الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الصحافة الأميركية: رغبة السود في التصويت لأوباما جامحة




أوباما مع كريمتيه في ميسوري (الفرنسية)

قبل يومين فقط من بدء الانتخابات الرئاسية الأميركية، كثّفت الصحف الصادرة اليوم الأحد تغطيتها للصراع المحتدم بين المرشحين البارزين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين. وبدا كلاهما يركز حملته على الناخبين بعقر ديار الخصم أي بالولايات التي عرفت بميولها لهذا الحزب أو ذاك.

حرب المعاقل
وفي ذلك تقول نيويورك تايمز إن أوباما نقل هجومه أمس على غريمه إلى معاقل كانت حكرا على الجمهوريين مثل كولورادو وميسوري ونيفادا, وهي الولايات التي حقق فيها جورج بوش فوزا مريحا نسبيا بانتخابات 2004.

وبدوره بدأ ماكين يومه من فيرجينيا الولاية التي عرفت من قبل بأنها أحد معاقل الجمهوريين العتيدة لكن الديمقراطيين يشعرون الآن بأنها باتت بمتناولهم.

غير أن ماكين ما لبث أن حوّل انتباهه إلى ولايتي بنسلفانيا ونيو هامشير اللتين منحتا أصواتهما للديمقراطي عام 2004, لكن مساعدي المرشح الجمهوري يقولون إن استطلاعات الرأي فيهما تشير إلى تقارب الشقة بين الطرفين.

ومع ذلك فإن قراره قضاء بعض الوقت من الهزيع الأخير من حملته الانتخابية في حلبة الديمقراطيين، تعكس أنه خلص إلى نتيجة مفادها أن فرصه في الظفر بنفس الولايات التي قادت بوش إلى البيت الأبيض تتضاءل.

وتبدو آمال المرشح الجمهوري معلقة إلى حد كبير على قدرته في كسب المجمعات الانتخابية للولايات، التي سبق أن فاز بها السناتور جون كيري قبل أربع سنوات عندما كان مرشحا عن الديمقراطيين ضد بوش.

الناخبون السود يتأهبون للتصويت (الفرنسية)
والجدير بالملاحظة هذه المرة هو الرغبة الجامحة التي يبديها الناخبون السود في الإدلاء بأصواتهم لابن جلدتهم أوباما على غير العادة في المرات السابقة، حيث لم يبد الأميركيون المنحدرون من أصول أفريقية اهتماما بالتصويت لاختيار رئيس جديد لبلادهم.

وتضيف نيويورك تايمز أن الأميركيين السود رجالا ونساءً, قالوا في عدة لقاءات أجريت معهم مؤخرا بست ولايات إنهم يبدون اهتماما ملحوظا بالتصويت هذه المرة, والسبب في ذلك هو أوباما.

آمال ماكين
وذكرت واشنطن بوست أن أوباما يتقدم على خصمه بولايات يبلغ عدد أصوات مجمعاتها الانتخابية قرابة ثلاثمائة صوت، في وقت يعوّل فيه حزبه على زيادة أغلبيته بمجلسي النواب والشيوخ.

واعتبرت الصحيفة أن ماكين يخوض الانتخابات بأسوأ وضع يتعرض له مرشح جمهوري للرئاسة. فالسناتور الذي يمثل ولاية أريزونا لم يتفوق على خصمه بأي من استطلاعات الرأي البالغة 159 والتي أجريت على نطاق القطر طوال الأسابيع الستة الماضية.

ويمسك ماكين بخيط أمل رفيع للفوز بالرئاسة يتمثل في انتزاعه أحد معاقل الديمقراطي الكبرى، أو التصدي لمحاولات أوباما الهجومية بمعظم الولايات الخمس التي فاز بها بوش قبل أربع سنوات والتي تميل الآن لصالح الديمقراطيين.

ومضت واشنطن بوست تقول إن ثمة عاملين يخيمان على التصورات بشأن نتيجة الانتخابات، يتمثل الأول في كيفية استجابة الناخبين نهاية المطاف لإمكانية اعتلاء أميركي من أصل أفريقي سدة الحكم للمرة الأولى بتاريخ الولايات المتحدة, وهو ما قد يجعل نتيجة المنافسة تبدو متقاربة.

أما العامل الثاني فينحو منحى معاكسا، ويتوقف على مدى قدرة أوباما على استقطاب مزيد من جمهور الناخبين يكون له دعامة بالولايات التي تحتدم فيها المنافسة

ليست هناك تعليقات: