الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

محللون: روسيا تستعرض عضلاتها في افريقيا مجددا

الرباط (رويترز) - تجدد روسيا اهتمامها بافريقيا الذي انهار مع الحرب الباردة كما أن اقبالها المتزايد على عقد صفقات للنفط والغاز في افريقيا زاد من عدم الارتياح في غرب أوروبا المتعطش للطاقة.

وتقول شركات روسية إن الهدف هو تنويع مصالح الطاقة وتأمين المواد الخام من أجل اقتصاد سريع النمو لكن الشركات ينظر اليها أيضا باعتبارها أدوات لسياسة خارجية للكرملين اكثر اثباتا للوجود الروسي.

وافريقيا مصدر بديل مهم للطاقة بالنسبة للدول الأوروبية التي تعتمد على روسيا.

وحقيقة أن المؤسسات الروسية لم تحرز تقدما يذكر في افريقيا لم تهديء من مخاوف الغرب خاصة منذ ان أثار التدخل الروسي في جورجيا تساؤلات جديدة بشأن امدادات الطاقة من الشرق.

وقال جون ماركس رئيس تحرير النشرة الاخبارية الصناعية (افريكا انرجي) " بهدوء لكن بذعر متنام نسمع مسؤولين من حكومات أوروبية كبرى يشكون بشأن ما يفعله الروس."

ومساعي روسيا في افريقيا تتجاوز الحلفاء التقليديين الذين كانت تمدهم بالسلاح والمال ابان الحرب الباردة.

وأحد اكبر الشركاء التجاريين لها في افريقيا هو المغرب الحليف الوثيق للولايات المتحدة والذي يمدها بالفوسفات الذي تستهلكه المزارع الروسية بكميات كبيرة.

لكن روسيا أظهرت في عام 2006 أنها ترغب في الاحتفاظ بعلاقات قوية مع الجزائر حليفتها السابقة ومنافسة المغرب عندما وافقت على اسقاط ديون قيمتها 4.7 مليار دولار ترجع إلى حقبة الحرب الباردة مقابل صفقة لبيع طائرات مقاتلة وغواصات وسفن حربية وصواريخ للجزائر.

وتنفق الشركات الروسية مثل الشركات الآسيوية مليارات الدولارات للدخول بشكل أفضل على الثروات المعدنية لدول القارة.

ويحظى هذا الاهتمام بافريقيا بترحيب خاص من قبل الحكومات التي ترفض تطبيق شروط الديمقراطية وحقوق الإنسان والاصلاح التي يمكن أن ترتبط بالتعاملات مع الأمريكيين او الأوروبيين.

ويقول محللون إن رغبة روسيا التي ظهرت مؤخرا في أن تقف في وجه الغرب باستخدام القوة العسكرية تجعلها شريكا اكثر جاذبية للزعماء الافارقة الذين سئموا املاء الاوامر عليهم من قبل القوة العظمى الوحيدة في العالم.

وقال جي بيتر فام الخبير في شؤون افريقيا والشرق الاوسط بجامعة جيمس ماديسون في فرجينيا "نظرا للاهمية السياسية لافريقيا التي يتزايد ادراكها... يجدر بواضعي السياسات والمحللين الأمريكيين أن يتوخوا الحذر من عودة الدب الروسي" إلى افريقيا.

والخوف الاكبر في غرب أوروبا هو من أن تكون الصفقات الروسية المتقطعة مع الدول الافريقية الاعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) ما هي الا محاولة للسيطرة على امدادات الغاز الطبيعي لأوروبا.

واتفقت شركة جازبروم الروسية التي توفر ربع احتياجات أوروبا من الغاز مع شركة سوناطراك الجزائرية للنفط على التنقيب عن الغاز الطبيعي بشكل مشترك عقب زيارة للجزائر قام بها الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين العام الماضي.

وسوناطراك هي ثالث اكبر مورد للغاز لدول الاتحاد الأوروبي.

وحل الموعد النهائي لصفقة روسية للتنقيب عن الغاز في نيجيريا في مايو ايار لكن جازبروم قالت في ابريل نيسان انها تخوض محادثات للمشاركة في مشروع يتكلف مليارات الدولارات لضخ غاز نيجيريا إلى أوروبا عبر الصحراء.

وكانت جازبروم قد قالت في يوليو تموز انها يمكن أن تمد خط أنابيب لضخ الغاز الليبي لأوروبا. كما وافقت ليبيا على بيع بعض من نفطها وغازها لروسيا.

وقال ماركس من نشرة (افريكا اينيرجي) "تطبق استراتيجية مميزة هنا. وهي انه ليس بالضرورة أن تحصل جازبروم على حصة تتيح لها السيطرة لكن الروس يحصلون على مكان على الطاولة."

وأضاف أن اتفاقا وقعته ايطاليا هذا الاسبوع لتعويض ليبيا عن مخالفات ارتكبت خلال فترة حكمها الاستعماري يهدف جزئيا للحفاظ على علاقات الطاقة الحيوية مع ليبيا.

وفي مناطق أخرى في افريقيا تعتزم شركة لوك اويل الروسية التنقيب عن النفط والغاز في غانا وساحل العاج بينما حصلت شركة سينتزنفتجاز على حقوق تنقيب عن النفط قبالة ساحل ناميبيا.

ويتجاوز الاهتمام بافريقيا قطاع الطاقة.

وحصلت شركة روسال الروسية للالومنيوم على حصة أغلبية في شركة (السكون) لصهر الالومنيوم في نيجيريا العام الماضي.

وعمقت روسال تواجدا قويا بالفعل في غينيا قائلة في فبراير شباط انها ستبني مجمعا للبوكسيت واوكسيد الالومنيوم تبلغ طاقته الانتاجية 2.8 مليون طن في العام بالمشاركة مع تشاينا باور اينفستمنت كورب.

وحصلت القلة المحتكرة من الشركات الروسية الكبرى على حصص كبيرة في مناجم بجنوب افريقيا التي كان حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم فيها يعتمد على الدعم السوفيتي ابان حقبة التمييز العنصري.

وقال مسؤولون روس في قطاع النفط إن مساعيهم في افريقيا لها جدوى اقتصادية اذ تعني أن الاموال التي تجنى في روسيا يمكن استخدامها لجني مزيد من الاموال في الخارج.

لكن محللين يقولون إن الامر سيتستغرق وقتا طويلا حتى تؤتي صفقات الطاقة الروسية في افريقيا ثمارها.

ويقول جوناثان ستيرن مدير أبحاث الغاز في معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة " وقعوا بعض الاوراق مع الجميع... لكنني لا أتوقع أن يحدث شيء بسرعة."

وتابع قائلا "من الواضح أن ما يحب الروس فعله هو شراء كميات كبيرة من النفط والغاز واستغلالها لاغراضهم الخاصة لكن لن يسمح لهم بأن يفعلوا هذا."

من توم فايفر

(شارك في التغطية كاتيا جولوبكوفا وفلاديمير سولداتكين وايمي فيريس روتمان ونيك تاترسال ودانييل ماجنوفسكي ودانييل فينيرن)

ليست هناك تعليقات: