الأحد، 31 أغسطس 2008

روسيا تحذر من أنها سترد على "العدوان"

موسكو (رويترز) - قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاحد ان بلاده لا ترغب في مواجهة مع الغرب لكنها سترد اذا تعرضت لهجوم. جاء ذلك قبل يوم من اجتماع لزعماء الاتحاد الاوروبي لصياغة رد على تدخل موسكو في جورجيا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون يوم الاحد انه سيدفع نظراءه الاوروبيين باتجاه مراجعة العلاقات مع روسيا ردا على قرار موسكو بارسال قوات الى جورجيا واعترافها باستقلال اقليمين جورجيين انفصاليين.

واتخذ وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير موقفا أقل حدة مما يعكس الاختلافات في المواقف بين اعضاء الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة. وقال شتاينماير ان عزل روسيا سيضر بمصالح الاتحاد.

وقال دبلوماسي أمريكي رفيع ان بلاده تأمل في أن يعبر الاتحاد الاوروبي عن دعم قوي وملموس لوحدة أراضي جورجيا وحث أوروبا على تقليل اعتمادها على امدادات الطاقة الروسية.

ويواجه ميدفيديف إدانات متزايدة من الغرب الذي يتهم روسيا باحتلال اجزاء من جورجيا فيما يقول الكرملين انه تصرف ليمنع ما يصفه بالابادة الجماعية ضد الاقليمين الانفصاليين.

وقال ميدفيديف في مقابلة مع أكبر ثلاث محطات تلفزيونية روسية "لا ترغب روسيا في مواجهة مع أي دولة. ولا تخطط روسيا لعزل نفسها."

لكنه أضاف "يتعين على كل فرد أن يفهم أنه اذا قام شخص ما بشن هجوم عدواني فأنه سيتلقى ردا." وقال ان القانون الروسي يسمح للكرملين بفرض عقوبات على الدول الاخرى لكن من الافضل عدم اتباع ذلك المسار.

وحثت جورجيا الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات ضد من يتعاملون مع الاقليمين الانفصاليين والسماح بإرسال بعثة مدنية لمراقبة المناطق العازلة حولهما ومنح تفليس نحو مليوني مليار دولار أمريكي للمساعدة في اصلاح الاضرار التي لحقت بالبلاد.

وقال رئيس الوزراء الجورجي لادو جورجنيدزه لرويترز في بروكسل "يمكن لاوروبا أن تفعل الكثير بدءا من ارسال بعثة من المراقبين المدنيين التي ستؤدي الى الية دولية لحفظ السلام تحل محل القوات الروسية."

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان تدخل روسيا في جورجيا كان خطيرا وغير مقبول.

وكتب بروان في تعليق نشرته صحيفة اوبزرفر البريطانية "في ضوء الافعال الروسية .. يتعين على الاتحاد الاوروبي ان يجري مراجعة شاملة لعلاقاتنا مع روسيا."

وقال وزير الخارجية الالماني ان موسكو تستحق الانتقاد لكن أوروبا في حاجة الى التعاون مع روسيا.

وقال شتاينمر ان "أوروبا ستضر فقط بنفسها اذا خرجنا تماما عن شعورنا واغلقنا كافة الابواب المؤدية للغرف التي سنرغب في دخولها فيما بعد."

وتزود روسيا أوروبا بما يزيد على ربع احتياجاتها من الغاز الطبيعي. ويقول بعض المراقبين ان هذا يجعل العقوبات التأديبية الصارمة من الاتحاد الاوروبي أمرا غير محتمل.

ويتوقع أن ينضم آلاف الجورجيين الى "سلسلة بشرية" في تفليس يوم الاثنين حيث سيشبك الاشخاص اياديهم عبر العاصمة في محاولة اظهار للوحدة.

وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في خطاب موجه للشعب انه يأمل في ألا يتخلى قادة الاتحاد الاوروبي "عن مواجهة هذه المحاولة القذرة للعدوان."

والقمة الطارئة اختبار لوحدة الاتحاد الاوروبي الذي يسعى جاهدا لتسوية الخلافات بين الدول التي ترغب في اتخاذ اجراء تأديبي وتلك التي لا تريد ذلك الامر ومن بينها دول تتمتع بثقل أوروبي مثل فرنسا وألمانيا اللتين تفضلان اتباع نهج أقل حدة.

وقال كريس ويفر كبير المخططين الاستراتيجيين في بنك اورالسيب الاستثماري الروسي انه من المتوقع أن تسفر القمة عن رد "بكلمات قاسية وأفعال ضعيفة" من الاتحاد الاوروبي.

وكتب ويفر في مذكرة بحثية يقول انه من المرجح أن "يقف الاتحاد بعيدا عن أي عمل من شأنه أن يتصاعد الى نتيجة ثأرية ضارة بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية."

وارسلت روسيا قواتها بعدما حاول الجيش الجورجي استعادة اوسيتيا الجنوبية وهو اقليم مثل ابخازيا مدعوم من موسكو ويرفض حكم تفليس.

وسحبت روسيا معظم قواتها وفقا لاتفاق وقف اطلاق نار لكنها ابقت جنودها وعتادها في "مناطق امنية" تشمل اراضي جورجية غير متنازع عليها حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

وكانت الحكومات الغربية طالبت موسكو بسحب جميع قواتها الى مواقعها قبل اندلاع الصراع. ويقول الكرملين انها قوات حفظ سلام يلزم وجودها لحماية الاقليمين الانفصاليين من العدوان الجورجي.

وتحدث كل من ميدفيديف ونظيره الامريكي جورج بوش الى رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني في جولة دبلوماسية أخيرة قبل قمة الاتحاد الاوروبي الطارئة يوم الاثنين. وينظر الى برلسكوني على انه متعاطف مع الكرملين.

وقال ماثيو بريزا نائب وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس ان الامر يعود الى الاتحاد الاوروبي فيما يتعلق بتقرير الاجراءات التي سيتخذها ضد روسيا لكن يجب على الاتحاد أن يلقي بثقله خلف جورجيا وأن يجعل نفسه أقل اعتمادا على الطاقة الروسية.

وقال بريزا لرويترز على هامش مؤتمر دولي للطاقة في مدينة بليد بسلوفينيا "ما حدث في جورجيا يظهر بشكل أكبر لماذا هو ضروري أن تبدأ أوروبا في التحرك بسرعة أكبر نحو تنويع امداداتها من الغاز."

من كريستيان لوف

ليست هناك تعليقات: