الاثنين، 1 سبتمبر 2008

أوروبا منقسمة بشأن روسيا وموسكو تدعو لنشر شرطة دولية




زعماء أوروبا وصلوا القمة بآراء مختلفة حول التعامل مع روسيا (الفرنسية)

انقسمت دول الاتحاد الأوروبي بشأن الحوار مع روسيا ردا على تدخل موسكو في أزمة جورجيا، فبينما تقود فرنسا جهودا دبلوماسية للوساطة بتأييد ألمانيا وإيطاليا أظهرت بريطانيا والسويد ودول الاتحاد السوفياتي السابق تشددا حيال العلاقة مع الكرملين. ومن جهتها استبقت موسكو القمة الأوروبية بالتحذير من أنها سترد على أي تهديد لمصالحها.

وقالت وكالة رويترز إن مسودة البيان الختامي للقمة الأوروبية التي ستنعقد اليوم في بروكسل، أكدت أن العلاقات الروسية الأوروبية وصلت إلى مفترق طرق وطالبت بإعادة تقويم علاقات الجانبين على ضوء أزمة جورجيا.

وجاء في مسودة البيان أن الاتحاد "سيظل يقظا" وأنه سيضع علاقاته مع روسيا قيد مراجعة "ربما تؤدي إلى قرارات بشأن مواصلة المناقشات حول مستقبل العلاقات بين الاتحاد وروسيا في مجالات عديدة".

وظهر تباين الدول الأوروبية في تصريحات الزعماء الذين يصلون بروكسل تباعا، فدعت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إلى اعتماد "الصراحة" في العلاقات مع روسيا من دون أن يصل الأمر إلى قطع الحوار معها بعد تدخلها في جورجيا.

أما وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني فقد أكد وجوب عدم اعتبار روسيا "بلدا معاديا" بل "شريكا إستراتيجيا" يجب عدم قطع العلاقات معه.
وساطة فرنسية
ميركل أيدت الصراحة مع روسيا
دون قطع العلاقات معها (الفرنسية)
من جانبه قال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون إن الرئيس نيكولا ساركوزي يرغب في أن يزور مجددا موسكو وتبليسي للمساعدة في حل النزاع الروسي الجورجي.

وأكد فيون مجددا أن بلاده تعارض فرض عقوبات على روسيا. ودلل على ذلك بما سماه عدم فاعلية النهج المتشدد الذي اعتمدته الولايات المتحدة حيال روسيا منذ بداية الأزمة في القوقاز.

وفي المقابل دعت بريطانيا الاتحاد الأوروبي إلى وقف المفاوضات حول تعزيز الشراكة مع روسيا. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون للصحفيين في لندن "في ضوء تحركات روسيا يتعين أن نوقف المفاوضات حول (اتفاق يأتي) خلفا لاتفاق الشراكة والتعاون".

وصرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت بأن روسيا غير مرشحة على الإطلاق للانضمام إلى "شراكة شرقية" مقترحة بين الاتحاد الأوروبي والجمهوريات السوفياتية السابقة.
وقال بيلت في مؤتمر صحفي في سلوفينيا "العلاقات مع روسيا مرتبة أخرى، لا أعتقد أنهم يريدون ضمهم. لا يريدون أن يكونوا داخل السياسات الأوروبية".
استثناء روسيا
غوردون دعت حكومته إلى وقف
محادثات الشراكة مع روسيا (الفرنسية)
واقترحت بولندا والسويد الشراكة الشرقية في مايو/أيار لمساعدة الجمهوريات السوفياتية السابقة على الاستعداد لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف من خلال تعاون أوثق بينها وبين الكتلة.

وقال بيلت إن ذلك سيكون ردا مناسبا على الصراع في جورجيا. وأعرب وزيرا خارجية سلوفينيا ديمتري روبيل وسلوفاكيا يان كوبيس اللذان وقفا إلى جوار بيلت عن تأييدهما للفكرة.

أما موسكو فقد استبقت القمة الأوربية بالتهديد بالرد على أي خطر تتعرض له مصالحها في الداخل أو الخارج. وأكدت على وجوب عدم استخدام "لغة العقوبات" في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن استمرار الغرب في دعم جورجيا خطأ كبير، كما دعا إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى جورجيا، حتى تقوم سلطة جديدة فيها.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندريي نسترينكو تأييد روسيا إرسال قوة شرطة دولية لتوفير الأمن حول جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين في جورجيا.
إجراء تركي
"
بدأت تركيا في تطبيق إجراءات تفتيش إضافية على البضائع الروسية في إطار الخلاف التجاري المتصاعد بين البلدين

"
وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قد أعلن أن القادة الأوروبيين، قد يعطون موافقتهم على بعثة أوروبية لمراقبة وقف إطلاق النار في جورجيا على أمل أن يتم نشرها بحلول القمة الأوروبية المقبلة في منتصف سبتمبر/أيلول.

وفي السياق نفسه بدأت تركيا في تطبيق إجراءات تفتيش إضافية على البضائع الروسية في إطار الخلاف التجاري المتصاعد بين البلدين الذي يأتي في أعقاب استقبال أنقرة وزيرة الخارجية الجورجية وقبلها السماح للسفن الحربية الأميركية بالمرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل إلى البحر الأسود لنقل مساعدات إنسانية إلى جورجيا.

وبرر الوزير التركي كورسات توزمين تلك الإجراءات بأنها رد على ممارسات روسية وقال "لا نريد تصعيد الخلاف. كل ما نريده هو تسريع الرد الروسي".

ليست هناك تعليقات: