الاثنين، 6 أكتوبر 2008

قائد بريطاني: لا يمكن تحقيق النصر في الحرب بافغانستان

لندن (رويترز) - ذكرت صحيفة صنداي تايمز يوم الاحد ان قائد القوات البريطانية في افغانستان قال انه لا يمكن تحقيق النصر في الحرب ضد حركة طالبان الافغانية.

ونقلت عن البريجادير مارك كارلتون سميث قوله في مقابلة انه اذا كانت طالبان مستعدة للحوار فحينئذ ربما يكون ذلك هو "نوع التقدم بعينه" اللازم لانهاء التمرد.

وقال "لسنا بصدد النصر في هذه الحرب. الامر يتعلق بخفض التمرد الى مستوى يمكن التعامل معه ولا يمثل تهديدا استراتيجيا ويمكن للجيش الافغاني التعامل معه."

واوضح ان قواته "استأصلت شأفة طالبان في 2008" لكن القوات ربما تنسحب من افغانستان وما زال هناك مستوى منخفض من التمرد.

ولكن وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم وارداك أبدى خيبة أمله يوم الاحد من تصريحات القائد البريطاني وقال انه يجب التغلب على التمرد.

وقال للصحفيين "أعتقد أن هذا رأي شخصي لهذا القائد... الهدف الرئيسي للحكومة الافغانية والمجتمع الدولي بأكمله هو أن نتغلب على هذه الحرب الارهابية وأن ننجح."

وأشار الى أن النجاح يعتمد ايضا على كيفية تعامل القوات البريطانية مع المشاكل التي تواجهها في اقليم هلمند ولكنه لم يذكر ما اذا كانت استراتيجية القوات الحالية هي الاستراتيجية الصحيحة.

وعندما سئل عما اذا كانت تصريحات القائد البريطاني مخيبة للامال قال " نعم انها مخيبة للأمال بالتأكيد."

وفي البيت الابيض قال المتحدث جوردون جوندرو ان تصريحات كارلتون سميث تعكس حاجة الولايات المتحدة وحلف الاطلسي والجيش الافغاني الى العمل سويا لدعم افغانستان.

وقال "سيتطلب منا جيمعا...العمل سويا على جبهات السياسة والاقتصاد والامن لتحقيق النصر في افغانستان. انا متأكد ان هذا ما كان يعنيه البريجادير من خلال تصريحاته."

ورفضت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) التعليق واشارت الى افادة الجنرال ديفيد ماكيرنان قائد قوات حلف الاطلسي في افغانستان في الاول من أكتوبر تشرين الاول التي قال فيها انه "اكثر اقتناعا من اي وقت مضى" بان طالبان لن تنتصر.

لكن قائدا عسكريا أمريكيا اخر هو مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة قال في سبتمبر ايلول انه ليس مقتنعا بان الولايات المتحدة بصدد تحقيق النصر في افغانستان.

وتنوي الولايات المتحدة تعزيز قواتها في افغانستان وعددها 33 الف جندي بثمانية الاف جندي اضافي بحلول اوائل العام القادم.

ولبريطانيا نحو ثمانية الاف جندي في أفغانستان معظمهم في اقليم هلمند المضطرب الجنوبي حيث تواجه القوات اشتباكات يومية مع تصاعد وتيرة التمرد.

ويقول قادة حلف شمال الاطلسي ودبلوماسيون منذ فترة ان تمرد طالبان لا يمكن التغلب عليه بالوسائل العسكرية وحدها وان المفاوضات مع المتشددين ستكون ضرورية في نهاية المطاف لوضع نهاية للصراع.

واضاف كارلتون سميث "اذا كانت طالبان مستعدة للجلوس الى الجانب الاخر من الطاولة والتحدث بشأن تسوية سياسية فسيكون ذلك حينئذ نوع التقدم الذي ينهي حركات تمرد مثل هذه... يجب ألا يجعل ذلك الناس يشعرون بالضيق."

لكن متحدثا باسم طالبان قال يوم الاحد انه لن تكون هناك مفاوضات مع اجانب وكرر نداءات قادة طالبان العسكريين بالانسحاب غير المشروط لاكثر من 70 الف جندي اجنبي من افغانستان.

وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان لوكالة الانباء الافغانية ومقرها باكستان "يجب ان يعرفوا ان طالبان لن تجري ابدا محادثات مع الغزاة."

واضاف "نقول مجددا ما قلناه في الماضي وهو ان القوات الاجنبية يجب ان ترحل دون اي شروط."

وزاد العنف في افغانستان الى اسوأ مستوياته منذ عام 2001 عندما اطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة وقوات افغانية بحكومة طالبان في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي الاسبوع الماضي انه طلب من العاهل السعودي التوسط في المحادثات مع مقاتلي طالبان ودعا زعيم طالبان الملا عمر للعودة الى مسقط رأسه واقامة سلام.

ليست هناك تعليقات: