السبت، 16 أغسطس 2008

بالتوازي مع مشاورات مغلقة بمجلس الأمن


بوش يبحث الخطوات المقبلة في الأزمة الجورجية الروسية

رايس (يسار) ستطلع بوش على تفاصيل مباحثاتها مع الرئيس ساكاشفيلي (الفرنسية)

يجري الرئيس الأميركي جورج بوش محادثات مع كبار مساعديه لبحث التحركات المقبلة في مسألة النزاع بين جورجيا وروسيا، في حين تتواصل المناقشات في الغرف المغلقة بمجلس الأمن الدولي لصياغة مشروع قرار يضفي طابعا رسميا على خطة السلام الفرنسية.

إذ يعقد الرئيس بوش في وقت لاحق السبت بمزرعته في تكساس مؤتمرا يضم كبار مساعديه ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي ستطلعه على نتائج زيارتها إلى جورجيا وفرنسا التي تمخضت عن إعلان لوقف إطلاق النار في منطقة القوقاز.

وسيبحث بوش ووزيرة خارجيته مع وزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة تداعيات الأزمة والخطوات المقبلة التي قد تتخذها واشنطن، بمشاركة نائب الرئيس ديك تشيني من منزله في وايومينغ.

وكان بوش قال في تصريح صحفي سابق الجمعة إن "الاستقواء والترهيب ليسا طرقا مقبولة في السياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين" في تعليقه على الرد العسكري الروسي على قيام القوات الجورجية الأسبوع الماضي بمحاولة استعادة إقليم أوسيتيا الجنوبية بالقوة.

الدعم الأميركي
وفي موسكو اعتبرت الصحافة الروسية الصادرة السبت أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس -التي أقنعت الجمعة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بتوقيع الخطة الفرنسية لوقف إطلاق النار- لم تقدم له الدعم الذي كان يأمل به.

وكتبت صحيفة كومسومولسكايا برافدا الشعبية "أن الرئيس الجورجي كان يتوقع أن يستقبل رايس ومعها مشروع قرار يدين روسيا".

بوش ندد باستقواء موسكو على جيرانها (رويترز)
أما صحيفة كوميرسانت فقد أشارت إلى أن الرئيس ساكاشفيلي"لم يكن موافقا على التوقيع حتى يوم أمس الجمعة خشية أن تؤدي هذه الخطة إلى تشريع وجود قوات السلام الروسية في منطقة النزاع"، غير أن الوزيرة رايس أقنعته بأن "الخطة لن تسيء له بشيء".

وذكرت الصحيفة أن التوضيحات -التي حصلت عليها رايس من باريس وقدمتها لتبليسي- تنص على أن "قوات السلام الروسية ستكون قادرة على السيطرة على كل أراضي أوسيتيا الجنوبية وتنظيم دوريات في الأراضي المتاخمة لها، شريطة عدم التوغل أكثر من عشرة كيلومترات داخل الأراضي الجورجية".

مجلس الأمن
من جهة أخرى تحاول الدول الداعمة لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي -يضفي طابعا رسميا على اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وجورجيا- الدفع في اتجاه عرض المشروع على التصويت وسط معارضة روسية قوية لأي إشارة "إلى وحدة أراضي جورجيا".

"
اقرأ

-أوستيا الجنوبية والحرب مجددا

"

وفي هذا الإطار نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي غربي -رفض كشف هويته- قوله إن الدول الأعضاء في مجلس الأمن تسعى-من حيث المبدأ- لطرح مشروع القرار الخاص بالأزمة الروسية الجورجية للتصويت خلال اليومين المقبلين.

بيد أن الدبلوماسي الغربي -الذي وصفته الوكالة بالقريب من مفاوضات يجريها دبلوماسيون أوروبيون وأميركيون وروس- لم يستبعد أن تستغرق الأمور وقتا أطول قبل طرح المشروع على التصويت وذلك تحسبا لاحتمال لجوء روسيا لاستخدام حق الفيتو.

وقال دبلوماسيون إنه من المتوقع أن يبدأ الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن الأحد مشاورات جديدة بشأن المشروع في حين أكد مسؤول في الأمم المتحدة أن الأمين العام بان كي مون سيبدأ السبت مشاورات مغلقة مع سفراء الولايات المتحدة وروسيا وجورجيا.

وتوقع دبلوماسيون في المنظمة الدولية أن يواجه مشروع القرار عقبات كثيرة استنادا إلى تمسك روسيا بموقفها الرافض تضمين مشروع القرار أي صيغة تشير إلى "وحدة الأراضي الجورجية".

ويأتي الرفض الروسي تحسبا من أن يكون مشروع القرار المقترح بهذه الصيغة مقدمة لإعادة إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين إلى تبليسي على أساس أن الإقليمين المذكورين -من وجهة نظر القانون الدولي- يعتبران أراضي جورجية.

ليست هناك تعليقات: