السبت، 30 أغسطس 2008

مكين يفجر مفاجأة باختيار حاكمة الاسكا لمنصب نائبة الرئيس

دايتون (اوهايو) (رويترز) - فَجَر الجمهوري جون مكين مفاجأة يوم الجمعة باختيار حاكمة الاسكا سارة بالين لشغل منصب نائب الرئيس ليضيف شخصية مغمورة سياسيا الى بطاقته الرئاسية يمكن ان تساعده في اجتذاب أصوات النساء.

وبالين (44 عاما) محافظة تتولى للمرة الأولى منصب حاكم الاسكا ولها آراء قوية مناهضة للإجهاض وسجل من الاتجاه المحافظ في الإصلاح والناحية المالية وتنظر الى واشنطن بعيون من ليسوا جزءا منها.

وقال مكين وسط هتافات حشد ضم 15 الفا من مؤيديه في دايتون بولاية أوهايو "هي بالضبط من احتاجه. هي بالضبط من يحتاجه هذا البلد لمساعدتي في مكافحة نفس سياسات واشنطن القديمة الخاصة بي أولا وبالبلد ثانيا."

وجاء اختيار بالين في حين كانت التوقعات تتركز على قائمة لأسماء أكثر خبرة وشهرة مع اجتذاب سناتور أريزونا للأضواء السياسة بعيدا عن منافسه باراك اوباما بعد يوم من قبول أوباما ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض انتخابات الرئاسة أمام حشد ضم 75 الف مؤيد يلوحون بالاعلام في ملعب لكرة القدم في دنفر.

وقالت بالين التي انضم اليها على المنصة زوجها وعائلتهما "سناتور.. يشرفني اختياري لاكون رفيقتك في الانتخابات. سيشرفني ان أخدم بجوار الرئيس القادم للولايات المتحدة."

واضافت بالين وهي لخمسة أبناء تتراوح أعمارهم بين 18 عاما وخمسة أشهر "المهمة واضحة.. في الأيام السبعة والستين القادمة سآخذ حملتنا الى كل جزء من بلدنا ورسالتنا للاصلاح لكل ناخب من كل خلفية في كل حزب سياسي او بدون حزب على الاطلاق."

وتابعت "كحاكمة تصديت للسياسات القديمة كالعادة." وتابعت "هذه لحظة تظهر فيها أهمية المبدأ والاستقلال السياسي."

وسيواجه مكين وبالين أوباما ورفيقه جو بايدن الذي اختاره لمنصب نائب الرئيس في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وجاء الاختيار بعد أيام من التكهن بشأن قرار مكين مع استبعاد أغلب الأسماء المعروفة مثل حاكم ماساشوستس ميت رومني وحاكم مينيسوتا تيم بولنتي على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وسبق ان عملت بالين رئيسة لبلدية مدينة واسيلا في الاسكا وهي غير معروفة تقريبا على المستوى القومي. ويمكن ان يضر ذلك بانتقادات مكين لأوباما سيناتور ايلينوي الذي يخدم في الكونجرس لأول مرة حيث يقول انه يفتقد الخبرة اللازمة لمعالجة امور البيت الأبيض.

لكنها يمكن ان تساعده في اجتذاب أصوات مؤيدي هيلاري كلينتون المستائين بعدما خسرت سناتور نيويورك معركة مريرة مع أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وأشارت بالين الى انجازات كلينتون والديمقراطية جيرالدين فيرارو التي أصبحت عام 1984 أول امرأة ترشح لمنصب نائب الرئيس عن حزب كبير.

وقالت "تركت هيلاري 18 مليون شقا في اعلى وأقسى سقف زجاجي في أمريكا" مشيرة الى 18 مليون صوت حصلت عليها كلينتون في الانتخابات التمهيدية. وأضافت "اتضح ان نساء أمريكا لم ينتهوا بعد.. ويمكننا ان نحطم السقف الزجاجي مرة واحدة وللأبد."

ويمثل اختيار بالين مخاطرة بالنسبة لمكين بالنظر الى افتقارها للخبرة على المستوى القومي لكن سجلها في الاسكا سيساعده في تعزيز رسالته الاصلاحية. وكونت بالين سمعة كاصلاحية في ولاية منيت حديثا بفضائح فساد.

وانتخبت عام 2006 لتصبح أول امرأة تشغل منصب حاكم الاسكا. وهي أيضا رياضية مغرمة بالرياضة وستبث شبابا وحيوية في البطاقة الانتخابية. ويكمل مكين يوم الجمعة عامه الثاني والسبعين وسيصبح أكبر شخص يتولى الرئاسة للمرة الأولى اذا فاز في انتخابات نوفمبر.

وسرعان ما دارت المساجلات بين الحملتين حول أيهما أكثر خبرة.. سناتور ايلينوي الشاب الذي يخدم في الكونجرس لأول مرة أم حاكمة الاسكا الشابة التي تتولى المنصب لأول مرة.

وقال بيل بيرتون المتحدث باسم أوباما "اليوم وضع جون مكين رئيسة البلدية السابقة لمدينة يسكنها تسعة آلاف شخص وخبرتها في السياسة الخارجية معدومة على مسافة قيد انملة من الرئاسة." واضاف انها ستعمل على إبطال حقوق الإجهاض وستواصل السياسات الاقتصادية للجمهوريين.

وردت جيل هازلبيكر المتحدثة باسم مكين قائلة "انها جرأة كبيرة من حملة أوباما ان تقول ان الحاكمة بالين ليست مؤهلة لتكون نائبة للرئيس. ان لديها سجلا من الانجازات.. ببساطة لا يمكن للسناتور أوباما ان يجاريه."

وهنأ أوباما وبايدن في بيان مشترك بالين على اختيارها.

وقال البيان "انها علامة مشجعة أخرى على ان الحواجز القديمة تسقط في حياتنا السياسية." وأضاف البيان "رغم اننا نختلف بوضوح بشأن أفضل الطرق لقيادة هذا البلد للأمام فان الحاكمة بالين شخصية مثيرة للإعجاب وستضيف صوتا جديدا قويا لهذه الحملة."

وفي حالة الفوز ستصبح بالين أول إمرأة تشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي لتضيف عنصرا تاريخيا آخر لسباق رئاسي حافل بانجازات غير مسبوقة. وأوباما (47 عاما) هو أول أسود يرشحه حزب أمريكي رئيسي لمنصب الرئاسة.

ونادرا ما يكون لاختيار نائب الرئيس أثر كبير على السباق الرئاسي. وستلتقي بالين مع بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في مناظرة في اكتوبر تشرين الأول.

ويفتتح مكين والجمهوريون مؤتمرهم القومي يوم الاثنين.

وهاجم أوباما في خطاب قبوله للترشيح يوم مكين وربطه بالسياسات الجمهورية للرئيس جورج بوش. وقال أيضا ان مكين بعيد عن المشاغل اليومية للأمريكيين.

ويتساوى أوباما ومكين حاليا في استطلاعات الرأي.

من جيف ميسون

ليست هناك تعليقات: