الاثنين، 29 سبتمبر 2008

مقتل خمسة في هجوم بسيارة ملغومة على حافلة للجيش اللبناني

طرابلس (لبنان) (رويترز) - قالت مصادر أمنية ان سيارة ملغومة انفجرت في حافلة للجيش في شمال لبنان يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل أربعة جنود ومدني من المارة في ثاني هجوم يستهدف الجيش في أقل من شهرين.

وأُصيب 35 شخصا في الانفجار الذي وقع بمدينة طرابلس التي شهدت في 13 أغسطس آب تفجيرا قتل فيه 15 شخصا بمحطة للحافلات بينهم عشرة جنود.

وطوقت قوات الأمن اللبنانية مكان الانفجار الذي وقع في ساعة الذروة الصباحية بمنطقة البحصاص عند المدخل الجنوبي لطرابلس. ونقلت سيارات الإسعاف الضحايا الى مستشفيات قريبة.

وقذف الانفجار بحطام السيارة الملغومة عدة أمتار وحطم نوافذ مبان قريبة وألحق أضرارا بعدد من السيارات.

وقال الجيش في بيان "مجددا امتدت يد الغدر لتطال المؤسسة العسكرية في استهداف واضح لمسيرة الأمن والاستقرار في البلاد." ووصف الهجوم بأنه "عمل إرهابي".

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها.

وفي العام الماضي سحقت قوات الجيش جماعة فتح الاسلام التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة في مخيم للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس. وقتل ما لا يقل عن 430 شخصا بينهم 170 جنديا و220 متشددا في المعارك التي استمرت 15 أسبوعا ودمرت المخيم.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي حذر الرئيس السوري بشار الأسد الذي هيمنت بلاده على لبنان لنحو ثلاثة عقود حتى عام 2005 من خطر يمثله من وصفهم بمتطرفين سنة مدعومين من الخارج في طرابلس التي تسكنها أغلبية سنية.

كما حذرت صحيفة الديار يوم الاثنين من تنامي تهديد المتشددين الاسلاميين لاسيما في شمال لبنان وقالت في صفحتها الرئيسية قبل ساعات من تفجير طرابلس ان تلك العناصر زادت وجودها.

ونشرت سوريا المئات من قواتها على حدودها مع شمال لبنان الاسبوع الماضي في تحرك قال الجيش اللبناني انه يهدف لمكافحة التهريب.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) أن دمشق أدانت هجوم طرابلس الذي وقع بعد يومين من مقتل 17 شخصا في تفجير سيارة ملغومة بالعاصمة السورية.

وقالت السلطات السورية يوم الاثنين ان مُهاجما انتحاريا اسلاميا نفذ هجوم دمشق وان السيارة التي استخدمت في الهجوم دخلت الاراضي السورية من دولة عربية مجاورة. ولسوريا حدود مشتركة مع كل من لبنان والاردن والعراق.

وشهدت طرابلس خلال الشهور الأخيرة اقتتالا طائفيا مرتبطا بالاضطرابات السياسية الاوسع في البلاد لكن الفرقاء بالمدينة وقعوا اتفاق مصالحة في الثامن من سبتمبر ايلول.

ودارت الاشتباكات بالمدينة التي تسكنها أغلبية سنية بين فصائل من العلويين ومسلحين من السنة. ويرتبط الفصيل العلوي الرئيسي بعلاقات وثيقة مع سوريا.

وقال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيان ان تفجير طرابلس يهدف الى تقويض جهود تحقيق المصالحة الأشمل بين الفرقاء اللبنانيين الذين دخلوا في صراع سياسي أصاب البلاد بالشلل وانتهى في مايو آيار.

ودفع ذلك الصراع الذي استمر 18 شهرا لبنان الى شفا الحرب الاهلية قبل أن تتوسط قطر في التوصل الى اتفاق أدى الى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

من نزيه صديق

ليست هناك تعليقات: