدعاهم إلى قصر الرئاسة "باسم الحقيقة علي أن أطلب من حكومة واشنطن رفع يدها عن فنزويلا". ولم يكن السفير الأمريكي موجودا ولكن نائبه كان حاضرا بدلا منه.
ودافع شافيز عن استعانته بقوات الجيش للسيطرة على الاحتجاجات العنيفة المناهضة لحكومته والتي أكد دعم واشنطن لها.
وأكد شافيز أن لديه أدلة على تمويل واشنطن لمحتجي المعارضة الذين أقاموا حواجز على الطرق واشتبكوا مع قوات الجيش خلال الأسبوع الماضي للمطالبة برضوخ شافيز لاستفتاء على حكمه هذا العام.

الخاتمة
اينما توجد منابع النفط يوجد جندي مشاة البحرية الأمريكية ، أو قواعد عسكرية تشرف على سرقة قوات الشعوب المغلوبة على امرها ، وحيثما خطط تفوح رائحتها الكريهة تللك هي حقيقة الاقتصاد الامريكي الذي شيريان حياته الاقتصادية النفط ثم النفط ثم النفط ، اذا ارتفع سنتاً أو انخفض سنتاً يثور الحاوي الأمريكي ، الذي يسعي بكل ما أوتي من ملكات السحر أن يوفر هذه الدماء السوداء ويؤمن تدفقها إلى المواطن الأمريكي ولا مانع أيضاً من تسيل دماء البشر السودان ، أو فنزويلا أو كل دول قزوين.
أمريكا تواجه بالفعل أزمة اقتصادية حادة تداد حدتها مستقبلاً ، فهي كما تخوضاً ما تسميه حرباً ضد الارهاب ، تخوض من خلف ستار حرباً أخرى لتأمين منابع النفط وتيسيير تدفقها إلى واشنطن .

المصدر

( الدراسة تعبر عن رأي صاحبها ولا يعني موافقة المدونة على كل ما ورد فيها )

المخطط الأمريكي للسيطرة على منابع النفط ( 6 )


ثالثا : المخطط الأمريكي للسيطرة على نفط المنطقة العربية

ففي شهر إبريل عام 1920 تم توقيع اتفاقية سان ريمو، وبمقتضاها تقرر وضع ممتلكات الخلافة العثمانية تحت وصاية كل من بريطانيا وفرنسا، حيث ظفرت بريطانيا بكل من العراق وشرق الأردن وفلسطين، وأخذت فرنسا سورية ولبنان. وتم تقسيم المنطقة إلى عدد من الإمارات.
ولعل أصدق تعبير عن تلك الأهمية ما ورد على لسان لورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا على أثر إعلان الهدنة، حين قال: "إن الحلفاء قد طفوا إلى النصر على بحر من البترول".
وما قاله القائد الألماني المشهور لودندورف: "إن افتقارنا إلى البترول كان في مقدمة العوامل التي أدت دورها في هزيمتنا".
وبعد اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية إلى وراثة الأمبراطوريات الكبرى الفرنسية والبريطانية وظهور النفط في المنطقة العربية أكبر خزانات البترول في العالم تحرك الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على لمنطقة بنفطها .
وقد مارست الولايات المتحدة ضغوطاً كثيفة على فرنسا وبريطانيا على أثر توقيع اتفاقية سان ريمو حيث تقدمت الحكومة الأمريكية بعدة مذكرات شديدة اللهجة إلى الحكومتين البريطانية والفرنسية تحذرهما من استبعاد المصالح الأمريكية في عملية اقتسام بترول الشرق العربي.
كما هدَّد وزير الخارجية الأمريكية بإثارة إجراءات الوصاية بما فيها عملية اقتسام بريطانيا وفرنسا لأراضي الشرق العربي وتمزيقها إلى دويلات صغيرة حتى تتمكن الدولتان من إحكام سيطرتهما على دول المنطقة.
على هذا النحو، ظلت صناعة البترول العالمية لفترة من الزمن في قبضة عدد قليل من شركات البترول الكبرى. وقد بلغ عدد هذه الشركات سبع هي:
خمس شركات أمريكية: إكسون، موبيل، سوكال "شيفرون"، تكساكو، جلف.
شركتان أوروبيتان: شركة شل "وهي هولندية بريطانية وتمثل المصالح الهولندية 60 % من رأس المال والمصالح البريطانية 40%". والشركة البريطانية British Petroleum "وتمتلك الحكومة البريطانية 51% من رأس المال".
وأحياناً تضاف الشركة الفرنسية للبترولC F P وتمتلك فيها الحكومة الفرنسية قدراً كبيراً من رأس المال.
وقد بلغت سيطرة هذه الشركات الثماني حداً بحيث تكاد تكون شبه تامة على صناعة البترول، وذلك حتى الخمسينات من هذا القرن. ففي عام 1950 أنتجت هذه الشركات كل البترول الذي تم إنتاجه خارج شمال أمريكا والدول الشيوعية السابقة.

1 - السيطرة على نفط الخليج
أكد تقرير الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدِّرة للبترول "أوابك" عام 1989 على
أن احتياطيات دول الخليج النفطية تفوق نسبة 60% من الاحتياطيات العالمية، حيث قُدِّرت قيمتها بأكثر من 600 مليار برميل:
بلغت احتياطيات السعودية 255 مليار برميل.
والعراق 100 مليار برميل.
والإمارات 98 مليار برميل.
والكويت 95 مليار برميل.
وبالمقارنة، كان أكبر احتياطي نفطي خارج منطقة الخليج وهو الاحتياطي السوفيتي، لا يتجاوز 60 مليار برميل، والاحتياطي المكسيكي لا يزيد عن 50 مليار برميل. في حين انخفض احتياطي الولايات المتحدة إلى أقل من 26 مليار برميل، وقدِّر احتياطي بحر الشمال بحوالي 17 مليار برميل، واحتياطي كندا بحوالي 6 مليارات برميل.
وبحساب أرقام تقييم احتياطيات النفط، وعلى أساس معدلات الإنتاج اليومية، فإن مخزون النفط في الولايات المتحدة ـ الذي يمثل نسبة 4.6% فقط من الاحتياطي العالمي ـ قد ينفد خلال 9 سنوات.
وفي حالة دول الاتحاد السوفيتي السابق ـ يصل نحو 21.9% من الاحتياطي العالمي ـ يكفي المخزون لمدة 13 سنة فقط.
بينما احتياطي النفط في أوروبا الغربية ـ الذي يُقدّر بـ 2.6% من الاحتياطي العالمي ـ يُعد متواضعاً جداً قياساً لحاجاتها وازدياد استهلاكها السنوي. أما اليابان فإنها دولة مستوردة للنفط كلية.
وعلى الرغم من أهمية نفط المكسيك وفنزويلا للولايات المتحدة والغرب، فإن مخزون أمريكا اللاتينية لا يتعدى 13% من الاحتياطي العالمي. كما أن التوسع الصناعي في دول أمريكا اللاتينية كالبرازيل والأرجنتين وشيلي، يزيد حاجتها إلى النفط في المستقبل المنظور.
أما مخزون دول الخليج، الذي يمثل ثلاثة أضعاف مخزون أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية. فإنه يتميز بأهمية كبرى سواء من ناحية الحجم أو العمر.
فمخزون النفط في السعودية النسبة 23.7 % من الاحتياطي العالمي المدة يكفي لما يزيد عن 140 سنة .
ومخزون النفط في الكويت 13.1 % يكفي لنحو 168 سنة
ومخزون النفط في العراق 6.7 % يكفي لما يزيد عن 96 سنة
ومخزون النفط في الإمارات 6.6 % يكفي لنحو 145 سنة
هذا إضافة إلى مخزون قطر وعمان والمنطقة المحايدة بين السعودية والكويت والاكتشافات المحتملة.
وبعد كل هذه الأرقام التي تثير كوامن الاجرام والتخطيط له في جوف الوحش الأمريكي بدأت المخططات الأمريكية بالسيطرة على نفط الخليج عبر انشاء القواعد العسكرية وعقد الاتفاقات حيث أن منطقة الخليج بها وحدها ثلثي احتياطيات العالم من النفط، وتنتج أكثر من ربع إنتاجه اليومي. ولأهميته وضع فى مشروع السيطرة على منابع النفط في الخليج فى أواخر السبعينات وخاصة بعد أزمة النقط الشهير إبان حرب أكتوبر المجيدة في شهر سبتمبر.
وفي شهر يناير من عام 1975 نشرت صحيفة كومنتري التي يصدرها المحافظون الجدد الذين يسيطرون الآن على مجريات الأمور في البيت الأبيض مقالة تقترح غزو السعودية وذلك كحل لمشكلة الغرب الأزلية ولمشاكل الولايات المتحدة الاقتصادية من استغلال النفط إلى آخرة"
ويضيف :" إن الذين عملوا والذين يعملون حالياً في الحكومة الأمريكية ومن ضمنهم كيسنجر ـ الذي كان جادّاً في موضوع احتلال آبار النفط في عام 1975 ـ لا بد أنهم يرون الآن عدم ترك هذه المصادر غير العادية بعد أن أصبحت تحت سيطرتنا".
ومن أهم وثائق الكونجرس الأمريكية حول السيطرة على البترول الأمريكي "خطة تأمين منابع النفط " التي تم إعدادها عام 1975، وساهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية في وضعها موضع التنفيذ، فقد قام الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" بوضع نواة وهيكل بناء قوة الانتشار السريع الأمريكية اللازمة لوضع الإستراتيجية موضع التنفيذ،
الذي دفع الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" للإعلان في 23 يناير 1980 في خطاب له أمام الكونجرس الأمريكي عن نظرية أمن صريحة بالنسبة لمنطقة الخليج تضع كافة الدراسات والوثائق والمناقشات التي تمت سواء في لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأمريكي أو في جلسات الاستماع للجنة الفرعية للسياسة الاقتصادية الخارجية التابعة للجنة الشئون الخارجية بنفس المجلس موضع التنفيذ؛ والتي عرفت بمبدأ كارتر، الذي ينطوي على شقين أحدهما شق سياسي، أعلنه الرئيس كارتر رسميًّا؛ فقال: "إن أي محاولة من جانب أي قوى للحصول على مركز مسيطر في منطقة الخليج سوف تعتبر في نظر الولايات المتحدة هجومًا على المصالح الحيوية بالنسبة لها، وسوف يتم رده بكل الوسائل بما فيه القوة المسلحة". تنفيذ الخطة هذا وقد تحدد الهدف الإستراتيجي لاستخدام القوة المسلحة الأمريكية بعد دراسة العديد من الاختيارات الأخرى للاستيلاء على منطقة حقول النفط الرئيسية الواقعة بالمنطقة الشرقية الممتدة بمحاذاة الخليج العربي، وتأمين تدفق أهم حقول النفط السعودية والتسهيلات المصاحبة لها، والاحتفاظ بها أو السيطرة غير المباشرة عليها. وتشمل منابع النفط والتسهيلات المصاحبة لها "أربعة حقول" نفطية متفرقة ونقاط الاختناق في مناطق "دارعين، وبقبق، والظهران، والقطيف"، إضافة إلى "مجمع رأس تنورة، وجويمة، وميناء الدمام، وقاعدة الظهران الجوية، ومضيق هرمز".
ثم ساهم الرئيسي الأمريكي "رونالد ريجان" بالجزء الأكبر من بنائها والتخطيط استخدامها،
وفي 1990 نشرت صحيفة لوث إنجلوس تايمزمقالة للسفير السابق في السعودية جيمس إكنـز بعنوان (الآن ومع وجود القوات الأمريكية حول حقول النفط هل ندع الفرصة تفوتنا؟
وصلت المخططات إلى ضروة غزو الخليج العربي وبالفعل اعطي العراق الضوء الأخضر لغزو الكويت 2 أغسطس 1990، والتي كان سببها المعلن النفط ثم العدوان الأمريكي على العراق واحتلال الخليج بآباره النفطية .
وعندما سئل بوش الأب في حرب الخليج الثانية (كيف ترسل أمريكا أبناءها من أجل شيوخ النفط المستبدين؟ فأجاب نحن ذهبنا من أجل شيوخ أمريكا ومصالحها وليس من أجل شيوخ النفط).
وأصبحت الولايات المتحدة منذ حرب الخليج الثانية تملك وجودا عسكريا مباشرا في منطقة الخليج العربي.وأصبح إستكمال بسط الهيمنة الأمريكية على المنطقة .

2 - المخطط الأمريكي للسيطرة على النفط السعودي
من ناحية استراتيجية هامة يعتبر النفط بشكل عام والنفط السعودي بشكل خاص النفط السعودي أحد أركان القوة العسكرية الأمريكية في هذا العصر منذ بداية الحرب العالمية الثانية ، شرعت الولايات المتحدة في زيادة فعالية جهازها العسكري ، بما يتلاءم والدور الواسع الذي ينتظر لهذا الجهاز أن يلعبه في إطار الخطة الأمريكية لصنع إمبراطورية على امتداد الكرة الارضية ، وفي هذا العصر أصبحت القوات الأمريكية ، قوة عالمية بكل معنى الكلمة ، ففي كل منطقة من مناطق التوتر ، وفي كل بقعة تضم مصالح امريكية ، هناك جيش كامل يقف على أهبة الاستعداد للتدخل في حالة الحرب ، أو لتعديل ميزان القوة لصالح الولايات المتحدة في زمن السلم ، ويحيط بالشرق الأوسط على سبيل المثال حشد عسكري يمكن اعتباره نموذجا للانتشار العالمي للقوات الأمريكية ، ففي مياه المتوسط يرابط بصفة دائمة الاسطول السادس الذي يضم حاملة طائرات واحدة على الأقل تحمل على متنها ما بين 70 ـ 90 طائرة مقاتلة أو قاذفة إضافة إلى طائرات النقل والاستطلاع ، كما يضم الاسطول مدمرتين تحملان خمسة آلاف من مشاة البحرية ( المارينز) ، وخمس غواصات نووية إضافة إلى سفن الحراسة والتموين والانزال ، والقوارب الصاروخية ، وفي مياه المحيط الهندي إلى الجنوب من المنطقة تبحر سفن الأسطول السابع التي تضم عدة مدمرات وغواصات ، حاملتي طائرات على متنهما ما مجموعه 180 طائرة .
جدول (11)
بعض الأسلحة ذات الاستهلاك المرتفع من الوقود التي يستعملها الجيش الأمريكي
طائرات حاملات طائرات سفن الحربية غواصات
الاسطول الثاني (المحيط الأطلسي)
الأسطول الثالث (المحيط الهادي)
الاسطول السادس (البحر المتوسط)
الاسطول السابع (المحيط الهندي)
القوات الأمريكية في أوروبا
القوات الأمريكية في الباسيفيك
قوة العمل البحرية في المحيط الهندي
القوات المسلحة في الأراضي الأمريكية 720
غ . م .
94
262
754
1125
180
4212 6
3
1
1
غ. م .
غ . م .
2
7 103
80
14
21
20
140
17
47 41
20
5
5
غ . م .
غ . م .
2
غ . م .
المصدر : قوات التدخل الأمريكية ص 66 .
وعلى هذا الأساس جرى طبخ المخططات الأمريكية للسيطرة على النفط السعودي منذ قيام المملكة العربية السعودية ففي عهد الرئيس “روزفلت “ جرى ضغط شديد على رئيس الوزراء البريطاني “ونستن تشرشل “ من أجل حصول الولايات المتحدة على نصيب أكبر في نفط الخليج ، وخاصة نفط ثم بعث الرئيس روزفلت لجنة رئاسية إلى الشرق الأوسط ، زارت كل من السعودية ، والعراق ، وإيران ، والكويت ، والبحرين ، وقطر، وعند عودتها قدمت تقريرها إلى الرئيس “روزفلت “ والذي بدأ بالعبارة التالية :
{ إن بترول الشرق الأوسط هو أعظم كنز تركته الطبيعة للتاريخ ، وأن التأثير الاقتصادي ، والسياسي لهذا الكنز سوف يكون فادحاً } .وعندما سأل وزير الخارجية “جيمس بيرنز” الرئيس روزفلت ما هي الحصة يا سيادة الرئيس التي ينبغي أن نسيطر عليها من بترول الشرق الأوسط ؟ سكت الرئيس روزفلت برهة ثم أجابه قائلاً :
{لا اقل من 100 % }
وكتب “ هارولد إكس “ إلى روزفلت يقول :
{إن الشرق الأوسط مجرة كونية هائلة من حقول البترول ، لا يعرف أحد نظيراً لها في الدنيا ، وأن السعودية هي شمس هذه المجرة ، فهي أكبر بئر بترول في الشرق الأوسط، وأن الظروف فيها مناسبة ، حيث فيها الملك عبد العزيز آل سعود يريد شيئين ، المال وحماية العرش ، وإن على الولايات المتحدة أن تقوم بتأمين ذلك ، وبالفعل فقد تم ترتيب الأمر مع الملك عبد العزيز عندما التقاه الرئيس “روزفلت” على ظهر الطراد الأمريكي “كويني “ في البحيرات المرة ، وسط قناة السويس ، وحصلت أمريكا على نفط السعودية ، بموجب الاتفاق بين الملك وشركة “أرامكو “المؤلفة من أربعة شركات نفطية هي “نيوجرسي “ و” تكساسكو “ و “ سوكال “ و “سكسوني “ بنسب متساوية .
أما الرئيس الأمريكي “ جيمي كارتر “ فقد أعلن أمام الكونجرس في 23 كانون الثاني 1980ما عرف آنذاك “بمبدأ كارتر “ حيث قال :
"إن أي محاولة من جانب أي قوى للحصول على مركز سيطرة في منطقة الخليج سوف يعتبر في نظر الولايات المتحدة كهجوم على المصالح الحيوية بالنسبة لها ، وسوف يتم رده بكل الوسائل ، بما فيها القوة العسكرية ".
ومع الحاجة المتنامية للولايات المتحدة بالنسبة للبترول ، وقابلية الإنتاج المرتفعة في السعودية ، وضخامة الاحتياطي ، وانخفاض تكاليف الاستثمار، إضافة إلى الظرف السياسي المساعد الذي يسود العلاقات بين واشنطن والرياض ، دفع بالإدارة الأمريكية إلى تركيز جهودها على إبتكار آليات خاصة للسيطرة على البترول السعودي من خلال السيطرة على الإدارة السياسية لهذه البلاد .

ومن أبرز الادوات لأمريكية للسيطرة على النفط السعودي

1 - شركة أرامكو
شركة أرامكو الأمريكية هي الشركة التي مكنت الولايات المتحدة الأمريكية من وضع يدها على النفط السعودي ويعود تاريخ شركة آرامكو إلى 29 مايو سنة 1932، ويرتبط بمجموعة من مشاهير الاستعماريين المحترفين، ففي ذلك التاريخ فضل عبد العزيز آل سعود منح امتياز البترول في بلاده للأمريكيين بدلاً من الانجليز، ورجح عرض شركة (ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا) الأمريكية لاذي تقدم به (كرين وتويتشل).
وفي سنة 1936 أصبحت شركة تكساس (تكساكو حالياً) تمتلك نصف شركة (كاسوك) التي غيرت اسمها إلى أرامكو (Arabian American Oil Company) ابتداء من عام 1944.
وفي سنة 1938 م ظهر النفط بصورة تجارية في الدمام في منطقة أطلق عليها اسم (المنطقة الجيولوجية العربية)، وبدأ تصديره في مايو سنة 1939.
وفي سنة 1948 حصلت شركتان أخريان من شركات الزيت الأمريكية الكبرى على حصص في أرامكو، فأصبحت حصة (سوكال)، بموجب الترتيب الجديد 30% ، وحصة كل من (أكسون) و(تكساكو) 30% ، وحصة (موبيل) 10 %.
وفي عام 1973 م وبعد اتجاه دول الأوبك إلى تصحيح العلاقات غير المتكافئة مع شركات النفط، حصلت الحكومة السعودية على 25 % من حقوق الامتياز وملكية المرافق والانتاج، وزادت حصتها إلى 60% سنة 1974. وعبر مسارها التاريخي حافظت أرامكوا على بعدين اقتصاديين يضمنان لها استمرارية القدرة على التأثير في سياسات المنطقة.
اضافة إلى كون أرامكو تسيّر سياسة الحكومة الأمريكية في الشرق الأوسط، فانها كانت قوة فاعلة ومؤثرة على مستوى السياسة الداخلية للنظام السعودي ومجال علاقاته الدولية، فهي وبحكم كونها شركة نفطية تتعامل مع أهم مصدر للنظام، كان لها من القوة ما لم يكن لأي شركة أو حتى حكومة، لدرجة أنها كانت أبرز المؤثرين في التعيينات للوظائف ذات الطابع السياسي، وقد اعترف بذلك عضو مجلس الشيوخ الأمريكي (هانز بينجيك وبيك ريتشاردسون) بقولهما: "أن العديد من الذين وصلوا إلى سدة الحكم كان للولايات المتحدة الأمريكية ولأرامكو اليد الطولي في وصولهم، وهؤلاء يعتبرون أن الولايات المتحدة هي أقرب حليف لهم.
وحينما سئل الملك فهد عام 1981 ، وكان لا يزال يومذاك وليا للعهد ، عن هذا الموضوع ، أجاب باقتضاب : " أن المباحثات جارية بين الحكومة والشركة في سبيل التملك " ، وإذا سئل المسؤولون الحكوميون عن جوهر تلك العلاقة ، فانهم غالبا ما يتحدثون بغموض عن " علاقة حسنة " ، و " تبادل منفعة " وأحيانا عن " خضوع أرامكو لقرارات الحكومة " لكن الحقيقة ، أن الشركات البترولية الكبرى في العالم ، وبينها الأربع المالكة لأرامكو ، تعتبر نفسها أكبر من حكومة بمفردها ، أنها كما اعتبرت من قبل وزارة الخارجية الأمريكية " شكل من أشكال الحكومة المتمعة بالاستقلال الذاتي ، والمفوضة بصياغة الدبلوماسية الأمريكية في البلدان المنتجة للبترول " أنها ـ بالنظر إلى قوتها الضاربة ، وتأثيرها على صناعة القرار السياسي في حكومات الدول العظمى ، فضلا عن الدول الصغيرة ـ تبدو كما لو كانت شكلا من أشكال الحكومة العالمية التي تحدث عنها بعض الفلاسفة .

2- الاتفاقات العسكرية السعودية ـ الأمريكية
عملت الاتفاقات العسكرية الأمريكية دوراً رئيسيا للتواجد الأمريكي على الأراضي السعودية لحماية مصالحها النفطية في المملكة . ومن أبرز هذه الاتفاقات.

اتفاقية عام 1944:
وبموجبها وصلت في مارس عام 1944 للسعودية 1600 بندقية و350 ألف طلقة ذخيرة، وأعقبها في ابريل 1944 وصول بعثة تدريب عسكرية امريكية مؤلفة من 12 رجلاً بقيادة الكولونيل جاريت شومبر.

اتفاقية عام 1945:
وبموجبها سمحت السعودية للمواطنين الأمريكيين بالاشتراك في النشاطات التي لم يكن مسموحاً بها لرعايا أي قوة عظمى أخرى. وعلى أثر ذلك وافقت السعودية على مقترح امريكي لبناء قاعدة في الظهران دون شروط مسبقه من السعودية.
اتفاقية عام 1947
وفي 23 يونيو عام 1947 تم التوقيع رسمياً على الاتفاق الذي يسمح لأول مرة بوجود قاعدة لدولة أجنبية في الجزيرة العربية. وقد تم تجديد هذه الاتفاقية عام 1949 وعام 1951.

اتفاقية الفانتوم
بعد التغيير الذي حدث في اليمن في 26 سبتمبر عام 1962 وسقوط حكم الامامة توجس النظام السعودي الخوف مما حدث الامر الذي اضطره إلى طلب المساعدة العاجلة من الإدارة الأمريكية التي ارسلت له على وجه السرعة سرباً من طائرات الفانتوم "اعارة" إلى السعودية.

اتفاقية تحديث الحرس الوطني:
نتيجة لطوق الخوف الذي طوق النظام منذ سيطرته على البلاد فقد تم عقد اتفاقية بتاريخ 19 مارس 1973 لتحديث الحرس الوطني

اتفاقية الدفاع المشترك:
كان من نتائج حرب اكتوبر عام 1973 أن الشعوب العربية والاسلامية ادركت أن الانظمة التي تدير القرار السياسي في المنطقة تكون قراراتها مرتبطة بالقرار الغربي وخاصة الإدارة الأمريكية. ونتيجة لذلك وقع الامير فهد في 8 يونيو 1974 اتفاقية شاملة تعكس حجم تسليم النظام للادارة الأمريكية.

3 - السيطرة على نفط العراق
مر العراق العائم على بحيرة نفطية بتاريخ من الاستعمار لنهب ثرواته وتعاقبت على احتلاله الامبراطوريات الامبريالية وذلك بسبب الموقع الجغرافي للعراق وأهمية كبرى ، حيث يقع على رأس الخليج العربي، والذي يكوّن مع بقية دول الخليج أكبر مخزن للطاقة في العالم أجمع ، كما يمثل العراق حلقة الاتصال بين أوربا ومنطقة المحيط الهندي ، التي كانت واقعة تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية ، ولذلك وجدنا إمبرياليو الدول الأوربية بشكل عام، وبريطانيا وألمانيا بشكل خاص ، يسعون بكل طاقتهم إلى مد سيطرتهم على العراق منذ أوائل القرن الماضي، وكان التنافس على أشده بين بريطانيا وألمانيا.
فقد سعت ألمانيا إلى ربط العراق ، ومنطقة الخليج بخط قطار الشرق السريع ، في محاولة لتمهيد الطريق إلى مد سيطرتها على اكبر مستودع للنفط في العالم ، لكن جهودها لم تتحقق بعد أن خسرت الحرب العالمية الأولى ، وتقدمت الجيوش البريطانية إلى هذه المنطقة ، وبسطت سيطرتها الكاملة عليها ، وهكذا وقع العراق تحت نير الاحتلال البريطاني في أواخر العام الأول ، وبداية العام الثاني للحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914 .
ورغم رفض الشعب العراقي لقوات الاحتلال البريطانية، واندلاع ثورة العشرين، واضطرار بريطانيا إلى تأسيس ما سمي بالحكم الوطني ، والإتيان بالأمير فيصل ابن الحسين ملكاً على العراق ، إلا أن سيطرة بريطانيا على مقدرات العراق عسكرياً واقتصادياً ، وسياسياً ، استمرت عبر أشكال جديدة أخرى . فقد اكتفت بريطانيا بقاعدتي الحبانية الواقعة شمالي بغداد ، والشعيبة الواقعة قرب البصرة ، إضافة إلى قاعدة الرشيد في بغداد ، محتفظة بقوات جوية وبرية فيها، فيما شددت قبضتها على مقدرات العراق عبر المستشارين العسكريين ، والسياسيين ، والاقتصاديين ، والثقافيين، وكان هؤلاء المستشارين هم الحكام الحقيقيون للبلاد ثم بدأ بدأ التنافس الأمريكي البريطاني على منطقة الخليج في واقع الأمر منذُ عام 1920، ثم ونظرت أمريكا إلي العراق ونفطه وطلبت من بريطانيا في مؤتمر [ سان ريمو] بضرورة مشاركتها بنفط الخليج ، لكن بريطانيا رفضت ذلك رفضاً قاطعاً في ذلك الوقت ، مما حدا بالرئيس الأمريكي [ ودرو ولسن] إلى إرسال رسالة إلى الحكومة البريطانية يقول فيها : {إنكم تريدون ممارسة نوع من الاستعمار ، اصبح موضة قديمة }.
وبالفعل تحركت المخططات الأمريكية للسيطرة على منابع النفط العراقي .
فالعراق يحتل نفط العراق المركز الثاني من حيث الاحتياطي العالمي بعد السعودية.
والعراق المخزون الحقيقي أعلى بكثير من الأرقام المتداولة، مع جودته العالية.
و احتمالات الاكتشاف الجديدة هائلة، مع قلة التكلفة الانتاجية.
و التوقعات ترشحه كآخر نفط ينضب في العالم.
والمحصلة النهائية تؤكد أن السيطرة على العراق تعني التحكم فيما يقارب نحو ربع اجمالي احتياطي النفط العالمي، ثم إن العراق بموقعه الاستراتيجي يجعل من يسيطر عليه يكون على مرمى حجر من ثلثي الاحتياطي العالمي للنفط الذي يتركز في الخليج العربي.
ولعل ذلك يضمن للولايات المتحدة تحقيق أكثر من هدف جزئي في سياق هدفها الأساسي: ـ السيطرة على نفط العراق تقلل من اعتماد واشنطن على النفط السعودي.
ـ السيطرة على ثروة نفطية بهذا الكم تساعد على التحكم في أسعار النفط، ومن ثم الحد من تأثير «أوبك»، وربما في النهاية تنجح في تحطيمها!! أو على الأقل تهميشها كمرحلة أولى.
ـ التأثير بقوة في المصالح الاقتصادية للقوى الطامحة في لعب دور في النظام الدولي، عبر التحكم في امداداتها من النفط الخليجي.
هذا بالإضافة إلى أن اللوبي النفطي الذي يسيطر على الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية يخطط للسيطرة على نفط العراق لصالح الشركات الأمريكية وهو ما أكده الواقع فمع دخول الغزاة بغداد كانت وزارة النفط الوزارة الوحيدة التي قامت بحمايتها قوات الاحتلال الأمريكي وكان تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، قد نقل عنه قوله للرئيس العراقي صدام حسين " انه يجلس علي 10 في المئة من احتياطي البترول في العالم، ولديه ثروة هائلة وترك يعمل علي هواه ".
ونفس الامر يقال عن جورج بوش الذي لديه اجندته النفطية الخاصة. ويتوقع انه حالة حدوث تغيير في النظام العراقي فان شركات النفط الأمريكية مثل ايكسون سيكون لها نصيب الاسد من هذا الاحتياطي العراقي .
ذكر تقرير في صحيفة نيوزداي أن فصيلا في البيت الأبيض دفع بأنه إذا ما تولت حكومة عسكرية أمريكية مؤقتة مقاليد الامور في العراق، فإن عليها أن تعمل أولا على تأمين منشآت النفط العراقية وأن تستولي على البترول وصفه (غنيمة حرب) وهو ما لم تكنه .
فالعراق يمتلك 115 مليار برميل من احتياطي النفط ثاني أكبر احتياطي عالمي. و يؤكد الخبراء أن يكون المخزون الحقيقي للنفط في العراق أكبر من ذلك بمراحل عديدة , إذ أن الإمكانات النفطية الحقيقية في البلاد لم تكتشف بعد بسبب دخول العراق في حروب متصلة (إيران و الكويت) و عقوبات اقتصادية لسنوات عديدة. فمنطقة الصحراء الغربية للعراق المحاذية للمملكة العربية السعودية و الأردن مازالت أرضا بكر من كل تنقيب عن النفط فيها.و حسب تقديرات المعهد الفرنسي للنفط , وهو مؤسسة أشرف على تكوين عدد من المهندسين العراقيين, فإن الأحواض الرسوبية لهذا الشريط يمكن أن تحتوي لوحدها على 200 مليار برميل من النفط الخام.
فقد قال وزير النفط السابق عامر الرشيد العام الماضي أن من أصل 73 حقلا تم اكتشافها حتى الآن , فإن 24 حقلا فقط هي التي تنتج فعلا. و عموما فإن حوالي 2000 بئر فقط هي التي تم حفرها في العراق(أما العدد المنتج منها حاليا فهو في حدود 1500 إلى 1700 بئر) هذا مقارنة مع حوالي مليون بئر في تكساس مثلا.
و يأتي غالبية النفط العراقي الخام من أكبر حقلين في البلاد هما الرميلة و كركوك. ويقع حقل الرميلة في الجنوب و يمتد إلى مسافة قليلة داخل الأراضي الكويتية و يشتمل على حوالي 663بئرا و ينتج ثلاثة أنواع من النفط هي:البصرة العادي,و البصرة المتوسط, و البصرة الثقيل. أما حقل كركوك الذي اكتشف لأول مرة في عام 1927 فيحتوي على 337 بئرا. وتقع حقول النفط العراقية المهمة على طول الحدود مع إيران , من المنطقة الكردية في كركوك و الموصل في الشمال و حتى منطقة البصرة في الجنوب مرورا ببغداد في الوسط.

نفط العراق قبل غزو الكويت
قبل الغزو العراقي للكويت وصل الإنتاج النفطي العراقي في يوليو عام 1990 إلى 3,5 مليون برميل يوميا . و لفترة الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2002, كان إنتاج العراقي يتراوح في حدود 2,02 مليون برميل يوميا نزولا من حوالي 2,45 مليون برميل يوميا في عام 2001, و2,69 مليون برميل يوميا في عام 2000. ولقد بلغ الإنتاج الشهري للنفط العراقي أدنى مستوى له في شهر أبريل 2002 بحدود 1,2 مليون برميل يوميا, ووصل أعلى مستوى لف في شباط 2002 بحدود 2,5 مليون برميل يوميا. فالعراق ليس بمقدوره الآن إنتاج أكثر من 2,5 مليون برميل يوميا أو 2,8 مليون . و هذه لا تشكل سوى نسبة 3% من حاجة السوق العالمية, و هي النسبة عينها التي تنتجها بالكاد نيجيريا.
وتقول دراسة عراقية أعدت عام 1996 , إن كلفة المشاريع الضرورية لزيادة قدرة إنتاج النفط العراقي يمكن أن تبلغ 35 مليار دولار لكي تتحقق زيادة تصل إلى 3,5 مليون برميل يوميا. لكن مصادر أخرى تقدر هذه التكاليف بنحو7 مليارات دولار خلال مدة أدناها ثلاث سنوات و يصبح العراق مصدرا ل3,5 ملايين برميل يوميا. و تضيف هذه المصادر أن زيادة أخرى على هذه التكاليف بقيمة 20 مليار دولار يمكن أن تجعل العراق قادرا على إنتاج 6 ملايين برميل يوميا حتى عام 2010.ويجمع الخبراء أن إعادة تأهيل الحقول العراقية لكي تصل إلى مستوى إنتاج تتراوح بين 4,5 مليون برميل يوميا و 6 ملايين برميل يوميا , يتطلب ضخ 20 مليار دولار كاستثمارات في البنية الأساسية النفطية, لاسيما أن الحقول العراقية تتميز بقربها من سطح الأرض و بالتالي قلة تكلفة الإنتاج و تحقيق عائدات ضخمة مهما كان سعر النفط في الأسواق العالمية.

نفط العراق الأهم بالنسبة للولايات المتحدة
وقد كشف الرئيس الأمريكي "بوش" الأب " في خطاب له يوم 12 سبتمبر 1990 عن ذلك بقوله:
"إن العراق يسيطر على 10% من احتياطي النفط العالمي، ويسيطر مع الكويت على ضعف هذه النسبة. وإذا سُمح للعراق بابتلاع الكويت، ستكون له القوة الاقتصادية والعسكرية والغطرسة لتهديد جيرانه الذين يسيطرون على نصيب الأسد من النفط العالمي. ولا نستطيع ولن نسمح لشخص (…) بالسيطرة على مورد حيوي كهذا .
وكان وزير الطاقة الأمريكي الأسبق «جون هارنجتون» قد أعلن في عام 1987 أن العراق يعوم على بحيرة من النفط وأن احتياطياته ربما تفوق الاحتياطيات السعودية الضخمة التي تبلغ نحو ربع الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط، وفي هذه الحالة اذا استطاعت الولايات المتحدة السيطرة على العراق ونفطه من خلال الغزو ووضع حكومة عميلة هناك، فإنها يمكن أن تتحكم في حجم الإنتاج العالمي من النفط من خلال مضاعفة حجم الإنتاج العراقي، ويمكنها بالتالي أن تعمل على خفض أسعاره بشكل كبير بما يحقق مصالحها كأكبر دولة مستهلكة ومستوردة للنفط في العالم حتى لو أدى ذلك الى تدهور اقتصادي يصل الى حد الكارثة بالنسبة للدول المصدرة الرئيسية للنفط، وبالذات الدول التي تعتمد على النفط بشكل كامل تقريبا في تحقيق دخلها وضمان مستويات معيشية عالية لمواطنيها مثل دول الخليج.
وقد ازاد استهلاك الولايات المتحدة من النفط الخام العراقي بنسبة 24 في المئة في يناير 2002 ، رغم استعدادات إدارة الرئيس جورج بوش لشن حرب تقول إنها لا علاقة لها بالنفط.
وتحولت الشركات الأمريكية بسرعة إلى الخام العراقي لتعويض النقص الناجم عن إضراب فنزويلا المستمر منذ شهرين قبل بداية العدوان على العراق والذي أدى إلى خفض إمداداتها للأسواق العالمية. وساعدت زيادة الإمدادات العراقية المصافي الأمريكية على التعامل مع الانهيار المفاجئ في الإمدادات من فنزويلا التي تراجعت صادراتها إلى نحو 30 في المئة من المستويات المعتادة.
وقالت مصادر من قطاع النفط إن الولايات المتحدة حصلت في يناير على 15,1 مليون برميل يوميا في المتوسط من الخام العراقي، أي ما يعادل 13% من إجمالي وارداتها من النفط ارتفاعا من 925 ألف برميل يوميا في ديسمبر 2002.
وتشتري الشركات الأمريكية الخام العراقي عبر شركات وسيطة تحت إشراف الأمم المتحدة ثم تعيد بيعه للمصافي الأمريكية. ومنذ أن ألغى العراق الرسوم الإضافية في سبتمبر 2002 زادت الشركات الأمريكية باطراد مشترياتها من النفط العراقي رغم التهديد بإحتلال العراق وارتفع نصيب الولايات المتحدة من صادرات النفط العراقي الرسمية بمقتضى اتفاق مبادلة النفط بالغذاء إلى 67 في المئة من 58 في المئة من الامدادات العراقية في ديسمبر2002.
وكشفت صحيفة «نيوزداي» الأمريكية الجمعة 10-1-2003 أن مسئولين أمريكيين قدموا اقتراحات للإدارة الأمريكية تدعو لاستخدام عائدات النفط العراقي في تغطية تكاليف الحرب الأمريكية الوشيكة ضد العراق. ونقلت الصحيفة عن مايك أنتون المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي قوله: إن البيت الأبيض وافق على أن تلعب عائدات البترول العراقي دوراً مهماً خلال فترة الوجود العسكري الأمريكي في العراق «ولكن فقط من أجل مصلحة العراقيين»، على حد قوله. وأوضح أن «عائدات البترول العراقية سيتم استخدامها في حالة الحرب والتواجد العسكري الأمريكي في العراق ولكن لن يتم استخدام العائدات كلها في هذا الشأن»، مشيراً إلى أن جزءا من تلك العائدات سيتم استخدامه في المعونات الإنسانية للاجئين العراقيين ولإعادة إعمار البنية التحتية للعراق.
لكن مصدرا مطلعا على ما يدور داخل الإدارة الأمريكية أشار - في تصريحات للصحيفة - إلى وجود أصوات قوية بالبيت الأبيض تؤيد استيلاء واشنطن على عائدات النفط العراقي، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: «هناك أصوات داخل البيت الأبيض استقرت على أن البترول هو غنيمة الحرب بالنسبة لهم».

البترول قبل العدوان على العراق
صرح وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في 22 يناير 2003 بان احتلالا عسكريا سيتم للعراق وان البترول هو امانة لشعب العراقي وستتم حماية حقول النفط، وتزامنا مع ذلك اشارت المعلومات الى أن اجتماعات مكثفة جرت في الاسبوعين الاخيرين بين مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين بحضور رجال من المعارضة العراقية لدرس المسائل النفطية.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد نقلت عن مصادر لم تذكرها بالاسم أن «هنالك عشقا تاريخيا بين الإدارة الأمريكية بدءا من الرئيس بوش إلى اصغر الموظفين، والنفط».
وفي اليوم التالي لتصريحات باول نقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية عن مصادر قولها إن اجتماعا مهما عقد في أكتوبر الماضي بين مسؤولين كبار في مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وشركات نفطية مهمة هي «اكسون موبايل» و«شيفرون تكساكو» و«كوكوفيليبس» و«هاليبورتون» لدرس آفاق الصناعة النفطية في العالم بما في ذلك الوضع العراقي.
وقالت الصحيفة إن تعاونا يجري التخطيط له حاليا بين كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وشركات نفط عالمية كبيرة لوضع خطط لمواجهة احتمالات قيام الحكم العراقي باشعال النيران في حقول النفط مثل ما فعل في العام 1991 في آبار الكويت في حال هزيمته.
ونقلت عن مصادر مطلعة قولها أن الشركات العالمية والدول هذه ايضا لا ترغب الحديث في العلن عن موضوع النفط خشية اثارة العالم العربي الذي يرى أن الحرب المقبلة لا اهداف لها سوى الثروة النفطية في العراق.
وذكرت مصادر غربية أخرى أن عسكريين أمريكيين يشاركون في كل الاجتماعات التي تجري في أروقة الإدارة الأمريكية وهو أعلنوا أن وحدات من القوات الخاصة جاهزة لاحتلال مواقعها في حقول النفط العراقية في حال بدء العمليات العسكرية ضد بغداد.

النفط العراقي بعد الاحتلال
لم تسطع الولايات المتحدة حت الآن الإستفادة من نفط العراق السبب الرئيسي في احتلاله وسبب ذلك هو ادراك المقاومة العراقية للمخططات الأمريكية والتي سرعان ما كانت أنابيب النفط خاصة جيهان كركوك وخطوط النفط المرتبطة بمصفاة بيجي.
ورغم شركات الحراسة الخاصة التي اوكلتها سلطات الاحتلال لتأمين أنابيب النفط العراقية من هجمات المقاومة إلا أن المقاومة نجحت حتى الآن في منع الاحتلال الأمريكي من الاستفادة بأي قطرة من النفط العراقي .

4 - السيطرة على النفط السوداني
ظل السودان بعيدا عن اذهان الساسة الأمريكان حتى ظهرت الاكتشافات النفطية الاخيرة و التى تبشر باحتياطيات ضخمة ومن ثم فقد بدأ الساسة الأمريكان فى وضع مؤامرة خبيثة لفصل الجنوب، وإقامة دولة انفصالية تسيطرعلي منابع النيل وتضع يدها علي منابع النفط السوداني.
وقد دخلت السودان بقوة في العامين الماضيين لسوق النفط الأفريقي ، بطاقة إنتاجية قفزت من 160 ألف برميل عام 2000 إلى 250 ألف برميل يوميا في العام الماضي ، مما جعله يحتل المرتبة الرابعة أفريقيا ، مع توقعات بارتفاع الإنتاج إلى 600 ألف برميل يوميا بحلول عام 2005 ، كما يتوقع ارتفاع الاحتياطيات من 1.2 إلى 4 مليار برميل .
ورغم تلك الكمية الضئيلة التي ينتجها السودان ، إضافة إلى ما بين 2 إلى 4 مليار برميل احتياطات متوقعة ، إلا إنها كانت كافية لتغيير الموقف الأمريكي تجاه الخرطوم بشكل شبه كامل ، بل أن واشنطن تجاهلت ضغوط الجماعات المسيحية اليمينية المطالبة بموقف متشدد تجاه الحكومة السودانية ، لصالح جماعات الضغط النفطية ، والتي طالبت بموقف مهادن يجمع ما بين العصا والجزرة ، من اجل التوصل لاتفاق تسوية بين الحكومة والمتمردين في الجنوب ليتيح استغلال الثروات النفطية الكامنة في أراضيه لصالح الشركات الأمريكية . خاصة وان شركة " شيفرون " الأمريكية كانت صاحبة السبق في اكتشاف النفط السوداني عام 1980 ، إلا أنها اضطرت للانسحاب بسبب ضآلة الكميات المكتشفة ، وضغوط جماعات التنصير الأمريكية النشطة في جنوب السودان.
ثم بدأت المخطط الموضوع من قبل الولايات المتحدة والغرب لفصل الجنوب السوداني بزعيم الجبهة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق وبنظرة على الوضع المتردى الي الأسوأ في الجنوب فانه يتضح حجم المؤامرة والقوي الخارجية المحركة لها وأهدافها المبيتة ضد السودان من حيث استهداف مناطق النفط في الجنوب وتدمير منشآته، حيث اعتادت قوات المتمردين بالهجوم علي ولاية الوحدة في منطقة دين هدير ومنطقة راجاني اقليم بحر الغزال حيث توجد الآبار والهدف هو الضغط علي الشركات الكندية والصينية والماليزية لإيقاف الاستثمارات وعمليات الإنتاج والتنقيب عن النفط ، فوعت الدولة الامرفأسست شركة سودانية لإنشاء خط أنابيب نقل النفط إلي ميناء بشائر علي البحر الأحمر وبعدها اقيمت مصفاة جديدة بطاقة 50 ألف برميل يوميا وتحصل الحكومة علي 400 مليون دولار من إيراد النفط ويذهب منها 300 مليون للاستهلاك المحلي من البنزين و هناك توقع بارتفاع الإنتاج السوداني من النفط إلي مليون برميل يوميا خلال ثلاث سنوات وهو ما تعتمد عليه خطة التنمية.
ولكن أمريكا والغرب يريدان اجهاض جهود السودان في اجتياز الأزمة الاقتصادية، ولذلك قامتابدفع جارانج للهجوم علي مناطق النفط والسعي لإقامة الدولة الانفصالية في الجنوب وهذالايخفى الدور الذى تلعبه المنظمات الكنائسية وجماعات التبشير فى حبك المؤامرة بترويج الافتراءات عن تجارة الرقيق وسوء احوال الجنوبيين، حيث تجمع التبرعات وتقدم الدعم إلي جارانج الذي يقوم بتصفية القبائل في الجنوب ويدفعها إلي الهروب شمالا إلي الخرطوم.