الاثنين، 27 أكتوبر 2008

قلق في دول الاتحاد الاوروبي من التجارة مع روسيا



الشؤون السياسية 27/10/2008 04:35:00 م


من محمد البقري صوفيا - 27 - 10 (كونا) -- يرى العديد من المراقبين والمحللين السياسيين البلغار ان هناك بودار قلق وخوف في اروقة الاتحاد الاوروبي من وقوع ازمات جديدة في المرحلة المقبلة بسبب التجارة مع روسيا الفيدرالية.
وينعكس ذلك القلق وفق ما يرى المراقبون بشكل واضح في التقرير الاوروبي الداخلي لعدد من الدبلوماسيين في لجنة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي والذي تم عرضة في ال16 من الشهر الجاري على اعضاء اللجنة.
ويقول المحلل السياسي البلغاري اندريه رايتشيف ان التقرير يعكس الخوف من ازمة جديدة في مجالات الغاز وتجارة المواد الخشبية واللحوم والاسماك الامر الذي يطرح معه تحليل اوروبي جديد للعلاقات مع روسيا التي تتخذ موقفا اكثر ليونة من الاتحاد الاوروبي بشأن الازمة في جورجيا ولكنها تحذر بشكل مباشر من "اندلاع موجة عنف جديدة فى جنوب القوقاز".
ويضيف في حديثه الخاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الخلافات حول تجارة الغاز في اوكرانيا هذا العام والتطور في المناخ الاستثماري في قطاع الطاقة الروسي يمثلان اسبابا خاصة لزيادة القلق والخشية في الجانب الاوروبي.
واشار الى ان التقرير ذكر انه على الرغم من الاتفاقيات الناجحة والتي تم التوصل اليها مع روسيا والدول العابرة من خلال اراضيها دفعات الغاز والبترول الروسي الى اوروبا والتى يطلق عليها (دول العبور) فانه ليس من المؤكد الا يحمل المستقبل ازمات او مشاكل جديدة بشان دفعات الغاز او البترول.
من جهته يرى استاذ العلوم السياسية بجامعة صوفيا البروفيسور بلامن تسفيتكوف ان التقرير الاوروبي الذي حمل عنوان (الازمات الرئيسية للاتحاد الاوروبي في العلاقات المشتركة مع روسيا) والذي يمثل جزءا من اعادة النظر المنتظمة والتقليدية للعلاقات الخارجية للاتحاد قد جاء في وقت مناسب ومهم.
واوضح انه تم عرضه قبل اسبوعين فقط من عرض المفوضية الاوروبية لتقريرها الخاص امام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المقرر عقده في العاشر من الشهر المقبل في بروكسل والذي يجب ان يتضمن مقترحاتها حول مخارج العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا.
ويضيف تسفيتكوف ان التقرير قد اثار بشكل مباشر القلق من حصر وتحديد تدفق الاسثمار الروسي في قطاع الطاقة على مؤسسة (جازبروم) الروسية الامر الذي ينذر بصعوبات مستقبيلة محتملة في سير دفعات موارد الطاقة الى المستوردين في قطاع الصناعة.
وتاتي مخاوف الصناعيين استنادا على ان روسيا التي تعطى 25 في المئة مما تحتاجه تلك الصناعات من غاز الطاقة الكهربائية قد لا تنجح في تنفيذ مسؤولياتها بتصدير مائة مليار متر مكعب من الغاز سنويا حتى عام 2012 م مما سينعكس بالسلب والخسارة على سير العملية الصناعية الاوروبية.
ويشير تسفيتكوف في حديثه ل(كونا) ان الوثيقة خصصت جزءا كبيرا منها للعقبات التي تواجه التجارة مع الجانب الروسي في قطاع وقضايا التجارة موضحا ان زيادة رسوم التصدير للمواد الخشبية يمثل ضررا كبيرا للشركات الاوروبية في هذا القطاع.

واعطى مثالا بان مراكب وقوارب الصيد البحري التي تعتمد على المواد الخشبية سواء فى التدفئة او تشغيل حركة السير لبواخرهم يجبرون عمليا للتوفير فى عمليات الاستهلاك بان يفرغوا شحناتهم من الصيد فى الموانى الروسية الامر الذي يمثل شكلا من اشكال الحد من التصدير والاحتكار الروسى للثروة السمكية الاوروبية.
ومن جانبه ركز رئيس الاكاديمية البلغارية للعلوم والدراسات الدكتور ديميتر اجناتوف في حديثة ل (كونا) على الانتقادات والهجوم العنيف الذي تتضمنه التقرير الاوروبي على ما تقدم عليه بعض الدول الاوروبية من تصدير بقايا انواع اللحوم والطيور الى روسيا واعتبر ذلك نوعا من انواع الالتفاف المقنع حول الحد من التجارة مع روسيا مما ينتج عنه الحفاظ على موارد اللحوم الروسية.
ويحذر التقرير من ان هناك توصيات بان تشمل القوانين الجديدة تحريم بشكل واضح لتصدير انواع اللحوم المجمدة الى روسيا بما فيها الطيور.
واضاف ان التقرير قد تضمن ايضا اثارة قضية هامة اثيرت من شركات الطيران الاوروبية خلال الفترة الماضية والتى تتمثل فى عدم رغبة روسيا فى ازالة الرسوم التي تحصلها من شركات الطيران المدني الاوروبي للعبور فوق المساحة الجغرافية لسيبيريا الروسية.
وقال ان فرض تلك الرسوم يكلف شركات الطيران الاوروبية حوالى 350 مليون يورو سنويا ويرى التقرير انه يجب تعديل هذا الوضع قبل ان يتم اعطاء الضوء الاخضر لروسيا بالالتحاق بمنظمة التجارة العالمية.
ويرى السياسي البلغاري اوجنيان مينشيف ان روسيا من جانبها لها نظراتها على التجارة مع الاتحاد الاوروبى وتعتمد على عدة عوامل تقوى موقفها امام المحاولين لاضعاف وضعيتها ومن تلك العوامل علاقاتها الخاصة ببعض الدول الاوروبية ومنها على سبيل المثال المانيا التى لها اكثر من 4600 شركة ومؤسسة المانية تعمل وتستثمر فى روسيا بقيمة 56 مليار يورو سنويا وهذا ما دفع بمقدمى التقرير الاوروبى بالتعبير عن مخاوفهم من هذه الاحتمالات.
واوضح ان التقرير لم يلغ احتمالات القلق والخوف من استغلال روسيا لعلاقاتها الخاصة مع عدد من دول الاتحاد مثل المانيا وايطاليا وفرنسا الامر الذى يزيد القلق والخوف على امن الدول الشيوعية السابقة والتى اصبحت اليوم اعضاء في الاتحاد الاوروبي والتى عبرت عن قلقلها بعد الغزو الروسى لجورجيا.
وذكر ان التقرير اشار الى احتمالات فرض روسيا بطرق غير مباشرة على ضرورة تعاون تلك الدول معها مما يؤدي الى توسيع دائرة جميع الازمات المجمدة على المساحة الجغرافية للاتحاد السوفيتي السابق.
واضاف انه على ضوء علاقات روسيا بعدد من دول الاتحاد الاوروبي المؤثرة نجد ان هناك ضغوطا واضحة من فرنسا والمانيا للاسراع في اعادة المفاوضات لعقد اتفاقية التحالف الاستراتيحي بين روسيا والاتحاد الاوروبي على ضوء الترحيب بتقدم موسكو في تنفيذ اتفاقية السلام الخاصة بجورجيا والتعاون الجيد بين القوات الروسية وبعثة الاتحاد الاوروبي متعددة الجنسيات على الرغم من عدم وجود اية اشارات لانسحاب تلك القوات من ابخازيا وجنوب اوسيتيا.(النهاية) م ب ق / م ع ح كونا271635 جمت اوك 08

ليست هناك تعليقات: