الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

أمريكا تحث حلف الأطلسي على تقليص العلاقات مع روسيا

بروكسل (رويترز) - ناشد أعضاء حلف شمال الأطلسي روسيا يوم الثلاثاء احترام اتفاق سلام مع جورجيا وسحب قواتها ولكن رد فعلهم كان فاترا إزاء مطلب أمريكي بأن يبحث الحلف تقليص علاقاته مع موسكو.

وبدأ الثلاثاء اجتماع طارئ للحلف العسكري الذي يضم 27 دولة في بروكسل مع عدم ظهور أي دلالة على انسحاب روسيا الليلة الماضية على الرغم من اعلان موسكو عن عملية انسحاب تدريجي.

وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني ان الاولوية في المحادثات لاظهار الدعم لجورجيا التي تسعى للعضوية في الحلف وضمان التزام روسيا باتفاق توسطت فيه فرنسا لانهاء الصراع الذي استمر 12 يوما حول منطقة أوسيتيا الجنوبية الساعية للانفصال.

وصرح للصحفيين قبل الاجتماع "تحتاج روسيا لتنفيذ التزاماتها التي قطعها الرئيس (ديمتري) ميدفيديف... القوة لا يمكن أن تكون أساس ترسيم الخطوط الجديدة حول روسيا."

ولكن ميليباند أبدى حذرا من دعوة أمريكية كي يبحث الحلف تعليق الاجتماعات الوزارية المنتظمة مع روسيا.

ومضى يقول "أنا لست ممن يعتقدون في أن عزل روسيا هو الحل السليم لممارساتها الخاطئة."

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان أنشطة حلف شمال الاطلسي في المنطقة "محدودة للغاية". ومن جانبه قال وزير الخارجية الهولندي ماكسيمه فيرهاجن انه لا يؤيد تعليق الاتصالات مع روسيا ولكن على الحلف توصيل رسالة قوية لها.

وأضاف للصحفيين "يجب أن نشير الى أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه يجب أن ينفذ وأن القوات الروسية يجب أن تنسحب."

ودعت واشنطن الى عقد اجتماع لوزراء دول الحلف لمراجعة العلاقات بعد التدخل العسكري الروسي في جورجيا.

وتفجر توتر استمر عدة اشهر بين جورجيا وروسيا في السابع من اغسطس اب عندما سعت تفليس الى استعادة السيطرة على اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وشنت روسيا التي تدعم الانفصاليين هجوما مضادا كبيرا امتد الى داخل جورجيا ذاتها.

وقال دبلوماسيون ان بعض الدول خاصة دول أوروبا الشرقية الشيوعية السابقة تؤيد الخط المتشدد الذي تنتهجه الولايات المتحدة لكن دولا اخرى في الاتحاد الاوروبي مثل فرنسا والمانيا أبدت عزوفا عن استعداء روسيا التي تعد مصدرا رئيسيا للطاقة.

وقللت متحدثة باسم حلف شمال الاطلسي من شأن أنباء عن حدوث انقسامات بين أعضاء الحلف قائلة ان من المتوقع توصيل "رسالة قوية" الى روسيا تدعو الى تنفيذ وقف اطلاق النار والالتزام بسحب القوات وآلية سلام دولية.

وقال مسؤول أمريكي رفيع يوم الاثنين ان حلف الاطلسي سيبحث "على أقل تقدير" تعليق الاجتماعات الوزارية مع روسيا.

وأضاف "لا نريد ان نصبح في موقف تصل العلاقات الى نوع من انواع التجمد... لكن الى ان تسحب روسيا قواتها من جورجيا وتحترم الاعراف الدولية في القرن الحادي والعشرين فانه لا يمكننا ان نستمر في التعامل كالمعتاد."

وتزعمت المانيا المعارضة في قمة للحلف عقدت هذا العام لمنح جورجيا وأوكرانيا جدولا زمنيا نهائيا للانضمام للحلف وهو أمر من شأنه اثارة غضب روسيا.

ويقول مؤيدو تفليس ان الصراع يقوي من الرأي القائل بضم جورجيا الى الحلف في أسرع وقت ممكن ولكن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قالت للصحفيين في وقت متأخر الاثنين انه ليس هناك خطة للاسراع بمباحثات الحلف بشأن تلك القضية المقرر بحثها في ديسمبر كانون الاول.

(شارك في التغطية ديفيد برنستروم وفرانسوا ميرفي وديفيد الكسندر)

من مارك جون

ليست هناك تعليقات: