الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

غينتشر: أميركا فقدت هيمنتها الأحادية على العالم




غينتشر ينصح الرئيس الأميركي المقبل بالاستفادة من أخطاء سلفه (الجزيرة نت)

تامر أبو العينين-زيورخ

قال وزير الخارجية الألماني السابق هانز ديتريش غينتشر إن الولايات المتحدة فقدت مكانتها كقوة منفردة على الساحة الدولية، سواء في الاقتصاد أو السياسة، مؤكدا أن التعددية القطبية في العالم واقع لا يمكن تجاهله.

جاء ذلك في ندوة نظمها "نادي الكفاءة" الاقتصادي السويسري الثلاثاء بزيورخ حول مستقبل الولايات المتحدة.
وقال غينتشر إن السياسة الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش أصابت الأوروبيين بخيبة أمل كبيرة، لاعتماد إدارته على مبدأ الانفراد بصناعة القرار، وتقسيمه شركاءه في القارة بين أوروبا قديمة وأخرى حديثة، في حين أن الأصل في الشراكة هو الرؤية الثنائية.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي القادم يجب أن يعي جيدا أن بلاده الآن وسط عالم متعدد الأقطاب، وفسر ذلك بأنه "ليس عودة إلى تنافس روسي أميركي، حيث تجب إزاحة موسكو لتحكم واشنطن العالم، بل توجد قوى عالمية قائمة ليست أفضل عسكريا بالضرورة ولكنها أكثر استقرارا من الناحية الاقتصادية".

نصائح
ونصح غينتشر ساكن البيت الأبيض الجديد بالعودة إلى أوروبا "حليف بلاده التقليدي والتعاون معها لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي لن يتم بجهود فردية".

وقال إن الإدارة الأميركية تدرك أن مصالحها الاقتصادية مع اللاعبين الجدد، بدليل أن آخر زيارة لبوش إلى الصين كانت بهدف إقناع الصينيين بعدم سحب أموالهم من المصارف الأميركية وليس لمتابعة الألعاب الأولمبية، كما يدرك الأوروبيون أن مصالحهم الاقتصادية في آسيا ولم تعد في الولايات المتحدة.

ويجب على الولايات المتحدة –حسب رأيه- إدراك أن العالم لا يقبل الآن بأن يكون هناك رابحون على حساب أقلية تخسر لأن الحركة الاقتصادية اليوم أصبحت تعتمد على تقاسم الكعكة، وهو ما لم تفهمه الإدارة الأميركية في عهد بوش، التي لم تستغل ما لديها من إمكانيات في تحسين العالم.
حل جماعي
أما الأزمة المالية الراهنة فقد رأى غينتشر أن حلها يجب أن يكون جماعيا وبقواعد يحترمها الجميع تتمتع بالشفافية، "وإذا رفض الأميركيون تلك القواعد فليدركوا أنهم بذلك يعززون روح العداء لبلادهم".
جانب من المشاركين في الندوة (الجزيرة نت)

ووصف مراقبة الدولة للنظام المالي والاقتصادي بأنها يجب أن تكون أشبه بحَكَم مباراة كرة قدم يراقب اللاعبين ويشير إلى الأخطاء ويجب احترام قراره، ولن يتمكن هذا الحكم من اكتشاف الأخطاء إذا أصر بعض اللاعبين على اللعب في الخفاء.

ورأى السياسي المخضرم أن باراك أوباما نجح في اختيار لغة الحوار التي تحدث بها إلى الناخبين حين وعدهم بالتغيير، مستشعرا حاجة الأميركيين لذلك، وهو ربما ما مكنه -رغم أصوله الأفريقية- من الوصول إلى التنافس على الرئاسة.

يذكر أن هانز ديتريش غينتشر (81 عاما) قد شغل منصب وزير خارجية ألمانيا في الفترة ما بين عامي 1974 و1992 في تسع حكومات ألمانية برئاسة فيللي برانت وهيلموت شميت وهيلموت كول على التوالي، كما عايش تغير السياسة الأميركية منذ جيرالد فورد وحتى منتصف فترة جورج بوش الأب الرئاسية.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات: