الاثنين، 1 سبتمبر 2008

أوروبا تهدد بتأجيل محادثاتها بشأن اتفاق مشاركة مع روسيا

بروكسل (رويترز) -اتفق قادة الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين على تأجيل المحادثات بشأن مشاركة أوروبية روسية من المتوقع اجراؤها في وقت لاحق من الشهر الجاري مالم تسحب روسيا قواتها الى مواقع ما قبل الصراع مع جورجيا بحلول ذلك الوقت.

وجاء القرار الذي اتخذ في قمة طارئة في بروكسل بعد ان اشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالتدخل العسكري في صراع اوسيتيا الجنوبية الانفصالية باعتباره يحدد معيارا جديدا لروسيا في الدفاع عن مصالحها القومية.

وجاء تحرك الاتحاد الاوروبي كمحاولة لتجاوز خلافات وطنية بشأن كيفية التعاون مع روسيا وتوجيه تحذير لروسيا بعد التراجع عن تطبيق عقوبات ضد اكبر موردي الطاقة للاتحاد الاوروبي.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي " إن عودة مناطق النفوذ غير مقبول. يالطا انتهت" في اشارة الى اجتماع القوى الكبرى في عام 1945 في منطقة القرم مما ساعد في وضع معالم لاوروبا عقب الحرب العالمية الثانية.

واضاف ساركوزي أنه سيسافر الى موسكو في الثامن من سبتمبر ايلول للتحقق مما اذا كانت موسكو التزمت بالكامل بخطة السلام قبل الجولة التالية من محادثات الشراكة المقرر ان تجرى في 15 و16 سبتمبر ايلول في بروكسل.

وقال ساركوزي في اشارة الى خطة سلام توسطت فيها فرنسا انهت الاعمال العسكرية بعد ان سحقت القوات الروسية محاولة للجيش الجورجي لاستعادة اوسيتيا الجنوبية "سنطلب من روسيا تطبيق خطة النقاط الست بدقة".

وادان بيان ختامي للقمة بشدة تحرك روسيا للاعتراف باستقلال منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا المتمردتين ودعا الدول الاخرى الى عدم السير في نفس الاتجاه.

ومن المقرر ان يحدد اتفاق الاتحاد الاوروبي-روسيا الجديد العلاقات في قطاع الطاقة والتجارة. وسعى الاتحاد الاوروبي جاهدا على مدى 18 شهرا كي يتفق على الجانب الخاص به من محادثات بدأت في يوليو تموز الماضي.

وقال فلاديمير شيزوف مبعوث روسيا الى الاتحاد الاوروبي للصحفيين "نحن لسنا بحاجة الى هذه المحادثات او هذا الاتفاق الجديد أكثر من حاجة الاتحاد الاوروبي اليه.. الامر أقرب الى كونه معاقبة للذات من جانب الاتحاد الاوروبي لانه لا يحسن مصداقيته كشريك تجاري."

وقالت فرنسا والمانيا وايطاليا في وقت سابق ان اتخاذ اجراءات عقابية ضد روسيا يعد سابقا لاوانه ولكن بريطانيا قادت الدعوات لتعليق الاتحاد الاوروبي لمحادثاته حول ما يسمى بالشراكة والتعاون.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك "هناك ساسة أيضا في أوروبا يفضلون الوصول الى نتائج لا طائل من ورائها بسبب علاقاتهم الثنائية الوثيقة بروسيا."

وسحبت موسكو معظم قواتها تماشيا مع اتفاق لوقف اطلاق النار ولكنها أبقت على قوات في "مناطق امنة" تشمل أراضي جورجية حول أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قال لساركوزي في اتصال هاتفي يوم الاحد إن روسيا مستعدة لسحب قواتها الى المواقع التي كانت تشغلها قبل الصراع في جورجيا.

ولكن قبل بدء القمة قال لافروف إن تدخل موسكو في جورجيا حدد معيارا جديدا للدفاع عن مصالحها.

وقال "عادت روسيا الى مسرح العالم كدولة مسؤولة يمكن أن تدافع عن مواطنيها". واضاف ان الولايات المتحدة عليها ان "تبدأ في التكيف" مع هذا الواقع.

وقالت موسكو انها تدخلت لمنع "ابادة جماعية" من قبل جورجيا هناك. واثارت روسيا ادانة غربية بالتوغل الى ما يلي المنطقة المتنازع عليها وقصفت ونشرت قوات في عمق جورجيا. والجمهورية السوفيتية السابقة تعد هامة بالنسبة للغرب من الناحية الاستراتيجية لانه يمر بها خطوط النفط والغاز التى تتجاوز روسيا.

وفي شوارع تفليس احتج اكثر من مليون جورجي على روسيا وتشابكت اذرعهم وهم يلوحون بالعلم الابيض والاحمر لجورجيا.

وفي خطوة على ما يبدو استرضائية قالت روسيا انها تريد من منظمة الامن والتعاون في اوروبا والاتحاد الاوروبي ان يرتبا لوجود دولي للشرطة في المناطق العازلة بين جورجيا ومناطقها الانفصالية.

ويسعى الاتحاد الاوروبي الى ارسال مراقبين مدنيين الى جورجيا ويقول مسؤولون إن هذا الوجود يمكن ان يصل الى بضع مئات.

وتعهد قادة الاتحاد الاوروبي ايضا بتوفير معونة اعادة اعمار لجورجيا والنظر في علاقات اوثق بما فيها المحادثات بشأن اتفاق تجارة حرة ونظام تأشيرة اسهل لمواطني جورجيا.

وعلى نحو منفصل بدأت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي تقليص الواردات من روسيا في تحرك قال مسؤولون انه يأتي كرد على تأخر الصادرات التركية عند نقاط العبور الروسية منذ سماح تركيا عضو حلف شمال الاطلسي لسفينتين امريكيتين بعبور مضيق البوسفور لتقديم مساعدة لجورجيا.

وقال كورساد توزمن وزير التجارة الخارجية التركي لوكالة الاناضول للانباء الحكومية "نحن لا نريد تنفيذ هذه الاجراءات لكننا نتعامل بالمثل."

(شارك في التغطية انجريد ميلاندر وديفيد برونستروم وفرنسوا ميرفي في بروكسل وصوفي لو في باريس وفرانك برانيتسي في لندن وروبين بوميروي في روما).

من دارين انيس ومارسين جراجوسكي

ليست هناك تعليقات: