الاثنين، 22 سبتمبر 2008

سعر برميل النفط يقفذ حوالي 25 دولارا خلال يوم واحد

سجلت أسعار النفط اليوم الاثنين قفزة قياسية تجاوزت الـ 25 دولارا للبرميل، وهي أكبر ارتفاع يُسجل في يوم واحد في التاريخ، وذلك على خلفية القلق الذي اعترى الأسواق المالية العالمية بشأن خطة إنقاذ الاقتصاد الأمريكي وضعف الدولار ونفاذ مدة العقود الآجلة للشهر المقبل.

فقد ارتفع سعر برميل النفط الخام الخفيف تسليم شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل بمبلغ 25.45 دولارا ليصل إلى 130 دولارا للبرميل في سوق نيويورك، وذلك قبل أن يعود إلى الانخفاض ليستقر في وقت لاحق عند سعر 120.92 دولارا، أي بأقل من 16.37 عن سعر يوم أمس الأحد.

وكانت أسعار النفط قد عادت إلى الصعود مؤخرا حيث سجلت ارتفاعا بلغ 30 دولارا خلال الأيام الأربعة الماضية، وإن ظل السعر بعيدا عن الرقم القياسي الذي كان قد سجله خلال شهر يوليو/تموز الماضي.

نفاذ العقود

وتعليقا على الارتفاع الكبير في أسعار النفط، قال توم نايت من مؤسسة ترومان آرنولد في ولاية تكساس: "بكلمات وجيزة، إن الأمر يتعلق بالضغوط قصيرة الأمد ونفاذ عقود تسليم النفط الخام. كما أن سعر الدولار قد سجل انخفاضا إضافيا كبيرا اليوم، لكن سنلاحظ أن الكيل قد طفح كثيرا بالنسبة لأسعار الخام تسليم أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين."

ورأى الخبراء أن الخطة الطموحة، التي كانت الحكومة الأمريكية قد كشفت بموجبها أنها بصدد ضخ مبلغ حوالي 800 مليار دولار لإنعاش اقتصاد البلاد، قد أثمرت بالفعل عن نتائج فورية ملموسة فحققت بعض المكاسب للأسواق، الأمر الذي انعكس بدوره على الطلب على البترول، وبالتالي أدى إلى زيادة كبيرة في أسعاره.

بكلمات وجيزة، إن الأمر يتعلق بالضغوط قصيرة الأمد ونفاذ عقود تسليم النفط الخام. كما أن سعر الدولار قد سجل انخفاضا إضافيا كبيرا اليوم، لكن سنلاحظ أن الكيل قد طفح كثيرا بالنسبة لأسعار الخام تسليم أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين
توم نايت من مؤسسة ترومان آرنولد في ولاية تكساس

وكانت أسعار النفط قد شهدت هبوطا حادا خلال الفترة الماضية، إذ سجل سعر البرميل الواحد في تعاملات الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء الماضي أقل من 92 دولارا أمريكا، وذلك على خلفية ازدياد مخاوف المستثمرين من انعكاسات أزمة الإئتمان على النمو الاقتصادي العالمي والحد من الطلب على البترول الخام.

ازدياد المخاوف

وقد ازدادت مخاوف المستثمرين تسارعا مع سقوط آخر ضحايا الأزمة، وهو بنك ليمان برذرز الأمريكي، عملاق الاستثمار في مجال السمسرة والرهن العقاري، والذي أعلن إفلاسه يوم الاثنين الماضي.

وقال بول هاريس، المحلل الاقتصادي في بنك إيرلندة: "يبقى المحرك الرئيسي للأمور هو خطة الإنقاذ الاقتصادي في الولايات المتحدة، والتي غيرت الأجواء السائدة في سوق النفط."

وكان سعر الخام الخفيف، تسليم شهر أوكتوبر المقبل، قد سجل 92.12 دولارا للبرميل في التعاملات الإلكترونية في سوق سنغافورة يوم الاثنين الماضي، ليعود ويهبط إلى 91.54 دولارا للبرميل في وقت لاحق.

هبوط كبير
سائق شاحنة في فلوريدا بأمريكا يملأ خزان سيارته بالوقود
سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الأربعة الماضية بعد إعلان خطة إنعاش الاقتصاد الأمريكي

وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في سبعة أشهر مع بدء تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك بسبب الخشية من انعكاسات انهيار بنك ليمان برذرز على سلامة النظام المالي الأمريكي والعالمي.

وكان إعلان إفلاس بنك ليمان برذرز وبيع بنك ميريل لينش الاستثماري قد أديا إلى حدوث توقعات في السوق باحتمال تسييل كبير للأصول في أسواق السلع، ومنها النفط.

وانخفضت أسعار النفط بمعدل أكثر من 7 دولارات منذ إقفال الأسبوع قبل الماضي، وذلك بعدما تبين أن إعصار آيك لم يضر كثيرا بالمصالح النفطية في خليج المكسيك كما كان متوقعا.

وكانت أسعار النفط قد فقدت نحو 50 دولارا من سعر البرميل، أي نسبة 35 بالمئة، منذ أن كانت قد وصلت إلى أعلى مستوى لها في شهر يوليو/تموز الماضي حيث سجل سعر البرميل 147.27 دولارا

ليست هناك تعليقات: