الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

مهندس يعمل في "الجدار الفولاذي": العمل يتم بإشراف أمريكي كامل وتسرب المياه سيدمِّر التربة


لجينيات ـ أكد أحد كبار المهندسين المصريين الذين يعملون في بناء "الجدار الفولاذي" الذي تقيمه السلطات المصرية على الحدود مع قطاع غزة أن هناك إشرافًا أمريكيًّا كاملاً من قبل مهندسين، قيل إنهم يعملون في الجيش الأمريكي، على بناء الجدار، وأن بناء الجدار استغرق وقتًا طويلاً في الإعداد له قبل ما يزيد عن ستة أشهر، وأن عملية البناء الفعلي بدأت منذ 3 أشهر وسط حراسة أمنية مشددة.

وقال المهندس -الذي رفض الإفصاح عن اسمه، في تصريح خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الثلاثاء-: "إنه في البداية عقد اجتماعًا مع عدد من الشخصيات الأمنية والهندسية في الحكومة، بالإضافة إلى عدد من المهندسين الأمريكيين الذين كانوا يكشفون عن عمليات حفر الأنفاق منذ العام الماضي، وقالوا لنا إن التربة على الحدود المصرية بدأت تتأثر من تزايد عدد الأنفاق؛ لذلك علينا البدء في بناء جدار يحد من عمل الأنفاق وذلك عبر حوائط فولاذية في باطن الأرض.

وأكد المهندس أنه حتى الآن تمَّ بناء ما يقرب من خمسة كيلو مترات على طول الحدود على محور صلاح الدين، وأن طول المحور 10 كلم ، وتمَّ غرس الحوائط الحديدية في الأرض فيما يقرب من نصف المحور.

وأشار إلى أن الجدار يغرس على عمق (20-30)، ويتكون من صفائح حديدية صلبه طول الواحدة منها 18م وسمكها 50 سم مزود بمجسات تنبه إلى محاولات خرقه.

وحول وضع مواسير لمياه البحر في باطن الأرض قال: "هذا الأمر حقيقي، فهناك ماسورة رئيسية ضخمة تمتد من البحر غربًا بطول 10 كلم باتجاه الشرق، يتفرع منها مواسير في باطن الأرض مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني يفصل بين الماسورة والأخرى 30 أو 40 مترًا؛ حيث تضخ المياه في الماسورة الرئيسية من البحر مباشرة ومن ثم إلى المواسير الفرعية في باطن الأرض، وكون المواسير مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني؛ فإن المطلوب من هذه المواسير الفرعية إحداث تصدعات وانهيارات تؤثر في عمل الأنفاق على طول الحدود".

وأوضح أن ضخ المياه فترة طويلة من شأنه التسبب في مشكلات متفاقمة، قد تؤثر في مناطق واسعة في مدينة رفح وعلى قواعد وأساسات البناء خاصة في المنطقة المحاذية للحدود.

وأشار إلى خطورة تسرب مياه البحر في باطن الأرض، موضحًا أن المياه المالحة لها تأثير بالغ على التربة وأساسات المنشآت، وقال إن ماء البحر لو حدث أن ترسبت في باطن الأرض سيؤدي إلى انهيار التربة في مناطق واسعة بمحاذاة الحدود؛ نظرًا لأن مئات الأنفاق حفرت في تلك المنطقة، مشيرًا إلى أن التربة المصرية لن تتأثر بسبب حمايتها بالجدار المغروس في باطن الأرض.

وأكد المهنس أن غالبية العاملين في مشروع الجدار على قناعة بأنهم يقومون بعمل وطني لحماية الأراضي المصرية لأن الأنفاق التي تستخدم لنقل البضائع وتصديرها إلى غزة تستخدم أيضا في تسريب خليات "إرهابية" من غزة إلى مصر.

وأكد أن عمليات الحفر والبناء مستمرة في الجدار ولم تتوقف في أي وقت، وإنها مستمرة حتى الآن ولا تلتفت لما يدور في وسائل الإعلام، وإن البناء هو قرار سيادي وسياسي لا نقاش فيه.

المركز الفلسطيني للإعلام

ليست هناك تعليقات: