الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

أوباما يقر بعجز الأنظمة الأمنية والاستخبارية الأمريكية في مواجهة القاعدة


قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إنه من الواضح بأن خللا في انظمة الامن والاستخبارات قد سمح لشخص معروف بتطرفه ومزود بمواد متفجرة ان يستقل طائرة متوجهة الى الولايات المتحدة في الاسبوع الماضي.

وقال الرئيس اوباما إنه يعتبر هذا الخلل امرا "لا يمكن قبوله بالمرة."

واضاف بأن على الولايات المتحدة استيعاب الدروس من هذه الحادثة الاسراع في اصلاح مكامن الخلل.

يذكر ان النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب كان قد حاول اضرام النار في الطائرة باستخدام مواد حارقة اخفاها في ملابسه الداخلية، الا ان محاولته باءت بالفشل بعد ان تدخل الركاب وطاقم الطائرة.

قال مسؤولان امريكيان إن الحكومة الامريكية تلقت معلومات من اليمن قبل يوم الجمعة الماضي تفيد بأن قادة تنظيم القاعدة في اليمن كانوا يتحدثون عن اعداد "نيجيري" لتنفيذ مهمة ارهابية.

واضاف المسؤولان انه بالرغم من خلو هذه المعلومات من اسم المنفذ، كان امر اكتشافه يسيرا لو قورنت بالمعلومات المتوفرة عن عمر فاروق عبدالمطلب، الشاب النيجيري المتهم بمحاولة تدمير طائرة الركاب يوم عيد الميلاد.

وقال الرئيس الامريكي في تصريح شديد اللهجة إنه طلب الاطلاع يوم الخميس المقبل على النتائج الاولية للتحقيق في الحادث، كما طلب بأن يوافى بالنتائج التفصيلية في غضون الاسابيع القليلة المقبلة.

وقال في التصريح الذي نقلته شبكات التلفزيون إنه رغب بالتحدث الى الشعب الامريكي لأن بعض المعلومات الاولية عن الحادثة قد اثارت مخاوف جدية.

ومضى للقول: "لقد اصبح معلوما على نطاق واسع بأن والد المشتبه به في حادثة يوم عيد الميلاد كان قد حذر المسؤولين الامريكيين في افريقيا من ميول ابنه المتطرفة.

وتبين لنا بأن هذه المعلومة قد وصلت الى احدى اجهزتنا الاستخبارية منذ عدة اسابيع، الا انها لم توزع بشكل فعال ولذا لم يدرج اسم المشتبه به في قائمة الممنوعين من الطيران."

وقال: "عندما تكون في حوزة حكومتنا معلومات عن متطرف معروف الميول، ولا يتم توزيع هذه المعلومات على كافة الاجهزة المعنية بحيث يتمكن ذلك الشخص من ان يستقل طائرة بمعية كمية من المواد المتفجرة الخطرة التي كادت ان تودي بحياة 300 شخص تقريبا، فهذا يعني ان خللا بنيويا قد وقع."

وقال الرئيس اوباما: "يجب ان نتعلم من هذه الحادثة وان نسرع في اصلاح مواطن الخلل في انظمتنا الاستخبارية."

ويعتبر هذا ثاني تصريح يدلي به الرئيس الامريكي حول الحادث في بحر اليومين الماضيين.

ويتعرض الرئيس الامريكي لانتقادات متزايدة بسبب تلكؤه في الرد على العملية الفاشلة بشكل اسرع واقوى.

وقد شرع معارضو الرئيس اوباما في استخدام المحاولة كقضية سياسية الغرض منها اظهاره وكأنه متقاعس في الدفاع عن الامن الوطني الامريكي.

ويتعين على الرئيس الآن الرد على الاسئلة التي بدأ معارضوه بتوجيهها حول نواياه الخاصة بالمعتقلين اليمنيين في سجن جوانتانامو (وعددهم يناهز الثمانين)، خاصة وان الكثيرين منهم متهمون بالانتماء الى تنظيم القاعدة.

وكان وزير الخارجية اليمني قد قال في وقت سابق إن بلاده لم تحصل على الدعم الكافي من الغرب لجهودها في محاربة التنظيم المذكور.

وقال الوزير اليمني إن بين 200 الى 300 من اعضاء تنظيم القاعدة ينشطون في اليمن.

على صعيد آخر، نقلت شبكة سي ان ان الامريكية عن مصادر لم تشأ الكشف عن هويتها قولها إن مسؤولين امريكيين ويمنيين يبحثون الآن عن اهداف محتملة لضربات ربما يجري توجيهها لتنظيم القاعدة في اليمن ردا على محاولة تدمير الطائرة الامريكية.

في غضون ذلك، عبرت وزيرة الاعلام النيجيرية عن قلقها من احتمال استهداف المواطنين النيجيريين نتيجة المحاولة التي نفذها عمر فاروق عبدالمطلب.

وقالت الوزيرة دورا اكونيلي إنها لا تريد لتصرفات شخص واحد ان يضع البلاد باسرها في قفص الاتهام. 

المصدر : نبأ

ليست هناك تعليقات: