السبت، 26 ديسمبر 2009

موقع: إندلاع اشتباكات في إيران مع حلول ذكرى عاشوراء


طهران (رويترز) - قال موقع جرس الاصلاحي الايراني على الانترنت ان شرطة مكافحة الشغب الايرانية المسلحة بهراوات وغاز مسيل للدموع اشتبكت مع أنصار المعارضة في طهران الذين استغلوا يوم السبت ذكرى عاشوراء في محاولة لتجديد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وتابع أن قوات الامن أطلقت أعيرة نارية تحذيرية في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين وهاجمت أيضا مبنى يضم وكالة الطلبة الايرانية للانباء التي لجأ اليها بعض أنصار المعارضة للاحتماء بها.
وإذا تأكد ذلك فإن اندلاع أعمال عنف بين قوات الامن والمعارضة مع حلول يوم تاسوعاء يوم السبت وعاشوراء يوم الاحد سيسلط الضوء على التوترات المتزايدة في إيران بعد ستة شهور من انتخابات الرئاسة المتنازع على نتيجتها والتي أغرقت إيران في فوضى.
وبالرغم من القبض على كثيرين والحملات الامنية الا أن احتجاجات المعارضة تندلع مرارا منذ انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو حزيران والتي تقول المعارضة انه جرى التلاعب في نتيجتها لضمان فوز الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية.
وقال موقع جرس "تشتبك قوات الامن المجهزة بشكل جيد بعنف مع أنصار المعارضة في العديد من أجزاء وسط طهران... سعى أنصار المعارضة للاحتماء داخل مبنى وكالة الطلبة للانباء لحماية أنفسهم من شرطة مكافحة الشغب التي كانت تستخدم الهراوات لتفرقة الحشود. هاجمت الشرطة مبنى الوكالة."
وأضاف في وقت لاحق "شرطة مكافحة الشغب تطلق أعيرة نارية في الهواء في ميدان انقلاب لتفرقة المتظاهرين الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة."
ولا يتسن التأكد بشكل مستقل من تقارير موقع جرس اذ يحظر على وسائل الاعلام الاجنبية تغطية الاحتجاجات بشكل مباشر. ويبدو أن وكالة الطلبة الايرانية للانباء تعمل بشكل طبيعي.
وقالت شاهدة عيان ان أنصار المعارضة احتشدوا في مجموعات على طول كيلومترات في شارع رئيسي بوسط العاصمة مضيفة "الشرطة لا تسمح لهم بالانضمام لبعضهم البعض."
وكانت الشرطة الايرانية حذرت المعارضة المؤيدة للاصلاح من تنظيم أي مظاهرات جديدة خلال تاسوعاء وعاشوراء وهما اليومان اللذان يحيي فيهما الشيعة ذكرى مقتل الامام الحسين حفيد النبي محمد.
وفي اشارة الى مزيد من الاضطرابات المحتملة أفادت رسائل نصية على الهواتف المحمولة بأن الحركة الخضراء المعارضة حثت الناس على التجمع في نفس المنطقة بطهران صباح يوم الاحد أيضا.
وأشعل فوز أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية أكبر اضطرابات تشهدها الجمهورية الاسلامية منذ 30 عاما.
وتنفي السلطات مزاعم المعارضة بأنه جرى التلاعب في نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو حزيران وصورت الاحتجاجات التي اندلعت بعد الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الغرب للاطاحة بالمؤسسة الدينية متهمة اصلاحيين بارزين بتأجيج العنف بعد الانتخابات.
وألقي القبض على الالاف بعد الانتخابات إلا أن الهيئة القضائية تقول انه أطلق سراح معظمهم ولكن أكثر من 80 صدرت ضدهم أحكام بالسجن مدة تصل الى 15 عاما لصلتهم بالاحتجاجات وأعمال العنف التي اندلعت بعد الانتخابات.
وعقدت الاضطرابات الداخلية لايران خلاف ايران مع الغرب بسبب أنشطتها النووية التي يعتقد الغرب ان لها أهدافا عسكرية في حين تنفي طهران ذلك وتقول ان أهدافها مدنية.
وتأتي التقارير بالاشتباكات التي وقعت يوم السبت قبل أيام من انتهاء المهلة الزمنية التي حددتها القوى العالمية لايران للموافقة على اتفاق صاغته الامم المتحدة بأن ترسل ايران مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج مقابل الحصول على وقود من أجل مفاعل أبحاث في طهران. وتنتهي المهلة الزمنية بنهاية العام.
وتزايدت التوترات في ايران ثانية بعد وفاة رجل الدين المعارض البارز اية الله العظمى حسين علي منتظري عن 87 عاما في مدينة قم الاسبوع الماضي.
وشاركت حشود ضخمة في تشييع جنازته يوم الاثنين وردد بعض الناس هتافات مناهضة للحكومة وتحدثت مواقع للمعارضة على الانترنت عن اشتباكات مع قوات الامن في ثلاث مدن على الاقل في الايام التالية.
وجاءت وفاة منتظري أثناء استعداد البلاد لاحياء ذكرى عاشوراء في 27 ديسمبر كانون الاول وهو احتفال ديني شيعي مهم يتزامن أيضا مع مرور أسبوع على وفاة منتظري وعادة ما تقام مراسم تأبين بعد مرور سبعة أيام على المتوفى في ايران.
ووفقا لمواقع المعارضة على الانترنت فقد حظرت السلطات اقامة مراسم تأبين لمنتظري باستثناء تلك التي أقيمت في قم وفي بلدة نجف أباد مسقط رأسه.
وذكرت مواقع المعارضة يوم الاربعاء أن قوات الامن اشتبكت مع مؤيدي منتظري الذين تجمعوا في اصفهان وهي واحدة من أكبر المدن الايرانية لاقامة مراسم تأبين له. ووردت تقارير أيضا بوقوع اشتباكات في نجف أباد.
ونفى مسؤول إيراني التقارير بوقوع أعمال عنف في اصفهان ملقيا باللوم على وسائل اعلام غربية في "اثارة حرب نفسية" ضد المؤسسة الدينية بنشر مثل هذه التقارير.
من باريس حافظي وفريدريك دال



ليست هناك تعليقات: