الأحد، 26 أكتوبر 2008

الناجون من فوهة الجحيم بهلمند يحكون قصصهم




نسبة خسائر الجنود البريطانيين بهلمند تفوق نسبة خسائرهم خلال الحرب العالمية الثانية (الفرنسية-أرشيف)

بعد قضائهم ستة شهور في هذه القلعة الصغيرة التي تطلق عليها حركة طالبان اسم "فوهة الجحيم" يحكي عدد من الجنود البريطانيين لصحيفة غارديان كيف عاشوا صيفا حارا تحت وطأة هجمات طالبان, فكانت نسبة خسائرهم أكثر من نسبة خسائر الجنود البريطانيين خلال الحرب العالمية الثانية.

لقد قتل أو جرح ثلث 160 جنديا كانوا موجودين في قلعة جبل طارق التي تعتبر قاعدة عمليات متقدمة في الحرب على طالبان بأفغانستان.

مجموعة "المظليين2" كان من نصيبها أكبر عدد من الضحايا تتعرض له وحدة من الجيش البريطاني سواء في أفغانستان أو العراق خلال فترة الشهور الستة التي تقضيها على الجبهة.

والآن يحكي الناجون كيف كانوا يلاحقون أعضاء طالبان في حقول الحنطة ويطلقون النار عليهم من مسافات قد لا تزيد على المترين، وكيف كانوا يسحبون ضحاياهم من أرض المعركة.

فقد تعرضت هذه القلعة إلى 36 هجوما خلال أربعة شهور, كما وجد الجنود بها أنفسهم في معارك نارية 29 مرة، وتم استهدافهم بالألغام والمتفجرات 22 مرة.

"لم نسترح أبدا, فقد كنا طول الوقت نطاردهم" يقول الجندي ماثو دسموند, "ولم نعول أبدا على التغطية الجوية, بل كنا نحاربهم وجها لوجه" يضيف النقيب جوش جونز.

وتعتبر قلعة جبل طارق أكثر القواعد العسكرية في هلمند تعرضا للخطر بسبب كونها مكشوفة, تسهل مهاجمتها ويصعب الدفاع عنها, وكلما حاول أحد الخروج تعرض لنيران القناصة.

ومع دخول فصل الخريف يبدو أن طالبان غيرت من تكتيكاتها، فالمقاتلون جلهم من الشيشان وأوزبكستان وباكستان وكل همهم هو تطويق هذه القاعدة وتحويلها إلى جحيم, حسب تقرير الصحيفة.

بغداد الجديدة
وتحت عنوان: "كابل التي كانت مدينة مرح الأجانب تحولت إلى بغداد جديدة" قال نيك ميو في صحيفة صنداي تلغراف إن كابل كانت حتى قبل ثلاث سنوات منطقة مثيرة يود عمال الإغاثة الشبان والدبلوماسيون الطموحون العمل فيها, بل كان بإمكان ذوي الحس المرهف أن يقابلوا الأفغان ويذهبوا إلى الاحتفالات والمطاعم ويمارسوا الاتجار في السواق الشعبية.

لكن كابل الآن وبعد انبعاث طالبان وتنامي الجريمة لم تعد أقل خطرا من العاصمة العراقية بغداد في أسوأ فتراتها.

فكل أجنبي يدخلها لا بد أن تقدم له تحذيرات من مخاطر الاختطاف والسلب المسلح والهجمات الإرهابية, مما اضطر الكثيرين إلى استئجار حراس خاصين يصاحبونهم طول الوقت, وزاد عدد المحلات التي تبيع أجهزة النظام العالمي لتحديد المواقع لتعقب الأشخاص إن هم اختطفوا, فحيثما كان الخطر كان الربح.

الخيار الوحيد
قالت صحيفة صنداي تايمز إن وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هوتن يريد أن يعلم الجميع أنه أصبح وزيرا للدفاع, مشيرة إلى أنه يحاول الإشعار بنفسه حيثما حل, فهو محاط بعدد كبير من أفراد الأمن.

الصحيفة قالت إن الوزير عاد لتوه من أفغانستان والعراق وإنه يحاول جهده أن يقنع البريطانيين المرتابين بأن الحربين المذكورتين جيدتان.

ونقلت عنه قوله في مقابلة معها إن الأمر يتعلق أولا وأخيرا بالأمن القومي البريطاني, مضيفا "لو تحولت أفغانستان أو العراق إلى بلاد يمكن للإرهابيين التجول فيها بحرية, فإن الإرهاب سيصدر إلى أبوابنا"، وعليه "فخيارنا الوحيد هو الانتصار".

وشدد الوزير على أن القوات البريطانية تستطيع التعامل مع الوضع بصورة ملائمة, معترفا في الوقت ذاته بأن الجنود البريطانيين يتعرضون لضغط شديد, مشيرا إلى أنهم لا يحصلون على راحة كافية بين دورتي الانتشار في الجبهة

ليست هناك تعليقات: