الخميس، 18 سبتمبر 2008

اليسار المشاكس في امريكا اللاتينية يضر بنفوذ الولايات المتحدة

كراكاس (رويترز) - تبحر قاذفات القنابل الروسية في البحر الكاريبي وتطرد بوليفيا وفنزويلا سفيري الولايات المتحدة وتتحالف هندوراس التي كانت ذات يوم حليفا موثوقا لواشنطن مع كوبا حيث يرفض اليسار المتشدد في امريكا اللاتينية نفوذ الولايات المتحدة في فنائها الخلفي.

وتمتد الحكومات التي تميل الى اليسار وبعضها يعلن العداء للولايات المتحدة من باتاجونيا في اقصى جنوب امريكا اللاتينية حتى امريكا الوسطى ولا يختفي هذا الاتجاه في جبال الانديز الا في كولومبيا وبيرو.

وحتى الحكومات اليسارية المعتدلة في البرازيل وتشيلي التي تقدر الشراكة مع الولايات المتحدة فقد نوعت علاقاتها التجارية بعيدا عن القوة العظمى وتتجه نحو مزيد من العلاقات مع اوروبا واسيا.

ويقود الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي يعتزم اجراء تدريبات عسكرية مشتركة قريبا مع روسيا اكثر حكومة مناهضة للولايات المتحدة في المنطقة كما عززت عائدات النفط القياسية من نفوذه. وتدعمه كل من الاكوادور وبوليفيا بشدة.

لكن في حين لن تذهب معظم الدول الاخرى الى هذا الحد فان اتجاها عاما نحو استقلال امريكا اللاتينية عن الولايات المتحدة ظهر في الأعوام القليلة الماضية.

وأظهرت المنطقة مستويات جديدة من الثقة بالنفس حيث أنشأت منظمات دبلوماسية ومالية ودفاعية تستبعد الجارة الشمالية اذ تتمتع الدول بمزيد من الحرية الاقتصادية على أثر طفرة في تصدير السلع.

وقال تشافيز في قمة لامريكا الجنوبية يوم الاثنين خففت من حدة التوتر في أزمة سياسية في بوليفيا "امريكا اللاتينية تغيرت... نحن نكتب صفحة جديدة في التاريخ."

وتبدو المنطقة موحدة الى حد بعيد وتتمتع برخاء نسبي وهي سعيدة بأنها تنأى بنفسها عن قوة عظمى كانت تدعم حكاما عسكريين دمويين في بعض الاحيان ابان الحرب الباردة لكنها ترى الان مصالح حيوية قليلة في امريكا الجنوبية.

ويشير جورج فريدمان من مجموعة ستراتفور لادارة المخاطر السياسية الى أن "أحد الاسباب أن الولايات المتحدة فقدت قدرا كبيرا من النفوذ في امريكا اللاتينية هو أن الولايات المتحدة غير مكترثة."

وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 انتهى العديد من الحروب الاهلية وحركات التمرد التي مزقت بلادا مثل نيكاراجوا والسلفادور وجواتيمالا وبيرو. وأفسحت الدكتاتوريات العسكرية في دول مثل تشيلي والارجنتين الطريق للديمقراطيات ولم تعد واشنطن تنظر الى اليساريين في امريكا اللاتينية على أنهم مصدر تهديد.

وعدم الاهتمام هذا أحد عوامل صعود الجكومات اليسارية التي حصلت على شعبية بعد ظروف اقتصادية عصيبة في التسعينات عبر انفاق أرباح أدرتها طفرة في النفط والانتاج الزراعي والمعادن على الخدمات الاجتماعية.

لكن ربما يكون الاهتمام الامريكي بدأ يبعث من جديد. واتهم رئيس بوليفيا ايفو موراليس السفير الامريكي الاسبوع الماضي بمساعدة المحتجين وطرده مما دفع تشافيز الى أن يحذو حذوه.

واعتزام تشافيز استقبال طائرات وسفن حربية روسية في فنزويلا يجعل منه خطرا اكبر في أعين المتشددين الامريكيين الذين يضغطون من أجل اتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضده.

وكانت هندوراس حليفا وثيقا للولايات المتحدة ابان الحرب الباردة وما زالت تستضيف قاعدة امريكية. لكن حتى هذه الدولة الصغيرة الواقعة على الحدود الجنوبية للمكسيك انضمت الى تحالف اقتصادي مع فنزويلا وكوبا في اغسطس اب.

ويوم الاثنين التقى تسعة رؤساء لدعم بوليفيا حيث يناضل موراليس في مواجهة احتجاجات عنيفة للمعارضة. وهذا هو الاجتماع الثاني من نوعه لنزع فتيل توترات اقليمية هذا العام وهو يمثل تجاهلا لمنظمة الدول الامريكية ومقرها الولايات المتحدة.

وتقول جوليا سويج من مجلس العلاقات الخارجية "الامريكيون اللاتينيون يتقدمون ويديرون أزماتهم الخاصة بهم وبعضها لعبت الولايات المتحدة دورا في خلقها لكنها لا تبذل جهدا يذكر في حلها."

وقرار روسيا ارسال قاذفتي قنابل طويلتي المدى الى فنزويلا واعتزامها اجراء تدريبات بحرية في الكاريبي في نوفمبر تشرين الثاني قد يسهمان في اثارة اهتمام واشنطن من جديد.

وقال فريدمان "اذا كنا نريد رؤية زيادة نفوذ الولايات المتحدة في امريكا اللاتينية فليبدأ الامريكيون في تخيل تهديد روسي في امريكا اللاتينية مجددا."

من فرانك جاك دانييل

ليست هناك تعليقات: