الأربعاء، 27 أغسطس 2008

السلطات الليبية تؤكد استسلام خاطفي الطائرة السودانية




ركاب طائرة سودانية أفرج عنهم بعد أن اختطفت مطلع العام الماضي (الفرنسية-أرشيف)

أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا نقلا عن مسؤولين ليبيين بأن خاطفي الطائرة السودانية الرابضة بمطار الكُفرة بجنوب شرق ليبيا، استسلما للسلطات الليبية وذلك بعد ساعات من إطلاقهما سراح جميع الركاب.

وكان المراسل خالد الديب نقل في وقت سابق عن مصادر ليبية قولها إنها تخوض مفاوضات صعبة مع الخاطفين. وكانت شركة الطيران السودانية "صن أير" التي تملك الطائرة المخطوفة قد تحدثت عن اعتقال الخاطفين، وهو ما نفته حينها السلطات الليبية.

وأشار المراسل إلى أنه تم الإفراج عن كافة ركاب الطائرة بمن فيهم النساء اللائي كن ضمن طاقم الطائرة. ولا يزال الرجال من الطاقم داخل الطائرة إلى جانب الخاطفين.

وتقول الشركة المالكة وهيئة الطيران المدني السوداني إن عدد المسافرين على متن الطائرة وطاقمها يبلغ 95 شخصا، في حين أكدت حركة تحرير السودان جناح مني ميناوي أن ثلاثة من مسؤوليها كانوا ضمن ركاب الطائرة المخطوفة.

وكان خاطفا الطائرة السودانية طالبا بتزويدها بالوقود لتتوجه إلى فرنسا، وطلبا خريطة الطيران من الكفرة إلى باريس.

وأثناء المفاوضات مع المسؤولين الليبيين، كان خاطفا الطائرة يرفضان الكشف عن هويتهما، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر ملاحي ليبي أنهما ينتمان لحركة تحرير السودان.

ونقل مدير مطار الكُفرة في وقت سابق عن قبطان الطائرة المخطوفة قوله إن "القراصنة أعلنوا أنهم ينتمون إلى جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور". وأوضح مدير المطار لوكالة الأنباء الليبية نقلا عن القبطان أن "القراصنة أعلنوا أنهم نسقوا العملية مع نور للانضمام إليه في باريس".

عبد الواحد أحمد نور نفي أي صلة لحركته باختطاف الطائرة (الجزيرة نت-أرشيف)
نفي وتفاصيل


لكن زعيم تحرير السودان عبد الواحد أحمد نور نفى بشدة أي صلة لحركته باختطاف الطائرة، ملمحا إلى مسؤولية حكومة الخرطوم عن الموضوع.

وقال في اتصال مع الجزيرة "ليس من أخلاقنا أن نعرض أي مدني للخطر"، نافيا بصورة رسمية مسؤولية الجناح الذي يمثله من الحركة عن العملية. وردا على سؤال حول ادعاء الخاطفين أنهما ينتمان إلى الحركة، قال نور "لا أدري لأي جهة ينتمون"، معتبرا أن "الخطف سلوك تنتهجه الحكومة السودانية التي تخطط لمهاجمة المدنيين في المعسكرات".

ويلمح زعيم تحرير السودان بذلك إلى مقتل 33 مدنيا في معسكر كلما للاجئين بدارفور قبل يومين في مواجهات قوات الأمن السودانية مع نازحين تقول السلطات إنهم يكدسون السلاح بالمعسكر.

أما المتحدث باسم الحركة يحيى البشير فاعتبر أن العملية فُبركت بين عدد مما أسماها عصابات الإجرام والحكومة السودانية، مؤكدا رفض أو إدانة العملية.

وكانت الطائرة وهي من طراز 737-200، قد اختطفت بعد نصف ساعة من إقلاعها من مطار نيالا -كبرى مدن إقليم جنوب دارفور المضطرب- في طريقها إلى الخرطوم.

وتضاربت المعلومات حول الوجهة التي سلكتها الطائرة فور اختطافها، حيث أشارت هيئة الطيران المدني السوداني إلى أن الخاطفين طلبوا تحويل طائرة "صن أير" إلى القاهرة، وهو ما نفته سلطة الطيران المدني المصرية مؤكدة أنها اتجهت صوب ليبيا.

ونقل عن مصدر ليبي قوله إن أجهزة الطيران المدني أعطت موافقتها لهبوط الطائرة في الكفرة (1350 كلم إلى جنوب شرق طرابلس) لاعتبارات إنسانية بعد أن أبلغ الطيار بأن الطائرة فرغت من الوقود، ثم أوفدت طرابلس وفدا للتفاوض مع الخاطفين.

ليست هناك تعليقات: