الخميس، 28 أغسطس 2008

طالبان تزيد الضغط على العاصمة الافغانية

كابول (رويترز) - كان مقاتلو طالبان واضحين للغاية بشأن استراتيجيتهم هذا العام وأعلنوا على الملأ في موقعهم الالكتروني في مايو ايار أنهم سينفذون المزيد من التفجيرات الانتحارية ويعزلون العاصمة كابول ويضربون خطوط الامداد. وحتى الآن أوفوا بما وعدوا به ..

ونظرا للقوة القتالية للقوات الأجنبية البالغ قوامها 70 ألفا فضلا عن قوات افغانية عددها 130 الف فرد لا يمكن أن نتوقع رؤية مجموعات من مقاتلي طالبان الملتحين في شوارع العاصمة الافغانية في أي وقت قريب. لكن مقاتلي طالبان غير مضطرين للفوز فيكفيهم الانتظار حتى يخسر أعداؤهم.

وقال قيادي بحركة طالبان في مقابلة نشرت في موقع الحركة على شبكة الانترنت "حتى نحاصر القوات الافغانية والاجنبية في كابول بدأنا العمل التمهيدي على الطرق الرئيسية المؤدية الى كابول من جميع الجهات."

ولم يعد السفر على ثلاثة من الطرق الاربع الرئيسية الخارجة من كابول آمنا لموظفي الحكومة وعمال الاغاثة والاجانب.

بل ان حركة طالبان أعلنت أنها ستشن هجمات كبيرة في المنطقة حيث قتل عشرة جنود فرنسيين الاسبوع الماضي بعد أن اعترف جنرال فرنسي قائلا "نحن مذنبون بالثقة المفرطة في النفس."

وربما لا يكون مقاتلو طالبان قادرين على السيطرة على الاراضي في مواجهة قوات حلف شمال الاطلسي المسلحة والمدربة بشكل أفضل لكن قوة المعاونة الامنية الدولية التابعة للحلف لا تملك بدورها عددا كافيا من الجنود لتسيطر على كل الارض وتحرم المقاتلين من معاقلهم.

ولم تلق نداءات الولايات المتحدة لحلفائها بحلف الاطلسي لارسال مزيد من القوات أي استجابة باستثناء فرنسا.

ويتعذر على أي طرف تحقيق مكاسب في مناطق البشتون العرقية حيث معاقل طالبان في الجنوب والشرق وحيث تخوض قوات معظمها أمريكية وبريطانية وكندية قتالا على طريقة القط والفأر مع مقاتلي طالبان منذ عامين.

وقتل المسلحون بالفعل 42 جنديا أجنبيا هذا الشهر مما يضع شهر اغسطس اب على الطريق ليكون الاسوأ في الخسائر البشرية بين القوات الاجنبية بعد أن قتل 45 في يونيو حزيران.

ويطبق مقاتلو طالبان الذين لم تثنهم خسائرهم الكبيرة في الأرواح التي من المؤكد أنها تقدر بالالاف على كابول ببطء منذ اكثر من عام محاولين تقليد السيطرة الخانقة التي نجح المجاهدون في فرضها على القوات السوفيتية في الثمانينات.

وأضرمت النيران في عشرات من شاحنات الامدادات على الطرق المؤدية الى كابول وقتل عمال اغاثة أجانب على مقربة وفي الاسبوع الماضي حقق المقاتلون اكبر نجاح لهم حتى الان حين قتلوا عشرة جنود فرنسيين في منطقة كابول نفسها.

وكانت هذه اكبر خسارة في ضربة واحدة تتكبدها القوات الاجنبية التي تخوض القتال منذ أطاحت القوات التي قادتها الولايات المتحدة والقوات الافغانية بحكومة طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة.

كما جاءت بعد شهر من محاولة عدة مئات من مقاتلي طالبان اجتياح قاعدة معزولة وقتلهم تسعة جنود أمريكيين في شمال شرق أفغانستان.

وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية "حدثان لا يتطلبان بالضرورة تغيرا او تحولا في الاستراتيجية لكنه من المؤكد أمر سنستمر في مراقبته."

والهجمات وان كانت لن تؤدي الى تغيير في الاستراتيجية فانها تقوض بشدة مزاعم حلف الاطلسي بأن مقاتلي طالبان ليس امامهم سوى اللجوء للتفجيرات الانتحارية وتفجيرات القنابل على الطرق لانهم غير قادرين على خوض قتال ندا لند مع القوات الاجنبية والقوات الحكومية الافغانية.

وفيما تقترب الاشتباكات من العاصمة وقع عدد أقل من الهجمات الانتحارية في كابول هذا العام. وضرب مقاتلو طالبان أهدافا أهم من بينها انفجار استهدف السفارة الهندية في يوليو تموز أسفر عن مقتل 58 شخصا وقد طبع هذا في الاذهان شعورا اكبر بالخوف وتوقع الشر بين جماهير متوترة بالفعل.

وبعد اغلاق الطرق الرئيسية الموصلة الى المدينة ونشر حواجز خرسانية جديدة كل أسبوع بدأت كابول تكتسب طابع مدينة تحت الحصار بشكل متزايد.

وقال احمد سعيدي المحلل والدبلوماسي الافغاني السابق "يظنون انه بوضع كتل خرسانية ونشر أجولة الرمال أنهم يقومون بعمل جيد لكن على النقيض يسبب هذا خوفا وقلقا بين الناس."

ولا تهدف طالبان الى هزيمة قوات حلف الاطلسي في المعركة بل الاستنزاف البطيء للدعم الغربي لوجود قوات في أفغانستان من خلال احداث تيار ثابت من الخسائر البشرية.

ثانيا يهدف المتشددون الى اضعاف الدعم الافغاني للحكومة باظهار أن الرئيس حامد كرزاي ومسانديه الغربيين لا يستطيعون تحقيق الامن وأن البديل الوحيد هو نسخة طالبان القاسية من تطبيق القانون والنظام.

وبهذا يحرز مقاتلو طالبان تقدما فعلي.

من جون هيمينج

ليست هناك تعليقات: