الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الصحافة البريطانية: فوز أوباما سيضر بالاقتصاد العالمي




ركزت جل الصحف البريطانية على الانتخابات الأميركية في ساعاتها الأخيرة من عدة جوانب، وأشارت إلى استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم أوباما على ماكين، وأثر انتخابه على الاقتصاد الأميركي والعالمي والتحول في تاريخ السياسة الأميركية إذا ما اختير رئيسا.
خطر فوز أوباما
تحت عنوان "فوز أوباما سيضر بالشركات الأميركية والاقتصاد العالمي" كتبت ديلي تلغراف أن احتمال انتخاب أوباما رئيسا بات وشيكا وأنه سيبلغ منصبه بصحبة فيلق من الشيوخ وأعضاء الكونغرس الديمقراطيين الجدد الذين سيمكنون حزبه من إحكام السيطرة على المجلسين التنفيذي والتشريعي للحكومة، بما يسمح لها بفعل ما يحلو لها.
"
احتمال انتخاب أوباما رئيسا بات وشيكا وأنه سيبلغ منصبه بصحبة فيلق من الشيوخ وأعضاء الكونغرس الديمقراطيين الجدد الذين سيمكنوا حزبه من إحكام السيطرة على المجلسين التنفيذي والتشريعي للحكومة، ما يسمح لها بفعل ما يحلو لها
"
ديلي تلغراف
ورأت الصحيفة في سياسة أوباما الضريبية خطرا كبيرا، لأن مقترحاته لخفض الضرائب عن نحو 95% من الشعب الأميركي ممن يكسبون أقل من مائتي ألف دلاور سنويا لم تلق ترحيبا في المناظرة الأخيرة.
والسبب في ذلك أن هذا معناه وضع ضرائب أكبر على فئة أخرى عريضة من الشعب من أصحاب المشاريع الصغيرة.
وقالت إن الطبقة العاملة في أميركا لا تتوقع أن تصير أصحاب دخول قليلة أو حتى موظفين طوال حياتهم بين عشية وضحاها.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء يعتقدون أنهم من خلال العمل الشاق وسعة الحيلة يستطيعون كأي شخص في العالم أن ينهضوا بأنفسهم.
ومن ثم لا يرى هؤلاء ضرورة للتودد لشخص ما يريد معاقبتهم بمجرد أن يتجاوزوا سقف الدخل من أجل تداول الثروة كما قال أوباما.
وأضافت الصحيفة أن هناك وجها آخر لضريبة أوباما له عواقب أخطر على الولايات المتحدة، إذ إنه لكي يدفع تعويضا عن تخفيضه الضريبي لـ95% من الشعب، سيرفع هو والكونغرس الديمقراطي النسبة الأميركية لضريبة الشركات -ثاني أعلى معدل في العالم- من 15% إلى 20%.
كما أنهم يخططون كذلك لمعاقبة الشركات، من خلال فرض الضرائب التي توظف أناسا في الخارج بدلا من "تهيئة وظائف أميركية"، وهو إجراء سيكون له تأثير مباشر على دفع الشركات ورأس المال خارج الولايات المتحدة.
وبنفس روح "مساعدة الشخص الضعيف" يقترح أوباما كما تقول الصحيفة زيادة ضريبة أرباح رأس المال، وهكذا يعاقب أولئك من لدى البلاد حاجة ملحة لاستثماراتهم لعودة السوق لوضعه السوي.
ونوهت الصحيفة بما يقوله خبراء الاقتصاد من أن الاقتطاعات الضريبية لأصحاب الأجور الأقل قد تبدو سياسة جذابة أخلاقيا وسياسيا، ولكنها لا تفيد البتة في النمو الاقتصادي، لأن المبالغ البسيطة التي يتلقاها أصحاب الأجور الأقل بمثل هذه الاقتطاعات المتنوعة لا تشكل فارقا كبيرا كحافز وإذا قورنت بالعقوبات على الأعمال التجارية وعلى الطبقات المستثمرة، فإنها تكون أسوأ من عدم جدواها.
آخر ساعات ماكين
وفي سياق آخر يتعلق بالانتخابات أيضا كتبت فايننشال تايمز أن جون ماكين بدأ يدخل يومه الأخير في مسابقة الرئاسة للعام 2008 وهو يواجه ما وصفه بعض الجمهوريين البارزين بمعركة صعبة في وقت أوضحت فيه مجموعة من استطلاعات الرأي تقدم أوباما بأرقام ثنائية.
وقالت الصحيفة إن ماكين -الذي سيعقد اجتماعاته الأخيرة في سبع ولايات مرجحة- ظل متحديا ومصرا على أن الاستطلاعات كانت مضللة.
وكان استطلاع لغالوب أمس الأحد قد أوضح تقدم أوباما على ماكين بعشر نقاط، وهو ما يكفي لدفعه إلى منطقة فوز ساحق.
وأضافت أن آخر مرة سجلت الاستطلاعات فيها تقدما لماكين كان في سبتمبر/أيلول قبل الانهيار المالي، حتى إن المثقفين الجمهوريين، كثير منهم كانوا قد تنبؤوا بكارثة منذ أسابيع، وقالوا بعدم وجود كبير أمل في تحول الموقف لصالح ماكين.
وعلق أحد الجمهوريين بول بوكانن بأن آخر أمل لماكين هو التضرع، وأضاف "أعتقد أن حربا أهلية ستحدث داخل الحركة المحافظة إذا كانت هذه الهزيمة كبيرة وكاسحة كما يتوقع الجميع ذلك".
كذلك كتبت غارديان أن أوباما وصل إلى الساعات الحاسمة في أطول وأغلى حملة انتخابية في التاريخ الأميركي أمس وهو في مزاج متفائل، معبرا عن ثقته بأن ريحا طيبة تسير مع الديمقراطيين.
وقد تنبأ فريق حملة أوباما أنه سيكسر نمط السياسة الأميركية بالفوز في ولايات كانت حكرا على الجمهوريين.
وأشار استطلاع "ريل كلير بوليتكس" إلى تقدم أوباما بـ50% على ماكين الذي حصل على 43%. وأنه إذا تكرر في انتخابات الغد، فسيفوز أوباما فوزا ساحقا.
وقالت الصحيفة إن الساعات الأخيرة للمعركة الملحمية للوصول إلى البيت الأبيض، بعد نحو عامين على بدايتها، شهدت مجهودا مضنيا للمعسكرين المتنافسين لكسب الجزء الضئيل من الناخبين المترددين وتوصيل الملتزمين لصناديق الاقتراع.
وأشارت إلى أنه في مساء السبت الماضي أدلى نحو 27 مليون أميركي بأصواتهم، مما جعل الأمر صعبا على ماكين.
ونوهت الصحيفة باستطلاع آخر لمركز بيو للأبحاث أمس بين بعض الهبوط في تقدم أوباما على ماكين، لكن الديمقراطي ما زال سابقا بـ49% في مقابل 42%. وأضافت أنه لا يوجد واحد من الاستطلاعات التي زادت على 250 استطلاعا منذ 25 سبتمبر/أيلول جعلت ماكين في المقدمة.
عصر التحول
أما صحيفة إندبندنت فكتبت أن وقت أوباما قد حان في عصر التحول، وقالت إنه بحلول عام 2040 سيكون الشعب الأبيض أقلية في أميركا، التي ستصير أشبه بدولة عالمية.
"
بحلول عام 2040 سيكون الشعب الأبيض أقلية في أميركا التي ستصير أشبه بدولة عالمية
"
إندبندنت
وتساءلت الصحيفة هل يمكن أن يحدث هذا؟ وهل أوشكت سنوات بوش على الانتهاء بانتخاب رجل أسود مفكر ومتحرر ابن راع كيني مسلم وفلاحة ملحدة من كنساس؟ وهل سنشهد هذا الحدث بعد أقل من 48 ساعة؟
وهمست قائلة "نعم يمكن أن يحدث هذا"، فمع دقات الساعة في منتصف ليل الغد -ما لم تكن استطلاعات الرأي مخطئة أو أكثر خطأ مما كانت من قبل- سيبدأ عصر الرئيس باراك أوباما.
وقالت الصحيفة إن هذا التحول الذي نشهده الآن هو في الحقيقة أربعة تحولات أرضية تزمجر تحت هذه الانتخابات وكلها بدأت قبل أوباما، لكن خطاه الواسعة الهادئة جعلته يدخل التاريخ أسرع مما اعتقد الكثير منا.
وعددت الصحيفة هذه التحولات الأربعة وفصلت فيها ومنها تجاوز السباق، وموت الفلسفة الريغانية، ونهاية وهم أحادية القطب.
وعلقت بأن عصر أوباما لن يختلف كثيرا عن غيره وأن أوباما سيكون ديمقراطيا تقليديا متعدد الأوجه، تاركا كثيرا من الأمور القبيحة في السياسة الأميركية الخارجية على ما هي عليه دون مساس بدءا من سياسات لي الأذرع التي ينتهجها صندوق النقد الدولي والحكومات الفتاكة في مصر وكولومبيا وإسرائيل.
وقالت إن الأجسام المضادة للديمقراطية ليست بالقوة الكافية لقلب النظام المالي أو الجغرافيا السياسية التي تحتاج إلى هذه السياسات، لذلك سيظل هناك كثير من المعارضين لسياسة أوباما الخارجية.
وتساءلت أخيرا ماذا لو كان الشعب الأميركي مشوشا بسبب الخوف من السباق الرئاسي فتحول إلى ماكين في آخر لحظة؟

ليست هناك تعليقات: