الاثنين، 18 أغسطس 2008

امريكا تحث حلف الاطلسي على تقليص علاقاته مع روسيا

روكسل (رويترز) - قال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة ستدعو حلفاءها في حلف شمال الاطلسي يوم الثلاثاء الى بحث تعليق الاجتماعات الوزراية مع موسكو للضغط على روسيا كي تحترم اتفاقا للسلام بشأن جورجيا.

وقالت روسيا في المقابل إن التعاون في فترة ما بعد الحرب الباردة مع الحلف لحق به الضرر بسبب دعم الحلف لجورجيا في الصراع بشأن الاقليمين الانفصاليين الجورجيين اللذين تدعمهما روسيا وقد يشهد مزيدا من التدهور اذا نالت جورجيا عضوية الحلف.

وقالت متحدثة باسم الحلف ان وزراء خارجية الدول الست والعشرين الاعضاء في الحلف سيتعهدون في اجتماع طاريء في بروكسل بدعم جورجيا وسيؤكدون الوعد بحصولها على العضوية في المستقبل.

ودعت واشنطن الى الاجتماع لاعادة النظر في العلاقات مع موسكو ومناقشة تقديم مساعدة لجورجيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي وحصلت على وعد بالحصول على عضوية حلف الاطلسي في نهاية المطاف في قمة عقدت في بوخارست في ابريل نيسان.

وقال مسؤول امريكي كبير اشترط عدم نشر اسمه إنه لا دليل بعد على ان موسكو بدأت سحب قواتها من جورجيا وان الحلف سيبحث تعليق الاجتماعات الوزارية مع روسيا "كحد أدنى".

واضاف "لا نريد وضعا نكون فيه في علاقة مجمدة ما... لكن الى ان تسحب روسيا قواتها من جورجيا وتحترم الاعراف الدولية للقرن الحادي والعشرين لا يمكننا الاستمرار وكأن شيئا لم يكن."

وقال ديمتري روجوزين مبعوث روسيا لدى الحلف ان موسكو ستراقب عن كثب اجتماع الحلف وحذر من انه "اذا اتخذت هذه القرارات في حقيقة الامر لحساب المعتدي الجورجي فلن نتمكن من الحفاظ على نوعية علاقتنا مع حلف الاطلسي وجدول أعمالها."

واضاف "اليوم نجد ما يحفزنا بشدة على وضع كل أوجه تعاوننا المحتمل مع حلف الاطلسي قيد الدرس" مضيفا ان من بين اوجه التعاون موافقة روسيا لحلف الاطلسي على عبور اراضيها للوصول الى افغانستان.

وبعد ان استمر التوتر لشهور بين جورجيا وروسيا تفجر الوضع يوم السابع من اغسطس اب عندما سعت تفليس الى استعادة سيطرتها على منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية. وردت روسيا بهجوم واسع النطاق وصل الى قلب الاراضي الجورجية.

وروسيا غاضبة بسبب وعد الحلف لجورجيا بالحصول على عضويته. فالعضوية تعني ان يصل زمام الحلف مباشرة الى الحدود الجنوبية لروسيا ويعتقد كثير من المحللين ان وعدا مشابها لاوكرانيا بالحصول على عضوية الحلف كان سببا للقتال الذي دار هذا الشهر.

وقال دبلوماسيون ان دول الحلف ما زالت تناقش بيانا للاجتماع الوزاري حيث تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا ودول شرق اوروبا الى اتباع نهج متشدد بينما تتوخى الدول الاخرى مزيدا من الحذر.

وروسيا مورد اساسي للطاقة ولا يرغب بعض الاعضاء البارزين في الحلف مثل فرنسا والمانيا في استعداء موسكو.

وهونت متحدثة باسم الحلف من شأن تقارير تحدثت عن انقسامات بين أعضاء الحلف وقالت انه يتوقع توجيه "رسالة قوية" الى روسيا تدعوها الى الالتزام بوقف اطلاق النار وبتعهدها بسحب قواتها وبالية دولية للسلام.

وقالت المتحدثة كارمن روميرو ان الوزراء سينقلون " رسالة تضامن واضحة للغاية مع جورجيا" ويؤكدون الالتزام بمنحها العضوية في المستقبل.

وذكرت انه يتوقع ايضا ان يوافق الحلف على تقييم الاضرار التي لحقت بالبنية التحتية الجورجية بينما تذكر مسودة للبيان انه يتعين ان يستند اي حل للصراع على احترام "استقلال وسيادة ووحدة اراضي" جورجيا.

واستبعدت واشنطن موسكو من مناقشات في مجموعة الثماني واوضحت ان عضوية روسيا في منظمات مثل منظمة التجارة العالمية قد تكون عرضة للخطر.

ومنع الحلف بالفعل سفينة روسية من الانضمام الى مناورات للتدريب على مكافحة الارهاب ولم يوافق على طلب روسي بعقد اجتماع طاريء بشان الازمة في القوقاز.

لكن محللين يقولون ان عزل موسكو ليس حلا ممكنا من الناحية العملية فيما يبدو بالنسبة لواشنطن بسبب الاهمية البالغة لروسيا. فاذا تدهورت العلاقات الى ما كانت عليه اثناء الحرب الباردة فهناك امور كثيرة معرضة للخطر منها التعاون في الامم المتحدة من اجل التصدي للطموحات النووية لايران وكوريا الشمالية وامكانية الوصول الى اسيا وأفغانستان.

(شارك في التغطية بيت هاريسون وكارستين لايتس)

من ديفيد برونستروم

ليست هناك تعليقات: