الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

واشنطن قلقة من تعليق كوريا الشمالية تفكيك منشآتها النووية




واشنطن وبيونغ يانغ تبادلتا الاتهامات بانتهاك التزامات المحادثات الدولية السداسية (الفرنسية-أرشيف)

اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود أن قرار كوريا الشمالية تعليق تفكيك منشآتها النووية، يشكل تراجعا "مقلقا".

ووصف وود القرار الكوري بأنه خطوة إلى الوراء، وأنه ينتهك التزاماتها الدولية في إطار مفاوضات الدول الست، وينتهك "مبدأ الفعل مقابل الفعل".

ودعا كوريا الشمالية إلى طرح آلية للتحقق من أنشطتها النووية، مقابل رفع اسمها من القائمة الأميركية للدول "الراعية للإرهاب".

من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو "أبلغنا بيونغ يانغ، بأننا سنتخذ إجراءَ إلغاءِ هذه الصفة، بمجرد وفائها بالتزاماتها المتعلقة بالتحقق".

وبدورها قللت وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من أهمية القرار الكوري الشمالي، وقالت "إننا نجري مناقشات مع الكوريين الشماليين، وأعتقد أننا سنرى النتيجة خلال بضعة أسابيع".

وشددت رايس خلال زيارتها لمدينة رام الله بالضفة الغربية، على أن واشنطن "أوضحت تماما" في محادثات نزع السلاح الأخيرة، "أننا ننتظر نظام التحقق الذي سيضمن دقة بيانات كوريا الشمالية، أو يفتح لنا الطريق للتحقق من الدقة".

وكانت اليابان وكوريا الجنوبية قد عبرتا عن قلقهما من قرار جارتهما الشيوعية.

وقد دعا رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا بيونغ يانغ إلى الوفاء بتعهداتها والتخلي عن برامجها النووية وفق البرنامج المتفق عليه، وأشار إلى أن بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة والدول المشاركة في المحادثات السداسية في هذا السياق.

وأعربت وزارة الخارجية بكوريا الجنوبية عن أسفها لقرار جارتها الشمالية، مشيرة إلى أنها ستجري مشاورات مع الأطراف الأخرى في المحادثات السداسية لمحاولة البدء من جديد في عملية تفكيك منشآت بيونغ يانغ النووية.

كوريا الشمالية تفكر في إعادة تشغيل مفاعل يونغبيون (رويترز-ارشيف)
مبررات القرار
وكانت كوريا الشمالية قد بررت قرارها بتعليق تفكيك منشآتها النووية منذ 14 من الشهر الجاري، واحتمال استئناف العمل في مفاعل يونغبيون النووي، بسبب رفض واشنطن شطبها من قائمة الدولة المتهمة بـ"رعاية الإرهاب"، وذلك خلافا لاتفاق نزع السلاح المبرم بين البلدين في إطار المحادثات السداسية.

ووصفت وزارة الخارجية الكورية الشمالية طلبات واشنطن القيام بعمليات تفتيش بأنها "انتهاك" لسيادة كوريا الشمالية، موضحة أن الولايات المتحدة تخطئ إذا اعتقدت أنها تستطيع القيام بعمليات تفتيش كما فعلت في العراق.

وتطالب واشنطن بالسماح للمحققين بالوصول إلى كافة المنشآت النووية، وتفتيش ليس فقط برنامج إنتاج البلوتونيوم، وإنما كذلك الاطلاع على برنامج سري مزعوم لتخصيب اليورانيوم.

يذكر أن كوريا الشمالية كانت قد أغلقت مفاعلها النووي الرئيسي، وبدأت تفكيكه في إطار اتفاق متعدد الأطراف أبرم في أكتوبر/تشرين الأول 2007.

وخطت بيونغ يانغ خطوة جديدة عبر تسليم لائحة مفصلة بأنشطتها النووية في 26 يونيو/حزيران، لكن المحادثات حول آليات التحقق من هذه اللائحة تعثرت لاحقا.

وتعتبر واشنطن أن النظام الشيوعي لم يعط ردا للولايات المتحدة على سؤال طرحته في يونيو/حزيران حول تقديم كوريا الشمالية مساعدة نووية إلى سوريا.

ومن شأن شطب اسم كوريا الشمالية من لائحة الدول "الداعمة للإرهاب" فتح الباب أمام بيونغ يانغ من أجل الحصول على قروض من منظمات دولية وعلى مساعدات أميركية.

ليست هناك تعليقات: