الاثنين، 25 أغسطس 2008

الغرب يناشد روسيا عدم الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية

ناشدت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية روسيا عدم الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية المنفصلتين عن جورجيا.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن قرارا من هذا القبيل يتخذه الكرملين سيكون قرارا غير مقبول.؛ كما أعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني سيزور جورجيا خلال الشهر المقبل.

وقالت بريطانيا وألمانيا وإيطاليا إن الدعم الذي أبداه البرلمان الروسي لاستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية قد يدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر.

جاء ردود الفعل هذه بعد أن صوت البرلمان الروسي بمجلسيه -مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ) ومجلس الدوما (مجلس النواب)- بالإجماع على قرار غير ملزم يدعو إلى دعم استقلال إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية المطالبين بالانفصال عن جورجيا.

قرار غير ملزم

ويقول محللون إن التصويت على القرار رغم أنه غير ملزم للكرملين، فإنه قد يوفر للرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، ورقة مساومة خلال مفاوضاته مع الغرب.

وفي تطور ذي صلة، قال وزير التنمية المحلية الروسي، ديمتري كوجاك، الاثنين نقلا عن مصادر في أوسيتيا الجنوبية إن هذه الأخيرة قررت تشكيل حكومة جديدة في وسط الأسبوع الجاري.

وكانت روسيا قد خاضت حربا قصيرة مع جورجيا خلال الشهر الجاري بعد أن شنت القوات الجورجية هجوما خاطفا على أوسيتيا الجنوبية.

ويُشار إلى أن إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الأكبر مساحة يتمتعان باستقلال فعلي منذ إعلان انفصالهما عن جورجيا في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

ورغم أن الاقليمين المنفصلين يتمتعان بدعم اقتصادي ودبلوماسي روسي إضافة إلى الحماية العسكرية، فلم تعترف أي دولة باستقلالهما.

ومنذ انتهاء القتال الذي اندلع في أوسيتيا الجنوبية قبل أسبوعين تقريبا واقترن بطرد القوات الجورجية من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المطالبين بالانفصال عن جورجيا، أقام الجيش الروسي مناطق عازلة على الحدود بين هذين الإقليمين وجورجيا.

تصويت بالإجماع
سكان أوسيتيا الجنوبية يتظاهرون للمطالبة بالاستقلال
رغم تصويت البرلمان الروسي على دعم استقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، فإن القرار غير ملزم للكرملين

وصوت مجلس الدوما بالإجماع على قرار يدعو الرئيس الروسي إلى الاعتراف باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المطالبين بالانفصال عن جورجيا.

وأيد كل أعضاء مجلس الدوما بدون استثناء وعددهم 447 عضوا قرار دعم استقلال الإقليمين، وفق ما قالته وكالة رويترز للأنباء.

وكان أعضاء مجلس الاتحاد الروسي البالغ عددهم 130 عضوا صوتوا بالإجماع على قرار يدعو ميدفيديف إلى دعم استقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بعد مناقشة قصيرة للمسألة خلال دورته الاستثنائية.

وقال رئيس مجلس الاتحاد، سيرجي ميرونوف، إن الإقليمين يملكان كل المقومات الضرورية لكي يصبحا دولتين مستقلتين.

وكان زعيم الانفصاليين الأبخاز، سيرجي باجابش، ونظيره في أوسيتيا الجنوبية، إدوارد كوكواتي ناشدا النواب الروس بالاعتراف باستقلال الإقليمين.

وقال باجابش بعد تصويت مجلس الاتحاد على قرار دعم استقلال الإقليمين " إنه يوم تاريخي لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية"، مضيفا أن أبخازيا لن تظل بعد الآن جزءا من جورجيا.

وشكر كوكواتي من جانبه روسيا على دعمها لأوسيتيا الجنوبية خلال نزاعها مع جورجيا، واصفا خطوة الرئيس الروسي بنشر جنود روس هناك بأنها قرار "شجاع وجاء في وقته وصحيح".

وأضاف أن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لهما الحق في الاستقلال عن جورجيا أكثر من إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله عن صربيا في وقت سابق من السنة الجارية وذلك بدعم من الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي.

ويُذكر أن أنصار ميدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمر بوتين يسيطرون على مجلسي البرلمان الروسي.

رد فعل جورجيا

وقد أثار القرار غضب نواب برلمان جورجيا، وقالت النائب لاشا زافانيا إن أي قرار يتبناه البرلمان الروسى غير قانوني ويتعارض مع القانون الدولي ومبادئه.

وأضاف أن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا " أراضى جورجية ولا يجب على المجتمع الدولى أن يقبل مثل هذا السلوك من روسيا التى تعتبر قوة احتلال".

ووصف النائب الجورجي هذا الخطوة بأنها "بادرة قتالية من قبل نظام روسيا وبوتين التسلطي ضد استقلال جورجيا الديمقراطية".

علاقات روسيا بالناتو

وفي سياق مستقبل علاقات روسيا بحلف شمالي الأطلسي (الناتو)، قال الرئيس الروسي الاثنين إنه يدرس عددا من الخيارات بما فيها قطع علاقات بلاده مع الحلف العسكري الغربي.

وأوضح ميدفيديف قائلا، خلال لقاء جمعه مع مندوب روسيا لدى الناتو ديمتري روكوجين في منتجع سوشي المطل على البحر الأسود، "نحن مستعدون لاتخاذ أي قرار بما في ذلك قطع العلاقات بشكل نهائي (مع الناتو)".

وأضاف الرئيس الروسي أنه سكيون من الصعب اتخاذ هكذا قرار لكن العلاقات مع الناتو "ساءت على نحو حاد" نتيجة النزاع مع جورجيا على خلفية السيادة على إقليم أوسيتيا الجنوبية.

لكن ميدفيديف دعا أعضاء الناتو إلى تفادي تدهور العلاقات بين الحلف وروسيا، وفق ما تناقلته وكالات الأنباء.

ليست هناك تعليقات: