الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الصحف الإسرائيلية: أوباما مبتهج وماكين يقاتل صناديق الاقتراع




وديع عواودة-حيفا

كرست الصحف العبرية الصادرة اليوم جل صفحاتها للانتخابات الأميركية وقال الكثير من معلقيها إن الأميركيين ذاهبون اليوم لا للاختيار بين حزبين أو مرشحين فحسب، بل بين أميركتين وسط حالة ترقب شديد لانتهاء "الحدث الدرامي" حول البيت الأبيض وآثاره على إسرائيل.

"
الخيار هذه المرة ليس بين حزبين أو مرشحين أو وجهتي نظر بل على صورة وروح الولايات المتحدة
"
برنياع/يديعوت أحرونوت
بين أميركتين
وتحت عنوان "بين أميركتين" يرى نحوم برنياع كبير المعلقين في يديعوت أحرونوت في تعليقه أن الخيار هذه المرة ليس بين حزبين أو مرشحين أو وجهتي نظر بل على صورة وروح الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن ماكين يجسد كل ما آمنت به أميركا، فهو بطل حرب وسطي السياسة ونظيف من الفساد، ورجل صمد في الأسر مدة خمس سنوات ونصف السنة ويؤمن بعلياء الولايات المتحدة وقوتها على فرض إرادتها عنوة.

أما أوباما في نظره فهو تابع لأميركا الجديدة، متعددة الأعراق والثقافات، ولم يفعل كثيرا في حياته سوى أن ينتخب، تكمن قوته في ما يرمز إليه لا في ما فعل من أجل دولته.

وترى الكاتبة الصحفية في يديعوت أحرونوت أورلي أزولاي أن انتخاب أوباما كأول رئيس أسود اليوم يعني نهاية الحرب الأهلية، وتعتبر أن معظم مصوتيه لم يختاروه بسبب بشرته السمراء بل لأنهم يرونه مرشحا جيدا نجح في أسرهم بسحره، وربطهم بحلم أميركا مختلفة.

صديق حقيقي
يطمئن السفير الأميركي السابق في تل أبيب مارتن إنديك الإسرائيليين بأن فوز أوباما لن يلحق الضرر بإسرائيل، مؤكدا على أنهم سرعان ما سيكتشفون في أوباما صديقا حقيقيا في البيت الأبيض.

ويشير إنديك بمقال في يديعوت أحرونوت إلى أن الكثير من أصدقائه الإسرائيليين يبدون قلقا من دلالات انتخاب أوباما بالنسبة لسلامة إسرائيل، مضيفا "أعتقد أن هذه المخاوف فارغة" مذكرا بتصريحات أوباما بأن القنبلة النووية الإيرانية تشكل خطرا كبيرا سيعمل من أجل منعه.

ويرى إنديك أن تأكيدات أوباما بشأن مساعدته إسرائيل بالتوصل لسلام مع العرب، تحت رعاية وشراكة واشنطن تصب في مصلحتها علاوة على رفضه عودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيها.

ويضيف "كدولة حليفة ستواصل أميركا عبر قوتها العسكرية تشكيل قوة ردع لصالح إسرائيل، لكن القوة وحدها كما ثبت لم تعد تكفي، ولا شك أن شعبية أوباما في العالمين العربي والإسلامي يمكن تحويلها امتيازا بالنسبة لإسرائيل، بينما استغل أحمدي نجاد العداء لأميركا في زمن جورج بوش".

آمال ومخاوف
تساءلت صحيفة هآرتس في عنوانها الرئيسي هل كانت الولايات المتحدة ناضجة لانتخاب رئيس أسود، وعنونت افتتاحيتها، بـ"مطلوب تغيير في واشنطن"، وأكدت فيها أن هذه الانتخابات ليست مجرد حدث أميركي، بل إن المخاوف والآمال ترافقها على مستوى العالم.

"
حان الوقت لسياسة جديدة ولقائد جديد غير مرتبط بقيود الأيديولوجية التي صممها جورج بوش، هذا هو الرئيس الذي ينبغي أن تتمناه إسرائيل
"
هآرتس
وتبدي هآرتس اهتماما كبيرا بشخصية الرئيس المنتخب في الولايات المتحدة وسياسته لكون الولايات المتحدة هي الحليف الأهم بالنسبة لإسرائيل، مضيفة "لذا فإن إمعان البيت الأبيض في سياساته التقليدية تجاهنا هو ضمان حيوي لبقاء إسرائيل".

وترجح الصحيفة أن يشذ المرشحان للرئاسة عن التزاماتهما بأمن إسرائيل وعن التحالف التقليدي بين البلدين، لكنها تؤكد أنه قد حان الوقت لدبلوماسية أميركية جديدة في الشرق الأوسط.

وفي إشارة واضحة لتفضيلها أوباما تتساءل الصحيفة أيضا ألم يحن الوقت لدفع مفاوضات جدية مع إيران وسوريا وتأييد المبادرة العربية للسلام.

وتختتم الافتتاحية بالقول "حان الوقت لسياسة جديدة ولقائد جديد غير مرتبط بقيود الأيديولوجية التي صممها جورج بوش، هذا هو الرئيس الذي ينبغي أن تتمناه إسرائيل".

التغيير
أفردت معاريف مساحة واسعة من صفحاتها الأولى لصورة أوباما، وخلفه صورة صغيرة لماكين كتبت تحتها "التغيير" في إشارة للتوقعات بانتخاب أوباما الذي يفضل معظم الإسرائيليين انتخاب منافسه حسب استطلاعات رأي محلية عديدة في الشهرين الماضيين.

واعتبرت معاريف أن وفاة جدة أوباما ساعات قبيل الانتخابات ستزيد من أسهمه الانتخابية، موضحة أن الدمعة في هذا المقام مفيدة.

وأبرزت جيروزاليم بوست ما تتنبأ به استطلاعات الرأي، فوضعت على صدر صفحتها الأولى عنوانا يقول "أوباما مبتهج وماكين يقاتل صناديق الاقتراع" مشيرة إلى بلوغ الحملة الانتخابية نهايتها وقد امتلأ الفضاء بشعار أوباما "يوم واحد يفصلنا عن تغيير الولايات المتحدة

ليست هناك تعليقات: