الاثنين، 18 أغسطس 2008

موسكو: الجيش الروسي يتراجع.. ولا "انسحاب كامل" من جورجيا


قوة روسية في الطريق إلى إقليم أبخازيا

قوة روسية في الطريق إلى إقليم أبخازيا

موسكو، روسيا (CNN)-- فيما لم تتضح أية مؤشرات على بدء القوات الروسية الانسحاب من جورجيا، أعلنت موسكو أن عملية الانسحاب بدأت بالفعل الاثنين، إلا أنها أكدت أن الجيش الروسي يتراجع إلى مواقعه السابقة، ولن ينسحب بشكل كامل من الأراضي الجورجية.

وقال نائب رئيس هيئة الأركان بالجيش الروسي، الجنرال أناتولي نوغوفيتسين، بمؤتمر صحفي في موسكو الاثنين: "نحن نتحدث عن إعادة قواتنا مرة أخرى إلى حدود أوسيتيا الجنوبية، لن يكون للجيش الروسي تواجد في الأراضي الجورجية."

ولم يكشف الجنرال الروسي عن حجم القوات التي قال إنها بدأت الانسحاب فعلياً من جورجيا، كما لم يوضح عدد الجنود الذين سيتم إعادتهم إلى إقليم أوسيتيا الجنوبية، الذي يسعى للانفصال عن جورجيا، أو عدد الجنود الذين سيتم إعادتهم إلى روسيا.

وقال الجنرال نوغوفيتسين إنه "بدأ اليوم وفقاً لخطة التسوية السلمية سحب قوة حفظ السلام والتشكيلات الروسية التي أرسلت لدعمها إلى المناطق المحددة بقرار لجنة 1999"، وفقاً لما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.

وأضاف قوله إن "روسيا أنجزت بنجاح، وبأمر من القائد العام للقوات المسلحة (الرئيس دميتري ميدفيديف) مهمة التصدي لعدوان جورجيا على أوسيتيا الجنوبية."

وفي وقت سابق الاثنين، ذكرت "نوفوستي" أن الآليات الحربية الروسية بدأت تحركها من "تسخينفالي" عاصمة أوسيتيا الجنوبية، متوجهة إلى "فلاديقوقاز"، داخل الحدود الروسية.

وكانت روسيا قد أطلقت خلال الساعات القليلة الماضية عدة إشارات متضاربة حول وجودها العسكري في جورجيا، بعد الإعلان عن بدء سحب قواتها من هناك الاثنين، بينما قارن مشرع روسي الوضع الراهن بالوجود الأمريكي في العراق.

وأعلن مكتب الرئيس ميدفيديف أنه أطلع نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الأحد أن الجيش الروسي سيبدأ عمليات الانسحاب من جورجيا اليوم الاثنين.

ونقل المكتب الرئاسي أن القوات الروسية ستنسحب إلى المنطقة العازلة وإلى داخل إقليم "أوسيتيا الجنوبية" الانفصالي، بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار، التي رعاها الرئيس الفرنسي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

ويناقض بيان المكتب الرئاسي تصريح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الروسي، قسطنطين كوساتشيف، الذي رهن انسحاب القوات الروسية بتلقي "ضمانات بعدم استمرار الجورجيين في استخدام القوة المسلحة في الإقليمين الانفصالين: أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية."

وأضاف قائلاً: "القوات الروسية ستنسحب عاجلاً أم آجلاً" راهناً الموعد "بكيفية استمرار التصرفات الجورجية."

وطالبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حكومة موسكو الالتزام بالاتفاق والخروج من جورجيا في "الأيام القليلة المقبلة."

وقالت ميركل، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي الأحد، إنها جاءت إلى تبليسي من أجل "تقديم الدعم إلى جورجيا، والتأكيد على وحدة الأراضي الجورجية"، في إشارة إلى رفض مساعي الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا، في كل من إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا."

وتابع: "إذا طرحنا ذات السؤال حول سرعة انسحاب القوات الأمريكية من العراق، على سبيل المثال، الجواب سيكون لحظة تلقينا ضمانات للسلام والأمن هناك.. الرد نفسه في مثل هذا الوضع."

ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "ناتو" اجتماعاً استثنائياً الثلاثاء لمناقشة التوغل العسكري الروسي في جورجيا، الذي أثار انقسامات عميقة داخل الحلف بشأن كيفية "معاقبة روسيا."

وتطالب بريطانيا بتعليق تعاون "الناتو" العسكري مع روسيا، فيما تدفع إلى جانب الولايات المتحدة لاتخاذ تدابير صارمة، في مواجهة ألمانيا وفرنسا، اللتين تحثان لمواقف أكثر حذراً، كما أوردت تقارير بريطانية.

ونقلت صحيفة "التايمز" عن مصدر دبلوماسي بريطاني قوله "لا نريد عزل الروس، لكننا نريد في الوقت ذاته أن نوضح لموسكو أن الأمور لن تكون كسابق عهدها."

وكشفت عن تقديم أمريكا وبريطانيا لمقترح مشترك لاجتماع الثلاثاء، يدعو لتعليق التعاون الأمني بين موسكو والغرب، وتوجه نحو الموافقة على طلب الرئيس الجورجي من الحلف الأطلسي إرسال مراقبين عسكريين إلى بلاده، لمراقبة أي تحركات روسية في خرق لاتفاق السلام الأخير.

ويرجح الخبراء أن يجمع كافة أعضاء الحلف الأطلسي، وخلال الاجتماع، على حق جورجيا في الانضمام للناتو.

ورغم انشقاق الحلف، يأمل الدبلوماسيون، الأمريكيون والبريطانيون، أن يبعث اجتماع الثلاثاء برسالة قوية إلى موسكو تؤكد دعم الناتو لجورجيا وإدانته لتجاوز روسيا على وحدتها وسيادتها.

يذكر أن مصادر أمريكية رفيعة ذكرت لـCNN الأسبوع الماضي أن إدارة واشنطن تنظر في إمكانية تبني تدابير عقابية لعزل موسكو دبلوماسياً، على خلفية العملية العسكرية الواسعة التي قامت بها في جورجيا.

وأوضح مسؤولان رفيعان آخران بإدارة واشنطن، رفضا كشف هويتهما نظراً لعدم اتخاذ قرار قاطع في هذا الشأن، أن الولايات المتحدة ستناقش التدابير التي قد تتخذ مع الحلفاء في "الناتو" والاتحاد الأوروبي.

هذا وقد قاطعت الولايات المتحدة الثلاثاء جلسات تحضيرية لاجتماع بين الناتو وروسيا، كما ألغى حلف شمال الأطلسي مناورات بحرية مقررة مع القوات الروسية في شمالي الباسفيك.

وتناقش واشنطن وحلفاؤها كذلك إسقاط روسيا من مجموعة الدول الثماني الاقتصادية الكبرى (G8).

advertisement

وفيما تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتعزيز الدور الروسي على الصعيد الدولي والاقتصادي، قال أحد المصادر إن روسيا، وبوضعها الراهن، لديها "الكثير لتخسره" خلافاً لوضع الاتحاد السوفيتي السابق عند غزوه تشيكوسلوفاكيا عام 1968.

ووصفت الولايات المتحدة في معرض انتقادها للعمليات الروسية العسكرية ضد جورجيا، الحليفة للغرب وأمريكا، بأنها "غير متكافئة" وطالبت بوقف فوري للنار

ليست هناك تعليقات: