الاثنين، 18 أغسطس 2008

جورجيا تستخدم لهجة استرضائية تجاه روسيا

تفليس (رويترز) - تحدث الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بلهجة استرضائية تجاه روسيا في الوقت الذي من المقرر ان تبدأ فيه قواتها في الانسحاب من بلاده يوم الاثنين وحث موسكو على بحث سبل تفادي"الخلاف من اجل الاجيال المقبلة."

وفي كلمة تلفزيونية سجلت لبثها في وقت لاحق يوم الاثنين طالب ساكاشفيلي روسيا بمغادرة اراضي جورجيا فورا ولكنه وجه ايضا نداء من اجل اصلاح ذات البين.

وقال ساكاشفيلي في كلمته التي قدمها مكتبه الصحفي لرويترز سلفا "اناشدكم بعد مغادرة قواتكم المسلحة الاراضي الجورجية ان تبدأوا في تفكير ومناقشات جدية بشأن اجراء مزيد من المفاوضات ومزيد من البحث عن سبل/لادارة/ العلاقات من اجل عدم بث الشقاق بين بلدينا للابد.

"دعونا لا نبث الشقاق من اجل الاجيال المقبلة. لا اخاطب رحمتكم ولكنني اناشد واقعيتكم وفكركم الصائب . اعتقد ان الوقت حان لاتخاذ القرارات السليمة."

واعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاحد ان القوات التي دخلت بعد محاولة جورجية فاشلة لاستعادة اقليم اوسيتيا الجنوببية الانفصالي المؤيد لروسيا ستبدأ في الانسحاب عند الضحى تقريبا.

وادت هذه المواجهة التي استمرت عشرة ايام الى قتل نحو 200 جورجي ووجهت ضربة للجيش الجورجي والحقت الضرر باقتصاد البلاد وعطلت الاتصالات البرية وعبر السكك الحديدية واثارت انتقادات غربية لاسلوب معالجة ساكاشفيلي للازمة.

وتتناقض لهجة ساكاشفيلي الاهدأ تجاه موسكو مع التصريحات المتشددة التي استخدمها الجانبان حتى الان.

وتبادل الجانبان الاتهامات بمحاولة الابادة الجماعية. وتقول روسيا ان زهاء 1600 شخص قتلوا في القصف الجورجي في باديء الامر لتسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية بينما زعمت جورجيا أن قوات روسية وأخرى غير نظامية سوت قرى جورجية حول تسخينفالي بالارض.

ومن المقرر ان يبدأ الانسحاب بموجب خطة مؤلفة من ست نقاط لوقف اطلاق النار توسط فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالانابة عن الاتحاد الاوروبي. ولم يحدد الروس موعدا نهائيا لاستكمالها ولكنهم يقولون انها تعتمد على الاستقرار في جورجيا.

واثار الصراع قلق الغرب الذي يحصل على نفط وغاز من بحر قزوين عبر خطوط انابيب تسير عبر الاراضي الجورجية وهو طريق يفضله الغرب لانه يتجنب روسيا.

وحثت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ميدفيديف على سحب القوات الروسية بسرعة.

وقالت رايس لقناة ان.بي.سي التلفزيونية "هذه المرة اتمني انه/ميدفيديف/ يعني ذلك.

"كلمة الرئيس الروسي لابد وان تعززها قواته والا فان الناس سيبدأون في التساؤل عما اذا كان يمكن الثقة بالروس."

وقال المحلل العسكري الروسي بافيل فيلجينجوير ان المتشددين في موسكو كانوا يريدون ان تحقق الحرب الاطاحة بساكاشفيلي وتدمير الجيش الجورجي وسيصابون بخيبة امل بأي نتيجة اقل من ذلك.

وقال ان الجيش الجورجي رغم انسحابه في مواجهة التقدم الروسي فقد نجا دون ان تلحق به خسائر بشرية او مادية فادحة.

واضاف"بالنسبة لهم/المتشددون/ فان الهدف الاستراتيجي من الغزو لم يتحقق ومن ثم فانها هزيمة..ويثير هذا مشكلات في موسكو."

وقال ان رجال الاعمال الاقوياء غير راضين ايضا بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بالاسواق المالية عقب الغزو وخطر فرض عقوبات غربية تحرمهم من امكانية الحصول على تكنولوجيا التحديث المطلوبة بشكل عاجل.

واضاف ان جورجيا قد تأخذ في حسبانها الان زيادة الاستثمار والدعم الامريكي وما ينتج عن ذلك من تعزيز النفوذ والالتزام الامريكي في منطقة تعتبرها موسكو بشكل تاريخي"فناءها الخلفي."

وبدأت الحرب في السابع من اغسطس اب عندما قامت جورجيا بمحاولة لاستعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الذي اختلف مع تفليس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 . وردت روسيا ودفعت بقوات الى اوسيتيا الجنوبية ثم احتلت بعد ذلك مناطق وراء هذه المنطقة في اراضي جورجيا.

من مارجريتا أنتيدزه

ليست هناك تعليقات: