الأحد، 21 سبتمبر 2008

واشنطن تتهم عدداً من الدول بينها الصين بانتهاك الحريات الدينية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية، اتهمت واشنطن السلطات الصينية بأنها زادت من مضايقاتها للأقليات الدينية قبل دورة أولمبياد الصين الشهر الفائت التي استضافتها العاصمة بكين، وفق التقرير الصادر الجمعة.

وحدد التقرير الدول التي لا تراعى فيها الحريات الدينية، بالصين وميانمار وكوريا الشمالية وإيران والسعودية والسودان وأوزبكستان وإريتريا.

وجاء في التقرير أن الصين شهدت خلال العام الفائت "ازديادا في حدة قمع الحريات الدينية في بعض المناطق" بما فيها منطقة التبت وإقليم "شينجيانغ" حيث تعيش فيه أقلية مسلمة.

وأوضح التقرير أنه مع اقتراب دورة أولمبياد الصين، اشتكت بعض الجماعة البروتستانتية غير المسجلة في بكين من تزايد المضايقات من قبل السلطات الرسمية ضدها، قائلة إن الحكومة داهمت منازل تستخدم ككنائس من قبل أعضاء الجماعة الدينية لممارسة شعائرهم.

ووجدت الخارجية الأمريكية أن الصين وخلال العام الفائت اعتقلت وحققت مع عدد من الأجانب بشأن أنشطتهم الدينية، زاعمة ان هؤلاء الأجانب متورطين في "أنشطة دينية غير مشروعة" وقامت بإلغاء تأشيرات دخولهم للبلاد.

كذلك لجأت الحكومة الصينية إلى حملة أسمتها "الحملة التثقيفية الوطنية" حيث يفرض على الراهبات والرهبان بالتوقيع على بيان يدينون فيها الزعيم الروحي للبوذيين الدالاي لاما، بحسب ما جاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية.

وبالإضافة إلى حملات القمع التي تمارسها السلطات الصينية ضد جماعات دينية منها جماعة "فالون غونغ" فقد ضايقت باستمرار الأقلية المسلمة في البلاد وصادرت بعض جوازات سفرهم لمنعهم من الحج إلى مدينة مكة في المملكة العربية السعودية.

كذلك جددت الخارجية الأمريكية انتقادها لحكومة ميانمار، قائلة إن "نظامها العسكري القمعي الفاشستي" قد فرض قيوداً على أنشطة عدد من الجماعات الدينية كما أنها "تمارس باستمرار انتهاكات إزاء حرية التدين."

ويقول التقرير إنه رغم أن دستور كوريا الشمالية يسمح بالحرية الدينية، إلا أن "حرية المعتقد الحقيقي لا توجد ولم يحدث تغيير في المستوى المتدني إزاء احترام الحريات الدينية."

أما في إيران، فيتهم تقرير واشنطن أن الوضع سائر نحو مزيد من التدهور، معلناً "الوضع السيئ إزاء احترام الحريات الدينية واصل تدهوره."

وقال التقرير "إن إجراءات الحكومة خلقت جواً من التهديد لمعظم الجماعات غير الشيعية، خاصة البهائيين والصوفيين والمسيحيين الإنجيليين وأعضاء من الجالية اليهودية."

وجاء في التقرير أن وسائل الإعلام- التي تحكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيطرتها عليها- زادت من حدة الحملات ضد الأقليات الدينية في البلاد، خاصة البهائيين.."

غير أن الخارجية الأمريكية لمست بعض التحسن في هذا المجال في المملكة العربية السعودية.

وأعلنت "رغم أن سياسات الحكومة بشكل عام تواصل فرض قيود مشددة على الحريات الدينية، غير أن تحسناً تزايد في بعض المناطق."

لكن التقرير أشار أيضاً إلى أن الأفراد "من غير المسلمين، والمسلمون الذين لا يلتزمون بتفسير الدولة للإسلام، مازالوا يواجهون تمييزا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقانونيا ودينياً."

وبالنسبة للعراق وأفغانستان فقد أشادت الخارجية الأمريكية بمحاولتيهما إقرار الحريات الدينية، وإن وجدت أنه مازال لديهما بعض المشاكل في هذا الإطار.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد صرحت عند إصدار التقرير أن بلادها "قلقة من جهود تروج لتجريم ممن يشوهون المعتقدات الدينية" والتي كانت محور عدد من القرارات في الأمم المتحدة.

advertisement

رايس كانت تشير إلى منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة لا تعترف بحق الأفراد بتغيير دينهم كما حالت دون حصول إجماع على قرارات في الأمم المتحدة تمنع تشويه كافة الأديان، وليس فقط الإسلام."

وقالت كبيرة الدبلوماسية الأمريكية إنه "بدلا من حماية حرية الأديان وتشجيع التسامح، فإن مثل هذه المحاولات تسعى إلى التضييق على حرية التعبير وإلى تقويض المعايير العالمية لحرية المعتقد."

ليست هناك تعليقات: