الأربعاء، 27 أغسطس 2008

الايدز مازال يحيط بالكرة الارضية

صحيفة البشاير المصرية: مازال مرض الايدز من اخطر الامراض التى تهدد البشرية،وهذا ما أكده أحدث تقرير صدر مؤخرا عن البرنامج الانمائى للامم المتحدة حول الايدز لعام 2008، نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، حيث ذكر ان هناك حوالى 33 مليون شخص حول العالم متعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) من بينهم 7و2 مليون شخص مصابون جدد، و50 % من المصابين نساء، بينما مات حوالى مليونى شخص نتيجة لاصابتهم بالمرض.
واشار التقرير إلى أن أغلب دول جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا مازالت تعد أكثر المناطق إصابة بهذا الفيروس حول العالم، حيث بلغ عدد المصابين الجدد نحو 9ر1 مليون شخص عام 2007.
وقال "إن معدلات الإصابة بفيروس الايدز فى كل من مالاوى وجنوب إفريقيا وزامبيا شهدت استقرارا، بينما يوجد نحو 7ر5 مليون شخص متعايش بهذا الفيروس فى دولة جنوب إفريقيا".
وذكر تقرير البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة أن عدد البالغين و الأطفال
المصابين بفيروس الايدز فى أوروبا الشرقية ووسط آسيا يقدر بنحو 5ر1 مليون شخص عام 2007 و69 \% من نسبة الإصابات يعيشون فى روسيا الاتحادية و29 \% فى أوكرانيا.
وتبقى افريقيا جنوب الصحراء المنطقة التى يحصى فيها اكبر عدد من مرضى الايدز فى العالم، حيث تقدر نسبة الاشخاص المصابين بهذا الفيروس بحوالى67\% بينهم 90\% من الاطفال المصابين في العالم.
ويبلغ عدد المصابين فى افريقيا جنوب الصحراء/ 22 مليونا/وفى افريقيا الشمالية والشرق الاوسط: 380 الفا (بينهم 320 الفا في السودان)،وفى جنوب آسيا وجنوب شرقها/ 2،4 ملايين، وشرق آسيا/ 740 الفا/وفى امريكا اللاتينية/ 7،1 مليون / وفى الكاريبى/ 230 الفا/وفى امريكا الشمالية/ 2،1 مليون / وفى اوروبا الغربية
والوسطى/ 730 الفا/.
وأوضح التقرير أن تضاؤل عدد الإصابات فى العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جاء بسبب التوسع فى الاختبارات التى تجرى لمعرفة عدد الاصابات.
وأضاف أن جمهورية إيران الإسلامية أصبحت موطن الإصابة بالفيروس نتيجة لنقل العدوى عن طريق حقن الأدوية.. حيث بلغت نسبة الانتشار ما بين 15 \% إلى 23 \% بين الرجال، كما انتشرت مخاطر نقل هذا الفيروس عن طريق الحقن فى كل من الجماهيرية العربية الليبية وتونس والجزائر والمغرب وسوريا.
وأشار إلى أن حوالى 110 ألاف شخص تم اكتشاف إصابتهم بالفيروس فى أوروبا الشرقية ووسط آسيا-العام الماضى فقط- بينما مات نحو 41 ألف شخص نتيجة لهذه المرض.
وأوضح أن الاصابات الجديدة بهذا الفيروس تتزايد فى كل من جورجيا وأذربيجان وطاجيكستان وكازاخستان وجمهورية المالدوف.. موضحا أنه يوجد حوالى 2 مليون شخص متعايش مع فيروس الايدز فى أمريكا الشمالية وغرب ووسط أوروبا من بينهم 2ر1 مليون شخص فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن السبب الرئيسى وراء ارتفاع نسبة الإصابة بهذا الفيروس فى كندا والولايات المتحدة جاء نتيجة لممارسة اللواط بدون حماية وهى تمثل 40 \% من نسبة الاصابات الجديدة فى كندا و53 \% فى الولايات المتحدة.
وقد أعلن مسؤولون فى القطاع الصحى فى الولايات المتحدة أن عدد الأمريكيين الذين يصابون بفيروس الإيدز سنويا يفوق التوقعات الحالية الموجودة في البيانات الحكومية.
وقال مركز السيطرة والوقاية من الأمراض إن 56 ألف شخص أصيبوا بفيروس الإيدزالعام الماضى ويتجاوز هذا الرقم بشكل كبير التقديرات السنوية وتبلغ 40 ألفا،وللمرة الأولى يمكن باستخدام فحوص دم جديدة تقدر حداثة الإصابة مما يسمح للباحثين بتحديد سنة حدوث الإصابة بالدقة..ووصف المركز هذه النتائج بأنها "صرخة إنذار بأن وباء فيروس الإيدز والمرض نفسه لم يبلغا الذروة بعد".
لم يقتصر انتشار مرض الإيدز على العالم الغربى وافريقيا بل وشمل العالم
العربى وتعمد بعض الحكومات العربية عن عدم الإعلان عن الأرقام الرسمية لتفشّي هذا المرض لعلاقة هذا المرض بشكل مباشر بممارسات غير أخلاقية من وجهة النظر العربية المحافظة.
فتفشى مرض الإيدز يعبر عن امرين هما انتشار العلاقات الجنسية الغير شرعية التى يمنع قانون الدول العربية ممارستها،وتفشى تعاطى والاتجار بالمخدرات فى المجتمع والتى يعاقب عليها القنون العربى بعقوبة قد تصل الى الاعدام فى بعض الدول العربية.
ووفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية فان عدد الأشخاص الحاملين للفيروس فى منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا (الدول العربية،وإيران و إسرائيل) يتراوح بين 470 ألفا إلى 730 ألفا. بينما تبلغ نسبة الإنتشار بها على مستوى العالم 6.1\%. أما عدد الحالات الجديدة التي سجلت العام الماضى، فتقدر بما يتراوح بين 43 ألفا و67 ألفا.
ويقدر عدد الوفيات في العام الماضى ما بين/ 35 ألفا إلى 50 ألفا/. وقد ساعدت الأوضاع المتردية في مناطق جنوب السودان إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار الفقر والبطالة والأمية وغياب الأنظمة الصحية، على انتشار المرض. و يعاني منه أكثر من ثلاثمائة مليون شخص في المناطق الواقعة إلى الجنوب من الصحراء الكبرى،وتعتبر النسبة الأعلى فى المنطقة فى السودان -وذلك وفقا لاحصائيات المنظمة للعام الماضى،الاستثناء الأبرز في الشرق الأوسط، فهو به أكبر عدد من الإصابات، حيث تمثل العلاقات الجنسية غير الآمنة بين الجنسين العامل الأكثر أهمية وراء ارتفاع مخاطر العدوى.
وتعتبر جيبوتي أيضا من أكثر بلاد الإقليم العربية إصابة بعدوى الوباء (339
مصابا لكل 100 ألف)، تتبعها عمان وقطر و البحرين و الكويت، ثم تونس و المغرب.
وتمثل العلاقات الجنسية مدفوعة الثمن دون وقاية من العدوى عاملا رئيسا في الانتشار الوبائي للفيروس، على نطاق الإقليم العربية كله.
فى حين يبقى التعرض لأدوات الحقن (الأبر) الملوثة أو استخدامها الطريق
الأساسي لانتقال العدوى بفيروس نقص المناعة فى أفغانستان وإيران وليبيا وتونس، كما يساهم الأمر نفسه (ربما بدرجة أدنى) في الحالات الوبائية بالجزائر و المغرب و سوريا.
ومصر من البلدان التى يوجد فيها انتشار بطىء للمرض والفيروس المسبب له..
وتعتبر النساء أكثر عرضة من الرجال للاصابة بفيروس الايدز،وفى أفريقيا هناك ما معدله 13 امرأة مصابة بالعدوى مقابل كل 10 رجال مصابين بالعدوى فى الدول الافريقية جنوب الصحراء..بينما ارتفع خلال العامين الماضيين فقط عدد النساء المصابات فى شرق اسيا الى 56 \% من المصابين بالمرض،أما فى أوروبا الشرقية ووسط آسيا فقد ارتفع الرقم الى 48 \%.
ويذكر صندوق الامم المتحدة لمكافحة الايدز ان هناك عدة اسباب وراء هذا
الارتفاع الكبير منها ان النساء اكثر عرضة بيولوجيا من الرجال للاصابة بعدوى الايدز حيث ان انتقال العدوى من الرجل للمرأة اسهل من حدوث العكس..كما تنتشر فى القارة الاسيوية وفى جزر الكاريبى وفى جنوب الصحراء عادة ممارسة الرذيلة للحصول على السلع والخدمات الاساسية.
ويعتبر الاطفال من اكثر الفئات تضررا من مرض الايدز فى العالم، فوفقا
لتقرير لمنظمة اليونيسيف صدر فى يوليو الماضى فان عدد الاطفال الذين فقدوا احد ابويهم او كليهما بسبب الايدز قفز خلال العامين الماضيين من 5و11 مليون طفل الى 15 مليون طفل.
ويحذر التقرير من أنه خلال السنوات الست القادمة ستصبح مناطق افريقيا جنوب الصحراء الكبرى موطنا لحوالى 50 مليون طفل يتيم حيث سيكون اكثر من ثلث هؤلاء الاطفال قد فقدوا احد ابويهم او كليهما نتيجة الاصابة بالايدز.
وذكرت وكالة معنية بالصحة تابعة للأمم المتحدة ان مئات الالاف من الأطفال
يموتون بسبب مرض الايدز فى الدول النامية لعدم حصولهم على العلاج المتاح بالفعل في اماكن أخرى.
وأظهر التقرير ان 11 في المائة فقط من النساء الحوامل المصابات بفيروس "اتش اي في" في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل يتناولن عقاقير لمنع انتقال المرض المدمر للمناعة الى اطفالهن اثناء الولادة وان كثير من الاطفال الذين يولدون مصابين بفيروس "اتش اي في" لايجري تشخصيهم وبالتالي لا يتلقون أي علاج.
وبالرغم من الارقام المخيفة حول انتشار مرض الايدز فى العالم الاانه لايزال هناك املا فى علاجه،ويتلقى حاليا حوالى ثلاثة ملايين شخص علاجا مضادا للفيروس في الدول ذات الدخل المنخفض او المتوسط ووضعت الحكومات حوالى 10 مليارات دولار تحت تصرف البرامج الخاصة بمكافحة الايدز فى عام 2007 والفيروس المسبب لمرض الايدز يؤدي إلى التدمير التدريجى للمناعة المكتسبة فى جسم الإنسان.
ويجمع الأطباء والباحثون في العالم على أنه نتيجة لانهيار جهاز المناعة، يصبح المريض عرضة للإصابة بالأمراض والسرطانات النادرة التى لا يستطيع الجسم السليم التغلب عليها.وقد تم تشخيص مرض الإيدز في باديء الأمر (ثمانينات القرن العشرين) بين المثليين ومتعاطى المخدرات الذين يتشاركون في الحقن الغير معقمة أثناء تعاطيهم للمخدّر. وفي تسعينيات القرن العشرين، أصبح مرض الإيدز وباءً عالميا ويتصدّر المثليون قائمة المصابين بهذا المرض الخبيث الا ان الرجال والنساء والأطفال قد نالوا حصتهم من هذا المرض نتيجة انتقال العدوى.
ويذكر الاطباء والعلماء ان مرض الايدز من الأمراض التي لم يجد لها الطبّ
الحديث علاجاً وعادة ما يموت المصابون بمرض الإيدز بعد بضعة سنوات من تاريخ التشخيص.
وعلى الرغم من توفر عقاقير قد تطيل من عمر المريض إلى عشرين سنة مع وجود فيروس الإيدز في جسم المصاب،الا ان معظم المصابين فى الدول الفقيرة لايملكون سبل الحصول عليهااو تحمل تكلفتها. و تعانى العديد من هذة الأدوية من تطور مناعة الفيروس لها بحيث أنها تفقد تأثيرها.
وبالرغم من التحسن البطيء فى العلاج لازال هناك املا فى اكتشاف الدواء الذى يتغلب على مرض الايدز.وقد نشطت الأبحاث العلمية فى كافة بلدان العالم وستظل مستمرة للمزيد من التجويد والتطوير لإنتاج الأدوية الفعالة والمختلفة بدورها في طريقة الأداء وذلك سواء في القضاء على فيروس الإيدز أو تقوية وتنشيط الجهاز المناعي للمريض.
وهناك دراسات يقوم بها بعض العلماء على مجموعة من العقاقير المضادة
للفيروسات، وهذه العقاقير تعمل بإسلوب مختلف عن أدوية الإيدز التقليدية حيث أن الدواء الحالي يوقف نمو فيروس الإيدز عندما يدخل خلية الجسم. ولكن العقاقير الجديدة ستمنع الفيروس من النفاذ إلى الخلية السليمة.

ليست هناك تعليقات: