الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

سورية توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن تدعوهما لتحمل مسؤوليتهما إزاء العدوان الأميركي الخطير على البوكمال

دمشق-سانا

وجهت الجمهورية العربية السورية رسالة أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بخصوص العمل العدواني السافر الذي ارتكبته الولايات المتحدة الأميركية داخل الأراضي العربية السورية بتاريخ26 تشرين الأول2008 والذي أسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين سوريين أبرياء جاء فيها..

في الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد ظهر الأحد26 تشرين الأول 2008 قامت أربع طائرات مروحية أميركية قادمة من العراق بخرق الأجواء السورية بعمق ثمانية كيلومترات في منطقة البوكمال مزرعة السكرية واستهدفت مبنى مدنياً وأطلقت النار على العمال داخل المبنى ما أدى إلى فقدان ثمانية مواطنين سوريين لأرواحهم وهم المواطن داود محمد العبد الله وأولاده الأربعة والمواطن أحمد خليفة والمواطن علي عباس الحسن وزوجته وجرح مواطن اخر وعادت الحوامات الأميركية بعدها إلى داخل الاجواء العراقية.

إن حكومة الجمهورية العربية السورية إذ تستنكر وتدين هذا العمل العدواني الذي ارتكبته قوات الاحتلال الاميركية باعتباره عملاً عدوانياً يمثل خرقاً خطيراً للسيادة السورية وانتهاكاً لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة الذي نص على أن يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة او على اي وجه اخر لا يتفق ومقاصد الامم المتحدة.

وفي الوقت نفسه تطالب سورية الحكومة العراقية بالتحقيق الكامل في أهداف وخلفيات هذا العدوان وبتحمل مسؤولياتها لمنع تكرار استخدام أراضيها قاعدة لشن هذه الاعتداءات بشكل يتناقض مع ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والالتزام بالآليات التي تم الاتفاق عليها ثنائيا بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق وفي إطار اجتماعات دول الجوار.

نشير في هذا الصدد إلى أن هذا العمل العدواني غير المبرر يأتي في الوقت الذي اعترف فيه الجانبان الاميركي والعراقي بالجهود الكبيرة التي بذلتها سورية للحفاظ على أمن العراق ومنع أي تسلل غير مشروع إلى أراضيه.

إن هذا العمل العدواني الذي قامت به القوات الأميركية في العراق ضد المدنيين السوريين الابرياء داخل الأراضي السورية يشير إلى إصرار هذه الإدارة الأميركية على المضي قدماً في سياساتها التي لم تجلب إلى المنطقة سوى القتل والدمار ولم تسهم إلا في تصعيد التوتر ونشر حالة من عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة.

إن حكومة الجمهورية العربية السورية اذ تلفت الانتباه الى هذا العمل العدواني السافر فانها تتوقع من مجلس الامن ومن الدول الاعضاء في الامم المتحدة تحمل مسؤولياتهم لمنع تكرار هذا الانتهاك الخطير وتحميل المعتدي مسؤولية قتل المواطنين السوريين الأبرياء حفاظاً على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط

ليست هناك تعليقات: