الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

ماذا ينتظر الجمهوريين اذا هزم مكين ؟

دالاس (فرجينيا) (رويترز) - في حالة هزيمة المرشح الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة الامريكية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني كما تتوقع جميع استطلاعات الرأي قد يواجه حزبه فترة صعبة من البحث عن الذات.

ويقول محللون وبعض نشطاء الحزب ان خسارة البيت الابيض ستبرز مخاطر الاعتماد المفرط على قاعدة صغيرة من المسيحيين المحافظين رغم ان تأييدهم اضحي حيويا لنجاح الجمهوريين في الانتخابات.

غير ان بعض المحافظين المهتمين بالقضايا الاجتماعية يقولون ان فوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما الذي يعتبرونه متحررا بدرجة زائدة سيمنحهم قوة في انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس عام 2010 ومعركة البيت الابيض في عام 2012 .

وتجري الانتخابات بعد أكثر من اسبوع ويمكن ان يحدث الكثير حتى ذلك الحين وسبق ان نجح مكين في قلب الموازين لصالحه.

غير ان كل استطلاع رئيسي تقريبا يشير الى تفوق اوباما على المستوى الوطني اذا استفادت حملته من الازمة المالية الآخذة في التكشف والتي هزت الولايات المتحدة واطاحت بالقضايا المفضلة للمحافظين مثل الاجهاض وزواج المثليين بعيدا عن الساحة السياسية.

وقال ريتشارد لاند رئيس لجنة الاخلاقيات والحريات الدينية التابعة للمؤتمر المعمداني الجنوبي وهو ذراع السياسة العامة لاكبر مجموعة انجيلية في الولايات المتحدة "سيستثير فوز اوباما المحافظين المهتمين بالقضايا الاجتماعية في عامي 2010 و2012 وسيبحثون عن قائد يلتفون حوله."

وصرح لاند لرويترز بأن سارة بالين المرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة مكين هي المرشحة الاكثر احتمالا لتوحيد صفوف الحزب في ظل ادارة اوباما.

وأثارت حاكمة الاسكا حماس القاعدة الانجيلية ولكن معارضتها القوية لحق الاجهاض ومواقفها المحافظة المتشددة الاخرى ابعدت عنها الناخبين المعتدلين.

وصرح وليام دونوهيو رئيس الرابطة الكاثولوكية المحافظة التي تعترض على حق الاجهاض بان المحافظين المتدينين يستعدون لمرحلة جديدة من "الحروب الثقافية".

وقال دونوهيو "اتصلت ببعض اصدقائي خلال اليومين الماضيين... نحن نستعد لاعنف الحروب الثقافية على الاطلاق."

وأضاف "لم يشهد تاريخ الولايات المتحدة مرشحا للرئاسة اكثر حماسة من اوباما في تأييده لحق الاجهاض."

وفاز الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش بنحو 80 في المئة من اصوات الانجيليين البيض وكان المرشح المفضل لكثير من الكاثوليك المحافظين المهتمين بالقضايا الاجتماعية خلال انتخابات عام 2004 .

وفي الواقع لعب المحافظون المتدينون دورا رئيسيا في كل فوز جمهوري منذ نجاح رونالد ريجان في عام 1980 ويقول بعض المحللين ان الحزب لا يمكنه الفوز بدونهم.

ويمثل الانجيليون واحدا من كل اربعة بالغين في الولايات المتحدة وفقا لبعض التقديرات مما يمنحهم مكانة هائلة في بلد تمتزج فيه المعتقدات الدينية بالسياسة في احيان كثيرة.

وفاز بوش بالرئاسة في عام 2004 بفارق ضئيل ويرجع جزء من انتصاره لاستغلاله قضايا مثل زواج المثليين للفوز باصوات المتدينين في الانتخابات.

ويقول الجمهوريون المعتدلون ان خسارة مكين ستبين اوجه قصور هذه الاستراتيجية وتظهر ان الحزب لن يمكنه الفوز اذا ركز فقط على استرضاء القاعدة دون الوصول الى قطاعات اخرى.

وقال باتريك سامون رئيس مجموعة (لوج كابين) التي تضم مثليين جمهوريين وتؤكد على التسامح الاجتماعي واتجاه مالي محافظ "التركيز على الاتجاه المحافظ اجتماعيا يبعد الناخبين من التيار الرئيسي والمعتدلين ويجعلنا نقتصر على 160 مقعدا في الجنوب والغرب الاوسط."

وأضاف "نحتاج اعضاء من جميع ألوان الطيف السياسي يخوضون الانتخابات كجمهوريين. ينبغي ان نبني حزبا يستند على المستقبل لا على الماضي."

وقد يتطلب ذلك قدرا كبيرا من التوازن ويقول ديفيد دومك استاذ الاتصالات بجامعة واشنطن في سياتل المتخصص في "العامل العقائدي" في السياسية الامريكية "ينبغي ان يحظى الجمهوريون بمساندة الانجيليين لكن لا ينبغي ان يلاحقوهم بشكل فظ للغاية لانهم حين يفعلون يبعدون المعتدلين."

ويشير بعض المحللين أيضا الى ان الحركة الانجيلية في حد ذاتها لا تهتم بقضية واحدة بل توسع أجندتها لتشمل مكافحة التغيرات المناخية وتتخلي عن بعض مواقفها الاكثر تشددا بشأن بعض القضايا الاجتماعية.

وتشير استطلاعات الرأي الى ان قضايا حقوق الاجهاض والمثليين تتراجع على قائمة اولويات الانجيليين رغم ان اعدادا كبيرة لا زالت تهتم بها كثيرا.

وقال مايكل لينزاي استاذ الاجتماع السياسي بجامعة رايس في هيوستون "ستتغير نبرتهم. انه امر ضروري من اجل فوز الجمهوريين في السنوات المقبلة."

من اد ستودارد

ليست هناك تعليقات: