السبت، 23 أغسطس 2008

البنتاجون يدرس تنفيذ عملية عسكرية ضد المقاتلين الإسلاميين بباكستان


مقاتلون في سوات

قالت مصادر صحافية أمريكية: إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تدرس القيام بعملية معزولة ينفذها الجيش الأمريكي ضد المقاتلين الإسلاميين في مناطق القبائل بشمال غرب باكستان.
وذكرت صحيفة "لوس انجليس تايمز"، في عددها الصادر اليوم السبت، أن التفكير في تنفيذ هذه العملية بدأ إثر تحذيرات من الاستخبارات الأمريكية مفادها أن القاعدة وجماعات أخرى تعزز سيطرتها على شمال غرب باكستان.
وتتذرع الولايات المتحدة بهذه المزاعم حول انتشار لمقاتلي طالبان والقاعدة في المناطق القبلية الباكستانية للقيام بعمليات قصف وهجمات في هذه المناطق انطلاقًا من الأراضي الأفغانية المتاخمة. وغالبية هذه الهجمات كانت تتم دون تنسيق مع السلطات الباكستانية استنادًا إلى الدعم المفتوح الذي كان يقدمه الرئيس الباكستاني المستقيل "برويز مشرف" للولايات المتحدة ضمن ما يُسمى الحرب على "الإرهاب".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول كبير بالبنتاجون لم تكشف عن هويته زعمه أن "جماعات إرهابية أصولية في المناطق الحدودية تقاتل حكومة باكستان المركزية وقد أقامت مخابئ وقواعد للتدريب".
واعتبر أن هذه الجماعات تشكل "تحديًا كبيرًا" في وقت يتساءل فيه العديد من المسئولين داخل الإدارة الأمريكية عن مدى فاعلية الحكومة الجديدة في باكستان على صعيد مكافحة "الإرهابيين".
ويؤكد كثيرٌ من المراقبين أن الحكومة الائتلافية الجديدة في باكستان مستعدة لتقديم دعمًا كبيرًا للولايات المتحدة في حربها ضد ما يُسمى "الإرهاب"، مشيرين إلى أن هذا الدعم ربما يفوق الدعم الذي كان يقدمه الرئيس الباكستاني المستقيل "مشرف".
ويدللون على ذلك بأن العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الباكستاني في إقليم "باجور" القبلي أسقطت خلال 10 أيام فقط أكثر من نصف عدد القتلى الذين سقطوا خلال عمليات الجيش الباكستاني في المناطق القبلية طيلة الأعوام الماضية.
تحذير أمريكي سابق:
وفي شهر مايو الماضي، حذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان لها من أن انتشار مخابئ تنظيم القاعدة في باكستان "يثير القلق"، معتبرةً أن السلطات الباكستانية قد تحتاج إلى بضع سنوات حتى تتمكن من إعادة الوضع إلى طبيعته.
وعلى الرغم من أن باكستان رفعت عدد قواتها في المناطق الحدودية إلى 30 ألف جندي العام الماضي وبذلت جهودًا حثيثة للقضاء على تلك المخابئ، إلا أن التقرير الذي قُدم إلى الكونجرس يشير إلى أن القاعدة ومن وصفهم بـ "متطرفين آخرين" ما زالوا مختبئين في المناطق القبلية حيث يستطيعون تجنيد وتدريب أشخاص على استهداف المصالح الأمريكية والغربية.
برنامج أمريكي:
وكشف التقرير، وقتئذٍ، عن برنامج أمريكي يمتد ست سنوات ويهدف إلى المساعدة على تعزيز قدرة الجيش والقوى الأمنية الباكستانية على إحكام سيطرتها على الحدود مع أفغانستان.
جدير بالذكر أن التحذير الأمريكي والتحرك المشار إليه في هذا البرنامج جاء بعد الإعلان عن توصل الحكومة الباكستانية إلى اتفاق سلام مع مقاتلي حركة تطبيق الشريعة الإسلامية في وادي "سوات". ذلك الاتفاق الذي سينسحب بموجبه الجيش تدريجيا من منطقة وادي سوات السياحية، حيث ستُطبق الشريعة الإسلامية نزولا عند رغبة الحركة، مقابل التزامها بإغلاق معسكرات التدريب والتوقف عن استهداف الجيش والشرطة عبر العمليات التفجيرية والهجمات بالقنابل. وقد جمَّد المقاتلون الإسلاميون هذا الاتفاق في وقت لاحق؛ احتجاجًا على عمليات عسكرية واسعة شنها الجيش الباكستاني في المناطق القبلية.

ليست هناك تعليقات: