الأحد، 17 أغسطس 2008

أزمة جورجيا ترسخ الخلافات داخل أوروبا وحلف الاطلسي

بروكسل (رويترز) - زادت أزمة جورجيا من حدة الانقسامات في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع روسيا والخلافات داخل حلف شمال الاطلسي حول الحكمة من منح العضوية لجورجيا وأوكرانيا جارتي روسيا.

ويقول محللون إن الخلافات داخل الاتحاد الاوروبي بشأن من هو الجانب الذي يلقى باللوم عليه في صراع روسيا مع جورجيا بشأن منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية جعلت من المستحيل تصور اتخاذ الاتحاد الذي يضم 27 دولة خطوات لمعاقبة روسيا.

وفي حلف الاطلسي أيضا لم تغير الازمة أي آراء بشكل جوهري سواء إزاء كيفية التعامل مع روسيا أو ما إذا كان يجب ضم جورجيا وأوكرانيا لعضوية الحلف.

وقال توماس فالاسيك مدير السياسة الخارجية بمركز الاصلاح الاوروبي وهو مؤسسة بحثية بريطانية "سيصعب هذا على الاتحاد الاوروبي أن تكون له سياسة تجاه روسيا."

وقال عضو بارز بالمفوضية الاوروبية إن الأزمة حطمت الامال ببداية جديدة بين أوروبا والرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدفيديف الذي تولى رئاسة روسيا في مايو ايار خلفا لفلاديمير بوتين الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء.

وأضاف أن "هذا أنهى شهر العسل بين ميدفيديف والغرب. من الواضح أن بوتين وليس ميدفيديف هو المسؤول. كنا نأمل في بداية جديدة. الان لدينا بداية جديدة لكن من نوع مختلف.

"من الواضح أن العمل العسكري الروسي سيكون له عواقب على العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا."

ومضى يقول إن وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي سيناقشون هذا بعمق أكبر في اجتماعهم غير الرسمي الذي يعقد في افينيون بفرنسا في الخامس والسادس من سبتمبر ايلول. ومن بين القضايا التي قد تناقش مسألة ما اذا كان يجب مواصلة محادثات تحرير تأشيرات الدخول مع روسيا.

وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني إن الاجتماع سيقرر "ما اذا كان وكيف" سيواصل الاتحاد الاوروبي المفاوضات بشأن اتفاق شراكة جديد مع موسكو يغطي مجالات مثل التجارة وحقوق الانسان وسياسة الطاقة.

لكن فالاسيك أشار الى أنه "سيصعب للغاية" على الاتحاد الاوروبي الاتفاق على فرض أي نوع من العقوبات ضد روسيا.

وقال انه في حين اتهمت بعض الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي روسيا بتعمد اثارة الحرب يعتقد أعضاء اخرون أن جورجيا يقع عليها جزء من اللوم بينما يرى اخرون أن جورجيا جلبت تدخل روسيا على نفسها.

واتخذت الولايات المتحدة خطا اكثر تشددا من أوروبا تجاه روسيا فيما يتعلق بالصراع مع جورجيا لكن فالاسيك قال ان من غير المرجح أن يكون هناك توافق في الاراء بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن روسيا الى أن تستقر ادارة أمريكية جديدة العام القادم.

وأصدر الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يصر على ضرورة احترام سيادة جورجيا أوامره لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاربعاء لنقل مساعدات لجورجيا.

وحذر جون مكين وباراك أوباما المرشحان الجمهوري والديمقراطي على التوالي في انتخابات الرئاسة الامريكية روسيا من عواقب وخيمة وطويلة المدى ستترتب على صراعها مع جورجيا.

وحذرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قائلة إن اندماج روسيا في المؤسسات الدولية بات عرضة للخطر.

ويشير بعض المعلقين الى أن الغرب قد يحاول الاضرار بموسكو عبر حرمانها من عضوية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى. وترغب موسكو ايضا في الانضمام لعضوية منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ويقول محللون ان من غير المرجح أن ترضخ المؤسسات التجارية الغربية لاي ضغوط سياسية لتجنب العمل في روسيا.

وفي حلف الاطلسي عزز الصراع في جورجيا قناعات الجانبين التي ظهرت خلال قمة عقدت ببوخارست في ابريل نيسان حين رفض الحلف تبني اقتراحات أمريكية بوضع خارطة طريق لمنح جورجيا وأوكرانيا عضوية كاملة وكل من هما من دول الاتحاد السوفيتي السابق وتسعيان الى اقامة علاقات وثيقة مع الغرب.

وقال فالاسيك "أعتقد أن الانقسامات داخل الحلف ازدادت عمقا. حقيقة من المرجح أن يشعر كل جانب بأن الموقف الذي اتخذه في بوخارست كان له ما يبرره."

وأعلن حلف الاطلسي يوم الثلاثاء أن العهد الذي قطعه على نفسه بضم جورجيا ذات يوم لعضوية الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة لا يزال قائما.

وهاجمت الولايات المتحدة ودول البلطيق وبدرجة أقل حدة بولندا وجمهورية التشيك "العدوان" الروسي وأبدوا قلقهم ازاء سابقة موسكو التي قالت إن من واجبها التدخل في أراض أجنبية للدفاع عن المواطنين الروس بعد تسليمهم جوازات سفر روسية.

وواجهت بريطانيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة مشاكل خاصة بها مع روسيا بشأن مقتل اندريه ليتفينينكو ضابط المخابرات السوفيتية السابق في لندن والمعاملة التي تلقاها شركة بي.بي النفطية البريطانية الكبرى في مشروع مشترك مع رجال أعمال روس كبار.

على الجانب الاخر فان فرنسا والمانيا اللتين عارضتا تمهيد الطريق أمام منح اوكرانيا وجورجيا عضوية حلف الاطلسي في ابريل نيسان عارضتا أي ادانة علنية لروسيا.

وقال فرانكو فراتيني وزير خارجية ايطاليا إنه ينبغي الا تكون هناك " جبهة مضادة لروسيا". ويقول دبلوماسيون ان مثل هذه الاراء تشترك فيها اسبانيا وايرلندا واليونان وبلجيكا والنمسا وقبرص

ليست هناك تعليقات: