الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

الغرب يندد باعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا



الاعتراف الروسي أثار فرحة في أوسيتيا الجنوبية وغضبا في الغرب (الفرنسية)

تصاعدت حدة التوتر بين روسيا والعديد من الدول الغربية، عقب اعتراف موسكو باستقلال إقليميْ أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

وفي أقوى ردود الفعل دعا وزير الخارجية البريطاني ديفد مليباند إلى تشكيل تحالف دولي للتصدي "للعدوان الروسي على جورجيا"، وقال إنه سيجري محادثات اليوم مع "شركاء دوليين"، وسيزور أوكرانيا غدا "لضمان أوسع ائتلاف ممكن".

وحذر مليباند من أن القرار الروسي سيسهم في "اشتعال الوضع المتوتر بالفعل في المنطقة".

أما رد الفعل الأميركي الأولي فقد جاء على لسان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي وصفت القرار بـ"المؤسف".

ولم تتأخر باريس -التي قادت وساطة أوروبية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وجورجيا- عن إعلان "أسفها" للقرار الروسي، وجددت تمسكها بـ"وحدة الأراضي الجورجية".

الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي (الفرنسية)
كما نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقرار، وقالت إنه "يتعارض مع مبدأ وحدة الأراضي كحق أساسي"، ودعت إلى مواصلة الحوار مع روسيا.

فيما حذر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني من أن اعتراف روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا "يشكل خطرا جديا علينا جميعا"، وأكد أنه لا يستند إلى "إطار قانوني دولي"، وهو نفس الموقف الذي أعلنه نظيره السويدي.

واتفق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ياب دي هوب مع الموقف الغربي، واعتبر أن القرار "انتهاك مباشر للعديد من القرارات الدولية المتعلقة بوحدة أراضي جورجيا، والتي وافقت عليها روسيا".

واعتبرت الرئاسة الفنلندية لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا الاعتراف الروسي انتهاكا لمبادئ المنظمة.

حرب باردة
ورغم التصعيد الغربي، فقد أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده لا تخشى حربا باردة مع الغرب، وإن كانت لا تريدها، على حد قوله.

وقال ميدفيديف في تصريحات صحفية إن كل شيء "رهن بشركائنا في المجتمع الدولي، وبشركائنا في الغرب"، مؤكدا أنه إذا أراد الغربيون المحافظة على علاقات طيبة مع روسيا "فسيفهمون أسباب قرارنا".

وجدد تأكيده التزام روسيا الكامل بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في خطة السلام التي رعتها فرنسا، وقال إن قواته انسحبت من كل الأراضي الجورجية باستثناء المناطق الأمنية التي اتفق عليها.

ميدفيديف اتخذ القرار وضرب عرض الحائط بالمطالب الغربية (الفرنسية)
وكان ميدفيديف الذي استجاب اليوم لطلب مجلس الدوما وأعلن استقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، قد أكد أن جورجيا هي التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد، "باعتدائها" على أوسيتيا الجنوبية.

وقال في خطاب شديد اللهجة "لقد ألغى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيي بذلك كل آمال التعايش السلمي بين الأوسيتيين والأبخاز والجورجيين في دولة واحدة".

تحركات أميركية
وفي تطور آخر يظهر مدى خطورة الأزمة على الصعيد الدولي، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قيام سفن حربية أميركية بنقل إمدادات إغاثة لجورجيا، مؤكدا أن هذا الأمر لا يسهم في استقرار المنطقة.

وقال لافروف "هذا يثير بعض الأسئلة لأن السفن الحربية لا تقوم في العادة بتسليم المعونة، وليس من شأن دبلوماسية السفن الحربية أو دبلوماسية السفن الحربية الإنسانية أن تجعل الوضع أكثر استقرارا".

واستبعد لافروف اندماج روسيا مع أبخازيا وأوسيتيا بعد اعترافها باستقلالهما، واستبعد أن يطرح زعيما الجمهوريتين هذا الطلب.

روسيا قالت إنها ستسحب قواتها بعد إرساء نظام أمني دولي بجورجيا (الفرنسية)
وفيما يتعلق بمصير القوات الروسية في جورجيا أكد أن الانسحاب سيتم بعد "إرساء نظام أمني دولي فعال"، مستبعدا في الوقت ذاته أن تتسبب هذه الأزمة في عزلة دولية لبلاده.

وكانت روسيا قد أعلنت اليوم أنها ستقطع علاقاتها مع الناتو لمدة ستة أشهر، محذرة من أن الناتو سيكون هو الطرف الأكثر تضررا، وألمح مسؤولون روس لإمكانية قيام موسكو بمنع نقل الإمدادات لقوات الناتو الموجودة بأفغانستان.

دعم جورجيا
وفي سياق الدعم الغربي لجورجيا أعلن البيت الأبيض أن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي سيتوجه الأسبوع المقبل إلى جورجيا وأوكرانيا وأذربيجان حيث سيلتقي رؤساء البلدان الثلاثة.

كما ستخصص القمة الأوروبية التي دعت إليها فرنسا الاثنين المقبل لتقييم الانسحاب الروسي من جورجيا، وفقا لتأكيدات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر.

ليست هناك تعليقات: