السبت، 27 سبتمبر 2008

محللون: خلاف باكستان وأمريكا لن يشهد تصعيدا

اسلام اباد (رويترز) - يقول محللون انه لا الولايات المتحدة ولا حليفتها باكستان ستسمحان بتصعيد اشتباك بين قواتهما على الحدود الافغانية حيث ان الدولتين تعتمدان على بعضهما البعض.

وتبادلت القوات الامريكية والباكستانية اطلاق النيران على الحدود الافغانية يوم الخميس بعد أن أطلقت القوات الباكستانية النيران على طائرتي هليكوبتر من نقطة حدودية باكستانية في الواقعة الاحدث ضمن سلسلة من الوقائع زادت من التوترات الدبلوماسية بين الحليفين.

وقال الجيش الامريكي ان جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية بعد أن حلقت طائرات الهليكوبتر فوق الاراضي الباكستانية دون اذن لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) أكد أن الطائرات لم تدخل باكستان. ولم يصب أحد بسوء.

وعلى الرغم من القلق الذي قد يثيره تبادل الحليفين النوويين اطلاق النيران قال محللون باكستانيون يوم الجمعة ان من المستبعد أن يتم تصعيد هذه الاشتباكات على الرغم من احتمال حدوث المزيد من هذه الوقائع اذ أن للجانبين دوافع مختلفة.

وقال المحلل السياسي حسن عسكري ريزفي "لا أتوقع من باكستان والولايات المتحدة خوض حرب. من المستبعد حدوث هذا."

وأضاف "تحتاج باكستان الى الولايات المتحدة لاسباب اقتصادية والولايات المتحدة تحتاج الى باكستان لشن حربها ضد الارهاب في افغانستان. كل منهما يدرك الحاجة لكنهما يحاولان تعظيم مكاسبهما عبر تكثيف الضغط على بعضهما البعض."

وتكافح الولايات المتحدة وحلفاؤها في افغانستان تمرد طالبان المتزايد والذي أثار شكوكا بشأن نجاح المشاركة الغربية المستمرة منذ سبع سنوات.

ويشير مسؤولون أمريكيون الى أن المقاتلين المتصلين بطالبان والقاعدة يستغلون المناطق القبلية التي تسكنها قبائل البشتون على الجانب الباكستاني من الحدود كقاعدة لشن هجمات داخل افغانستان وفي باكستان وللتخطيط لاعمال العنف في الغرب.

واستهداف هذه الملاذات الامنة أصبح أولوية مع تزايد الاحباط من أن باكستان لا تبذل ما يكفي من جهد لملاحقة المقاتلين في المنطقة النائية.

ونتيجة لهذا صعدت الولايات المتحدة التي تنقل معظم امداداتها لقواتها في افغانستان عبر باكستان من هجماتها ضد المسلحين على الجانب الباكستاني من الحدود باستخدام الطائرات بدون طيار القاذفة للصواريخ. وفي الشهر الحالي شنت القوات الخاصة الامريكية هجوما بريا محمولا بطائرات هليكوبتر على قرية على الحدود الباكستانية.

لكن باكستان تقول ان مثل هذه الهجمات تنتهك سيادتها وتعهد الجيش بالدفاع عن الاراضي الباكستانية.

وقال طلعت مسعود وهو جنرال متقاعد ومحلل ان "باكستان لا تريد الانخراط في صراع مع الولايات المتحدة."

واستطرد قائلا "لكن في الوقت نفسه تقول (أرجوكم احترموا سيادتي) وهي تعطي نوعا من الاشارات الواضحة."

وأشار الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري أرمل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو الى أن قوات بلاده لم تطلق الا طلقات ضوئية على طائرات الهليكوبتر الامريكية لاخبارها أنها عبرت الحدود.

وتعهد زرداري وحكومته بالالتزام تجاه الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين وقد قتل الجيش ما يصل الى الف مقاتل في الاسابيع الاخيرة ضمن حملة في منطقة باجوار على الحدود الافغانية.

وقال مسعود ان التحالف مع الولايات المتحدة والهجمات على المقاتلين لا تحظى بتأييد بين الكثير من الباكستانيين كما أن الغارات التي تقوم بها الولايات المتحدة عبر الحدود تقلل من التأييد الجماهيري الذي تحاول الحكومة تغذيته.

وأضاف "هذا سيء للغاية على صعيد كسب تأييد الناس الذي هو ضروري للحرب ضد الارهاب."

وكان على الحكومة الوقوف في وجه ما يعتبره كثيرون اعتداء امريكيا لتعزيز الدعم لحملتها ضد المتشددين.

وقال ريزفي "هناك الكثير من المعارضة للعمل العسكري الباكستاني في المناطق القبلية لذلك من أجل تكوين دعم لهذا يجب على باكستان اظهار أنها تستطيع الوقوف في وجه تدخل أمريكي."

ومضى يقول "اذا تركوا نشاط الولايات المتحدة يمر دون مراجعة سيفقدون المصداقية في الداخل. لهذا يجب أن يتصرفوا بهذا الشكل لكن دون نية تدمير طائرات هليكوبتر أمريكية."

وتابع أنه حتى أثناء احتلال القوات السوفيتية لافغانستان في الثمانينات لم تحاول باكستان اطلاق النيران على طائرات سوفيتية تحلق فوقها لاسقاطها بل لابعادها.

وأضاف "لا أظن أن الامور ستتفاقم لكن اذا حدث فان باكستان حينذاك ستتجنب اسقاط طائرات هليكوبتر أمريكية."

والولايات المتحدة اكبر مانح للمساعدات لباكستان التي هي بحاجة ماسة الى تدفقات الاموال الاجنبية حيث تناضل مع اقتصاد متدهور بشدة.

ويرى محللون باكستانيون أن الهجمات التي صعدتها الولايات المتحدة محاولة من قبل الادارة الامريكية لاحراز نقاط خلال الاستعداد للانتخابات الرئاسية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني.

وقالوا انه بهذا فان من المرجح أن تستمر الهجمات الامريكية في باكستان خاصة الغارات بالطائرات بدون طيار القاذفة للصواريخ وان من المحتمل وقوع مزيد من الاشتباكات على نطاق ضيق.

وأضاف ريزفي "لا نستطيع استبعاد احتمال وقوع حادثة من هذا النوع في المستقبل لكن الامور لن تخرج عن نطاق السيطرة."

من روبرت بيرزيل

ليست هناك تعليقات: