الاثنين، 29 سبتمبر 2008

تحرير جميع الرهائن المصريين والاجانب وقتل نصف الخاطفين

القاهرة (رويترز) - حررت قوات خاصة مصرية يوم الاثنين 11 سائحا غربيا وثمانية مصريين خطفهم مسلحون في منطقة حدودية نائية بمصر قبل عشرة أيام وبدا المحررون لدى وصولهم الى مطار عسكري في شرق القاهرة بصحة جيدة.

وقالت وسائل الاعلام المصرية إن عملية انقاذ أسفرت عن تحرير الرهائن لكن مسؤولا سودانيا قال ان الخاطفين تركوا الرهائن لحال سبيلهم بعد أن قتلت القوات السودانية ستة منهم يوم الاحد وألقت القبض على اثنين.

ووصل السائحون المفرج عنهم وهم خمسة ألمان وخمسة ايطاليين ورومانية الى القاهرة على متن طائرة حربية مصرية برفقة المفرج عنهم المصريين وأفراد القوات الخاصة المصريين الذين قالت مصادر مصرية انهم شاركوا في تحرير الرهائن.

وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي أبلغ الرئيس حسني مبارك يوم الاثنين بأنه تمت تصفية نصف خاطفي الرهائن الاوروبيين والمصريين في منطقة الحدود المصرية السودانية التي كان الخاطفون نقلوا الرهائن اليها.

وقالت الوكالة "أوضح وزير الدفاع لسيادته أنه قد تمت تصفية نصفهم."

وقالت مصادر أمنية مصرية ان عدد الخاطفين يصل الى 35 وان جثث القتلى والمقبوض عليهم منهم بحوزة السلطات السودانية.

وقال أحد المصادر ان عناصر من المخابرات الالمانية والايطالية والرومانية كانت في موقع العملية.

وأضاف أن قوات مصرية قامت بعملية تحرير الرهائن بمرافقة بعض الافراد من الجيش السوداني والمخابرات السودانية.

وقال المصدر ان القوات المصرية نصبت عدة كمائن للخاطفين وهاجمتهم حوالي الساعة السادسة صباحا.

واضاف ان عدد أفراد المخابرات العامة وقوات الجيش والشرطة المصرية الذين شاركوا في العملية يصل الى 150 فردا.

وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايطالية (أنسا) ان قوات خاصة ايطالية اشتركت في تحرير الرهائن.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن مصدر رسمي مصري قوله ان عملية انقاذ الرهائن تمت دون دفع فدية. وأكد ذلك المتحدث باسم الحكومة المصرية مجدي راضي الذي قال "أهم شيء أنهم جميعا بصحة جيدة."

وأضاف أن تحرير الرهائن تم بعد تنسيق مع السودان.

وقال وزير السياحة زهير جرانة لرويترز "أفرج عنهم سالمين امنين."

وقالت الحكومة المصرية ومحللون كثيرون ان البادي أنه لا دوافع سياسية وراء خطف السائحين والمصريين المرافقين لهم.

وقدم مسؤول سوداني رواية مختلفة عن الطريقة التي تم بها الافراج عن الرهائن. وقال رئيس ادارة المراسم في وزارة الخارجية السودانية علي يوسف ان الرجلين اللذين ألقي القبض عليهما يوم الاحد أبلغا قوات الامن بأن الخاطفين اعتزموا التوجه الى مصر. وأضاف أن القوات السودانية حاولت عزل الخاطفين الباقين قرب الحدود. وأضاف أن الخاطفين تركوا الرهائن في ذلك الوقت وأن الرهائن عبروا الحدود من تلقاء أنفسهم الى مصر قبل أن تكون هناك عملية انقاذ.

وقال لرويترز "تركهم الخاطفون. تركوهم في مكان ما وذهبوا بعيدا. هذه أخبار سارة للجميع."

ولدى وصول الرهائن المحررين الى مطار شرق القاهرة العسكري استقبلهم ضباط من القوات المسلحة المصرية ومسؤولون حكوميون ودبلوماسيون أجانب وكان المحررون يحملون باقات الورود وكانوا يبتسمون.

ونقلت طائرتان هليكوبتر الرهائن المفرج عنهم لاجراء الكشف الطبي عليهم بحسب مصادر مصرية.

وكانت مصر قالت قبل عشرة أيام ان أربعة مسلحين ملثمين خطفوا السياح الاحد عشر ومرشديهم المصريين وسائقيهم بينما كانوا يقومون برحلة سفاري في منطقة حدودية نائية ثم نقلوهم الى السودان.

وقال الجيش السوداني يوم الاحد إنه قتل زعيم الخاطفين وخمسة مسلحين اخرين في معركة بالاسلحة قرب الحدود مع ليبيا ومصر لكنه قال ان الرهائن في تشاد في حراسة 30 مسلحا.

وقال مسؤول أمني ان الخاطفين طالبوا بفدية قدرها ستة ملايين يورو (8.78 مليون دولار).

وتسبب الحادث في حرج للحكومة المصرية. وتمثل السياحة أكثر من ستة بالمئة من اجمالي الناتج المحلي لمصر.

وتضم المنطقة النائية التي خطف فيها الرهائن كهوفا بها جداريات يعتقد انها تعود الى عشرة الاف عام. ويمكن الوصول الى المنطقة بواسطة سيارات رباعية الدفع من مناطق الصراعات في اقليم دارفور بغرب السودان ومن شرق تشاد.

وقال السودان ان الخاطفين ينتمون لاحد أجنحة جيش تحرير السودان وهو جماعة متمردة في دارفور. لكن السودان لم يقل أي جناح منشق يعتقد أنه مسؤول عن خطف الرهائن كما أن كثيرا من المتمردين يعملون تحت هذا الاسم.

(شاركت في التغطية سنثيا جونستون وويل راسموسين وألستير شارب في القاهرة وأندرو هيفنز في الخرطوم وستيفن براون في روما)

من محمد عبد اللاه وأشرف بدر

ليست هناك تعليقات: