الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

تايم: هل يخسر أوباما بسبب تأثير برادلي؟




هل يغير تأثير برادلي ما أجمعت عليه استطلاعات الرأي؟ (الفرنسية-أرشيف)

قالت مجلة أميركية إن الأوساط السياسية والإعلامية بواشنطن تخشى من أن يقلص ما يسمى "تأثير برادلي" حظوظ المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما في الفوز رغم تقدمه باستطلاعات الرأي, معتبرة هذه الظاهرة آخر عقبة في طريق أوباما إلى الرئاسة.

وتأثير برادلي هو -حسب المجلة- نظرية ترى أن الناخبين الأميركيين يميلون إلى عدم الإفصاح عن نواياهم الحقيقية للمستفتين باستطلاعات الرأي إذا كان قرارهم يوم الاقتراع هو التصويت لمرشح أبيض بدلا من آخر أسود.

ففي العام 1982, ترشح الأميركي من أصل إفريقي توم برادلي -الذي كان يشغل عمدة لوس أنجلوس- لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا, وعشية الاقتراع أظهرت استطلاعات الرأي أنه كان متقدما على منافسه بشكل يقصي هذا الأخير كليا.

لكن يوم الاقتراع, خسر برادلي وفاز منافسه الأبيض الجمهوري جورج دوكمجيان, الأمر الذي جعل بعض الخبراء يرجعون انحراف الاقتراع إلى لون البشرة.

وزاد زخم هذه الفكرة بعد أن شهدت سلسلة من الانتخابات التالية انكماش أو اختفاء نسبة تأييد مرشحين سود, بعد إدلاء الناخبين بأصواتهم, رغم أن استطلاعات الرأي كانت تعطيهم تقدما كبيرا.

ففي العام 1983, لم يفز هارولد واشنطن إلا بهامش ضئيل في الانتخابات البلدية رغم أن التوقعات كانت تعطيه فوزا حاسما.

وفي العام 1989, لم يفز دوغلاس والدير الذي كان يتقدم بفارق 9% على منافسه الأبيض في انتخابات حاكم ولاية فرجينيا إلا بفارق 1% فقط.

وعندما فازت هيلاري كلينتون في الانتخابات الأولية بولاية نيو هامبشاير هذا العام رغم أن الاستطلاعات كانت تعطي تقدما لمنافسها أوباما, أرجع البعض ما حصل إلى "تأثير برادلي".

"ومنذ ذلك الحين" تقول الخبيرة الإستراتيجية بالديمقراطي دونا برازيلي "بدأ المحللون والنقاد وخبراء استطلاعات الرأي على حد سواء يحذرون من أن أوباما يحتاج بأن يتقدم على منافسه الجمهوري بفارق يتراوح بين ست وتسع نقاط كي يعوض عن "تأثير برادلي".

وخلال الأسابيع الأخيرة الماضية, نشرت كل من صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطت بوست تقارير حاولت الكشف عن ملامح هذه الظاهرة.

غير أن بعض المحللين يرون أنه ليس هناك ما يؤكد أن هذه الظاهرة لا تزال موجودة إن كانت قد وجدت أصلا- فهم يرجعون مثلا ما وقع لبرادلي إلى خطأ بالاستطلاعات التي يعتبرون أنها لم تأخذ في الحسبان تقدم منافسه بين الناخبين الغائبين ومن يقترعون مبكرا.

بل إن لانس تارانس الذي كان آنذاك رئيس حملة دوكمجيان يرى أن من يصدق وجود ظاهرة "تأثير برادلي" بانتخابات هذا العام، فكأنما يسلم بأن الديمقراطية الأميركية قد تضررت أيا كان الفائز.

ولا شك -حسب تايم- أن التحيز العنصري قوة يصعب التغلب عليها أو قياسها, لكن "تأثير برادلي" قد لا يعدو كونه نظرية قديمة أعادتها وسائل الإعلام إلى الواجهة

ليست هناك تعليقات: