الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

اليمن: 16 قتيلاً بهجوم للقاعدة على السفارة الأمريكية بصنعاء

صنعاء، اليمن (CNN)-- بعد أقل من أسبوع على الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، شن مسلحون يُعتقد أنهم موالون لتنظيم القاعدة، هجوماً على السفارة الأمريكية بالعاصمة اليمنية صنعاء، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل، وإصابة آخرين، لم يتضح عددهم على الفور.

وأكد مسؤولون يمنيون وأمريكيون أن الهجوم، الذي استخدمت فيه سيارتان مفخختان ومتفجرات، أسفر عن مقتل ستة من أفراد الشرطة اليمنية، إضافة إلى أربعة مدنيين، بينما قُتل ستة مهاجمين، فيما لم يُصب أحد من موظفي السفارة.

وقال المتحدث باسم السفارة اليمنية في واشنطن، محمد الباشا، إن ستة مهاجمين، كان أحدهم يرتدي حزاماً ناسفاً، قُتلوا أثناء الهجوم على السفارة الأمريكية في صنعاء، مشيراً إلى أن السلطات اليمنية تعتقد أن الهجوم من تدبير وتنفيذ تنظيم القاعدة.

وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن مجموعة محلية تُطلق على نفسها اسم "جماعة الجهاد الإسلامي في اليمن"، التي ترتبط بتنظيم القاعدة، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أنه لم يتسن لـCNN تأكيد تلك التقارير من مصادر مستقلة.

وذكرت مصادر لـCNN بالعربية أن الهجوم بدأ مع اقتراب أشخاص يستقلون سيارتين من الطوق الأمني الخارجي المحيط بالسفارة على بعد كيلومتر منها، وكان ركاب السيارة الأولى يرتدون ملابس الشرطة، وقد حاولوا التحدث إلى عناصر الأمن اليمني المكلفة بالحراسة، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهة مسلحة استُخدم خلالها الرصاص والقذائف الصاروخية.

واستغلت السيارة الثانية، التي كانت محمّلة بالمتفجرات، الاشتباك للتقدم واختراق البوابة الخارجية للطوق الأمني، غير أنها لم تتمكن من اجتياز الطوق الثاني البعيد بدوره عن السفارة، فانفجرت عند بوابته.

وقال شهود عيان أن تعزيزات أمنية كبيرة بدأت تصل إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم، والمعروفة بحي السفارات شرقي صنعاء، وتُشاهد ثلاث أو أربع مروحيات في الأجواء حالياً.

من جانبه، قال راين غليها، الناطق باسم السفارة الأمريكية في صنعاء إن هناك "العديد من الضحايا" جراء الهجوم، غير أنه ذكر عدم توفر معلومات لديه تحدد هويتهم أو عددهم.

وقال غليها، في حديث مع شبكة CNN إن السفارة كانت تدرك حساسية الوضع الأمني في اليمني، خاصة "لجهة المخاطر الإرهابية المحتملة على المصالح الأمريكية."

ونقل موقع "26 سبتمبر" الرسمي عن مصدر أمني قوله أن قوات الأمن التي تتولى حراسة مبنى السفارة الأمريكية بصنعاء "تمكنت في الساعة التاسعة والنصف صباحاً من إفشال هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين كانتا تستهدفان مبنى السفارة الأمريكية."

وقال المصدر إن السيارتين حاولتا اقتحام الحواجز الأمنية المقامة في محيط مبنى السفارة "وقد تمكن أفراد الحراسة من تفجيرها بعيداً عن المبنى وأدى ذلك إلى مصرع 6 من العناصر الإرهابية المهاجمة كان من ضمنهم شخص يحمل حزاماً ناسفاً كما أدى الحادث إلى مقتل 4 مدنيين من بينهم رجل وزوجته وحارس أمن مدني ومواطنة هندية كانت تمر في الشارع."

وذلك إلى جانب مقتل ستة من جنود الأمن الذين يتولون حراسة السفارة وإصابة ثلاثة آخرين منهم في حين لم يتعرض مبنى السفارة الأمريكية لأي أضرار، كما لم يصب أي من العاملين فيها بأي إصابات.

وكان شهود عيان قد أشاروا إلى أن عدداً من التفجيرات دوت في العاصمة اليمنية، صنعاء، على مقربة من موقع السفارة الأمريكية، وذكر شاهد عيان بريطاني تحدث إلى شبكة CNN أنه سمع انفجاراً قوياً ترك "كرة لهب" قرب السفارة، تبعه تبادل بإطلاق النار لدقائق، ليُسمع بعد ذلك صوت المزيد من الانفجارات.

وأضاف الشاهد الذي يقطن مقابل مجمع السفارة الأمريكية إنه لم يرى ضحايا جراء العملية، لكنه سمع من بعض السكان المحليين أن عدد المصابين "كبير،" مشيراً إلى أن الانفجار الأول أدى إلى اهتزاز المبنى الذي يسكن فيه.

وقال شهود عيان تحدثوا لموقع CNN بالعربية إن سكان المنطقة المحيطة بالسفارة أبلغوا عن سماع تفجيرات، أعقبها إطلاق نار واندلاع حريق كبير في المنطقة.

ونقل موقع "المؤتمر نت" الإلكتروني التابع لحزب المؤتمر الحاكم، أن أجهزة الأمن تفرض طوقاً أمنياً مشدداً على مبنى السفارة،" مشيراً إلى معلومات حول تعرض المبنى لهجوم بسيارة مفخخة "أعقبه دوي عدة انفجارات متتالية."

وكانت السفارة الأمريكية في صنعاء قد تعرضت في مارس/آذار الماضي لهجوم بقذائف هاون أسفر عن مصرع شخص واحد وإصابة ستة.

ودفع ذلك السلطات الأمريكية إلى الطلب من موظفيها غير الأساسيين في سفارتها باليمن مغادرة البلاد في الثامن من أبريل/نيسان، على ضوء ازدياد المخاوف الأمنية.

ويعود الهجوم الأخير على السفارة الأمريكية باليمن قبل العام الحالي إلى الحادي والعشرين من آذار/ مارس 2003 عندما قتل شخصان وأصيب عشرات آخرين حين اشتبكت الشرطة مع متظاهرين حاولوا اقتحام السفارة الأمريكية في اليمن، عندما تجمهر حوالي 30 ألف متظاهر ضد الهجوم الأمريكي على العراق.

advertisement

وتمتلك الحركات المتشددة وجوداً قوياً في اليمن، ويضم معتقل غوانتانامو الأمريكي العديد من المعتقلين اليمنيين الذين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن.

وقد أجرت صنعاء عدة محاكمات لقياديات من القاعدة، كما شهدت البلاد حالات فرار لعناصر من التنظيم.

ليست هناك تعليقات: