الخميس، 4 سبتمبر 2008

مقتل أربعة متشددين في هجوم صاروخي أمريكي مشتبه به في باكستان

اسلام اباد (رويترز) - أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار مُشتبه بها صواريخ على منزل في منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية فقتلت أربعة من المتشددين الاسلاميين بعد يوم واحد من قيام قوات كوماندوس أمريكية بقتل 20 شخصا في هجوم عبر الحدود.

واستهدف الهجوم الأخير منزل رحمن والي وهو من رجال القبائل في منطقة محمد خيل في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية قرب الحدود مع أفغانستان حيث يختبيء المتشددون.

وقال شاهد في المنطقة لرويترز طلب عدم ذكر اسمه "يبدو ان طائرة بدون طيار أطلقت ثلاثة صواريخ ". وأُصيب خمسة متشددين في الهجوم.

ولم يتسن الوصول على الفور الى مسؤولين عسكريين للتعليق ولم يعرف ما اذا كان أي من كبار قادة القاعدة بين القتلى أو المصابين.

ونفذت القوات الأمريكية يوم الاربعاء هجوما قبل الفجر شنته قوات حملتها طائرات هليكوبتر على قرية انجور ادا في منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الأفغانية في أول غارة يعرف ان قوات قيادة الولايات المتحدة شنتها داخل باكستان منذ غزو أفغانستان في عام 2001 .

ولم تعلق الولايات المتحدة وهي مصدر رئيسي للمعونات لباكستان التي تملك أسلحة نووية رسميا على الهحوم رغم ان مسؤولين في واشنطن قالوا ان قوات كوماندوس أمريكية هاجمت هدفا للقاعدة في تحرك ربما يشير الى جهود أمريكية أكبر لإحباط أعمال العنف التي يقوم بها المتشددون عبر الحدود.

ومنطقتا شمال وجنوب وزيرستان ملاذ رئيسي لمتشددي القاعدة وطالبان.

وتصاعد الغضب في باكستان الحليف القوي للولايات المتحدة بعد هجوم الاربعاء وقالت وزارة الخارجية ان باكستان عازمة على الدفاع عن سلامة ووحدة أراضيها.

وقال مسؤولون ان 20 شخصا قتلوا بينهم نساء وأطفال واستدعت الحكومة المدنية الجديدة الأكثر حساسية تجاه الغضب الشعبي السفيرة الأمريكية لدى اسلام أباد لتقديم احتجاج غاضب.

وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي ان الهجوم انتهاك مخز لكل قواعد الاشتباك المتفق عليها مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.

وقال قريشي أمام الجمعية الوطنية "لن نتنازل أمام أي انتهاك لسيادتنا."

وقال "سندافع ولدينا تصميم قوي وإجماع وطني في باكستان على الدفاع عن سلامة ووحدة أراضينا." وتبنى مجلسا البرلمان في وقت لاحق قرارين يدينان الهجوم.

وتقول الولايات المتحدة ان متشددين ينتمون للقاعدة وطالبان يتمركزون في أماكن آمنة في مناطق قبائل البشتون في شمال غرب باكستان على الحدود الافغانية ينطلقون لشن هجمات في أفغانستان وباكستان ويخططون لأعمال عنف في الغرب.

ورغم ان باكستان حليف للولايات المتحدة في الحملة التي لا تتمتع بشعبية ضد الارهاب الا انها ترفض قيام قوات اجنبية بشن غارات داخل أراضيها.

غير انه وقعت هجمات صاروخية عديدة ضد متشددين في باكستان يعتقد ان طائرات بدون طيار تقوم بتشغيلها قوات امريكية هي التي شنتها.

وقال محللون ان هجمات مثل التي وقعت يوم الاربعاء ستضع العلاقات بين الحليفين محل اختبار.

وقال وزير الخارجية السابق شمشاد احمد خان "شعب باكستان غاضب. ويريد اعتذارا على الاقل وتاكيدات بان هذ النوع من العمليات لن يتكرر. فقد يكون له تأثير لا يمكن إصلاحه على العلاقات في المدى الطويل."

ومنذ تولى حكومة بقيادة مدنية السلطة في باكستان بعد الانتخابات التي جرت في فبراير شباط هناك قلق متزايد من ان العمليات العسكرية الامريكية أصبحت أكثر شدة في المناطق القبلية على حدود افغانستان.

وقالت محللة الشؤون العسكرية عائشة صديق "هذا ما تخشاه باكستان" مضيفة انها تتوقع المزيد من الضربات الامريكية.

وبينما كانت حكومة الرئيس السابق برويز مشرف في الماضي يمكن ان تتجاهل غضب الجماهير فان الحكومة المدنية التي يقودها أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو تشعر بالضغوط الشعبية.

ويُنظر الى آصف على زارداري الذي يوشك ان يصبح رئيسا للبلاد في اقتراع يجريه المشرعون يوم السبت على انه يتمتع بنفس القدر من العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة لكن الباكستانيين وكثير منهم يكن مشاعر مناهضة للامريكيين يتوقعون منه ان يتخذ موقفا.

وكرر زارداري في مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست تصميمه على هزيمة تمرد طالبان في باكستان وضمان عدم استخدام اراضي باكستان لشن هجمات على افغانستان. ولم يشر الى الهجوم الاخير.

وقال المتحدث العسكري الباكستاني الميجر الجنرال أطهر عباس تعليقا على هجوم الاربعاء ان مثل هذه الهجمات تخاطر بدفع الناس الى احضان المتشددين وتحرض على انتفاضة في المناطق القبلية.

من ذي شان حيدر

ليست هناك تعليقات: