الاثنين، 18 أغسطس 2008

الباكستانيون سعداء باستقالة مشرف

ملتان (باكستان) (رويترز) - رقص الباكستانيون في الشوارع يوم الاثنين بعد أن أعلن الرئيس برويز مشرف استقالته ويأمل العديد من المواطنين العاديين أن يدخل رحيله تحسنا على حياتهم.

وبعد أن حكم باكستان بمفرده لمدة نحو تسع سنوات أعلن قائد الجيش السابق والحليف القوي للولايات المتحدة استقالته في خطاب أذاعه التلفزيون في مواجهة اجراء وشيك لعزله من جانب الحكومة الائتلافية.

وخرج المحامون الذين قادوا حملة ضد مشرف منذ أن سعى لعزل كبير القضاة العام الماضي من قاعات المحاكم في مدينة ملتان في جنوب شرق البلاد لدى سماعهم نبأ استقالته مرددين هتافات تقول "يسقط عميل الولايات المتحدة."

ورقص المحامي مالك نويد وسط حشد من نحو 400 من زملائه وقال "كانني أحتفل بزفافي."

واستقبل مشرف الذي كان قائدا للجيش في ذلك الوقت بالترحاب عندما خلع رئيس وزراء لا يحظى بشعبية في انقلاب عام 1999 منهيا عشر سنوات من الحكم المدني المتقطع.

لكن شعبيته بدأت في التبدد العام الماضي عندما حاول عزل كبير القضاة ثم فرض احكاما عرفية لمدة ستة أسابيع وشن حملة على الإعلام واعتقل الاف النشطاء السياسيين.

وقال جعفر شاه وهو جندي متقاعد في مدينة بيشاور في شمال غرب البلاد "سبب كل المشاكل قد ذهب."

وأضاف "اتمنى أن أطلق النار للتعبير عن فرحتي لكني للاسف لا أستطيع القيام بذلك."

وفي كراتشي العاصمة التجارية للبلاد فرق السكان الحلوى ورقصوا احتفالا.

وقال محمد الياس (30 عاما) "حمدا لله انه استقال. الدولة ستكون أحسن حالا الآن. هذا انتصار للشعب."

وشكا النقاد من أن الخلاف بشأن مشرف شتت انتباه الحكومة عن تدهور الوضع الامني وتراجع الاقتصاد.

فالتضخم بلغ أعلى مستوياته في 30 عاما والعجز في الموازنة وميزان المعاملات الجارية يتسع. وفقدت الروبية نحو ربع قيمتها هذا العام في حين تهاوت الاسهم بنحو 50 بالمئة عن مستواها القياسي المسجل يوم 21 ابريل نيسان.

وتبنى بعض الباكستانيين ما قد يبدو وكأنه توقعات غير واقعية عن مرحلة ما بعد مشرف وقال رفقت شاه وهو رجل أعمال (65 عاما) في كراتشي "التضخم سيتراجع بالتأكيد الآن." لكن البعض الاخر بدا أقل تفاؤلا بشأن استقالة الزعيم الذي شجع مناخ الاستثمار الحر وشهد عهده نموا جيدا وارتفاعا في أسعار الاسهم حتى هذا العام.

وقالت مريم بيبي من كراتشي "البلاد كانت في حالة أفضل اقتصاديا لكن الآن لن يتمكن الساسة من حماية الاقتصاد وستسوء الاوضاع."

وعلى الرغم من تراجع شعبية مشرف يتشكك الكثيرون من الباكستانيين في الساسة المدنيين الذين واجهوا اتهامات بالفساد وسوء الادارة عندما تولوا الحكم في التسعينات.

من عاصم تنوير

ليست هناك تعليقات: