الأربعاء، 27 أغسطس 2008

اغتيال الرؤساء.. قصة مألوفة في التاريخ الأميركي

لندن-سانا-رصد إنترنت

قالت التايمز البريطانية إن محاولة اغتيال المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما توافق نمطاً درامياً بدأ على مسرح الأحداث في الولايات المتحدة الأميركية منذ 140 عاماً.

وأشارت الصحيفة إلى ما كتبته دوريس ليسينغ الروائية وصاحبة جائزة نوبل في الأدب قبل عدة أشهر وهي تناقش متوسط عمر باراك أوباما إذا فاز بسباق البيت الأبيض عندما قالت: قد لا يعيش طويلاً في منصب الرئاسة وربما يتعرض للاغتيال.

وعلقت ليسينغ بعد سماعها بالقبض على جماعة مشتبه في ضلوعها في التآمر على اغتيال أوباما في كولورادو بأنها لم تفاجأ بالأمر لأن قصة الاغتيال الرئاسي قد أصبحت متأصلة في الثقافة الأميركية.

وضربت مثلاً بكولن باول عندما فكر في الترشح للرئاسة وانسحب لأن زوجته خافت أن يغتال.

وقالت إن التاريخ السياسي الأميركي يذكر ما لا يقل عن 17 محاولة اغتيال ضد رؤساء واغتيال أربعة من 43 رئيساً وهم في مناصبهم الرئاسية.

وأشارت ليسينغ إلى أن دوافع قتل الرؤساء تتباين كثيراً لكن معظم القتلة يشتركون في صفات معينة وهي الاستياء والرغبة في الانتقام والتوق للشهرة والتصميم على صياغة التاريخ أو عكس تياره موضحة أن القاتل يكون عادة شاباً ويستجمع قوته للقتل تحت تأثير المخدرات أو الخمر وهناك أيضاً عنصر المحاكاة في الاغتيالات الأميركية حيث يكون القاتل متعلقاً بمذكرات قرأها أو فيلم شاهده وانطبع في ذهنه فيحاكي ذلك.

ولفتت إلى أن أول اغتيال رئاسي حدث في مسرح وهذا ما يجعل الاغتيال السياسي في أميركا يبدو كأنه يتبع نمطاً درامياً محدداً فالقاتل يطلق النار في مكان عام ويردي صاحب السلطة العليا قتيلاً برصاصة ويلوذ بالفرار لفترة وجيزة ثم يقبض عليه.

وأضافت ليسينغ أن حبكة الاغتيال محفورة في الثقافة الشعبية الأميركية كما في الأفلام التي لا حصر لها وأن المسدس المتأصل في الحياة الأميركية هو الوسيلة السهلة لمحو الخلاف بين صاحب السلطة والضعيف.

وقالت تايمز إن مأساة محاولة اغتيال أوباما قد تم تفاديها لكن خطر الاغتيال السياسي سيظل متأصلاً في الثقافة الأميركية وهذه هي المأساة الباقية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه يوجد في الولايات المتحدة نحو 900 منظمة تغذي الكراهية بين البيض والسود.

وحسب معهد ريك روس في نيوجيرسي الذي يراقب الطوائف الدينية والحركات المثيرة للجدل فإن ترشيح الحزب الديمقراطي لأميركي افريقي قد أثار حفيظة الناشطين في جماعات تفوق الجنس الأبيض على الملونين.

وأشار المعهد إلى جماعة أخرى لها صلة بالأشخاص الأربعة الذين ألقي القبض عليهم بتهمة التآمر لاغتيال أوباما هي جماعة أبناء الصمت وهي عصابة من راكبي الدراجات النارية البيض العنصريين.

ليست هناك تعليقات: