الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

إسلاميون صوماليون يستهدفون قوات حفظ سلام ومُقتل 11 مدنيا

مقديشو (رويترز) - قال شهود عيان يوم الاربعاء ان إسلاميين هاجموا قوات حفظ السلام الإفريقية في مقديشو مما أدى الى اندلاع معركة أسفرت عن مقتل 11 مدنيا وتسببت في فرار الكثيرين من المدينة وسط تصاعد التمرد في الصومال.

وقالت فطومة قاسم وهي أم لسبعة أطفال وهي تنضم لمجموعة السكان الذين يفرون من العاصمة الساحلية "ليس لدينا أمل الآن وأعتقد أن هذه هي نهاية مقديشو."

وحول المتمردون الشهر الحالي بشكل متزايد أسلحتهم صوب القوات التابعة للاتحاد الافريقي فيما يعتبره محللون تكتيكا لمنع المزيد من التدخل الاجنبي في البلاد الواقعة في منطقة القرن الافريقي التي تعاني من صراع مدني منذ عام 1991 .

وهز قصف من مختلف الجوانب لقاعدة تابعة للاتحاد الافريقي مقديشو مساء الثلاثاء وأثار القصف ردا باطلاق النيران كما توغلت الدبابات في منطقة سوق ينظر اليها بشكل كبير على أنها معقل للمتمردين.

وقال الاتحاد الافريقي انه لم يسقط قتلى أو جرحى بين قواته. ولم تبذل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي وقوامها 2200 جندي من أوغندا وبوروندي جهدا يذكر لكبح الحرب في الصومال.

ويريد الاتحاد الافريقي تسليم المهمة للأمم المتحدة إلا أن المنظمة الدولية تشعر بالقلق من الدخول في مستنقع يصفه البعض "بعراق افريقيا" خاصة مع وضع في الاعتبار محاولتها المشؤومة السابقة لاحلال السلام في البلاد في أوائل التسعينات.

وقال دبلوماسي غربي يرصد الاوضاع في الصومال "قرر المتمردون ضرب الاتحاد الافريقي بقوة لترويع افريقيا حتى لا ترسل المزيد من الجنود ولابعاد امكانية تدخل الامم المتحدة."

ومن جديد كان سكان مقديشو هم من يقومون باحصاء قتلاهم يوم الاربعاء. ومنذ اندلاع التمرد ببداية عام 2007 قتل نحو عشرة آلاف مدني.

وقال شاهد عيان يدعى عثمان فارح "قتلت قذيفة كبيرة خمسة أشخاص بعد أن سقطت عليهم وهم يجرون بحثا عن مأوى... لقد جمعنا جثثهم لتونا."

وأضاف ساكن آخر يدعى ادن اسماعيل ان صاروخا سقط على مجموعة من النازحين في كلية سابقة مدمرة مما أسفر عن سقوط قتيلين.

وتابع "ثم سقطت قذيفة مورتر أخرى وأصابت سبعة أشخاص. لم نتمكن من نقلهم للمستشفى اذ كان هناك اطلاق للنيران في كل مكان... حملنا ثلاثة أطفال مصابين على أكتافنا وثلاثة رجال على عربات تجر باليد صباح اليوم."

وصرح عبد الرحيم عيسى أدو المتحدث باسم الاسلاميين مساء الثلاثاء بأن الهجوم رد على قصف سوق في وقت سابق من الاسبوع الحالي والذي ألقى باللوم فيه على قوات حفظ السلام.

ولقي 30 مدنيا حتفهم في سوق البكارة يوم الاثنين في الوقت الذي تلقي فيه كل الاطراف باللوم على بعضها البعض في قصف منطقة مزدحمة بالناس.

ويقيم نحو مليون صومالي كنازحين داخل البلاد فيما وصفتها وكالات الاغاثة بواحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم.

وفاقم الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء من أثر الصراع على السكان.

ومع تزايد جرائم الخطف والاغتيالات التي يتعرض لها عمال الانقاذ تواجه وكالات الاغاثة مهمة خطيرة لمساعدة الصوماليين.

وقال جون برندرجاست الخبير الامريكي في شؤون الصومال ان المتمردين يعتقدون الآن أن اللاعبين من الخارج - من الاتحاد الافريقي الى وكالات الاغاثة - يساعدون الحكومة.

واستطرد "ينظرون الى معظم هؤلاء اللاعبين الخارجيين على أنهم يتعاطفون على الأرجح مع الحكومة الاتحادية الانتقالية أو على الاقل يسهلون أهداف هذه الحكومة ومن ثم فان اغلاق الباب في وجه أكبر عدد ممكن من هؤلاء الناس سواء كانوا منظمات غير حكومية أو تابعين للامم المتحدة سيساعد فقط الاسلاميين."

من عبدي شيخ وعبدي محمد

ليست هناك تعليقات: