الأحد، 26 أكتوبر 2008

صحيفة بريطانية: الولايات المتحدة مهددة كبريطانيا بالركود




الدكتور شؤم: نخشى مما هو أسوأ (الفرنسية-أرشيف)

انصب اهتمام صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية على الأزمة المالية، فاعتبرت أن أميركا مهددة بالركود الذي تعانيه بريطانيا، ودعت إلى تدخل منسق من قبل مجموعة السبع لضبط التسعير والعمليات التجارية، ونقلت صنداي تايمز تشاؤم من تكهن بالأزمة قبل وقوعها.

قالت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية إن أميركا على شفا حالة من الركود شأنها في ذلك شأن المملكة المتحدة.

وأشارت إلى أن رئيس الاحتياطي الفدرالي بين برنانكي يعتزم خفض معدلات الفائدة إلى 1% هذا الأسبوع، وهو الأدنى منذ انهيار شركات الإنترنت، وسط الكشف عن أرقام حكومية تشير إلى انضمام الولايات المتحدة إلى ركب الركود البريطاني.

وكان المستثمرون في العالم يركزون الأسبوع الماضي على بريطانيا بعد تأكيد محافظ بنك إنجلاند ميرفين كينغ ورئيس الحكومة غوردن براون أن الركود يلوح في الأفق، وتبين أن الاقتصاد قد تراجع إلى أسوأ مما كان متوقعا (0.5%) في الربع الثالث من هذا العام.

ولكن -تتابع الصحيفة- تحولت أنظار المستثمرين إلى الولايات المتحدة وسط استعداد الفدرالي لتحديد تكاليف الإقراض، والكشف عن أرقام حكومية تظهر حجم التراجع في الاقتصاد على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة.

"
أميركا على شفا حالة من الركود شأنها في ذلك شأن المملكة المتحدة
"
ذي أوبزيرفر

ولفتت الصحيفة النظر إلى أن البيت الأبيض اشترى التعزيز الاقتصادي القصير الأجل في الربع الثاني من 2008 بإرسال شيكات من الاستقطاعات الضريبة بقيمة 150 مليار دولار إلى الناخبين وقطاعات الأعمال، غير أن هذه الأموال سرعان ما أنفقت.

ويعتقد محللون أن الاقتصاد قد تراجع بسرعة قبل أن تتسبب الأزمة المالية العالمية في وقوع بنك ليمان براذرز على حافة الإفلاس.

ونقلت ذي أوبزيرفر عن روبرت ديكليمينت من مجموعة سيتي غروب الاستثمارية توقعه أن يقوم الفدرالي بخطوة جريئة في مواجهة المؤشرات المتسارعة التي تدل على أن الركود كان يزداد عمقا قبل الصدمة الأخيرة.

أوقفوا المقامرين
وتحت عنوان "أوقفوا المقامرين غير العقلانيين الآن قبل أن يتحول الركود إلى ما هو أسوأ" كتب ويل هيوتن مقالا في أوبزيرفر يقول فيه إن ثمة مشاكل في الاقتصاد الحقيقي، موضحا أن الحركات في الأسواق أضحت على درجة من العنف تعزز دائرة الكآبة وتجعل الأخبار الاقتصادية السيئة تبدو كأنها تنذر بنهاية العالم.

وقال إن النظام المالي العالمي المترابط وغير المستقر من الناحية المنهجية، يعجل بالتأثر بالأخبار القائلة بأن العالم قد يدخل حالة من الركود تفضي إلى أزمة كارثية.

وأضاف أن حكومات الدول السبع سمحت على مدى 15 عاما بخلق نظام مالي عالمي في الظل يتكون من رقائق القمار، مثل مشتقات الائتمان والخيارات والمقايضات وعقود من أجل الاختلاف وإقراض الأسهم للبيوع القصيرة الأجل.

وهذه الوسائل تستخدمها صناعة صناديق الاستثمار العالمية للمراهنة على حركات الأسعار في النظام المالي الأول مثل الأسهم والعملات ومعدلات الفائدة وأسعار السلع.

ودعا الكاتب مجموعة الدول السبع إلى النظر في اتخاذ عمل منسق حول تنظيم التسعير والتبادل التجاري لجميع المشتقات.

وقال إنه يتعين على صناديق الاستثمار الحصول على ترخيص إذا كانت تعمل فقط في تجارة الأصول في عمليات الصيرفة الحكومية المرخصة، وإنه يجب التخلص من عنصر المقامرة في النظام المالي.

ولإعادة المصارف إلى مسارها الطبيعي، طالب الكاتب الحكومات بتأمين وضمان الدين إذا ما أريد للائتمان التدفق مجددا.

الصين لن تنقذ الغرب
وفي مقام آخر كتب ويل هيوتون في ذي أوبزيرفر مقالا تحت عنوان "لا تتوقعوا من الصين أن تنقذ الغرب من الفوضى" أشار فيه إلى أن الصين باتت مركز الاقتصاد العالمي الجديد.

وتحدث الكاتب عما أسماه بالغباء القديم الذي يتجاهل بعض الحقائق، ومن تلك الحقائق أن آسيا -عدا اليابان- ما زالت المتعاقد الثانوي مع الغرب، إذ إن ثلثي الصادرات الصينية على سبيل المثال تصنعها شركات أجنبية تجري بعض التعديلات على الواردات من السلع شبه المصنعة لتعيد تصديرها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وعليه فالاقتصاد الصيني كما يقول الكاتب لا يتسم بالإبداعية بل هو ناسخ للتكنولوجيا الغربية.

والقضية الثانية التي اعتبرها غباء من الطراز القديم هي توقع أن تقوم آسيا بمساعدة الاقتصاد الغربي المتدهور، لا سيما أن آسيا الآن مستقلة عن الغرب وقوية.

الدكتور شؤم تكهن بالأزمة

"
الاقتصاد العالمي على حافة الانهيار، وأعتقد أن أسواق البورصة تهوي بشكل كبير وسنصل إلى حالة من الهلع المطلق
"
روبيني/صنداي تايمز
صحيفة صنداي تايمز كتبت عن البروفسور في الاقتصاد من جامعة نيويورك الذي تكهن بالأزمة المالية قبل أربع سنوات ولقي موجة من الانتقاد والسخرية.

وقال نورييل روبيني الذي يوصف بالدكتور شؤم -وهو يهودي من أصل إيراني مولود في تركيا- إنه يخشى من قدوم ما هو أسوأ.

ولم يكن لأحد أن يصدق وجهة نظره القائلة بأن شركات الرهن العقارية العملاقة في أميركا مثل فاني ماي وفريدي ماك ستنهار، وأن المصارف الاستثمارية ستنكسر وسط توجه العالم نحو حالة طويلة من الركود.

ولدى اتصال الصحيفة بالبروفسور يوم الجمعة في مدريد قال إن الاقتصاد العالمي على حافة الانهيار، وإنه يعتقد أن أسواق البورصة "تهوي بشكل كبير وأننا نصل إلى حالة من الهلع المطلق". أما عن تكهنه بما يحصل الآن، فأجاب بأنه لا نهاية واضحة في الأفق.

ليست هناك تعليقات: