الأحد، 17 أغسطس 2008

تباين آراء الصحف البريطانية حول حرب القوقاز




تباينت مواقف وآراء المحللين السياسيين والخبراء الإستراتيجيين -التي أوردتها الصحف البريطانية الصادرة الأحد- إزاء تداعيات الأزمة الراهنة بين روسيا وجورجيا، بين مناد بتبني نمط جديد من التفكير وسياسة واقعية متأنية حيال موسكو، وآخر يحض أوروبا على التأهب لقبول التحديات التي انبثقت من حرب القوقاز الأخيرة.

الحاجة المتبادلة

"
التكامل الاقتصادي الذي تحقق عبر الاتحاد الأوروبي ظل هو الضمانة الأمثل للأمن والسلم في أوروبا منذ أن طويت حقبة الحرب الباردة, فبروكسل وليست واشنطن هي من تستطيع حمل روسيا على تغيير أساليبها
"
أوبزرفر

فقد أشارت صحيفة أوبزرفر في افتتاحيتها إلى أن أحد الاختلافات الجوهرية في المواجهة الحالية بين الشرق والغرب والحرب الباردة يكمن هذه المرة في أن العلاقات الاقتصادية التي تربط بينهما أقوى من ذي قبل.

وقالت الصحيفة –التي تصدر كل أحد بدلا عن غارديان المحسوبة على يسار الوسط- إن روسيا بحاجة لمدخل للأسواق الغربية مثلما أن الغرب –أوروبا على وجه الخصوص- بحاجة للنفط والغاز الروسي.

ولعل هذا ما يتيح للاتحاد الأوروبي –وهو أكبر سوق في العالم- المجال للعب دور الوسيط وإدارة دفة المحادثات بأسلوب يجنب الانزلاق إلى مواجهات عسكرية وتوجيهها شطر التفاوض الاقتصادي.

وخلصت الصحيفة إلى أن التكامل الاقتصادي الذي تحقق عبر الاتحاد الأوروبي ظل هو الضمانة الأمثل للأمن والسلم في أوروبا منذ أن طويت حقبة الحرب الباردة, مشيرة إلى أن بروكسل وليس واشنطن هي من تملك الفرصة الأفضل لحمل روسيا على تغيير أساليبها.

وطالبت صحيفة إندبندنت أون صنداي الزعماء الغربيين بتعديل خطاباتهم ليعكس مزيدا من الواقعية المتأنية والفهم المتبصر للمخاوف الروسية.

ونفت الصحيفة ذات النزعة الليبرالية الانتقادات الموجهة لها بتبنيها لهجة تميل إلى تهدئة روع الغرب من الاعتداء الروسي, واصفة رد فعل الغرب على الأزمة الناشبة بأنه يكشف عن جهل مضجر ويزيد الأمور في الواقع سوءا.

وقالت في مقالها الافتتاحي "قد يبدو كبرياء روسيا ونزعة الشك لديها أمرا غير منطقي, لكنه حقيقي ويتعين تدبره على هذا الأساس على أن ذلك لا يعني استرضاءها ولا استفزازها".

حافة الحرب الباردة

"
مستشارو البيت الأبيض يرون أن أحداث القوقاز عززت من سيطرة المحافظين الجدد, الذين ظلوا منذ حرب العراق يفقدون نفوذهم في واشنطن على نحو مطرد
"
صنداي تلغراف

وكشفت صحيفة صنداي تلغراف أن الصقور في الإدارة الأميركية يدفعون الرئيس جورج بوش لحمله على اتخاذ موقف أكثر تشددا حيال روسيا, الأمر الذي يضع الولايات المتحدة وروسيا على حافة حرب باردة جديدة.

فالمتشددون في الحكومة الأميركية يسعون لانتزاع مسؤولية رسم السياسة الخارجية من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس, التي يلقون عليها باللائمة لإخفاقها في التكهن بوقوع الغزو الروسي لجورجيا قبل عشرة أيام مضت.

ويرى مستشارو البيت الأبيض أن أحداث القوقاز عززت من سيطرة المحافظين الجدد, الذين ظلوا منذ حرب العراق يفقدون نفوذهم في واشنطن على نحو مطرد.

ومضت الصحيفة إلى القول إن صقور الإدارة يلحون على الولايات المتحدة من أجل الضغط على الناتو لضم جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف بنهاية العام الجاري كوسيلة لردع العدوان الروسي.

كما يضغط الموالون لنائب الرئيس ديك تشيني على بوش من أجل العمل على طرد روسيا من مجموعة الدول الثماني الاقتصادية الكبرى.

قوة عظمى

"
القرار الروسي القاضي بنبذ "القوة الناعمة" لصالح القوة العسكرية الباطشة سيكون له تأثير مباشر على أوروبا وذراعها العسكري المتمثل في حلف الناتو
"
صنداي تلغراف

وفي مقال نشرته صحيفة صنداي تلغراف نفسها, كتب الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن إدوارد لوتواك يقول إن للاتحاد الروسي كل المقومات التي تجعل منه قوة عظمى وهي نخبة حاكمة مصممة, وترسانة نووية ضخمة, وقوات مسلحة كافية جرى الآن تحديثها, وجهاز مخابرات أعيد إحياؤه.

وأضاف أن عودة روسيا لممارسة القواعد الخطرة لسياسات القوى العظمى ترغم كل الدول الأخرى على تغيير سلوكها, مشيرا إلى أن من سوء الطالع أن هذه ليست لعبة والمشاركة فيها ليست طوعية.

ومضى إلى القول إن القرار الروسي القاضي بنبذ "القوة الناعمة" لصالح القوة العسكرية الباطشة سيكون له تأثير مباشر على أوروبا وذراعها العسكري المتمثل في حلف الناتو.

من جانبها, أوردت صحيفة تايمز نقلا عن مصادر عسكرية أن روسيا تدرس إمكانية تزويد أسطولها في بحر البلطيق برؤوس حربية نووية لأول مرة منذ الحرب الباردة.

ليست هناك تعليقات: